أفكاره أقامت ثورة سياسية، صاحب مقولة (الغاية تبرر الوسيلة) الخبير الاجتماعي والسياسي، نيكولاي مكيافيلي .
هو صاحب مذهب مكيافيلي، وأغلب الكتاب الذين أتوا بعده، كانوا يحاربون أفكاره، وكانوا ضد مذهب مكيافيلي.
ما هو مذهب مكيافيلي
هو الشخص الذي يستطيع إرضاء جميع الأطراف، حتى أنه كان أحد الحكام قديماً، يقول، إنه الشخص الذي يرضي جميع الطوائف.
يأتي إلى طائفة معينة، ويذكر محاسنهم، وأنهم هم على صواب، ثم يذهب إلى طائفة الأخرى، يقول لهم نفس الشيء.
حتى أن كل هؤلاء الطوائف، تجتمع على رأي واحد، ومن ثم يقولون عن هذا الشخص أمام الحاكم، أنه من طائفتهم.
بداية حياة مكيافيلي
ولد مكيافيلي في عام 1469 وهو يعود لعائلة سياسية، فكان والده كان محامياً، وعائلته دائماً قد خرجت ناس عظماء، في مدينة فلورنسا في إيطاليا.
ولكن نيكولا ميكافيلي، لم يحصل على الجنسية الإيطالية، وذلك بسبب المشاكل الداخلية قد مرت على فلورنسا.
والذي حصل، أن الدولة الكاثوليكية في فلورنسا، كانت طغى على جميع السلطات، ويدخلون على الممالك الصغيرة، ويسيطرون عليهم.
ووصلوا إلى درجة أنهم كانوا يبيعون مكاناً في الجنة أو النار، وسلطاتهم الدينية، كانت طاغية وكانوا يذبحون الناس حينها.
ولد نيكولا في تلك الفترة، وذلك جعل لديه نوع من الازدواجية، فأصبح لديه ازدواجية في الشخصية، من هذا النوع من التصرفات.
السلطات المتحكمة في تلك المنطقة، كانت الامبراطورية الرومانية المقدسة، التي تحاول أن تسيطر على الممالك الصغيرة، وفرنسا واسبانيا.
والد ميكافيلي كان مولع بموضوع الفلسفة، والعلوم الإنسانية، مثل الإعلام والتاريخ، والمسرح والقانون.
وفي السبع سنوات من عمر نيكولا ميكيافيلي، أرسله والده إلى المدرس ماستر مايتو، وهو الشخص الذي علم ميكافيلي كل شيء، وتخرج من عنده.
ظهور نيكولا مكيافيلي السياسي
كان أول ظهور سياسي نيكولا ميكيافيلي كان سنة 1498، فقد تغيرت كل الحاشية في الامبراطورية.
وكان نيكولا يعمل في الحكومة، في واحد من أصل ستة في مهنة السكرتارية، الذين يكتبون الرسائل، والبريد للمستشارين.
وعمل بعدها بعمل يهتم بشؤون الدولة الخارجية والداخلية، وبالتالي اكتسب خبرات كثيرة، على الصعيد السياسي.
فكان يعمل في قسم المراسلات، والإدارات، والحكومة التي كان يعمل لديها، نيكولا مكيافيلي حينها، قد تغيرت أيضاً.
وجاء بعدها أسرة ميريشي عام 1512 ميلادي، هنا بقي مكيافيلي لمدة ثلاثة أيام، وتم بعد ذلك تسريحه، بتهمة أنه على وشك أن يقوم بانقلاب.
وتم سجنه لمدة سنة واحدة، مع الغرامة، ثم في عام 1513 عندما جاء حاكم آخر في فلورنسا، أرسل له مكيافيلي رسالة مفادها.
بأنه يعاني في حياته كثيراً، ويريد أن ينظر له بالشفقة، وطرح فكرته، واعترف على نفسه أنه كان سيقوم بانقلاب فعلاً حينها.
الغاية تبرر الوسيلة
الناس تنسب له مقولة (الغاية تبرر الوسيلة) ولكن نيكولا قالها بطريقة ثانية، حيث أن هناك أشخاص سبقوه بهذه المقولة.
أحد الكتاب المسرحيين المعروفين اسمه سوفوكليس، في مسرحية اسمها الكترا، قال (الغاية تبرر أي شرط)
بعد ذلك جاء أحد الشعراء، قبل ميلاد المسيح، وكتب في مسرحية اسمها، البطولات (النتيجة تبرر الفعل)
في أحد كتب نيكولا مكيافيلي، واسمه المطارحات، قال: رغم أن الفعل قد يدين الفاعل، إلا أن الغاية تبرره.
كمثال أنه لا يوجد انسان يحب القتل، ولكن لو شعر بالخيانة والغدر وغيرهم، قد يقتل وهذا قانونياً ممنوع طبعاً.
الأمير كتاب نيكولا مكيافيلي السري
نيكولا مكيافيلي تخصص في علم التاريخ، وتبحر به، وبنفس الوقت، كان لديه عمل إداري في الحكومة، والعمل الدبلوماسي.
كان هناك أحد المفكرين الإنجليز، اسمه برتنارد راسل، قال: أن نيكولا ميكافيلي، اهتم بكيفية نجاح الدول، وكيفية الحفاظ عليها أو فقدانها.
