استثمار الوقت : أنت كابن آدم في الحياة، عبارة عن وقت فقط، لهذا نقول أن فلاناً عاش إلى عمر الستين والسبعين والثمانين، ولا نقول أن فلاناً طوله مائة وثمانين، ووزنه سبعون مثلاً.
أي أن حياتنا تقاس بالوقت، وليس بالأوزان ولا بالأحجام ولا بالمناصب، بل في النهاية نحن عبارة عن مجموعة وقت وعقرب الساعات، وأيام وليال تزول.
وهذا ليس عيباً بل هو رائع، هناك فرق كبير بين الوقت الذي يقضيه الإنسان منتظراً السفر أو الرحلة، وبين الوقت الذي يقضيه الإنسان في إنتظار عملية لمريض ما، هذا وقت وهذا وقت.
فرق بين إنسان ينتظر مولود جديد، وبين إنسان ينتظر ميت في غرفة التغسيل، وهو نفس الوقت بين الشخصين، بمعنى أن هناك فرق بين إنسان ينتظر حدوث السعادة، وبين إنسان ينتظر حدوث المصيبة.
كيف نستثمر الوقت؟
ما دام الوقت يسير هكذا، فنحن يجب أن ننتظر السعادة فيه، قال الله تعالى (إن الإنسان لفي خسر) وليس على خسر، بل الإنسان هو داخل الخسارة، بمعنى أن كل يوم يمضي من الحياة هو اقتراب من النهاية.
وهذا لا يخيف، فإذا اقتربت من الآخرة، يجب أن تشعر مثلما شعر سيدنا بلال، حيث قال: غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه، أي مثل الإنسان المسافر، ليصل في اليوم التالي إلى بلده ويرى كل أهله.
المسلم كلما اقترب من الآخرة فقد اقترب من مقابلة النبي والجنة، والصحابة أبو بكر وعثمان وعلي، وفاطمة الزهراء وعائشة، وخديجة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن هناك شخص آخر يكون مجرم مثلاً، ويتم القبض عليه ثم يسار به إلى بلده، ليرى الشرطة والسجن والأغلال في يديه، فهنا أنت ستختار من تريد أن تكون المسلم أم المجرم.
فإذا أحببنا أن نكون مثل المسلم سيدنا بلال كما قال: غداً نقلى الأحبة محمداً وصحبة، وقد قال تلك المقولة لأنه استثمروقته.
قال له صلى الله عليه وسلم: إني سمعت خشخشة نعليك في الجنة، فقال: يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت، وما توضأت إلا وصليت، ما شاء الله لي أن أصلي.
استثمر الوقت في الدعاء
استثمر الوقت في الدعاء سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فهي غرسة في الجنة، وفي قولك، قل هو الله أحد عشر مرات، يبني الله لك بيتاً في الجنة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهي كنز من كنوز الجنة، ودعاء الحمد لله، تملأ ما بين السماء والأرض من حسنات، وإن كل حرف تنطق به في القرآن، فلك به عشر حسنات.
لهذا عند استثمار الوقت في الدعاء والصلاة، فإنها ترفع من رصيدك في الجنة، ولكن استثمار الوقت بشكل خاطئ، مثل السهر أو النوم الزائد، أو الجلوس مع مجموعة من الأصدقاء السيئين، فكل تلك الأشياء لا تنفع.
وقد تبين أن 90% من الجلسات التي يقضيها الناس في الحديث، لا تفيد في الدين ولا في الدنيا، وليس لها داع أبداً، لأننا نكون قد استثمرنا الوقت في المكان الخاطئ.
فقط اسأل نفسك سؤال، ما الذي استفدته من الوقت في تلك الجلسات في الدين والدنيا، ستجد أنك لم تستفد، فهي أوقات تذهب، مثل الذي يريد أن يفرح الصائمين بتوزيع زجاجات الخمر.
المشكلة أنه لو خسر أحدهم مليون دينار، يستطيع أن يعوضهم، ولكن عند خسران الثانية الواحدة، لا يمكن تعويضها، لهذا فإن خسارة المادة لها تعويض، وخسارة الوقت ليس له تعويض.
ضع الخطة لاستثمار الوقت
كيف يمضي الوقت ولا نضع الخطة لاستثمار الوقت، خاصة في يومي الخميس والجمعة، وهي من الأيام الفضيلة، ضع خطة لاستثمار الوقت فيهما، وقم بعملية تنظيم الوقت وتنظيم الحياة.
لم لا تضع خطة في نهاية الأسبوع، وهذا خلال عمر كامل، بأن تأتي بشخص ما معك إلى الجامع من أجل الصلاة، أو أن تقنع الفتاة فتاة أخرى بإرتداء الحجاب.
أو خطة بأن نهدي شخص ما إلى دين الله، فهو وقت كثير يضيع منا، ومجموع ساعات يضيعون منا بشكل سريع على لا شيء.
تذهب الناس إلى مباراة كرة القدم لمدة ساعة ونصف، أو يشاهدونها على التلفاز مثلاً،صحيح أن الرياضة جيدة، ولكنها لاتفيد بشيء أساساً.
أنا لا أقول لك إذهب إلى الجامع وصلي طوال الوقت، بل امضي وقتك بالإستغفار، والنصيحة الجيدة لأصدقائك، أو جلسات مع الأصدقاء في الذكر والنصائح، انظر جيداً لتلك الأوقات التي تذهب منا وفكر ما الذي جنيته منها.
المصدر يوتيوب قناة فكرة