تقنيةحول العالمشخصيات

إيلون ماسك على قمة العالم

أطلق إيلون ماسك وهو مهندس و مخترع و رجل أعمال و ملياردير شريحة ذكية ، و يعد العالم بالمزيد .

كما في فيلم الليمبي 8 جيجا حيث كانت شريحة صغيرة مصدراً لذكاء خارق . إذن ، شيء من ذلك الخيال يتحقق .

ماذا يريد إيلون ماسك

ماذا لو سميت ابنك X Æ A-12 ، ثم رفضت الحكومة الاسم فغيرته ليصبح X Æ A-XII ؟ أنت مجنون أليس كذلك ؟

ماذا لو أن X Æ A-XII سادس أطفالك يولد نتاج تلقيح طبيعي ، أما أطفالك الخمسة الذين سبقوه فهم نتاج تلقيح صناعي .

تريد إرسال الناس للفضاء ولا توجد صواريخ مناسبة فتقرر إنشاء شركة خاصة لصناعة الصواريخ لتنافس دولاً و حكومات ببضعة ملايين من الدولارات .

تريد المنافسة في سوق السيارات الذي لم ينافس به أحد طيلة مائة عام إلا فشل ، إذن فأنت غريب الأطوار أليس كذلك ؟

تستطيع القول أن كل ذلك يفعله شخص من عالم الخيال العلمي لكنه حقيقي ويعيش بيننا ، رجل يعد من أثرى أثرياء العالم وقد يكون الأغنى قريباً .

في 2008 كان على وشك الإفلاس ، وفي 2012 قدرت ثروته بملياري دولار ، في 2020 تجاوز رقم المائة مليار دولار .

غريب الأطوار لدرجة أنه يؤمن إلى حد كبير أن حياتنا قد تكون إلى حد بعيد عبارة عن محاكاة . لكنه فريد وناجح ويدهش الجميع في كل مرة .

مغامر اسمه إيلون ماسك

ولد في جنوب أفريقيا ، نشأ صبياً كثير الشرود قليل الأصدقاء لكنه قرأ كل كتاب وقع تحت يديه ، فخير جليس في الأنام كتاب .

صمّم وهو في الثانية عشرة من عمره لعبة إلكترونية تسمى Blaster وباعها بمبلغ 500 دولار ، وهو ما كان بمثابة نقطة انطلاق إلى عالم التجارة والأعمال .

هاجر إلى كندا في عمر السابعة عشر ثم انتقل إلى الولايات المتحدة لدراسة الفيزياء والاقتصاد .

أنشأ شركة صغيرة أطلق عليها إسم Zip2 أدرت عليه الملايين بعد بيعها لشركة Compaq Computers مقابل 340 مليون دولار .

في عام 1999 أنشأ موقع x.com للخدمات المصرفية الإلكترونية وتم دمجه مع PayPal .

وفي 2000 بيع PayPal إلى موقع ebay بحوالي 1.4 مليار دولار ، وصار بين يدي الرجل الفريد من نوعه ملايين يستطيع اللعب بها ، وأين ؟ في المريخ .

كان يريد إجراء تجارب علمية هناك ، وكان عليه أولاً أن يختار طريقاً غريباً بعض الشيء .

الطريق إلى الصواريخ

الطريق إلى الصواريخ

يحب إيلون الخيال العلمي ، يعرف جيداً أن التريند وسيلة ممتازة لاكتساب السمعة ولفت أنظار الجميع ، لكن عن أي تريند نتحدث هنا ؟

القمر ؟ بالطبع لا ، لقد هجره البشر منذ السبعينيات ، فقد انتهى السباق الفضائي بين القوى العظمى بجملة وصلت أمريكا أولاً ولدينا الكثير من التراب والصخور القمرية . فلماذا نهتم به في 2001 ؟

قرر ماسك أن يجيب عن السؤال بطريقة ذكية ، القمر قد يكون مليئاً بالذهب و البلاتين و الهيليوم 3 لكننا أتركه لكم .

أنا سأذهب إلى المريخ و سأزرع هناك نباتات ، و تستطيعون مشاهدة نموها بالبث المباشر .

تريند صاخب بدأ بإعلان واحة المريخ ويعد بإعمار الكوكب الأحمر البارد . وكلام أقرب ما يكون إلى الخيال الإبداعي منه إلى خطة عمل .

لكنه بالنسبة إلى ماسك لم يكن كذلك قط ، بل كان وسيلة لجذب انتباه الناس لعالم الفضاء مرة أخرى ، فعاد الاهتمام العالمي للفضاء مجدداً وقرر ماسك شراء صاروخه الخاص .

ذهب إلى روسيا وبحوزته 21 مليون دولار لأجل شراء ثلاثة صواريخ بالستية ، رد الروس عليه بوابل من السخرية .

وهنا سأل نفسه سؤالاً : لماذا لا أصنع الصاروخ بنفسي ؟ كلام المجانين ذاته أليس كذلك ؟ لكن تعال لندخل إلى عقله قليلاً .

سأل ماسك نفسه ببساطة متناهية كم سأوفر من المال لبناء صاروخ من الصفر ، وعند الحساب تبين أن التوفير يصل إلى 97% .

أي أن محتويات الصاروخ نفسه من الحديد و النيكل و النحاس وغيرها من العناصر لا تتجاوز 3% من سعره النهائي للبيع .

وكانت تلك اللحظة المناسبة لبدء الخطة وإنشاء شركة SpaceX في عام 2002 ، وبالفعل بنى صاروخه وأطلقه للمرة الأولى في 2005 لكنه سقط ، لكن الأحلام لا تسقط

فلسفة إيلون ماسك

عام 2008 كان أسوأ عام في حياة الرجل بسبب فشل شركته SpaceX في إطلاق صاروخ فالكون 1 .

وهذه كانت المرة الثالثة التي يسقط فيها صاروخ إيلون بعد إطلاقه ، لكن في هذه المرة كان يحمل أربعة أقمار صناعية مملوكة لعملائه .

ملايين الدولارات أهدرت ، ثقة العملاء كادت تتلاشى ، وتوقع الجميع أن يستسلم الرجل ويعلن فشل أحلامه وأن يقول باختصار ست سنوات من العمل انتهت بالإفلاس ولست بأفضل حالاً من شركة Kestler التي أفلست قبل شهور .

والحال كان أن الرجل بحوزته مال يكفي لمحاولة إطلاق واحدة أخيرة ، واحدة فقط لا غير ونقول وداعاً .

فلسفة ماسك تختصر بجملة اجعلها أرخص وأكثر جدوى ، فصنع صواريخه الخاصة لكنها كانت تسقط ، هي أرخص فمتى تكون ذات جدوى حقاً ؟

سؤال حيّر الشركاء و المتحمسين وعلى رأسهم وكالة ناسا التي مولت سبيس إكس في عام 2005 بحوالي 300 مليون دولار ، وجاءت الإجابات على التوالي .

في سبتمبر أيلول 2008 كان أول إطلاق ناجح لفالكون 1 وسجل التاريخ أول نجاح لشركة خاصة في إطلاق صاروخ إلى الفضاء .

في 2012 استطاعت سبيس إكس الخروج من الصندوق تماماً بإطلاقها صاروخاً إلى الفضاء وإعادته إلى الأرض سالماً .

وكانت تلك لحظة نهاية عقود من رمي الصواريخ في الفضاء بعد إتمام المهمة ، حيث وصلت نسبة نجاح إعادة الصواريخ بعد تجارب كثيرة إلى 100% .

في 2020 تمكنت سبيس إكس عبر صاروخها فالكون 9 من إرسال رائدي فضاء من وكالة ناسا بتكلفة بلغت 100 ألف دولار وهو رقم صغير جداً .

ففي السابق كانت تكلفة إيصال كيلوجرام واحد إلى مدار حول الأرض تصل إلى 54 ألف دولار ، والآن تصل هذه الكلفة مع أقوى صاروخ عامل على وجه الأرض إلى 1300 دولار فقط .

إذن تمكن إيلون ماسك من تحقيق هدفيه السعر الرخيص والجدوى الكبيرة .

انطلاق السيارة الكهربائية إلى الطريق

وبينما كان الطريق إلى الفضاء قد امتلأ بصواريخ غريب الأطوار كانت السيارات في الطريق والأنفاق تحفر من تحته .

لو سألنا السؤال الآتي : معي ملايين الدولارات وأريد أن أخسرها ، بكل تأكيد سنقول لك قم بإنشاء شركة سيارات .

سوق السيارات صعب جداً ، صحيح أننا نسمع عن دخول العديد من الدول لهذا السوق لكن عليك أن تعلم أن آخر نجاح لشركة في عالم السيارات كانت Chrysler التي تأسست في عام 1925 .

