بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إكمالاً لموضوع الإصابة المتكررة بالفيروسات في موسم الأنفلونزا بين أكتوبر ونيسان ذكرت أن هذه الإصابات قدرت في كثير من الدراسات بأنها 90% تقريباً فيروسية Viral Infection.
وهذا مهما كان نوع الفيروس ومهما كان الموضوع يجب أن نفهم أمراً مهماً جداً ويكون واضحاً في أذهان الآباء والأمهات لأنهم هم الذين يباشرون بعلاج الطفل.
فيروس الأنفلونزا لا علاج له
بالدرجة الأولى أوجه الكلام لزملائنا الأطباء عندما لا يكون لدي دليل قطعي في التحليل وحتى دليل سريري أن الموضوع بكتيريا وليس فيروس لا أستعمل المضاد.
لأنه لا يوجد على وجه الأرض مضاد حيوي عادي Anti-Bacterial يفيد في محاربة الفيروسات.
هناك مضادات فيروسات في حالات خاصة وفي إصابات خاصة ليس مجال ذكرها الآن، ولكنها نادرة جداً.
بشكل عام الإصابات التنفسية العلوية 90% منها فيروسية وبالتالي أن 90% لا يفيدني المضاد لا من قريب ولا من بعيد مهما كان نوعه.
فلو فرضنا جاءني 100 طفل وإحصائياً حسب الدراسات فإن 90% منهم إصابته فيروسية علوية Upper Respiratory Tract Infection with Virus لا تحتاج مضاداً.
ولو أخذ الجميع تناول مضاداً فأنا في 90% مخطئ، فلو لم أعطيهم جميعاً مضاداً فنسبة الخطأ لدي 10% فأي الخطتين أولى بالاتباع؟
حرارة معندة
أنتم كأمهات وآباء ستتبعون الخطة الثانية وهي ألا أعطي مضاداً وأصبر، إلا أن كان هناك أعراض خطيرة مثل حرارة معندة ولا تستجيب مع الخافض فيجب أن يفحصه الطبيب لعل هناك أمر خفي لا يظهر.
فالطفل طريح الفراش رخو يخاف عليه من التهابات شديدة أو حمى شوكية أو مشكلة يجب أن يفحصه طبيب.
آلام أذنية
إذا كان هناك أي شكل من الأشكال شعور أن هناك ألم في الأذن سواء كان طفلاً واعياً وشكى من أذنه فعلاً أو لو اقتربنا من الأذن وحركناها بحركة بسيطة أخذ يصرخ الطفل.
فمعنى ذلك هناك احتمال التهاب أذن وسطى ويجب أن يأخذ كورس مضاد لمدة عشرة أيام.
أعراض خارج الجهاز التنفسي
فمثلاً الطفل لديه كحة وسيلان ولكن يوجد طفح جلدي ملأ كل الجلد أو إسهال شديد أو إقياء حاد فهذا خارج الجهاز التنفسي.
في هذه الحالات يجب فحصه واتخاذ قرار قد يكون هناك تدخل آخر لكن الإصابة الأساسية الفيروسية ليس لها مضاد على وجه الأرض.
دعم مناعة الطفل
يمكننا أن ندعم المناعة بإعطائه السوائل الدافئة والعصير المنشط و الفيتامين C ونعطيه خافض للحرارة كي لا تبقى الحرارة مستمرة.
ونراعي الحالة العامة ريثما ينتهي السير المرضي بالفيروس إلى نهايته.
طبعاً إذا كان الطفل عنده استعداد حساسية كما ذكرت في حلقة سابقة نعالج الحساسية سواء حساسية أنف و حساسية الصدر ولكن الأنفلونزا بحد ذاتها ليس لها مضاد.
ويجب أن نعلم هذا وأن نتحرز من الإسراف في استعمال المضادات لأنها ليست في مصلحة الطفل بل تؤثر على مناعته ولا تفيد في الإصابة الفيروسية.