السم والترياق النيتريك أوكسايد

السم والترياق من حلقات الدكتور مصطفى محمود :

قصتنا اليوم قصة مثيرة من قصص المطاردة البوليسية، ولكن المطارد ليس لصاً لكن مادة تفرزها الخلايا لتنظيم ضغط الدم.

بروفيسور جون جلاسبي عمره 86 رئيس فرقة المطاردة، كل يوم يذهب للمذبح لكي يشتري كيلو من لحم الثور، وليس أي لحم بل بالذات العضو الذكري ومعه المتعلقات الخاصة به والعضلات الخاصة به.

القصة مثيرة جداً وانتشرت الشائعات، فأصبح الصحفيون خصوصاً صحافة جرائد الفضائح، ينتظرونه على باب المذبح ويسألونه ما سر غرامك لهذه الأعضاء؟ هل تريد أن تؤلف كتاباً بعودة الشباب.

يضحك البروفيسر ويقول لهم: هذه قصة أخرى غير التي تفكرون بها، ماذا كان هذا الرجل يريد، ويبحث عن ماذا؟

كان يبحث عن الأعصاب اللاإرادية في الجسم، هذه الأعصاب يدور حولها سؤال منذ مائة عام.

وهي الأعصاب هذه ما هي المادة الإشارية التي تفرزها كي تبعث الأوامر الخاصة بها للعضلات.

وواضح أن هذه الأعصاب اللاإرادية هي من تحكم ضغط الدم، لأنه من الممكن أن توسع الشريان فينزل ضغط الدم وكذلك في الشعب، وتؤدي لتوسيع الشعب.

وأيضاً تتحكم بنبض القلب، وأيضاً تتحكم بحجم المعدة، كأن تتوسع وتسع لأضعاف حجمها عن طريق إشارات تتجه من هذه الأعصاب.

وهذه الإشارات من مادة كيماوية بحيث تفرزها العضلات وتؤدي لارتخاءها.

كانت مهمة العلماء البحث عن هذه المادة لكي يعلموا ماهيتها، في الواقع هذا السؤال يجري وراءه أكثر من ضابط شرطة، أي أكثر من باحث يعملون على ذات السؤال.

السم والترياق علاج حالات الصدمة القاتلة

مثلاً روبرت فيلد غولد وهذا باحث كبير، قد كلف أيام الحرب العالمية الثانية أن يبحث في أسرار وعلاج حالات الصدمة القاتلة التي تصيب جرحى الحرب.

ما هي هذه الصدمة هي أن يهبط الضغط إلى مستوى قاتل فيؤدي لوفاة المريض بطريقه للمستشفى.

معنى هذا أنه هناك مادة تفرز ضمن الأوعية تؤدي لاتساع فجائي في الشرايين والشعيرات مما يؤدي لهبوط الضغط بسرعة مما يؤدي للوفاة.

روبرت فيلد اكتشف أن هذه المادة تفرز داخل الشريان والذي يفرزها البطانة الخلوية للشريان ذاته.

وهذه المادة من صفاتها أنها تتحلل بسرعة وفي ظرف ثواني بعد أن تعمل التأثير الخاص بها تختفي من الدم، فقام بتسمية هذه المادة EDRF يعني المادة التي تفرز من بطانة الشريان لخفض ضغط الدم.

وهذه المادة سريعة التحلل وتختفي خلال ثواني من الدم.

السم والترياق المخدرات

ثم خرجت موجة الهيبيز وهؤلاء الجماعة الذين يتعاطون المخدرات ومن ضمن هذه المواد الذين يتعاطونها هي مادة اسمها ايماين نتريت.

كان هؤلاء يتناولون هذه المادة بحيث يضعونها تحت ألسنتهم، لكي تسبب هذه المادة دوخة لهم، ومن ثم نصف إغماءة ومن ثم يقعون على الأرض هذه هي قصتهم.

مادة ايماين نتريت كانت تعطى فيما مضى كعلاج للذبحة الصدرية، لتوسيع الشريان فتنتهي حالة الذبحة، وظل سر هذه المادة غامض حتى فترة السبعينات من هذا القرن.

حتى اكتشف أن مادة ايماين نتريت تطلق غازاً في الدم إسمه غاز نيتريك أوكسايد ، هذا الغاز هو الذي يقوم بخفض ضغط الدم.

طبعا هذه الخطوة هي طرف الخيط، قال العلماء أنه من الممكن أن تكون هذه المادة هي EDRF. كان هناك حالات كثيرة من الذين يقومون بتخديرهم بغاز النيتروز، تصيبهم حالة هبوط ضغط الدم فجأة.

وهذا الغاز يشابه النيتريك أوكسايد قيل أن هناك شوائب في الغاز هي من النيتريك أوكسايد مما يؤدي لهبوط فجائي بضغط الدم ويؤدي للموت الفجأة.

السم والترياق مادة SOD

كان الدكتور سيلفادور أحد من يبحثون عن أسرار هذه المادة اكتشف مادة اسمها SOD سوبر اوكسايد ديمساتز، بحيث لو أضيف هذه المادة بالحقن للدم تؤدي لتطويل عمر EDRF بحيث يصل لثمان ثواني.

واكتشف الدكتور فريش غولد بحيث جلب  SOD هذه المادة وأضاف النيتريك أوكسايد بحيث تشكلت مادة ثابتة النيتريك أوكسايد.

اللص الذي كنا نبحث عنه، والمادة الغامضة التي تفرزها الخلايا لكي تنظم الدم، وتمنع ارتفاعه وتقوم بتوسيع الشرايين فإن هذه المادة هي النيتريك أوكسايد .

غاز النيتريك أوكسايد

غاز النيتريك أوكسايد ليس شيئاً غريباً لأنه موجود في الجو ويحدث في الجو نتيجة التفريغ الكهربائي الخاص بالبرق.

وهو الذي يقوم بعمل أضواء حول المكوك الفضائي وأيضا هو ضمن غازات العوادم الخاصة بالسيارات فهو معروف إذاً.

في الواقع بعدما اكتشفوا هذه المادة بدأت سلسلة من الأسرار تتداعى وراء بعضها، أولاً اتضح أن هذه المادة لها أدوار كثير في جسد الإنسان. وهو:

أولاً تهبيط ضغط الدم.

ثانياً هي الترسانة الكيماوية الخاصة بجهاز المناعة.

بمعنى أن كريات الدم البيضاء الملتهمة تقوم بتصنيع هذا الغاز وتقوم برشه وتهاجم به الميكروبات والطفيليات، وأيضاً تقضي على الخلايا السرطانية.

إذاً هو غاز خطير جداً بحيث أنه الترسانة الكيماوية التي يقوم الجسد بالدفاع بها عن نفسه.

ثم اتضح حالات أخرى كالـ ضمور بالدماغ وخلايا الدماغ فاتضح أن السبب أن هناك خلية تفرز بشكل منحرف تفرز كمية زائدة من غاز النيتريك أوكسايد .

وبالتالي يقوم هذا الغاز بقتل الخلايا التي بقربها ويقوم بتلفها، وهنا بدأ العلماء يبحثون عن هذا الغاز في جميع الأمراض العصبية كمرض MS ومرض الزهايمر ومرض الشلل والرعاش.

الدور الحقيقي لغاز النيتريك أوكسايد 

هذا الغاز أصبح خرافة وهو أصغر جزيء في العالم بحيث صنع من ذرتين أوكسجين ونتروجين، وهذا الجزيء يسبح في الجسم ويقوم بوظائف كثيرة وقصته خطيرة جداً.

أكبر خطر له هو التالي:

اكتشفوا أن غاز النيتريك أوكسايد موجود منذ زمن، من قبل وجود الإنسان من 600 مليون عام.

كانت في الحيوانات والكائنات البدائية كحيوان الكابوريا، كان ينظم ضغط الدم الخاص به بذات الطريقة بغاز النيتريك أوكسايد .

ما معناه أن الله سبحانه وتعالى صنع في هذه الأجسام البدائية الوسيلة الفعالة لتنظيم ضغط دمها.

حدث هذا قبل الإنسان وقبل العلوم، وقبل الاكتشافات واللغة حتى، قبل العلم لأن علم الله هو العلم السابق الذي دبر لمخلوقاته كل شيء

ولنرى مع بعض ما هي حكاية النيتريك أوكسايد ضمن الفيلم الوثائقي التالي:

بالتأكيد الفيلم كله عن مادة بسيطة جداً أصغر جزيء في الكيمياء كلها، وهذا الجزيء يفرز في الجسم وله دور خطير، وله أكثر من وظيفة فهو سم وهو ترياق .

وهو المادة الكيميائية التي يعتمد عليها جهاز المناعة، وله قصة قديمة جداً في عملية تنظيم الدم بدءاً منذ 600 مليون عام.

وهذه هي الحكمة التي أردانها، وهي أن الله سبحانه وتعالى منذ بداية خلقه أودع في مخلوقاته القدرة على تنظيم ضغط دمها بهذه الكيمياء الدقيقة، قبل الإنسان وقبل الطبيعية الفسيولوجية والكيمياء.

 وقبل حتى اللغة، وقبل العلم لأن علم الله سابق، وهذا الفيلم دليل قطعي على الأزلية والأسبقية لعلم الله سبحانه وتعالى، التي بها نظم ودبر جميع مخلوقاته.

تسبح ربنا وتقدس في سماواته ولا إله إلا هو والسلام عليكم ورحمة الله.

المصادر

الدكتور مصطفى محمود رحمه الله تعالى برنامج ( العلم والإيمان )

جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com