الجهاز العصبي المركزي وأصل الأمراض وعلاقته بالمخ والنخاع الشةكي وأسرار الشفاء من الأمراض وتحكمه بالجسد والهرمونات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم عائلة فكر تاني، أنا الدكتور كريم علي اليوم الحلقة دسمة ومليئة بالمعلومات وسنغير الكثير من المفاهيم.
ما هو الجهاز العصبي المركزي
الجهاز العصبي المركزي هو المخ والنخاع الشوكي، هذا هو الكمبيوتر والكونترول ووحدة الكونترول المركزية لكل شيء في جسمك من أصابع قدميك إلى أطراف شعرك.
المخ وغشاء النخاع الشوكي لهما ذات الأهمية، فعندما تضع يدك على النار وتحرقك، يقوم نخاعك الشوكي بإبعاد يدك ومن ثم يشعر المخ بالألم.
لو أن شخصاً لديه مرض في القلب ونبضاته سريعة، سيعطيه الطبيب صادات بيتا Beta Blocker لتهدئة القلب، وهذا ما يحدث تماماً.
إن الجهاز العصبي المركزي المؤلف من المخ والنخاع الشوكي، هما يحكمان كل شيء في جسمك من هرمونات وإنزيمات.
وعضلات وإحساس وهرمونات الذكورة والأنوثة والهضم والشم والرؤية والتفكير والإكتئاب [1] والنوم والاستيقاظ.
فلو حدث أي شيء يقطع طريق المخ في نقطة ما تتعطل هذه النقطة، ولو هناك مشكلة في عضلات الرقبة يمكن للقلب أن يتأثر.
الجهاز العصبي وأقسامه
الجهاز العصبي نوعان جهاز عصبي ودّي سمبثاوي Sympathetic و جهاز عصبي لا ودي باراسمبثاوي ParaSympathetic.
السمبثاوي الودي متخصص في حالة الفزع والمفاجأة، فإن أصابك رعب يرتفع معدل النبض ويرتفع الضغط.
ويسحب الدم من الجهاز الهضمي ليذهب إلى المخ والقلب، وتتوسع العينان ويتسارع معدل التنفس، فهذا عمل الجهاز السمبثاوي.
أما الجهاز الباراسمبثاوي هو المسؤول عن أوقات الراحة من نوم ودخول الحمام وممارسة العملية الجنسية.
لدينا الباراسمبثاوي يخرج من الرقبة وما تحت القطنية أي المنطقة العجزية، أما السمبثاوي فيخرج من الظهر والمنطقة القطنية.
فلو حصل أي حادث لأي منطقة فالمنطقة التي تتغذى منها ستتعطل ويحدث لها مرض. وهذا يدخلنا في كلمة اليوم وهي Sublaxation وتعني انحراف جزئي.
الجهاز العصبي وما هو الانحراف الجزئي Subluxation
الفقرات كل واحدة منها تسير في خط فوق التالية لها، فلو انحرفت إحداها عن أختها إلى اليمين أو اليسار ولو بمسافة ميلي واحد فسيحدث Subluxation.
ومشاكل العمود الفقري لا أحد يتحدث عنها، لكن لو أن أحدهم لديه انحراف جزئي في المنطقة التي تغذي البنكرياس فسيصاب بالسكر.
ويظل لعشر سنوات يتناول أدوية السكر [2] ، لو يذهب إلى الطبيب ليصلح له الانحراف سيعود البنكرياس للعمل.
وشخص أخر يتناول أدوية قلب وضغط، لمدة خمس سنوات يتناول أدوية، ظهر أن لديه انحراف في الفقرات العنقية فأصلحها فعاد القلب سليماً واعتدل ضغطه.
وامرأة أخرى كان لديها ارتشاح أمعاء واكتئاب مزمن منذ 12 سنة، أصلحت الانحراف في العمود الفقري فذهب الاكتئاب وتحسن هضمها.
ضع صورة هنا
صورة طبيب كيروبراكتيك يصلح الانحراف بحيث يقوم بطقطقة الظهر بطريقة طبية خاصة ويسمع له صوت فرقعة.
ما دام هناك عرَض في طريق العصب فلا بد ستحدث مشكلة ولن تشفى من المرض الذي يسببه هذا الانحراف. وبمجرد إعادته لمكانه يتحسن الجسم لوحده.
فما الذي يسبب الانحراف Subluxation بالإضافة إلى أن نقص المعادن والفيتامينات يسبب الضعف للأربطة؟
الجلوس المميت و الجهاز العصبي
جلوسك يقتلك، فرب العالمين خلق في جسم الإنسان 306 من العظام و 720 من العضلات، وخلق الجلد قابلاً للتمدد.
والقلب في المركز وعضلات الأطراف هي التي تجعل الدم يعود إلى القلب، كل ذلك كي تتحرك فعندما تجلس يحدث لك التالي:
إن جلوسك لمدة طويلة على المكتب لفترة سبعة أو ثمانية ساعات بشكل منحني يسبب ضعفاً في الفقرات، وخاصة فقرات الرقبة والظهر فيحدث لها انحراف.
وعندما تطيل الجلوس تجعل العضلات مشدودة لفترة طويلة فتصاب بشد عضلي، وهذا الشد العضلي هو الذي يسبب الصداع النصفي وآلام الرقبة وآلام الأكتاف وآلام الظهر.
الديسك الذي بين الفقرات طالما أنت تضغط عليه بالجلوس المتواصل لأيام وأشهر يحصل له انزالق غضروفي أو ضغط على العصب وانحراف وما بعده.
الجهاز العصبي والتنفس
ولطالما أنت تجلس فأنت تجلس منحنياً، فالرئة بدل أن تكون مستوية فهي تنحني وحوالي ثلثي الأوكسيجين لا يدخل لها.
وهذا التنفس غير الطبيعي يسبب أمراضاً كثيرة يصل إلى السرطانات لأن جسمك لا يحصل على الأوكسيجين الذي يحتاجه.
المفروض بالإنسان أن يتنفس من خلال الحجاب الحاجز عن طريق تحريكه في التنفس، لكننا لا نفعل ذلك ولذلك نصاب بالزهايمر والأمراض كثيراً.
لكن الجالس المنحني رئته لا تعمل جيداً ولا تعطي الأوكسيجين للقلب والمخ، والمخ أكثر ما يتأثر بنقصه، ومع الوقت يبدأ بالضعف وأعصابه تضعف والذاكرة ويصاب بالزهايمر.
الجلوس الطويل غير السليم يسبب Demyelination ويسبب أذى لغلاف الأعصاب بسبب الضغط على الأعصاب والعضلات، والعظم يضغط عليهم أيضاً.
الليبوبروتين لايبيز
وهو موجود في الأوردة الدموية، عندما يتحرك الجسم يتم إفرازها وتكسر الدهون التي في الدم، فعند الجلوس لفترة طويلة لا يتم إفراز الليبوبروتين لايبيز.
وهذا يؤدي لارتفاع الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية .
الدوبامين
الحركة تزيد الدوبامين وتعطي إشارة للمخ وتدل على العضو المتحرك وعلى مكانه، فقلة الحركة تقلل الدوبامين وتصيب الشخص بالاكتئاب.
الخدر
الجلوس الطويل يؤدي إلى منع وصول الدم عن أعصاب الساقين فيسبب الخدر والتنميل، وهذا التنميل يعني أنه يموت من نقص الأوكسيجين.
وكثرة تكرار هذا الأمر يسبب ورماً في الساقين بسبب الضغط على الأوردة والأعصاب، وينقص الدم فتترومان.
وتصبح فيهما آلام وتبدأ العظام والمفاصل بالتعب، وهذا يؤدي فيما بعد إلى التهاب أعصاب طرفية.
وحل هذا الأمر كله، أولاً لا تعالج أي مرض قبل الذهاب إلى طبيب كاريوبراكتيك وتعرف إن كان لديك انحرافاً أم لا.
كيف نحصل على صورة MRI صحيحة
الأطباء العاديين عند فحص العمود الفقري يطلبون صورة MRI لجسم المريض وهو مستلقي. لكن كي يعرف إن كان هناك انحراف فيجب القيام بصورة الرنين وهو واقف.
فعند الاستلقاء أربطة العمود الفقري ترتاح فلا يظهر الانحراف بمقدار ميلي واحد. بينما عند التصوير على الواقف تكون العضلات مشدودة ويظهر الانحراف لو أنه موجود.
وعند إرجاع الانحراف لمكانه فإن المشكلة التي تسبب بها تذهب في ذات الثانية.
ماذا نتعلم في كلية الطب
لكن بشكل عام لا نتعلم في كلية الطب ولا يخبروننا عن هذا من قبل، أن أساس كل أمراض الجهاز العصبي المركزي هو الانحراف.
بل إن طبيب القلب يعطي علاج مرض القلب، وطبيب السكر يعطي علاج السكر وطبيب الأعصاب يعطي علاج الأعصاب، ولا يخبرك أحدهم بأن تقوم بإصلاح الانحراف في عمودك الفقري.
تعلمنا في الكلية كيفية التعرف على الأمراض بطريقة من يحفظ أكثر هو الطبيب الأول لدفعته وهو الشاطر أكثر ويأتيه مرضى ليعالجهم أكثر، هكذا نحن نفكر.
يعطونك أعراضاً لمرض ما، ومن هذه الأعراض تستدل على المرض، كمثل أن لدى المريض سعال وحرارة فهو مصاب بالتهاب شعبي.
لم يعلمونا أمراً آخر، أن نفكر في المنتصف بين الأعراض، أن نصل لسبب المرض وليس أن نصل إلى المرض.
في كثير من الأمراض يعطيك جسمك رسالة عنها، خلق جسمك بطريقة أن يدلك على مكان الخطأ، والألم في مكان يعني كذا والضغط المرتفع يعني كذا.
قراءة الأعراض الصحيحة
يجب علينا كأطباء أن نتعلم ونفكر في الأعراض ولا ننظر لظاهرها فقط، بل يجب أن نتعمق ونرى نسبة المعادن والفيتامينات.
والجهاز الهضمي والمناعة والانحراف والمخ والأعصاب، كي نعرف كيف نعالج المريض، وليس كل مريض يأتيني أعطيه الدواء للعرض الذي في الوسط.
فمثلاً الجهاز العصبي تالف فسبب ضغطاً عالياً فأعطيه دواء للضغط.
لديه ضغط نفسي وأمعاؤه لا تهضم جيداً، فأعطيه ملين أو مهضم أو إنزيمات هاضمة دون معالجة السبب وهكذا في كل عرض.
القلب
كل مشاكلنا تؤدي إلى القلب، القلب محكوم بأمرين الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يجعله دائم الحركة والجهاز الباراسمبثاوي الذي يعمل كفرامل له.
فلو أنت لديك ضغط عصبي وعصبية وكورتيزول عالي، فالجهاز السمبثاوي يرتفع نشاطه ومقابله سينخفض الباراسمبثاوي.
حيث أن الباراسمبثاوي يستخدم النيتريك أوكسايد الموسع للأوعية الدموية والذي يقلل الضغط ويقلل سرعة القلب.
فعندما يرتفع ضغطك وضربات قلبك تعلو فما الذي نفعله، هل ننظر إلى السمبثاوي والباراسمبثاوي؟
أم نعطي صادات بيتا وأسبرين لمنع الجلطات وكونكور ومثله طول العمر ليصلح سرعة القلب التي هي أصلاً عرض لشيء بسببه الجهاز العصبي السمبثاوي يعمل بشكل أكبر من العادة.
فلو لديك ضغط عصبي أو انحراف في مكان ما وأصلحته، فالقلب وهو النتيجة النهائية وجهازي السمبثاوي والباراسمبثاوي يعتدلان وسيصلح لوحده.
الموت المفاجئ
وهو عبارة عن حصول ضغط عصبي شديد جداً فالجسم حماية لنفسه يطفئ، وهذا بسبب ارتفاع السمبثاوي بشكل عال جداً وارتفاع الضغط وضربات القلب عالية جداً.
فيقوم الجسم بإطفاء نفسه فيموت، لأنه لم يتحمل الضغط العصبي.
الرئتين
تتغذى الرئتين بعمل الجهازين السمبثاوي والباراسمبثاوي.
ومرض الربو عندما تصاب به تذهب إلى طبيب الصدرية، لكن الربو ليس مشكلة رئة وهذا كلام سيعترض عليه أطباء كثر.
مشكلة الربو هي أن حويصلة هوائية حولها عضلات تقفل وتفتح، ومشكلة هذه العضلات عندما تقفل فلا تدع الهواء يصل إلى الجسم لأن الحويصلات قفلت بسبب قبض العضلات.
وما يقفل العضلات هو الجهاز العصبي السمبثاوي. فان ارتفع عمل السمبثاوي يسبب تشنجاً. وحتى في حالة الحساسية نفس الشيء، يقفل السمبثاوي كل العضلات في الرئة.
لكي تعالج الربو أنظر إلى الإنحراف في العمود الفقري في المنطقة المتخصصة في الرئة أو أصلح الجهاز السمبثاوي ليخف وتتمكن من التنفس دون أن يقفل الحويصلات الهوائية.
الجهاز الهضمي
هل تعرفون أننا عندما نشم الطعام تفرز المعدة حمضاً، وعندما نتذوق الطعام تفرز المعدة حمضها بنسب معينة؟
وعندما نتذوق قطعة دجاج تختلف عن قطعة الخبز وتختلف عن قطعة اللحمة وتختلف عن أي شيء آخر فيفرز الحمض بنسب.
ومن يتحكم بذلك هو المخ، حيث يتحكم بكمية الحمض في جسمك.
الهضم يحتاج إلى الكثير من الدم فإن كان الجهاز السمبثاوي عالي، سينبهك إلى أنه ليس وقت الطعام ويحتاج إلى تحويل الدم إلى القلب والمخ ولا يعطيه للجهاز الهضمي.
فهل تستطيع أن تأكل وأنت تلعب ملاكمة؟ أو أنت تجري في الماراثون؟ وكذلك في صالة الرياضة؟ لأن الجهاز السمبثاوي يعمل بأعلى قدراته ولا يوجد هضم.
وإن تناولت طعاماً ستستفرغ لأن الجهاز غير مجهز للهضم.
في حياتك العادية أن كنت في حالة توتر والجهاز السمبثاوي عالي فلن تستطيع أن تهضم والحموضة غير منضبطة لذلك تصاب بالارتجاع.
وبمجرد تناولك لخل التفاح يزول شعور الحموضة، لأن السمبثاوي عالي.
ارتشاح الأمعاء
ومن يصاب بارتشاح الأمعاء كذلك، لأن الأمعاء لا تجد دماً فتسوء حالتها والمكروبيوم يتوقف لأن السمبثاوي أخذ الدم كله.
إما لديك Subluxation أو لديك كورتيزول عالي، والعصبية مستمرة يوماً بعد يوم حتى تنهي وجود الدم في الأمعاء لفترة طويلة.
فتصاب بارتشاح الأمعاء أو ألتستريتيف كولايتس أو كروزز ديسيز أو تضرب المناعة، لأن المناعة يغذيها المخ والجهاز العصبي.
الجهاز التناسلي
الانتصاب باراسمبثاوي لأنه أحد الأمور التي تحتاج إلى راحة ومزاج، ولكي تدخل الحمام وتطرح الفضلات تحتاج إلى الجهاز العصبي الباراسمبثاوي.
لو أن لديك توتر عالي والسمبثاوي عالي بشكل دائم تصاب بالإمساك، ولو أنك في عراك فهل يحدث لك انتصاب؟ أو أنك تجري من كلب أو أسد هل يحدث انتصاب؟
لا لن يحدث، وعندما تصاب بضعف الانتصاب ستذهب إلى الطبيب فيعطيك موسع للأوعية الدموية. فهل فكرت يوماً أن السبب هو الجهاز العصبي ؟
فلو قللت السمبثاوي سيرتفع الباراسمبثاوي وعندما يعمل الباراسمبثاوي سيذهب الإمساك والانتصاب سيكون جيداً.
خلاصة الحلقة
لا تعالج أي أمراض دون أن تنظر إلى العمود الفقري وتوسع الطريق للمخ ليحكم جسمك، ولو أن مخك لا يحكم جسمك لن يقوم بوظائفه بشكل تام.
لو أن الجهاز العصبي السمبثاوي عالي من التوتر بكل أشكاله فكل أجهزتك ستتعطل لأن السمبثاوي والكورتيزول يعملان معاً ومؤثراتهم واحدة.
الضغط العالي والقلب المتسارع والاكتئاب وارتشاح الأمعاء والربو والأمراض المناعية وتعب الرقبة والطنين في الأذن وفقرات الرقبة مشدودة والصداع المزمن.
وفقرات الرقبة مشدودة بشكل دائم، وهناك تقلصات في أي مكان في ظهرك أو لديك عرق النسا، كل شيء أصله أن العمود الفقري فيه مشكلة أو التوتر عالي في الجسم.
شكراً لمتابعتكم الحلقة وخذوا فكرة أن الجهاز العصبي [3] المركزي يحكم كل شيء، فإن لم تفتح له الطريق بدون أي ضغط من أي جانب، لا يمكن لأمراضك أن تحل و ستفقد جزءاً كبيراً من العلاج.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس