أعراض وعلاج القولون العصبي
أنا الدكتور جميل قدسي، اليوم سنتحدث عن موضوع مهم، أنا طبيب بشري وفي نفس الوقت درست الماجستير في الطب البديل، من جامعة ويستمنستر في بريطانيا.
اضافة إلى ذلك، قمت ببحث اسمه أسس علم التغذية في القرآن، وهو بحث في خمسين ألف صفحة، وقد بدأت به منذ عام 2000 إلى الآن يزداد ويتطور.
موضوع اليوم القولون العصبي، واخترته لأن أكثر الناس تشتكي من القولون والغازات، في البطن وآلام البطن والقلق والوسواس، وضعف الذاكرة والتركيز والنسيان، واضطرابات النوم.
الدراسات حول القولون العصبي
حسب الدراسات التي نشرت، نسبة الشفاء من القولون العصبي، أثبتت أنها 0% وهناك دراسة من أنواع المراجعة الشاملة.
قام العلماء بجمع الدراسات عن القولون العصبي وعلاجه، ووجدوا أن كل الأدوية مجتمعة، التي تستخدم في علاجه، لا تعطي أكثر من 10% من البلاسيبو.
البلاسيبو هو التأثير أو الدواء الوهمي، فعند القيام بأي دراسة، نفصل بين مجموعتين، واحدة نعطيها الدواء الحقيقي، والأخرى الدواء الوهمي.
ولذلك الأدوية كلها تعطي فقط، تحسن في الأعراض، بقيمة 10% أعلى من الدواء الوهمي البلاسيبو.
ولذلك نجد أن مرض القولون العصبي، مرض معقد، وقد أجريت عليه 237 ألف دراسة طبية، بنسبة شفاء قليلة جداً، وتكاد تكون معدومة.
ومن هنا نجد أن دور الطب البديل، أو أسس علم التغذية بالقرآن، تقدم الكثير في المساعدة لمرضى القولون العصبي.
ما هو القولون العصبي؟
القولون العصبي، هو مرض، وفيه حوالي عشر آليات مختلفة، ونعتقد أن الآلية الأهم، والتي أشار لها القرآن، هي زيادة تكاثر البكتيريا.
خلق الله جسم الإنسان في حوالي 80 تريليون خلية، أربعين منها خلايا تخص جسمنا، والتي تخص الكبد والطحال والكلى وغيرها.
وأربعين خلية أخرى هي خلايا بكتيريا، أي أن 50% من الخلايا هي خلايا في الجسم، و50% منها هي بكتيريا.
وأشار الله سبحانه وتعالى، أنه خلق الإنسان من تربة تتواجد فيها البكتيريا، في سورة الحجر (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشر من صلصال من حمأ مسنون)
وفي تفسير الآية، كلمة حمأ مسنون، تعني الطين المنتن المتغير، وبما أنه منتناً، إذاً فيه بكتيريا، وذلك بحسب الدراسات، من أن الرائحة النتنة تخرج بسبب زيادة البكتيريا.
البكتيريا تنتج الغازات في الجسم
طبيعة البكتيريا، أن لها القدرة على إنتاج الغازات، وبعضها يكون لا رائحة له، وبعضها يكون كريه الرائحة، ولذلك بمجرد ولادة الإنسان، تبدأ البكتيريا تستوطن جسده.
وتنتشر البكتيريا في الفم، وتسبب تسوس الأسنان فيما بعد، وفي الأنف والتي قد تتسبب بإخراج الدمامل في الأنف، وعلى الجلد وتحت الأظافر وتحت الابطين.
لهذا عملية التعرق وفي مكان دافئ ورطب، فهي تنشئ بيئة مناسبة لزيادة البكتيريا، وزيادة انتاج
الغازات، ومن هنا نقول، أننا بالفعل مخلوقين من تربة فيها بكتيريا.
وتشير المعلومات أن 90% من البكتيريا الموجودة في جسم الإنسان، هي موجودة في قولون الإنسان، وأن به 35 ترليون عصية بكتيريا.
والغرام الواحد من خروج الإنسان أو البراز، يحتوي على 300 مليار عصية بكتيريا، ووجدوا أن عدد الأنواع من البكتيريا التي تعيش داخل القولون، يتراوح بين 300 إلى 500
ووجدوا أن هناك بعض الناس، يوجد لديهم ألف نوع من أنواع البكتيريا، التي تعيش في القولون، بشكل طبيعي.
وهذه البكتيريا، عادة تعيش في نوع من التوازن الاستراتيجي، فالقولون هو عبارة عن مستعمرة، من أنواع البكتيريا.
وهناك ثلاث أسباب رئيسية في النظام الغذائي، هي السبب الرئيسي، في حدوث القولون العصبي.
المزاج الطعامي
على الرغم من أننا جميعاً بشر، مخلوقين من تربة واحدة، ولكن كل شخص منا له مزاج على الطعام، يجعله ميالاً لتناول أطعمة، دون تناول غيرها.
والحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشار إلى ذلك في حديث صحيح رواه الترمذي قال:
إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزن والطيب والخبيث وبين ذلك.
ولذلك سبحان الله الرسول صلى الله عليه وسلم، يشير أن البشر مختلفون، في ألوانهم وسلوكهم، وطبائعهم والحَزن يعني الشخص المكتئب.
وهؤلاء الأشخاص بطبيعة الحزن والقلق والخوف، هم من أكثر الناس عرضة، للاصابة بالقولون العصبي.
فمثلاً إذا خلقني الله من تربة غنية بالفوسفور، فأنا أميل إلى الأطعمة الغنية بالفوسفور، مثل السمك ومشتقات الألبان.
في حين أن هناك أشخاص مخلوقة من تربة غنية بالكالسيوم، فهو يميل إلى الطعام الغني بالكالسيوم، ويكون هذا حتى في تكوينه، فتكون عظامه عريضة.
والشخص المخلوق من تربة ملحية، تجد أنه يميل إلى الملح، ويضيف على طعامه الملح بكثرة، أو يحب تناول الليمون مع الملح، وهذا بطبيعته ولا يستطيع أن يستغني عنه.
التوازن الاستراتيجي في الجسم
أحياناً يوجد بعض الناس يكون مزاجها في الطعام متطرف، مثل أنه لا يحب الفاكهة، بل يحب المشتقات الحيوانية فقط.
البكتيريا التي في أجسامنا، تشبه مزاجنا في الطعام، عندما يكون لشخص ما مزاج للطعام معين، يأكل أنواع معينة من الأطعمة، ويقلل من الأخرى.
وذلك لأن البكتيريا هي التي ستتلقى اللحوم مثلاً، وعند تلقيها ذلك، تتكاثر بشكل كبير، في حين أن البكتيريا التي تتناول الخضار، ستضعف.
والشخص الذي لا يأكل من الفواكه والخضروات، فالذي يحصل في التوازن الاستراتيجي، تماماً كما يأتي الاستعمار، على قبائل فتضعف طائفة، وتقوي طائفة أخرى.
فتقوى بكتيريا على حساب بكتيريا أخرى، فيحصل لدينا زيادة تكاثر البكتيريا، وهي بطبيعتها لها القدرة على إنتاج الغازات.
البكتيريا تسبب الرائحة الكريهة من الجسم
في الخبز، يستخدمون الخميرة في مرحلة العجين، والخميرة هي كائنات حية دقيقة فطرية، أو بكتيريا، ونضعها في العجين لنخمره، في وعاء دافىء ومعتم.
والهدف من هذا، أن البكتيريا تحب المكان الدافئ والرطب، وتبدأ تتكاثر، ومع تكاثرها تبدأ بانتاج الغازات، وهذا ما يحدث عند مريض القولون العصبي.
وبعض البكتيريا تنتج غازات لا رائحة لها، مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، ولكن بعض البكتيريا تنتج غازات كريهة الرائحة.
ولذلك بعض مرضى القولون العصبي يعانون من غازات كريهة الرائحة جداً، سواء من البراز أو من الفم، ويذهبون إلى الطبيب، لا يعرفون ما هي المشكلة، والغازات كثافتها خفيفة، لهذا فهي تصعد نحو الأعلى.
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) تخيلوا أن البكتيريا الموجودة في القولون، لها دبيب وصوت، وهذا قد أثبتته الدراسات.
أنواع القولون
هناك القولون الصاعد، والقولون المعترض، والقولون النازل، الغازات الخفيفة الكثافة، تصعد إلى الأعلى، وتتجمع في القولون المعترض.
الذي يحصل أن الغازات تتجمع في زاوية من البطن الأيمن، فتكون بين القولون النازل والقولون المعترض.
لهذا يشعر الإنسان بالوخز في هذه المنطقة، وألم شديد، وهي زاوية طحالية، لأن الطحال موجود في نفس المنطقة.
وأهم شيء أن الغازات تتجمع في القولون المعترض، والذي يأتي فوقه مباشرة المعدة، ولذلك يعاني منها الكثير من مرضى القولون العصبي، وأغلبهم النساء، بنسبة الضعفين عن الرجال.
وعند امتلاء القولون المعترض بالغازات، والمعدة فوقه، يضغط على المعدة من الأسفل، والحجاب الحاجز في أعلى المعدة.
فيسبب لبعض الناس زيادة في الحموضة، وارتجاع الحمض وغثيان، وأحياناً الإقياء، والله سبحانه وتعالى خلق آلية دفاعية في المعدة.
وهي عندما يأكل بعض الناس بكثرة، ويرتفع فيها الضغط، إلى أكثر من 25 سنتيمتر مكعب من الماء، فالمعدة عندما لا تفرغ إلى الأسفل، تفرغ للأعلى.
هل هناك طريقة تساعدك للتخلص من الغازات؟
عندما يعاني أي شخص من هذه الغازات، المحصورة في المعدة، يجب عليه أن يأخذ وضعية السجود، ففي هذه الوضعية.
ينزل القولون المعترض إلى الأسفل، والقولون النازل إلى الأعلى، والغازات تخرج إلى الأعلى، ويساعد هذا في تصريف الغازات.
ولكن في حالة الاصابة بمرض القولون العصبي، ولو أنهم قاموا بهذه الوضعية، لن تستطيع أن تساعدهم.
أعراض القولون
عضلة الحجاب الحاجز، هي أعلى من القولون، وهي عضلة التنفس، وعند الشهيق، تنزل عضلة الحجاب الحاجز إلى الأسفل.
والعضلة عندما لا تستطيع أن تنزل إلى الأسفل، يكون تحتها كمية هائلة من الغازات، فيشعر المريض بضيق النفس.
ووجد العلماء أن هناك العصب الحجابي، وهو يأتي من الفقرات الرقبية، يغذي عضلة الحجاب الحاجز، ويأتي عصب الحجاب اليمين واليسار، على عضلة الحجاب الحاجز.
وتحت عضلة الحجاب الحاجز، كمية هائلة من الغازات، في القولون المعترض، وتضغط الغازات على الحجاب الحاجز، وتنبه نهايات العصب الحجابي.
فيحدث تنبيه في العصب الحجابي، على مسار العصب، وبعض الناس يشعرون بالوخز والآلام، في منطقة القلب والصدر، تصل حتى الرقبة، وكثير من المرضى يعتقدون أنه مرض القلب.
الطبيب الذكي يصور المريض، وهنا يرى الغازات بكمية هائلة، تحت الحجاب الحاجز.
النساء يحميهن هرمون الأستروجين
ونطمئن النساء، أن الله سبحانه وتعالى، حماكن أن خلق هرمون الاستروجين في الجسم، وهو هرمون مضاد للأكسدة، هو مضاد لتصلب الشرايين.
ولهذا النساء لا يصابون بتصلب الشرايين، إلا بعد سن اليأس، أي بعد انقطاع الحيض، وحتى لا يكون بشكل مباشر، لأنها تحتاج إلى فترة خمس سنوات، بعد انقطاع الحيض.
ولكن عادة تصلب الشرايين والذبحة الصدرية، إذا أتت للنساء، تأتي في سن متقدمة، بعد سن الخامسة والخمسين عاماً.
تأثير القولون العصبي على المثانة
عندما تمتلئ الغازات في القولون المعترض، يصبح القولون الصاعد ممتلئ، والنازل أيضاً بالغازات، ويسبب هذا أعراض سفلية في الجسم.