في 2003 التقى مارتن إبرهارد مع مارك تاربينينج ليؤسسا شركة تهدف لصناعة سيارات كهربائية فارهة .

فكرة مجنونة كانت تحتاج إلى ممول و عقل مجنون و إيلون ماسك ، فدخل الرجل إلى تسلا بالفعل في 2004 مستثمراً .

أطلقت الشركة سيارتها الأولى في موسم 2007-2008 وهي Tesla Roadster كهربائية وفخمة لكن سعرها البالغ مائة ألف دولار ليس رقماً يسيراً وكانت تجربة غير مثالية تماماً نظراً للعيوب التي اكتشفت بها لاحقاً .

في نفس عام إيلون ماسك السيء 2008 تولى الرجل منصب المدير التنفيذي للشركة وطرد ربع موظفيها .

وعرض نموذج سيارته Model S بسعر 75 ألف دولار وبمواصفات أفضل من النموذج السابق ، وفي 2009 كانت الشركة أمام مأزق بسبب عدم توفر السيولة المالية .

يقال إن ما كانت تملكه 19 مليون دولار وهذا لا يكفي لإنتاج السيارات التي دفع مشتروها ثمنها بالفعل ، كان شبح الإفلاس يلوح بالأفق لولا أن ماسك استطاع بيع بعض الأسهم وتحصيل بعض القروض .

وفي عام 2010 طرحت تسلا في البورصة وبسعر بلغ 17 دولاراً للسهم الواحد ، واستطاعت الشركة أن تجمع 230 مليون دولار تقريباً لتتمكن من الانطلاق بقوة .

في 2012 بدأ إنتاج سيارات Model s وبدأت تسلا بناء مئات محطات الشحن الكهربائي في الولايات المتحدة وخارجها .

ليأتي عام 2013 فتسجل الشركة أول أرباح ربع سنوية بعد 10 سنوات من إنشائها ، وكانت تلك اللحظة بداية العظمة .

ارتفاع أسهم تسلا

في 2014 أعلنت تسلا دخولها سوق صناعة البطاريات الكهربائية ، وفي 2015 دخلت سوق الطاقة الشمسية لتشغيل المنازل والشركات .

مستحوذة على سولار سيتي التي أسهم إيلون ماسك في تأسيسها وتوسعة عملها منذ 2006 برفقة أبناء عمومته .

صحيح أن تسلا عانت من بعض المشكلات القانونية في 2018 لكنها في 2019 تجاوزت كل ذلك ، وأنتجت شاحنة Cyber truck الكهربائية التي ستعطي الشركة دفعة كبيرة إلى الأمام .

يأتي عام 2020 ليرتفع سعر سهم تسلا ، السهم الذي كان ب 17 دولاراً في 2010 تجاوز 1000 دولار حتى يوم إعداد هذا المقال .

وربما يصل الرقم إلى أضعاف ذلك في غضون سنوات مع مؤشر الارتفاع الكبير في وقت قصير . فمنذ بداية عام 2020 وحتى سبتمبر أيلول من العام نفسه ارتفعت قيمة الشركة بنسبة 400% .

تسلا هي شركة السيارات الأعلى قيمة في تاريخ البشرية ، قيمتها عند إعداد هذا المقال وصلت إلى 419 مليار دولار ، وهذا الرقم أكبر من قيمة شركات Ford و GM و Fiat مجتمعة .

لكن ماسك يريد المزيد عبر تغيير مفهوم التنقل البري كما نعرفه .

أنفاق فائقة السرعة

يحب هذا الرجل السرعة ، لذلك أطلق في 2013 نظاماً جديداً للنقل فائق السرعة اسمه Hyper loop ، وفكرته تقوم على بناء كبسولات تسير في أنفاق بسرعات تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة .

أي أنه ينقلك من أبو ظبي إلى دبي في 12 دقيقة فقط .

يدّعي الرجل أن النظام سيكون أكثر أماناً وأسرع و أقل تكلفة و أكثر ملائمة و محصناً من الطقس و مستداماً و ذاتي الطاقة و مقاوماً للزلازل ولا يبلى .

النسخة الأولى من المشروع تبنى بين دبي و أبوظبي ، ومن المتوقع أن تكون تقنية النقل هذه حاضرة في المدن والعواصم الكبرى في غضون 20 عاماً .

Hyper loop يحتاج إلى أنفاق وإيلون ماسك يعشقها .

في يوم من الأيام كان إيلون يشاهد حركة المرور في مدينة لوس أنجلس الأمريكية ، شعر بالملل وتساءل كيف يمكن أن تحل مشكلات المرور وأن تنتقل السيارات داخل المدن بشكل أسرع .

قال في نفسه لنحفر أنفاقاً تحت الأرض للسيارات ، نأخذها من الشارع الرئيسي إلى نفق تحت الأرض ، نضعها على زلاجة كهربائية لتسير بها بسرعة 120 ميلاً في الساعة ثم نعيدها إلى الشارع مجدداً .

وكان ما أراد ، حيث انطلق مشروع Boring أو الممل في 2016 ضمن شركة SpaceX التي بدأ موظفوها يشاهدون الأنفاق التجريبية تحفر تحتهم لتحقيق الحلم الكبير .

في 2018 أصبح المشروع شركة مستقلة اسمها The Boring Company الشركة المملة لكنها غير مملة أبداً ، فهي تعد العالم بحل ظروف المرور الصعبة .

وبالفعل توقّع الشركة الآن عقوداً لتنفيذ خطة ماسك مع العديد من الولايات الأمريكية ، وهي تنفذه بالفعل في شارع ذا ستريب أكثر شوارع مدينة لاس فيجاس ازدحاماً .

حلم الإنسان السايبورغ

يريد ماسك أن يجمع بين الإنسان والآلة عبر شركة Neuralink ومشروعها الكبير الذي يدور حول تقنية الدماغ الحاسوبي .

في 2016 نشأت الشركة ، وفي سبتمبر أيلول 2020 كشفت عن شريحة لاسلكية تزرع في الدماغ وتشحن عن بعد وهي بحجم عملة معدنية .

قال إيلون ماسك في العرض التقديمي أن معدل النجاح في زرع الشريحة لدى الحيوانات بلغ نحو 87% .

المشروع برمته يهدف إلى علاج المصابين بالأمراض الدماغية مثل الشلل والمساعدة في حل مشكلات السمع والبصر .

عبر تثبيت الشريحة واستبدال جزء صغير من الجمجمة ، ويقوم بالعملية جراح آلي في غضون نصف ساعة .

لم تكن فكرة ماسك جديدة لكنها كانت خطوة تطبيقية متقدمة ، غير أن البعض يخشى من وقوع أخطاء أثناء التجارب على البشر وي طالب بمزيد من الدراسات .

يدّعي ماسك أن الدمج بين العقل البشري و الذكاء الصناعي سيجعل الإنسان أقوى من الآلة في العصور المقبلة .

حضارة على سطح المريخ

يعدّ إيلون أحد المؤسسين وأكبر المساهمين في شركة OpenAI المتخصصة في أبحاث الذكاء الصناعي منذ 2015 .

في عام 2018 أطلقت الشركة لعبة المناظرة التي تعلم الروبوتات مناقشة المشكلات أمام قاض بشري .

في 2020 أطلقت GPT3 وهي تقنية قادرة على كتابة نص كما لو أنها بشر ، شيء صعب التصديق .

لكن صحيفة الغارديان البريطانية جربت التقنية وطلبت من GPT3 كتابة عمود لديها ستقرأه وتشك لوهلة أن الأمر مزحة لكنه حقيقة . فهل باتت وظائف الصحفيين في خطر ؟

يتوقع ماسك أن إنشاء حضارة بشرية مكتفية ذاتياً على سطح المريخ يحتاج من 40 إلى 100 عام .

لا نعلم متى يمكن أن يفعلها الرجل لكن المعروف عنه أنه قارئ ومهندس ومخترع وذو خيال واسع ورجل أعمال .

الذكاء يستطيع تحويل مفردات الخيال إلى معطيات واقعية ، المخترع يمسك بالمعطيات ويحولها إلى شيء قابل للصناعة ، المهندس يجعل من هذه الصناعة أمراً ممكناً بتكاليف معقولة ، رجل الأعمال يجمع المال من المستثمرين .

متمكن من فن الإقناع وصناعة التريند ، وفي المحصلة الخيال مع المال والذكاء والقدرة على الاختراع يتحول إلى واقع .

والآن ترى إيلون ماسك من أغنى رجال العالم لكنه في الحقيقة يبيع ممتلكاته ، يقول لا أريد امتلاك شيء ، المال لا يهم وامتلاك الأشياء يثقل كاهل الإنسان .

المصادر

قناة ميدان


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى