حادثة الإفك : لماذا لم يدافع النبي عن عائشة رضي الله عنها ؟
أحدهم يسأل الشيخ الحويني لماذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يدافع عن عائشة في حادثة الافك؟
عائشة زوجته وحبيبته ويعلم برائتها.
الحكمة حادثة الإفك
قال الله عز وجل (وما ينطق عن الهوى)
هواه أن زوجته بريئة بالتأكيد، هل من أحد يتهم زوجته؟ وكيف وهي السيدة عائشة، وهي حبيبته، لم يكن يتكلم إلا إذا أذن له أن يتكلم.
والله عزل وجل أشار إلى هذا وقال (لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم).
والحكمة مما حصل هو تمايز في المجتمع، عرف من يبطنون النفاق ونحن لا نعرفهم.
كانت فتنه جسيمة لا أعتقد أنه مرّ بالمجتمع المسلم فتنة ومحنة أعظم من هذه المحنة، أن تتهم زوجة نبيهم.
عبد الله بن أبيّ بن سلول يتكلم ويتهم عائشة لكن الصادقين كانوا ينقلون الكلام، فقط يقولون عبد الله بن أبي يحكي عن عائشة فقط لا يتهمونها، فالذين اتهموا عائشة جلدوا.
موقف النبي من حادثة الإفك
عندما بدأ المجتمع ينقل الكلام وكثر الحديث عن حادثة الأفك، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر،
وقال (من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما أعلم عن أهلي إلا خيرا).
تكلم الرسول عليه السلام بالعموم وهو على المنبر.
فقام سعد بن معاذ الصحابي الذي اهتز له عرش الرحمن، قال يا رسول الله إن كان من الأوس قتلته، وإن كان من إخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا أمرك.
لقد ظهر التحرز، سعد بن معاذ كان سيد الأوس ويحكم بهم، وكان رئيس الخزرج سعد بن عبادة فلم يتطاول على سعد بن عبادة، فوضع العديد من الحدود لنفسه.
أول حد قال من كان من إخواننا من الأوس، أي أنه مسؤول فقط عن الأوس.
من الخزرج أنت أمرتنا، أي لا اقتله غير بأمر منك ولا أتصرف من نفسي.
سعد بن عبادة زعل، وقال والله لا تستطيعوا ولا تقدروا على ذلك، انا من أقتله، لأن قتل عدو النبي شرف.
حتى تثاور الحيان في المسجد، وقاموا على بعضهم بالسيوف، حتى هداهم النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم بيده حتى سكتوا.
عندما يقوم الأخوة الذين آخى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم، وضربوا أروع الأمثلة في البذل والفداء والإيثار.
قدروا المحنة التي كانت في المجتمع المسلم في ذلك الوقت.
فالنبي عليه السلام لو كان الأمر بيده لقال من أول لحظة، لكن الله عز وجل أمره أن يستلبث حتى يميز الخبيث من الطيب في هذا المجتمع.
نزول قرآن لتبرئ عائشة رضي الله عنها
ثم خرجت منه عائشة رضي الله عنها بالفائدة العظمى، تقول لما نزل القرآن (والله لأنا في نفسي أحقر من أن ينزل الله فيا قرآن يتلى، بل كنت أرجوا أن يرى رسوله مناماً)
كانت أقصى أحلام السيد عائشة أن يرى النبي عليه الصلاة والسلام رؤيا، وأن هذه الرؤيا تبرء عائشة رضي الله عنها، لم تظن أن ينزل بها قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
أليس هذا من الشرف الباذخ لعائشة رضي الله عنها، وأصبحت بهذه الآيات من رماها كفر.
العلماء يتكلمون في أي واد يرمي أي امرأة مسلمة عفيفة في مسألة كفرة، اختلفوا في هذه المسألة، إلا في مسألة عائشة قال من رماها كفر.
لأن القرآن نزل في براءتها، وهذا شرف عظيم.
المصدر:
يوتيوب /الشيخ أبو إسحاق الحويني