هذه العلامة اذا رايتها فاعلم ان الله راض عنك ويحبك ، هذه علامات اذا رأيتك في يومك فتأكد ان الله راض عنك، ماهي علامات حب الله للعبد وكيف يكون العبد على يقين تام ان الله تعالى يحبه وعلى رضى تام على هذا العبد؟ ،
لقد سالت عن امر عظيم وأمر جسيم لا يبلغه الا القلائل من عباد الله الصالحين فمحبة الله هي المنزلة التي فيها يتنافس المتنافسون واليها يشخص العاملون وهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون
وهي الحياة التي من حرمها هو من جمله الاموات والنور الذي من فقدمه في بحار الظلمات والشفاء الذي ما انعدمه حلت به الاسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم واوهام، ومحبة الله لها علامات واسباب كالمفتاح للباب ومن تلك الاسباب،
أولا:
اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
ثانيا:
الذل للمؤمنين والعزة للكافرين والجهاد في سبيل الله والخوف الا منه سبحانه، وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في أية واحدة، قال تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)،
ففي هذه الآية ذكر الله تعالى صفات القوم الذين يحبهم وكانت هذه الصفات التواضع وعدم التكبر على المسلمين وانه عزة للكافرين ولا يذل لهم ولا يخضع وانهم يجاهدون في سبيل الله،
جهاد الشيطان والكفار والفساق وجهاد النفس وأنهم لا يخافون لومة لائم فإذا ما قام باتباع أوامر دينه فلا يهمه بعدها من يسخر منه او يلومه
ثالثا:
القيام بالنوافل، قال الله عز وجل في الحديث القدسي : ( مازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى احبه ومن النوافل، نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والحج والصيام )
رابعا:
كالحب والتزاور والتبادل والتناصح في الله وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه عز وجل قال: (حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي للمتواصلين في)
رواه أحمد وصحح الحديثين الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ومعنى المتزاورين في ان يكون زيارتهم لبعضهم البعض من اجله وفي ذاته وابتغاء مرضاته من محبة لوجهه او تعاون على طاعته، وقوله والمتباذلين في أي يبذلون انفسهم في مرضاته من الاتفاق عل جهاد عدوه وغير ذلك ممن أمروا به، انتهى من المنتقى شرح موطئ حديث ألف سبعمئة وتسع وسبعين
خامسا:
الابتلاء فالمصائب والبلاء امتحان للعبد وهي علامة على حب الله له فإنه وان كان مرا الا انك تقدمه على مرارته لمن تحب ولله المثل الاعلى،
وجاء هذا في الحديث الصحيح: ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء، و إن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الشيخ الألباني
ونزول البلاء للمسلم خير له من أن يدخر له العذاب في الآخرة، كيف لا وفيه ترفع درجاته وتكفر سيئاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة) رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني
وبين أهل العلم ان الذي يمسك عنه هو المنافق و ان الله يمسك عنه في الدنيا فيوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة، فإذا أحبك الله فلا تسأل عن الخير الذي سيصيبك والفضل الذي سينالك ويكفي ان تعلم بأنك حبيب الله فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده ما يلي:
– حب الناس له والقبول في الأرض كما في حديث البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)
– ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق احبابه عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما اقترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و إن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته) رواه البخاري
– فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده:
أولا كنت سمعه الذي يسمع به أي انه لا يسمع الا ما يحبه الله،
ثانيا بصره الذي يبصر به ولا يرى الا ما يحبه الله
ثالثا ويده التي يبطش بها ولا يعمل في يده الا ما يرضاه الله،
رابعا ورجله التي يمشي بها ولا يذهب الا لما يحبه الله،
خامسا وإن سألني لأعطينه فدعائه مسموع وسؤاله مجاب،
سادسا وإن استعاذني لأعيذنه وهو محفوظ بحفظ الله له من كل سوء
اقرأ أيضاً… كيف تعرف أنك مُصاب بالعين؟ – عثمان الخميس – بدر الفيلكاوي
اقرأ أيضاً… كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان