حول العالم

التغير المناخي قد يسبب انقراض البشر

التغير المناخي قد يسبب انقراض البشر، هل يمكن أن يتسبب التغير المناخي في انقراض البشر؟ ربما، فنحن نعيش آثاره من ارتفاع في درجات الحرارة، والأعاصير العنيفة المتزايدة، والفيضانات والتسونامي والحرائق الشديدة للغابات.

والعلماء يحذرون من تجاهل تغير المناخ الحالي، والذي سيؤدي بالضرورة إلى معاناة لا يمكن تصورها، ويتوقعون مجموعة من السيناريوهات المدمرة إذا لم نسيطر على التغير المناخي.

لكن توجد بعض الأخبار السارة لو أخذنا بعين الاعتبار الآثار المباشرة فقط، فمن غير المحتمل أن يتسبب في انقراضنا.

تأثير التغير المناخي في الغلاف الجوي

يقول Michael Mann أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية بنسلفانيا ومؤلف كتاب حرب المناخ الجديدة القتال لاسترجاع كوكبنا:

( لا يوجد أي دليل عن سيناريوهات تغير المناخ يمكن أن تتسبب قي انقراض البشر، ومع ذلك، تفضي بعض الأبحاث إلى إمكانية أن يظل تغير المناخ تهديداً لحياة مئات الملايين من البشر، وذلك بالتسبب في نقص المياه والغذاء، والذي سيسبب انهياراً مجتمعياً ويمهد لصراع عالمي ).

يتسبب البشر في زيادة كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، كثاني أكسيد الكربون والميثان، نتيجة حرق الوقود الأحفوري وغيره من الأنشطة.

تحبس هذه الغازات الحرارة القادمة من الشمس داخل الغلاف الجوي، مسببة ارتفاع الحرارة العالمية وتغير المناخ بشكل أسرع من الطبيعي، مما يعرض البشرية للخطر.

قد يكون تأثير الاحتباس الحراري الجامح الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها لآثار التغير المناخي أن تتسبب في انقراض البشر بشكل مباشر.

يحدث هذا التأثير عندما يقع الكوكب في حلقة متكررة من ارتفاع درجات الحرارة ويمتص حرارة أكثر مما يخسر، إلى أن تتبخر محيطات الكوكب ويصبح الكوكب بالتالي غير صالح للحياة.

يقول Brian Kahn الباحث في مختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن الاحتباس الحراري الجامح ليس بسيناريو معقول للتغير المناخي على الأرض.

فحتى يحدث هذا التأثير، يحتاج الكوكب لمستويات عالية جداً من ثاني أكسيد الكربون أو لانبعاثات هائلة من غاز الميثان، ولا يوجد أي دليل على وجود لذلك على الأرض حالياً.

إن الاحتباس الحراري المفاجئ يحدث في كوكب الزهرة، لأنها أقرب بكثير إلى الشمس وتمتلك غلافاً جوياً أكثر سماكة وغنياً بثاني أكسيد الكربون والذي يحبس الحرارة أكثر منه على الأرض.

سيناريوهات الانقراض المفاجئ غير علمية، ولا يوجد أي سبب لتضخيم التهديد المناخي، لكن الحقيقة سيئة بما فيه الكفاية، وهي مبرر كاف لاتخاذ إجراءات جذرية.

وفقا لمان، فإن ازدياد درجات الحرارة العالمية بمقدار 3 درجات مئوية يمكن أن يؤدي إلى انهيار البنية التحتية لمجتمعاتنا، واضطرابات وصراعات هائلة ستؤدي بدورها إلى مستقبل أسود.

تأثير التغير المناخي على المجتمعات

إن إحدى الطرق التي يمكن لتغير المناخ أن يسبب بها انهياراً مجتمعياً هي انعدام الأمن الغذائي.

فارتفاع درجة حرارة الكوكب له مجموعة من الآثار السلبية على إنتاج الطعام، كازدياد نقص المياه، وبالتالي قلة المحاصيل.

يمكن للنقص في إنتاج الطعام أن يسبب زيادة في عدد وفيات البشر وخسائر اقتصادية وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وبالإضافة لعوامل أخرى.

وقد يسبب هذا انهياراً لمؤسساتنا ويزيد من خطر الانهيار المجتمعي، والتغير المناخي سيكون غالباً المسبب الرئيسي في حال انقراض البشر.

إن جميع حوادث الانقراض الجماعي الكبرى في تاريخ الأرض تضمنت نوعاً من التغير المناخي.

كانخفاض درجات الحرارة في الانقراض الأوردوفيشي-السيلوري منذ 440 مليون سنة تقريباً، والذي محى حوالي 85% من الأنواع الحية.

وارتفاع درجات الحرارة في الانقراض الترياسي-الجوراسي منذ 200 مليون سنة تقريباً والذي قضى على حوالي 80% من الأنواع الحية.

