المهندس صلاح عطية الرجل المتاجر مع الله سبحانه وتعالى، سوف نحكي لكم قصة كأنها من ألف ليلة وليلة، كنت أنتظر السيدة سوزي نبيل أن تكون جالسة بقربي هنا، وتقول الكلمات الخاصة بها.
قصة صلاح عطية بتفاصيلها
هنا حدثت قصة كل تفاصيلها تشعرك أن المسألة خيالية، وهنا في تفهنا الأشراف، قرية قريبة جداً من ميت غمر، هذه القرية يوجد بها أسرة رزقت أولاداً.
أحد الأولاد ولد سنة 1946 كان يعشق أرضه، وأراد أن يتعب ويعمل فيها أي شيء يفيده بهذه الأرض.
وتخرج الولد وبدأ يعمل هو ومجموعة من أصدقائه وأحد أخوته. قرروا أن يقوموا بشراكة في منتصف السبعينيات.
فقاموا بمشروع كل واحد منهم دفع مبلغ 200 جنيه، وكانوا تسعة وأرادوا شريكاً عاشراً، بحيث يقسمون أرباحهم على عشرة، ثم قال لهم هذا الشاب أعطوني يومين وأجلب لكم الشريك العاشر.
وبعد يومين عاد ومعه الشريك العاشر. سألوه من هو؟ قال لهم: إنه الله سبحانه وتعالى، بحيث نقوم بتقسيم الأرباح على تسعة أشخاص والحصة العاشرة لله بحيث تكون للناس الفقراء.
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) سورة البقرة
وافق الجميع وبدأت القصة قصة التسع أشخاص وعاشرهم الشريك الأعظم، هكذا كتبوا ومضت القصة وبدأت الأرباح تكثر.
وبعد فترة من الزمن افترق الشركاء بخير، بحيث افتتح كل منهم مشروعه، وبقي العم صلاح عطية لوحده لكن مع الشريك العاشر.
القرية الحلم
عندما تتجه إلى تفهنا الأشراف يجب أن تقول إنني متجه إلى تفهنا الأشراف صلاح عطية، القرية التي بناها صلاح عطية بحيث بدأ ببناء كتاب خاص بالأطفال ومن ثم مدرسة ومن ثم إعدادي وثانوي ومن ثم كليات جامعية، نعم أربع كليات جامعية وأيضاً سكن للطلاب.
لم يكتفي بذلك صلاح عطية، بل بدأ يذهب للقرى المجاورة ويدخل على كل عمدة خاص بهذه القرى ويقوم بالتبرع بمبلغ مالي كبير، ويحث الناس على التبرع في القرى. وهكذا حتى أنشأ مدينة جامعية.
توسع نشاطه الخيري للعديد من القرى الأخرى وحتى منطقة الصعيد، وهنا أسس مجالس أو لجنة عندما يختلف الفلاحون على الماء أو الأرض أو المزروعات فهذه اللجنة تقوم بحل هذه الأمور.
ومن ثم أنشأ لجان ولجان، حتى وصلت اللجان لتأمين فرص عمل للشباب في القرى، حتى أن الناس عرضوا عليه أن يكون عضواً في مجلس الشعب ولكنه رفض.
رفض لأنه يعلم أنه لن يخدم الناس إذا كان بجهة سياسية.
لم يكن رجل سياسة
صلاح عطية ليس له أي نشاط سياسي على الإطلاق وليس له نشاط ديني على الإطلاق، لا يوجد أي ملف له مع الدولة أبداً، لا توجد له أي معاملات مع الدولة ولا مع المعارضة أبداً.
هناك أفكار كثيرة جداً قام بها، لكنها فكرة واحدة رئيسية هي مساعدة الناس.
صلاح عطية عرف منذ البداية أن في النهاية مهما طال الزمن به في النهاية هو إنسان سوف يموت ولن يأخذ معه شيء من الدنيا سوا عمله الصالح.
حياته الشخصية
تزوج صلاح عطية سيدة واحدة وهي إبنة عمه ولم ينجب أولاد أبداً، عاش معها عمره حتى توفت قبله بأربع سنين.
بالرغم من كل ما كان يملكه صلاح عطية من أموال وعقارات ومشاريع، لكنه كان يعاني من مرض الكلى والكبد كان يذهب إلى لندن وألمانيا يغير دمه كل 6 شهور.
صلاح عطية لم يترك مجالاً لأي أحد، لذلك عندما تسرد قصته لأي شخص سيقول لك ماذا تقول ؟
قل له إذهب إلى تفهنا الأشراف وانظر إلى ما قام به هذا المهندس وكيف جعل أهالي القرية يبنون المنطقة.
يقال نتيجة ما قام به صلاح عطية هناك لا يوجد أحد لا يعمل ولا يوجد أحد هناك محتاج.
القضاء على الفساد ليس صعباً
عندما نقول أن الفساد من الصعب السيطرة عليه ولكن نقول لكم عندما جاء الخليفة عمر بن عبد العزيز وحكم سنتين وأربع شهور فقط، وهذه الفترة فقط لم يدع أحد يحتاج شيء، من يحتاج أن يتزوج فيزوجه ومن عليه دين يسده عنه، الخليفة عمر ألم يكن أسوة حسنة؟
صلاح عطية عندما كان على فراش الموت توجه لله عز وجل وقال له يا رب أنا فعلت كل ما أستطيع فعله وكل أموالي هي لك أفعل بها ما تشاء.
الرجل الرمز
القصة هنا ليست قصة شخص وأموال، بل هي قصة فكرة، من يستطيع أن يفعل كما فعل؟ هذه قصة المهندس صلاح بداية المئتان جنيه وحتى وصلت فوق قيمتها إثنان مليار.
قام بوضع ثروته في وقف خاص، ووضع عليه لجنة خاصة مسؤولة عن التصرف بها، والثلث من هذه الثروة أعطاها لأولاد إخوته وأهله. رجل ذكي وكريم.
الكثير من البشر لا يفهمون القصة كما يجب، عندما تدخل تفهنا الأشراف سوف تدخل تفهنا الأشراف صلاح عطية، هذا الرجل ذو السمعة الطيبة كالذهب، الرجل الذي ذاع صيته في كل مصر.
هذا الرجل الذي شارك الله في عمله فأكرمه الله بعطائه، الرجل الذي وهب نفسه لله وخدمة مجتمعه والناس الفقراء.
ولكي نقطع الشك باليقين، هذا الرجل الذي خرج بجنازته أكثر من نصف مليون إنسان. لا نستطيع أن نقول أنه نموذج أو مثال، بل هو تعدى هذه النماذج والأمثلة كلها.