المسلمون يحبون شرب بول الإبل ، دائماً تخرج هذه السخرية بالمسلمين وتجدها في كثير من المواقع المهتمة بالتبشير والملحدة والعلمانية.
ويرسمون صورة جمل وشخص يسأل الناس أن يشربوا منه ومن هذا القبيل من السخريات.
لم أكن أظن أنه سيأتي يوم أحتاج إلى توضيح أمر مثل هذا، فهو واضح جداً وهناك قضايا بديهية لا تحتاج إلى توضيح وشرح.
لكن للأسف مع كثرة السؤال والإلحاح بسبب اللغط حول الأمر، يريد الناس أن يفهموا.
سأتحدث اليوم عن قضية بول الإبل في ثلاث محاور.
ما هو أصل موضوع شرب بول الإبل
ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان جاء العورانيون إلى المدينة المنورة وقد غيروا من أماكن مساكنهم.
وبعضهم عندما يسافر من بلد لآخر يختلف المناخ ويحدث له حساسية أو مرض ويحتاج إلى أدوية بسبب اختلاف الجو والمكان.
العورانيون عندما جاؤوا وسكنوا المدينة المنورة حدث لهم إعياء من جو المدينة ولم يناسبهم وقيل أنهم أصيبوا بالاستسقاء.
فأشار عليهم النبي عليه الصلاة والسلام بنوع من أنواع الطب البديل البدوي البسيط الذي كان مشهوراً في الحياة البدوية آنذاك.
وهو أن يشربوا من ألبان وأبوال الإبل، فذهب العورانيون إلى أماكن الإبل المحجوزة لزكاة المسلمين في مراعيها وشربوا حتى شفيوا.
لكن الأمر أعجبهم وارتدوا عن الإسلام وأخذوا الراعي الذي وثق فيهم فقتلوه وأخذوا الإبل وذهبوا. وهذه هي قصة العورانيين.
هل ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو هل في الدين الإسلامي أمر مباشر للمسلم إذا مرض أن يشرب بول الإبل أو لبنها؟
غير صحيح، المسلمون متفقون على أنه لا يجب أبداً على المسلم بحال من الأحوال، ولم يأت نص في الشرع.
لا من كلام الله ولا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام بوجوب إلزام المسلم أن يشرب بول بعير عندما يمرض.
إنما القضية كانت عبارة عن طب بديل منتشر في وقته آنذاك.
ولا زال لغاية اليوم هناك أناس في بعض البلاد يشربون بول البعير بل في دول العالم الأول يشربون أبوال أنفسهم.
ويتعالجون به ويزعمون أنه يسبب رطوبة في البشرة وكلام من هذا القبيل، فهذا نوع من أنواع الطب المعروف.
وعندما تعود إلى كتاب القانون في الطب لابن سينا ستجده يتحدث عن التداوي بشرب بول الإبل وألبانها.
وأنه يفيد في كثير من الأمراض، وظل كتاب القانون في الطب مرجعاً لقرون كثيرة من الزمن حتى ظهور الطب الحديث.
موقف الإسلام من شرب بول الإبل
هل هو واجب شرعي أو شعيرة دينية أو إلزام ديني على المسلمين أن يشربوا بول الجمال؟
بعدما عرفنا قصة العورانيين وما قصة بول البعير وأنه ليس فرضاً ولا واجباً دينياً، ولا تكليفاً وهو طب بديل.
فما موقف المسلمين وجماهير الفقهاء من التداوي بشرب بول الإبل ؟
كلهم أجمعوا على صحة التداوي بهذا الشيء، لكن يختلفون في أمر هل هو نجس أم لا.
الحنابلة قالوا أنه ليس بنجس فليس فيه مشكلة، فمن يؤكل لحمه فبوله وروثه طاهر، فلو جاء شيء منه لا يتم الوضوء منه.
وما لا يؤكل لحمه مثل الحمير والبغال والكلاب فهذه بولها وروثها نجس
الشافعية يقولون أن الأبوال والأرواث نجسة جميعها سواء يؤكل لحمها أم لا، لكن مع ذلك يجوز التداوي ببول الإبل لمن احتاج إليه للضرورة.
فإن كان الطبيب ليس لديه دواء للمرض واحتاج أن يعطيه للمريض فيمكن أن يتداوى به.
موقف الطب اليوم
شاع بين العلمانيين والملاحدة أن الإسلام كان لا يرى مشكلة أن الناس يشربون بول الإبل وأنه ينصح به وأنه خطأ.
ولديهم فكرة أن الإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام نصح الناس بشرب بول البعير، والبول يسبب أمراضاً فهو نصحكم بشيء خطأ.
فلو كان وحياً من عند الله ما كان لينصحهم بهذه النصيحة.
هناك دراسة في موقع ScienceDirect المعتمد تتحدث عن دور بول الإبل في معالجة السرطان وشفائه. أنه مفيد لمثل ذلك.
وفي نهاية الدراسة والنتيجة النهائية فيها تتلخص في أن البول له خصائص محددة وفعالة لمكافحة السرطان.
أحببت أن أطرح القضية كي لا يقول أحدهم بعدها أنه يصدق العلم وأن الإسلام أو النبي عليه الصلاة والسلام وصف للناس أمراً خطأ.
أرجو أن نكون فهمنا ما الأمر، ولا يتحدث أحد عن الإسلام بكلام فارغ، فالقضية ليست واجباً شرعياً وليست شعيرة إسلامية.
إنما القضية هي أنه نوع من أنواع الطب البديل الذي نصح به النبي عليه الصلاة والسلام العورانيين.
وليس كما يشاع أنه سم قاتل بل هناك دراسة وعلى فكرة هناك دراسات كثيرة يمكنك البحث عنها في الإنترنت.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com