قصص وحكايات

توت عنخ أمون | لعنة الفراعنة واللغز الأكبر! – حسن هاشم | غموض ملك



توت عنخ أمون أكثر ملوك الفراعنة غموضا وإثارة للجدل، هل حقا قتل! وماقضية موته! ولماذا بقي قبره مخفيا لمدة!

وهل ما وجدوه هو القبر، اما لعنة الفراعنة وما علاقتها به!

توت عنخ أمون ملك الغموض، ارتباط اسم توت عنخ امون بما يسمى بلعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ امون والكنوز التي وجدت بداخلها دون أي تلف او تغيير جعلت من توت عنخ امون اشهر الفراعنة لألغاز ولأسئلة لازالت بلا اجابة

وبالأخص ما اعتبره البعض من اقدم الاغتيالات في تاريخ الانسانية

ولد توت عنخ أمون حوالي سنة 1341 قبل الميلاد وتوفي حوالي عام 1323 قبل الميلاد، نحن نعرف ان السنين قبل الميلاد كانت تحسب بطريقة عكسية، كان له من العمر 18 او 19 عام عند وفاته

توت عنخ امون هو احد فراعنة الاسرة المصرية الثامنة عشر حيث حكم من عام 1334 الى 1324 أي حتى وفاته،

توت عنخ امون هو ابن الملك اخناتون امنحوتب الرابع وذلك بحسب ما اعلن المجلس الاعلى للأثار المصرية في شهر ابريل من عام 2010 والذي يعتقد ان المومياء التي اكتشفت في مقبرة kv55 تعود إليه، امه هي أخت والده،

فهذا الامر كان شائعا لدى الفراعنة لاعتقادهم بأنهم سوف يحافظون على نقاء النسب بهذه الطريقة عن طريق فحص الحمض النووي(dna) اجري لمومياء غير معروفة اطلق عليها اسم السيدة الاصغر التي اكتشفت في المقبرة kv35 بحسب عالم الاثار زاهي حواس

كان توت عنخ امون بعمر التاسعة عندما اصبح فرعون مصر بعد وفاة اخيه سمانخ كارع واسمه باللغة المصرية القديمة يعني الصورة الحية للإله امون كبير الالهة المصرية القديمة آن ذاك

تزوج توت عنخ امون من اخته الغير الشقيقة عنخ أسن أمون والتي تزوجت وزير توت عنخ امون السابق آي بعد وفاة توت عنخ امون بظروف غامضة سنتناولها في سياق المقال

رزق توت عنخ امون من زوجته عنخ أسن أمون بطفلتين ولكن الطفلتين توفيتا عند ولادتهما بحسب أغلب المؤرخين والمستغرب ان المعلومات الواردة الينا عن حياة توت عنخ امون ضئيلة للغاية بل ان اغلب المصادر والمراجع تتحدث عن وفاته وغموض قبره فقط

لعنة الفراعنة من اكثر المواضيع التي شغلت تفكير علماء الاثار على مر السنين من حيث الغموض الذي يلف هذا الموضوع حيث تراوحت الآراء بين مؤمن بهذه اللعنة وبين داحض لها

تشير لعنة الفراعنة الى الاعتقاد بأن أي شخص يزعج مومياء فرعون فعليه لعنة

ناقش العديد من الكتاب والافلام الوثائقية تلك اللعنة الناجمة عن اسباب علمية مثل البكتيريا او الاشعاع على الرغم من ان قصص اللعنات تعود الى القرن التاسع العشر الى انها تضاعفت في اعقاب اكتشاف هاورد كارتر لمقبرة توت عنخ امون

بسبب سلسلة الاحداث التي طرأت منذ بداية فتح القبر، بدأت أسطورة اللعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ امون سنة 1922 واول ما لفت الانتباه نقوش تقول سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك

تلى اكتشاف هذه النقوش سلسلة من الحوادث الغريبة، حدثت مع كثير من العمال القائمين بهذا البحث وقيل ان عاصفة رملية كبيرة هبت حول القبر في يوم فتحه كما ان احدى الروايات تحدثت عن تحنيط صقر وهو احد الرموز المقدسة للفراعة في القبر

احدى ابرز الروايات التي تتناول عصفور الكناري الذهبي الذي اصطحبه هاورد كارتر معه عند حضوره الى الاقصر وعند اكتشاف المقبرة اول الامر اطلقوا عليها اسم مقبرة العصفور الذهبي ومن هنا تبدأ الغرابة

جاء في كتاب محسن المحمد سرقة ملك مصر

امه عندما سافر هاورد الى القاهرة وضع مساعدة العصفور على الشرفة ليحظى بنسمات من الهواء، يوم افتتاح المقبرة سمع كاندل استغاثة ضعيفة كأنها صرخة اشارة فأسرع كاندل الى الشرفة ليفاجئ بثعبان كوبرا يمد لسانه الى العصفور داخل القفص قتل كاندل الثعبان ولكن العصفور مات