وكتاب نيكولا ميكافيلي، لم ينتشر إلا بعد وفاته بخمس سنوات، لأن الكتاب كان كتاب سري، والذي هو الرسالة، التي أرسلها لأحد الأمراء في فلورنسا.
وبنفس الوقت، أعطى نسخ منه لعدة أشخاص من أصدقاءه، وبعد وفاته انتشر الكتاب، وقال الملك فريدريك ملك بروسيا، أن الكتاب هو أخطر مخطوط سياسي في التاريخ.
الفرق بين النظام الجمهوري والملكي
في بداية الكتاب، تجد جملة (من يستطيع أن يقرأ كل الكتاب، ويفهمه، يستطيع أن يسيطر على أي شيء في حياته)
في أول 11 فصل، يتحدث نيكولا، عن الأنظمة الحكومية، فيقول أنه منذ النشأة البشرية، إلى الآن، كانت الحكومات تتشكل من نظام ملكي وجمهوري.
النظام الجمهوري، هو نظام جميل وتحبه الناس، ولكنه بطيء، لأنه عند قراءة التاريخ، ترى المشاريع التي تحصل.
تسير بشكل بطيء، فالذي يمكن صنعه في خمسين سنة، في النظام الجمهوري، يمكن أن يصنع في خمس سنوات في الملكي.
فيعطيك الكتاب نيكولا مكيافيلي، كيف تستطيع التحكم بهذا الأمر، ويقول أنه يجب اخراج الكنيسة خارج هذا النظام كله.
وكان يكره الإيطاليين، ويقول أنه لوكان لديهم ذكاء شديد، لما جعلوا الكنيسة تسيطر عليهم، باسم الدين.
القوانين في الدول والتجارة
في الفصل الثاني عشر من الكتاب، يقول لك مكيافيلي، أنه يجب أن يكون للدولة قوانين قوية، لكي تستند لها، ومع وجود هذه القوانين، يجب ان يكون هناك سلاح قوي.
ثم يفصل بالتحدث في الشيء ونقيضه، وما هي أسباب المدح، وما هي أسباب الهجاء، مثل الرأفة والقسوة، البخل والكرم، القتل والرحمة.
ويقول أنه يجب على الأمير، أن يظهر نفسه إلى أصحاب الكفاءة والاتقان، والفن، ويكون الناس المقربين له ذوي كفاءة مثل الأمير نفسه.
والأمير يجب أن يشجع مواطنيه على التجارة، للهروب من سطوة الضرائب، وعلى التعليم والصناعة، ويجب على الأمير أن يختار أشخاص، يتماشون مع فطنته ورؤيته.
قوة إيطاليا المخفية
في باقي الفصول من كتاب مكيافيلي، يتحدث عن أسباب تفكك ايطاليا، وخصوصاً أنه كان يرمي على الايطاليين، أنهم يستمعون إلى الكنيسة.
فيقول في الفصل 26، أنه من الضروري في الوقت الراهن، الاعتراف بعبقرية إيطالية، وأن تكون إيطاليا، في وضع أحسن مما هي عليه.
وأن لا يكون أهلها مستعبدين، أكثر من اليهود، مضطهدين أكثر من الفرس، ممزقين أكثر من الروم.
لا نظام لهم، مغلوبين في أمرهم، مسلوبة أموالهم، وأن تكون تحتمل دولتهم، جميع أشكال الخراب والدمار، بكل لون وبكل شكل.
ويقول: لو كان أمامك ألف طفل، لتقتل شخص خائن، يختفي ورائهم، فيجب أن تقتل الألف طفل، لتقتل هذا الخائن، وهو تفكير دموي طبعاً.
فهي ثورة نيكولا ميكيافيلي، بالنسبة للوقت الحاضر، هو في ذلك الزمن، كان ثورة، بالنسبة لهم في إيطاليا وفلورنسا.
نيكولا مكيافيلي وابن خلدون
كان دائماً الفلاسفة القدماء، يسيرون في نطاق معين، أنه يجب أن تكون تربية الأمير، تربية صحيحة، متماشية مع الأنظمة الموجودة حصراً.
وهناك كتاب كثر يربطون، أن هناك تشابه كبير بين نيكولا مكيافيلي، وبين عالم الاجتماع والفيلسوف العربي، ابن خلدون.
ولكن هناك هناك اختلاف واضح، فصحيح أنهما ثارا على المدارس القديمة، في دولهم، ولكن هناك فرق بين ابن خلدون ونيكولا.
ابن خلدون يشبه مديرك في العمل، أو صاحبك الذي يعمل في نفس الشركة التي تعمل بها، ولكنه أقدم منك، ولديه الخبرة.
فقد ربط الأشياء مع بعضها، العلم والمجتمع، وكون بها علم سمي بعلم الاجتماع، وله قواعد وقوانين معينة، نسير عليها.
محاربة كتاب نيكولا مكيافيلي
كتاب نيكولا مكيافيلي، قد مُنع من قبل الدولة البابوية، واعتُبر كتاب مُحرم، مثل كل كتبه، وتم حرقها، ولكن تم انقاذ نسخة منه.
كتاب الأمير، هو كتاب بسيط جداً، وقد ترجم إلى العربية، ونشر لاحقاً، ويدرسه المحامون وطلاب علم الاجتماع، ولكن الترجمات قد تكون خاطئة، ببعض التفاصيل، ويفضل قراءته بنسخته الانجليزية.