تساقط الشعر الطبيعي : العناية بالشعر ليست مهمةً سهلةً وهينةً كما يعتقد الكثيرون، وغالبًا تجد أولئك الذين يعتبرونها مهمةً بسيطةً لا تحتاج بذل الجهد على الإطلاق هم أكثر من يعانون من مشاكل سواءً تساقط الشعر أو كونه خفيفًا وعاجزًا عن اكتساب الطول والكثافة الطبيعيين له.
تساقط الشعر الطبيعي
الأمر المميز في الشعر أنه من أكثر الأشياء التي تتأثر بصحة أجسادنا وتعكس حقيقة ما نشعر به فمن الممكن أن تكون صحتنا متوعكةً قليلًا واهتمامنا بأجسادنا منخفضًا ونحن لا نشعر بشيء لكن الشعر يشعر بتلك المشكلة قبلنا ويتأثر بها ويظهر عليه الذبول والتعب والإرهاق قبل أن يظهر علينا ونظل نتساءل بحيرة ما أسباب تساقط الشعر بغزارة ؟
دورة حياة الشعر
قبل أن تبدأ في التساؤل ماهي أسباب تساقط الشعر أظن أنه من الأجدر بك أن تفهم شعرك ودورة حياته بشكلٍ عامٍ لتفهم كيف تؤثر المشاكل عليه وتؤدي لذبوله وتساقطه.
بدايةً الشعر عبارةٌ عن مواد بروتينية يقوم الجسم بتكوينها. البروتين الرئيسي فيها هو الكيراتين مثل الموجود في أظافرنا وهما أكثر منطقتين تتركز فيهما تلك المادة البروتينية، بعكس اعتقاد الجميع فالشعر هو جزءٌ حيٌ من الجسد يتأثر به ويؤثر فيه وليس مجرد زوائد ميتة.
الجزء الحي من الشعرة هي البصيلة المتصلة بها والمدفونة تحت سطح فروة الرأس وتكون متصلةً بأوعيةٍ دمويةٍ دقيقة ينتقل فيها الغذاء الذي تسعى البصيلة لإمداد الشعرة به طوال فترة حياتها لتساعد الشعر على النمو وتكون مسئولةً عن الشكل الذي تظهر عليه الشعرة في النهاية.
دورة حياة الشعرة
الشعرة متصلةٌ بدورة حياة البصيلة التي تنمو فتنتج الشعيرة الصغيرة في بداية حياتها، وتبدأ الشعرة بالنمو بمعدل 1 سم كل شهر حتى تصل إلى أقصى طولٍ أو مدى لها ثم تمر بمرحلة ثباتٍ تتوقف فيه عن النمو وتظل كما هي فقط متأثرةً بالغذاء الذي يصل إليها.
في النهاية تأتي المرحلة الثالثة التي تسقط فيها الشعرة لأن حياتها انتهت وتبدأ البصيلة بالإعداد لإنتاج شعرةٍ جديدة، تشترك كل الشعيرات في نفس خطوات دورة الحياة لكنها لا تشترك في توقيتها فكل شعرةٍ لها مواقيتٌ خاصةٌ بها ومن الطبيعي أن تموت 100 شعرةٍ كل يومٍ وتسقط.
ماهي أسباب تساقط الشعر الطبيعي
بالنظر إلى المسببات الموجودة من حولنا هنالك العديد من أسباب تساقط الشعر بغزارة في بعض الأحيان وقد يذهلك أن بعض تلك الأسباب موجودٌ لديك بالفعل لكنك لم تكن مدركًا له أو واعيًا لوجوده وما إن تهتم به حتى تجد مشكلتك مع الشعر الخفيف المتساقط قد انتهت تمامًا، يمكن تقسيم الأسباب إلى عدة نقاطٍ رئيسية كل نقطةٍ منها تحتوي على مسبباتٍ مختلفة.
بعض تلك المشاكل قد يكون بحاجةٍ إلى تدخلٍ ومساعدةٍ طبية والبعض الآخر قد لا يكون له علاج وإنما أنت تبذل كل جهدك للحد من المشكلة قدر الإمكان وبعضها يكون الحل أبسط ما يمكن لكنك كنت بحاجةٍ لمن ينبهك إليه فقط، إليك أشهر أسباب سقوط الشعر.
أسباب صحية شائعة لسقوط الشعر
المشكلة الأولى لتساقط الشعر هي الأكثر شيوعًا تقريبًا بين الناس والتي تواجهنا جميعًا وهي المشاكل الصحية البسيطة التي نعاني منها بسبب عاداتنا الخاطئة أو غذائنا غير الصحي أو جهلنا وعدم اهتمامنا بصحة أجسادنا بشكلٍ عامٍ فنفقد الكثير من نضارتنا وقوتنا وصحتنا ونصاب بالضعف والوهن ويبدأ شعرنا في التساقط.
الفكرة تكمن في أن الشعر مثله مثل بقية الجسد بحاجةٍ مستمرةٍ للغذاء وباعتباره جزءًا ضعيفًا وحساسًا من الجسد فقلة العناية والغذاء تظهر عليه بسرعة وهنالك عدة أسباب منها:
- نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية
بسبب طبيعة العصر الذي نعيش فيه صارت عاداتنا الغذائية خاطئةً تمامًا سواءً في مواعيد وجباتنا أو تنويعها أو عددها أو حتى في مضمون ومحتوى تلك الوجبات، وصار أغلب غذائنا ضارًا ولا يحتوي على مجموعةٍ كافيةٍ ومتناسبةٍ من العناصر الغذائية التي من المفترض أن تكون كافيةً للجسد ويفيض بعضها عن حاجته لتغذي الشعر، لذلك بعد عدم الحصول على غذاء متوازن أهم اسباب تساقط الشعر.
بجانب البروتينات فهناك فيتامينات ومعادن لازمة لنمو الشعر مثل فيتامين سي ومجموعة فيتامينات ب ومن المفترض أن يحصل الجسم عليها من الخضروات الخضراء الورقية والجزر والبرتقال والليمون والمكسرات والأسماك.
من ناحيةٍ أخرى يحتاج الشعر إلى معادن مثل الحديد والزنك للنمو وتلك من الممكن الحصول عليها من العديد من الأطعمة كما أن نقص الحديد يؤدي إلى حدوث الأنيميا وهي من أسباب تساقط الشعر بكثرة لذا لا تتوقع الحصول على شعرٍ قويٍ وغزير دون أن تجد حلًا للأنيميا.
الأمراض من أسباب تساقط الشعر الطبيعي بغزارة
للأسف في بعض الأحيان تكون أسباب تساقط الشعر أكبر من مجرد نقص تغذيةٍ أو عنايةٍ واهتمام وإنما تكون عرضًا لعدة أمراضٍ أخرى مختلفة، أول الحالات هي الأمراض الجلدية التي تكون متصلةً بفروة الرأس نفسها مثل بعض العدوى والالتهابات والأمراض الفطرية التي تسبب سقوط الشعر بغزارةٍ فجأة ودون مقدمات.
عند حدوث أمرٍ كهذا فأنت بحاجةٍ لزيارة الطبيب لعلاج المشكلة ولن تكون خطيرةً في الأغلب وإنما أنت لا تريد أن تنتشر العدوى أكثر بالتأكيد.
هنالك أمراضٌ أخرى قد تصيب الجسد كله وليس فروة الرأس وحسب وتكون من أسباب تساقط الشعر بكثرة مثل الثعلبة أو حدوث خلل في إفرازات الغدة الدرقية سواءً بزيادة أو نقص الإفرازات أو وجود مشكلةٍ مناعية بحيث تكون مناعة الشخص ضعيفة أو عنده مرضٌ مناعيٌ يسبب مهاجمة جهاز مناعته لبصيلات الشعر وقتلها.
النقطة الجيدة هنا أن أغلب تلك الأمراض لا يؤدي إلى تساقطٍ دائمٍ في الشعر أو لا رجعة منه وإنما بمجرد حل المشكلة وعلاج المرض يبدأ شعرك بالنمو مرةً أخرى والعودة إلى طبيعته الكثيفة والغنية.
بعض الأدوية كذلك قد يكون تساقط الشعر واحدًا من أعراضها الجانبية وبعضها لا يمكن التوقف عنه في الفترة الحالية أو تركه لتجنب تساقط الشعر لذلك لا بأس في الاستمرار فيه حتى تنتهي مدة العلاج المحددة وغالبًا بعد التوقف عن تعاطي الدواء سيعود شعرك للنمو مجددًا.
أسباب سقوط الشعر الوراثية
غالبًا ما تظهر تلك الحالة في الرجال أكثر من النساء فمن الصعب أن تجد امرأةً تعاني من الصلع التام إلا أن الصلع منتشرٌ عند الرجال ويبدأ من سن الثلاثين وأحيانًا قبل ذلك بسنوات فتظهر جينات الصلع عليه بتساقط الشعر أولًا حتى يصل إلى مرحلة الصلع التام أو الجزئي، ويساعد على ذلك هرمون التستوستيرون وبعض مكوناته.
في الناحية الأخرى لا تصاب المرأة بصلعٍ تامٍ وليس لديها القدر الكافي من هرمون التستوستيرون الذي قد يكون أحد أسباب تساقط الشعر، إلا أنها قد تحمل الجين في بعض الأحيان فيتساقط شعرها أكثر من غيرها ويصبح خفيفًا بشكلٍ ملحوظٍ ويحتاج إلى العلاج.
غالبًا ما يكون العلاج جذريًا هنا لأن تساقط الشعر أو الصلع الوراثي يكون غير رجعي ويصعب نمو الشعر مرةً أخرى لذلك واحدٌ من أهم تقنيات العلاج المتوفرة فيه هو زراعة الشعر
الحالة النفسية من أسباب تساقط الشعر بكثرة
الحالة النفسية من أكثر الأشياء التي تؤثر على حالة شعورنا وتسبب لها المشاكل المختلفة فوجودك تحت ضغطٍ وفي حالة توترٍ وقلقٍ مستمرٍ لن يؤثر على شعرك وحسب وإنما على حياتك بأكملها وستجد أن القلق والتوتر من أكثر اسباب تساقط الشعر شيوعًا .
فعلى سبيل المثال إن كنت تمر بمحنة أو بوقتٍ عصيبٍ أو بمرحلة تغيير ٍ جذريٍ في حياتك فمن المتوقع أن تجد شعرك يتساقط وأظافرك تتكسر ووجهك يبهت ووزنك في انخفاضٍ مستمرٍ وتشعر بالتعب و الوهن المستمر وبأنك لا تجد بجسدك طاقةً تساعدك على إتمام أي شيء.
أيًا كانت المشكلة التي تواجهك حاول التخلص منها والتغلب عليها لأن راحتك النفسية أهم شيءٌ تسعى إليه فعلًا بعده تأتي الراحة الجسدية.
في بعض الأحيان تكون المشكلة عبارة عن تغيراتٍ في الجسم سواء بسبب مرحلةٍ أو حالةٍ نفسية، والحمل واحدٌ من تلك الأمثلة التي يحدث فيها تغيرٌ نفسيٌ وجسديٌ شامل في حياة المرأة فتجد شعرها غنيًا وكثيفًا في فترة الحمل ثم يبدأ بالتساقط بغزارةٍ بعد الولادة بسبب تغير نسب الهرمونات في الجسم وحالتها النفسية والصحية.
نقص العناية بالشعر
وأخيرًا إن لم تكن تعاني من أي واحدةٍ من المشاكل السابقة وتجد نفسك بعيدًا جدًا عنها إذًا فأنت تهمل خطوةً من أهم الخطوات وهي العناية اللائقة بالشعر وإعطائه الاهتمام الذي يستحقه.
هنالك الكثير من العادات التي تؤدي إلى تلف الشعر وتكون أحد أهم أسباب تساقط الشعر من دون أن تعاني من أي مشكلةٍ صحيةٍ أو نفسيةٍ أخرى مثل:
- إهمال تنظيف الشعر بشكلٍ دوريٍ من العرق والعوادم والملوثات الموجودة في الجو
- غسل الشعر بالماء والصابون أكثر من اللازم مما يؤدي لجفاف الشعر وإزالة الدهون التي يفرزها دون أن يستفيد بها فيسقط
- استخدام مستحضرات تنظيف وتجميل غير مناسبة لنوعية الشعر تؤدي لتلفه
- الإسراف في استخدام المستحضرات التجميلية الضارة والتي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من المواد الكيماوية الحارقة
- كثرة تعريض الشعر للحرارة ووسائل الكي الحرارية والكيماوية المختلفة ومجفف الشعر
- عدم العناية به في الطقس الحار وترك الحرارة وأشعة الشمس وأملاح العرق تؤثر عليه
- التكاسل عن تهويته وتجفيفه وجمعه وتغطيته وهو مبلل أو رطب
- الإسراف في استخدام الأصباغ والألوان عليه حتى يهلك ويحترق بما فيها من كيماويات وصبغيات
- إهمال استخدام الزيوت الطبيعية ومحسنات الشعر والمستحضرات الطبيعية والمفيدة لتغذية الشعر بشكلٍ دوري
الحفاظ على الشعر من التساقط
بعد أن أجبنا عن سؤال ماهي أسباب تساقط الشعر ، بقي أن نعرف كيف يمكننا الحفاظ على شعرنا من التساقط.
هنالك العديد من طرق الحفاظ على الشعر من التساقط مع تجنب كل اسباب سقوط الشعر السابق ذكرها وتقديم العلاج المناسب الذي يحتاجه منها.
فمن المهم أن يبدأ كل شخصٍ بالبحث أكثر والتعرف على نوع شعره والحاجات التي يحتاجها والطريقة المثالية الأفضل للعناية به وتغذيته واختيار علاج تساقط الشعر المناسب للحالة.
وعلينا أن نتوقف عن اعتبار الشعر جزءًا غير حيٍ منا بل نبدأ بالنظر إليه على أنه الواجهة الأهم التي تنعكس عليها صحتنا ومدى اهتمامنا وعنايتنا بها من عدمها من خلاله، وكذلك الاهتمام بكون طبيعة الشعر حساسةً لأي مؤثراتٍ خارجيةٍ أو داخليةٍ في الجسم وأن ظهور أي مشكلةٍ عليه يجب أن تقابل بالاهتمام والبحث عن أصلها وعلاجه بدلًا من تجاهلها حتى تكبر وتتضاعف.