والقولون النازل يأتي في المنتصف، ويكون أمامه المثانة، وخلفه الظهيرة العجزية، فيبدأ القولون يضغط على المثانة، فيعطي شعور بالرغبة في التبول.
ولكن تكون كمية قليلة من البول، مع كثرة الشعور بالتبول، لأن هناك ضغط على المثانة، والتي لها قدرة معينة إذا امتلأت، وتعطي اشارة للتبول.
وهي عبارة عن إشارات منعكسة، والدماغ يتحكم بها، فإما يوقف المنعكس أو يطلقه، وعندما يكون الوقت غير مناسب لقضاء الحاجة، الدماغ هو الذي يعطي الأمر بالتوقف.
وفعلياً المثانة هنا، لم تمتلئ بالبول، ولكن ارتفاعا لضغط جاء من القولون النازل، المليء بالغازات، وعند انتفاخه، يضغط للخلف على الضفيرة العجزية.
سبب آلام أسفل الظهر
الأعصاب في العمود الفقري، تكون شبكة في الضفيرة العجزية، وكل امرأة حامل تعرف أنه في الشهر التاسع، سيكون لها آلام كثيرة في أسفل الظهر، وفي منطقة العانة.
وذلك بسبب أنه في الشهر التاسع، يدخل رأس الجنين في منطقة الحوض، وبمجرد دخوله الحوض، يسبب ألم في الضفيرة العجزية.
والمرأة الغير حامل، ويكون القولون منتفخ لديها، فيضغط أيضاً على الضفيرة العجزية، لهذا النساء اللاتي يعانون من القولون العصبي، يصبح عندهم آلام في الظهر.
هل هناك علاج للقولون العصبي؟
في الطب الحديث وحسب الدراسات، لا يوجد علاج شاف للقولون العصبي، كلها مجرد علاجات عربية، لأنه يعالج الأعراض ولا يعالج الأسباب.
والرسول صلى الله عليه وسلم، علمنا منهجية نتبعها من حديث، لصحيح مسلم يقول: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برئ بإذن الله عز وجل.
لهذا يجب اصابة الآليات في القولون العصبي كلها، وهذا ما نحاول أن نفعله، وتحدثنا عن آلية مهمة وهي عن الغازات.
والقولون غير حساس لأي نوع من أنواع الألم، غير الانتفاخ، أي لو جئنا بشخص، وقمنا بعملية قص القولون، والشخص مستيقظ، لن يشعر بالألم.
أكثر مكان يوجد فيه أعصاب وخلايا عصبية بعد الدماغ، هو القولون، ولهذا يسمونه الدماغ الثاني.
القولون العصبي يسببه الاكتئاب والمشاعر السلبية
الناقل العصبي السيروتونين، الذي يؤدي إلى الأرق للإنسان بسبب نقصه، ويسبب اكتئاب وأعراض الفصام.
والسيروتونين يفرز من الدماغ بمقدار 10%، ويفرز عن طريق القولون بمقدار 90%، ولهذا معظم مرضى القولون، يعانون من نقص السيروتونين.
لهذا اسمه هو القولون العصبي، لأنه مرتبط بالحالة العصبية لدى الإنسان، وهو لأجل ذلك يزيد القلق والخوف، والوسواس لأنه متعلق بالأعصاب.
استخدام مضاد حيوي لفترة طويلة
إن استخدام مضاد حيوي لفترة طويلة، أو وجود انتان فيروسي، في 35 إلى 50% من الحالات، يسبب ذلك مرض القولون العصبي.
لهذا يكون استخدام أعشاب طبيعية، لها تأثير المضاد الحيوي، مع التنبيه أن خلق الله فيه هداية، مثل عشبة الميرمية، التي تستخدم بكثرة في بلاد الشام.
الميرمية فيها مادة اسمها الثري جون، وعند اعطاءه للطفل، يحدث له متلازمة صرع بشكل متكرر، إلى أن يموت الطفل، بسبب الميرمية.
وهذا الثوجون متوازن داخل الميرمية، لهذا لا يحدث شيء بتناوله، ويقول الله سبحانه وتعالى (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون).