وفي وقت أحدث، انقراض إنسان نياندرتال الذي يبدو أن التغير المناخي يلعب دوراً ما في سبب انقراضه منذ 40,000 سنة.

ويبدو أن التغيرات الشديدة في درجات الحرارة أثرت على النباتات والحيوانات التي اعتمدوا عليها كمصدر للغذاء، وفقاً لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن.

وذكر موقع Live Science أنه من الممكن أن نقص الطعام قد أدى لانخفاض ضئيل في معدلات خصوبة النياندرتال، مما ساهم في انقراضهم.
كم لعب تغير المناخ دوراً في انهيار حضارات بشرية قديمة أيضاً، مثل الجفاف الذي دام 300 عام وأدى الى سقوط اليونان القديمة قبل حوالي 3,200 عام.

غير أن اختفاء النياندرتال وانهيار الحضارات ليس كانقراض البشر، فقد نجا البشر من تقلبات المناخ في الماضي، وهم يعيشون حالياً في جميع أنحاء العالم على الرغم من انهيار وقيام العديد من الحضارات.

فلقد أثبت الإنسان الحديث أن له قدرة عالية على التأقلم والتعايش مع مناخات عديدة سواء أكانت حارة أو باردة أو جافة أو رطبة.

فبإمكاننا استخدام الموارد من العديد من النباتات والحيوانات ومشاركتها مع المعلومات، لتساعدنا على الاستمرار في عالم متغير، وفقاً لمتحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي.

النجاة من التغير المناخي

نحن نعيش اليوم في حضارة عالمية مترابطة، لكن هناك سبباً لنعتقد أنه بإمكان جنسنا النجاة من انهياره.

وفي دراسة نشرت في 21 تموز في مجلة Sustainability حددت البلدان التي يرجح أن تنجو من انهيار مجتمعي عالمي وتحافظ على أسلوب حياتها المعقد.

واختيرت خمس بلدان جزرية من ضمنها نيوزيلندا وإيرلندا، حيث أنها يمكن أن تظل صالحة للسكن من خلال الزراعة.

نظراً لدرجات حرارتها المنخفضة نسبياً، وقلة تقلبات طقسها وغيرها من العوامل التي تجعلها أكثر قدرة على تحمل تغير المناخ.

الانقلاب على أنفسنا يبقى السيناريو الأخير الذي يتطلب النظر فيه هو الصراع الناجم عن المناخ.

يقول أحد العلماء أنه في المستقبل، يمكن لندرة الموارد نتيجة لتغير المناخ أن تهيئ الظروف لحروب تهدد البشرية.

حيث قال أن هناك أسباب تدعو للقلق، لأنه كلما جفت موارد المياه وأصبح النقص في الموارد أسوأ، وأصبحت ظروف المعيشة العامة أسوأ بكثير، يصبح احتمال تهديد نشوب حرب نووية فجأة أعلى بكثير.

وبعبارة أخرى، قد لا تؤدي تأثيرات تغير المناخ إلى انقراض البشر بشكل مباشر، لكنها يمكن أن تؤدي لأحداث تعرض مئات الملايين، إن لم تكن المليارات، من الأرواح للخطر الشديد.

وجدت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة Science Advances أن صراعاً نووياً بين الهند وباكستان فقط، قد يؤدي لمصرع 50 إلى 125 مليون شخص في هذين البلدين فقط.

وستغير الحرب النووية المناخ، كهبوط درجات الحرارة نتيجة للدخان الذي سيملأ الغلاف الجوي بسبب احتراق المدن، مما يهدد إنتاج الطعام حول العالم واحتمال التسبب بمجاعات واسعة.

وبالتالي، قد لا يبدو تجنب انقراضنا الكامل بالشيء الكثير، إلا أن هناك سبباً للأمل.

حيث يقول الخبراء أن الوقت لم يتأخر كثيراً لتفادي أسوأ السيناريوهات إذا قللنا انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير.

والأمر متروك لنا، فإذا فشلنا في تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير في العقد القادم، فمن المرجح أننا سنزيد من سوء الأحوال المناخية المتطرفة والخطيرة أصلاً.

بالإضافة لغمر الخطوط الساحلية حول العالم بسبب ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر.

والمزيد من الضغط على الموارد المحدودة نتيجة للنمو السكاني المترافق مع نقص الطعام والمياه والمساحات بسبب آثار التغير المناخي.

فإذا تصرفنا بجرأة الآن، يمكننا تجنب أسوأ التأثيرات.

المصدر

موقع سبيس

اقرأ أيضاً… تغير المناخ واتفاقية باريس

اقرأ أيضاً… اتفاقية باريس للمناخ ومعضلة التزام الدول بها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى