والت ديزني Walt Disney : مرحباً بكم معكم، حيدر جبار، واليوم سنتحدث بناءً على طلب من أحد الأشخاص، عندما أضاف تعليقاً قال فيه: أتمنى لو تنشر فيديو عن قصة بداية والت ديزني.
إذاً فإن شخصية اليوم، هي مبدعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا تزال الأجيال، جيل بعد جيل، تتعلق بتلك الشخصية.
قصة والت ديزني Walt Disney
ولد والت الياس ديزني، أو كما يعرف والت ديزني، في الخامس من ديسمبر، لعام 1901 في شيكاغو الينوي، وعاش طفولة تقليدية.
والد والت الياس ديزني، مزارع من أصول إيرلندية، وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية من كندا، واستقر في شيكاغو، بعد أن تزوج من فلورا كال، ذات الأصول الألمانية.
وكانت والدته تعمل مدرسة، ووالت هو الإبن الرابع، من خمس أبناء، انتقلت عائلته، في عام 1906 إلى مزرعة في ولاية ميسري.
الشغف في الرسوم والفشل في المدرسة
ومن الجدير بالذكر، أن تجارب ديزني مع الرسم، وشغفه الكبير بالقطارات، ترجم فترة طفولته، حيث كان هناك خط سكة حديد، يمر بالقرب من الحي الذي يقطنه.
التحق والت ديزني بالمدرسة، واستمر فيها لمدة أربع سنوات، حتى سقط والده، وأصيب بحمى التيفوئيد، واضطر مكرهاً إلى بيع مزرعته، في عام 1910
اتفق والت ديزني مع أخيه روي، على مساعدة أبيهما في توزيع الجرائد، وكان والت ديزني يستيقظ في الصباح الباكر، ويوزع الجرائد اليومية.
حتى يضرب جرس المدرسة، ويستأنف العمل ليلاً في الرابعة مساءً، وحتى وقت العشاء، وقد كلفه هذا الأمر كثيراً.
فهو لم يكن طالباً مجتهداً، ووجد أن العمل كان يستنفذ كل طاقته، مما جعله يواجه صعوبة في التركيز، وكان يحصل على درجات ضعيفة، جراء تقصيره.
وكان يحب قضاء وقته، في رسم الخربشات، واستمر في هذا لأكثر من ستة سنوات، وكان يحضر فصول ليلية، في معهد الفنون في شيكاغو.
أول عمل في الرسوم الكاريكاتورية
بعد ذلك عمل ديزني في الرسوم الكاريكاتورية، في جريدة معهده، صوت القرية، خلال سنوات دراسته، وفي عام 1918 أراد ديزني أن يسير على خطى أخيه روي.
حيث تم تجنيده في قوات البحرية، فترك المعهد ليلتحق بالجيش، ولكن لم يتم قبوله، نظراً لحداثة سنه، فقام بالانخراط في الصليب الأحمر.
وحين أنهى تدريبه، انتقل إلى أوروبا، حين وقعت ألمانيا على الهدنة وانتهت الحرب، في عام 1918 أمضى والت ديزني حينها، وقته سائق في اسعاف الصليب الأحمر في فرنسا.
وكان يتسلى وهو يملئ سيارة الإسعاف بالرسومات، وفي تلك الفترة، بدأ والت ديزني، يعتاد على التدخين، وهي العادة التي أنهت حياته فيما بعد.
وفي عام 1919 طلب والت ديزني إعفاءه من مهامه العسكرية، وعاد مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتعرف على رسام آب أيروكس.
أول مشروع خاص في الرسوم المتحركة
حيث ربطتهما صداقة جيدة، وقرروا البدء بإنشاء مشروع خاص بهما، ولكن للأسف، لم يحصلا على الكثير من العملاء، فاضطر إلى ترك تلك الشركة.
استغل والت ديزني Walt Disney وقته، بتجربة تقنيات الرسوم المتحركة والأفلام، وفي عام 1922 أسس مع فريد هارمن، شركة لاف أوغرام للأفلام.
اكتسبت رسوم والت ديزني الكرتونية، شهرة واسعة في مدينة كانساس، وبعد نجاحه، كان ديزني قادراً على فتح الاستوديو الخاص به.
من الصفر إلى هوليود
إلا أن تكاليف الانتاج، تجاوزت إيرادات الشركة، فأصبح الاستوديو مكبلاً بالديون، وفي عام 1929 أعلن الاستوديو افلاسه، قرر ديزني الانتقال إلى مركز صناعة السينما المزدهر، هوليوود.
وصل والت ديزني إلى مدينة لوس أنجلس، وبحوزته أربعون دولاراً في جيبه، وفيلماً لم يكتمل في حقيبته، وبعد شهرين، أنشأ مع أخيه روي، استوديو للرسوم المتحركة في هوليوود.
وفي عام 1925 وظف ديزني شابة تدعى ليليان بونز، من أجل تحبير وتلون شريط الأفلام، وبعد فترة خطوبة قصيرة، تزوج الإثنان، في الخامس والعشرون من عام 1925
ميكي ماوس أول شخصية في الرسوم المتحركة
قام والت ديزني بعمل الرسوم المتحركة بنفسه، وإخراج مشاهد حية للعمل، في حين تولى أخوه روي، دور غير مألوف عليه، وهو دور المصور، فحققت تلك الأفلام نجاحات عظيمة.
قرر والت ديزني Walt Disney ابتكار شخصية جديدة، بعدما خسر أمام إحدى شركات الإنتاج، حقوق ملكية شخصية، من رسوماته تدعى أوزوولد Oswald الأرنب المحظوظ.
كان أول ظهور لشخصية ميكي ماوس، في الخامس والعشرين من مايو عام 1928 في فيلم صامت، كباقي أفلام ديزني في ذلك الوقت.
ولكنه لم ينجح بإثارة اعجاب الموزعين، فقام والت ديزني، بإنتاج فيلم، واستخدم فيه تقنية جديدة، تعتمد على نظام التزامن الصوتي.
فحقق الفيلم نجاحاً ساحقاً، وتمت إضافة الأصوات للأفلام القصيرة السابقة، التي أنتجها، ومنذ ذلك الحين، أصبحت أفلام والت ديزني صوتية.
وأصبح ديزني مسؤولاً بنفسه، عن أصوات أفلامه القصيرة الأولى، وأدى شخصية ميكي ماوس بنفسه، حتى عام 1947
جائزة الأوسكار
حقق ميكي ماوس نجاحاً عظيماً، وفي عام 1935 كافأت عصبة الأمم والت ديزني، بميدالية ذهبية، وأعلنت ميكي ماوس، رمزاً دولياً للنوايا الحسنة.
وأبدى العديد من المشاهير إعجابهم، بشخصية ميكي ماوس، مثل الممثلة ماري بيكفورد، ورئيس الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت، وموسوليني، وملك انجلترا جورج الخامس.
وفي عام 1932 أطلق والت ديزني، أول فيلم ملون له، باسم ورود وأشجار، ضمن سلسلة سيلي سينفونيس، والذي نال جائزة الأوسكار، كأفضل فيلم قصير في الرسوم المتحركة.
وفي نفس العام، نال والت ديزني أيضاً، جائزة الأوسكار الفخرية، عن ابتكاره لشخصية ميكي ماوس.
سنو وايت والأقزام السبعة
بدأ والت ديزني في عام 1934 بالتخطيط، لإنتاج فيلم طويل، عن بياض الثلج، أو سنو وايت والأقزام السبعة، وحين انتشر الخبر في مجال صناعة الرسوم المتحركة عن نيته تلك.
اعتبرت الفكرة جنونية، وكان الجميع على يقين، أن هذا المشروع، سيدمر الاستوديو في النهاية، فحاول كل من زوجة ديزني وأخيه، ردعه عن تلك الأفكار، لكنه أصر.
ووجهت كل الجهود، لرفع المستوى التقني في الاستوديو، بحيث يكون قادر على إنتاج فيلم، بالجودة المطلوبة لديزني، واستمرت عملية إنتاج فيلم سنو وايت والأقزام السبعة.
منذ عام 1935 وحتى منتصف 1937 حتى نفذ المال من الاستوديو، فاضطر والت ديزني، عرض مونتاج سابق، عن الفيلم، لمدراء البنك الأمريكي.
وتم تقديم المال لإنهاء عملية الإنتاج، وكانت الميزانية الأولية للفيلم، 250 ألف دولار، لكنها بلغت بعد الانتهاء من العمل، إلى مليون ونصف دولار.
وتم عرض الفيلم في مسرح كافي سيركل، في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1937 واستقبل بحفاوة بالغة، عند انتهاء العرض.
وتم توزيع فيلم بياض الثلج، أول فيلم رسوم متحركة طويل، باللغة الانجليزية، وأول فيلم استخدم تقنية التصوير بالألوان، وكان الأكثر نجاحاً على شباك التذاكر.
وبلغت إيراداته 8 مليون دولار، وذلك خلال عرضه الأول فقط، ومكن نجاح فيلم سنو وايت بياض الثلج والأقزام السبعة، من افتتاح استوديوهات جديدة، فأنتجت الاستوديوهات أفلام طويلة جديدة مثل بينوكيو وفانتازيا ودامبو.
تحريف الروايات الأصلية
وبعد الحرب، تعافى الاستوديو بشكل كاف، لانتاج أفلام جديدة، مثل سندريلا، والذي كان فيلم ديزني المفضل، وتبعه فيما بعد فيلمي، أليس في بلاد العجائب، وبيتر بان.
وتم انتقاد كلا الفيلمين بشدة، وذلك لقيام استوديوهات ديزني، بتجميل الروايات الأصلية، للويس كارول وجمس باري، فقد تم تغيير بعض الأجزاء، من القصص الأصلية.
التي اعتمدوا عليها، لأن القصص الأصلية، تحتوي على مقاطع غير مناسبة للأطفال، بل وحتى تحتوي على نهايات غير سعيدة.
وعلى فكرة فالكثير من الروايات، التي قامت شركة ديزني بإنتاجها، على شكل أفلام كارتون، ليست قصص للأطفال، لما تحتويه من مشاهد لا تتلائم، مع أعمار الأطفال.
مدينة ملاهي ديزني لاند
وفي عام 1950 بدأ التفكير في إنشاء مدينة ملاهي، وتم افتتاح ديزني لاند، في احتفال كبير، لدرجة أن عدد الحاضرين، تجاوز 200 ألف شخص، بالرغم من أن الاحتفال كان للمدعوين فقط.
وقد تواجد تقريباً عشرون عاملاً، من عوامل الجذب، وأحدها هو خط السكة الحديدية، الذي ربط جميع مناطق مدينة ملاهي، ديزني لاند ببعضها البعض.
أدت توسعات الاستوديو، وتنوع مجالاته، إلى قلة اهتمام ديزني بقسم الرسوم المتحركة، حيث أوكل المهام إلى رساميه وبدقة.
وحققت امبراطورية ديزني نجاحاً عظيماً، وأصبحت شركة والت ديزني للإنتاج، هي الشركة الأهم، المتخصصة في المجال العائلي في العالم.
مرض السرطان يقضي على والت ديزني
وفي عام 1964 تم افتتاح فيلم ماري بوبينز، الذي جمع بين الرسوم المتحركة، وبين الواقع الحقيقي، وقد حقق أيضاً نجاحاً كبيراً لمصنع ديزني.
توقف ديزني عن تطوير عالم ديزني، في الأشهر الأخيرة، من عام 1966 حيث تم التشخيص بإصابته، بمرض سرطان في الرئة اليسرى، ويقال أنه على الرغم من كثر تدخينه، إلا أنه لم يدخن قط أمام الأطفال.
في عام 1966 كان من المقرر لديزني، القيام بعمل جراحي في العنق، بسبب إصابة قديمة ناجمة عن لعبة البولو، واجتاز الفحص الطبي، لكنه تعرض لسكتة قلبية.
وفاة والت ديزني Walt Disney
توفي والت ديزني، في الخامس عشر من ديسمبر في عام 1966، وذلك قبل إكماله الخامسة والستين، بعشرة أيام، وتم حرق جثته، في غابة لاوسون في كاليفورنيا.
كان والت ديزني، مصدر إلهام للعديد من المبدعين في هذا العالم، فشركة والت ديزني، منحت فرص لأجيال من الفنانين الفنانات، ومدن الملاهي الثلاثة الخاصة به.
يقصدها ملايين الزوار كل عامٍ، وشركته التي بدأت فقط بمجرد فكرة، اضافة إلى حبه للرسم، أصبحت الآن قوة دافعة، في صناعة الأفلام، ومست حياة ملايين من الناس، في جميع أنحاء العالم، وكانت أجمل أقواله هي: إن القيام بالمستحيل، لهو نوع من أنواع المتعة.