العلاج بالأعشاب لمرضى القولون العصبي
معظم الأدوية الموجودة في الصيدليات، هي مستخلصة من النباتات، وهذه الأعشاب بالفعل هي صيدلية الطبيعة، وفيها الكثير من المواد الفعالة.
والله سبحانه وتعالى يشير إلى هذا في القرآن الكريم (والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان).
الريحان في اللغة، هو كل نبات ذو رائحة عطرة، مثل البابونج والزعتر، والميرمية واكليل الجبل والخزامى.
ولذلك كلنا نحرص على تقديم هذه العشبة، التي ليست مثل المضاد الحيوي، بحيث أنها تستطيع إعادة التوازن.
وإذا كنا حريصين أثناء عملية إعادة بناء البكتيريا في الأمعاء، وأن نعيد بناء البكتيريا الجيدة، لهذا يجب تناول أعشاب.
فهي تستطيع أن تميز بين الجراثيم الضارة والنافعة، فتقوم بتقوية الجراثيم النافعة، وتقتل الضارة، وكل عشبة منها، فيها مقدار من الماء و الزيت.
ما هي الطريقة المثلى لاستخدام الأعشاب؟
عندما نأتي بالميرمية، ونضعها في الماء، نأخذ الخلاصة المائية، أما زيت الميرمية، فإنه يبقى في داخل خلايا الميرمية، ولا يخرج في الماء.
وعند وضع الميرمية مثلاً في الماء، نخسر 60% من خلاصتها، وحتى طريقة غليها خاطئة، لأن المواد المائية لا تتحمل الحرارة.
وتشير الدراسات، أن طريقة النقع تعطيك 15% من فوائد العشبة فقط، 50% من الزيوت و35% خربت مع عملية الغليان، ليس هذا فقط .
إنك تحصل على 15% إذا كان التخزين جيداً، ولم تتعرض لضوء الشمس، ولم تتعرض إلى الهواء والجراثيم.
والعشبة من لحظة التقاطها، إلى لحظة أنها تصبح منتج معبأ في العبوات، يجب أن تكون موزونة، وأن لا تفقد أي عنصر من عناصرها.
الأدوية لها تأثيرات جانبية، أما الأعشاب ليس لها أي تأثيرات جانبية، فمثلاً الميرمية، فيها مائة مركب، ولمادة الثري جون لوحدها هي مادة سامة، ولكنها غير ضارة بوجود مواد أخرى.
الأطعمة مجتمعة بتوازن طبيعي
يجب صناعة خلاصة مائية كاملة، وخلاصة زيتية كاملة والخلاصة المائية، وحفظها بخل التفاح الطبيعي، مع كل فوائده المعروفة للقولون، وبكتيريا القولون.
الخلاصة الزيتية تحفظ في زيت الزيتون الطبيعي، فيصبح لدينا من كل عشبة نوعين، مثل زيت اكليل الجبل وعشبة اكليل الجبل.
ومن يقرأ القرآن، لا يجد طعام مفرد فيه، لأن آليات معقدة، لا يكفي طعام واحد ولا غذاء واحد، ولا عشبة واحدة، تحل كل هذه الآليات لوحدها.
حتى العسل (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) لم يقل فيه الشفاء، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحبة السوداء: فيها شفاء للناس.
والشفاء، أي أنها تستهلك بآلية معينة، بدرجة معينة، ولمرض معين، وهو لا يكفي لوحده (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا).
(وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً، فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد)
(وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان)
دائماً الله سبحانه وتعالى، يجمع الأطعمة مع بعضها البعض، ولكن الطعام الوحيد الذي ذكر مفرداً في القرآن، هو الرطب في قصة سيدتنا مريم.
لأنها ببساطة قصة، فالله سبحانه كان يصف حدث معين، ولكن عند التحدث عن النعم، فهي تكون مجتمعة.
ولهذا فالأمراض المزمنة، لا تشفى، لأن بها جمع من الآليات الكثيرة، التي خلقها الله، حتى لو استخدمنا أدوية كثيرة، فهي غير موزونة.
ولكن عندما نستخدم ما خلقه الله موزوناً، مثل الأعشاب، ففيهم الفوائد التي تحسن وظيفة القولون، وتعيد بناء خلاياه، وتعيد توازن بكتيريا القولون.