وعلى الفور قيل ان اللعنة قد بدأت مع فتح المقبرة حيث ان ثعبان الكوبرا هو الرمز الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر وفيما يلي سنسرد بعض احداث الموت التي يعتقد انها ارتبطت بلعنة توت عنخ امون

وبالطبع ما سنقوله هي أراء بعض المحللين والمؤرخين ويبقى العلم عند الله

أولا: جورج هيربرت مستثمر في فريق البحث والذي كان موجود عند فتح القبر توفي في الخامس من ابريل عام 1923 من عضة بعوضة سببت له التهاب حاد تعرض لها وهو في مقبرة توت عنخ امون، وتوفي جورج بعد شهر وعشرين يوم من فتح القبر

ثانيا: جورج جاي غولد زائر للقبر توفي الرفيارا الفرنسية في السادس عشر من مايو عام 1923 من جراء الحمى وبحسب المصادر لم يكن جورج يعاني من أي شيء قبل زيارته للقبر، توفي جورج بعد ثلاثة أشهر من فتح القبر

ثالثا: ايسي مايس أحد اعضاء فريق البحث توفي في العام 1928 من جراء تسمم الزرنيخ ومات بعد خمس سنوات من فتح القبر وربط المحللون موته باللعنة

رابعا: كابتن ريتشارد بيثل مساعد هاورد كارتر توفي في الخامس عشر من نوفمبر عام 1928 على السرير في نادي مايفير كان يعتقد انه توفي بسبب سكتة قلبية ولكن الاعراض التي ظهرت على جثته دفعت الى الاشتباه بأنه خنق حتى الموت خلال نومه ، اغلب المصادر اكدت ان ريتشارد كان بصحة جيدة جدا وتوفي بعد 5 سنوات وتسعة اشهر من فتح القبر

وأخيرا هاورد كارتر الذي فتح القبر في السادس عشر من فبراير عام 1923، توفي بعد عقد من الزمن في الثاني من مارس عام 1939 أسباب الوفاة غير مؤكدة حتى الأن ما دفع بعض المحللين الى الاعتقاد بأن موته يتعلق باللعنة

أغلب النظريات تنفي موضوع اللعنة بالاستناد الى ان الكثير ممن شاركوا في فتح القبر لم يصبهم سوء ولكن البعض يصر على لعنة الفرعون بسبب الاحداث التي طرأت عند فتح القبر

تعتبر وفاة توت عنخ امون من اكثر الالغاز غموضا وذلك بسبب وفاته في سن صغيرة جدا وهو مايعتبر امر غير طبيعي بالنسبة لفرعون، اما السبب الاهم هو وجود لأثار لكسور في عظمتي الفخذ والجمجمة،

لفترة طويلة كان سبب وفاة توت عنخ أمون من أكثر المواضيع إثارة للجدل وكان هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي كانت ترجح  فكرة انه لم يمت بشكل طبيعي بل اغتيل بطريقة غامضة،

لم يتوصل لتفاصيلها أي خبير أو مؤرخ وبالاستناد الى الكسور الموجودة في جمجمته وفخذه عززت هذه الكسور من حالة الغموض التي كانت تلف هذا الفرعون والتي استخدمت بكثرة في العاب الفيديو والافلام التي تناولت لعنة الفراعنة

نظريات عديدة فسرت او حاولت ان تفسر قصة موته الغامضة

النظرية الاولى:

على مر السنين خلقت هذه النظريات صورة لصبي استسلم بشكل مأساوي للمرض بسن مبكرة جدا الا ان عالمة من جامعة نورثانتون في المملكة المتحدة وجدت دليلا على ان الملك توت عنخ امون لم يكن ضعيفا كما كان يعتقد فقد قامت لوسي سكينر الخبيرة في تاريخ مصر القديمة بمساعدة فريق انتاج وثائقي تلفزيوني بإعادة انتاج الدرع الجلدية للملك والذي يطلق عليه كويراس باستخدام تقنيات التصوير المتطورة وقد كشفت فحوصات الدرع علامات تشير الى ان الصبي توت عنخ امون خاض معارك كثيرة مما يرجح نظرية ان الكسور قد تكون من اثار المعارك ومضاعفات هذه الكسور قد تكون ادت الى موت الفرعون الصغير

النظرية الثانية:

في الثامن من مارس من العام 2005 وبعد استخدام التصوير الحاسوبي التشريحي ثلاثي الابعاد على مومياء توت عنخ امون صرح عالم الاثار المصري زاهي حواس انه لا توجد ادلة على ان توت عنخ امون قد تعرض لعملية اغتيال واضاف ان الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق وانما تم احداث هذه الفتحة بعد الموت بغرض التحنيط وعلل عالم الأثار الكسر في عظمة الفخذ الايسر الذي لطالما تم ربطه بنظرية الاغتيال بأن توت عنخ امون تعرض له كما ان بعض هذه النظريات تحدثت عن ان هذا الكسر قد يكون نتيجة لسقوط الفرعون عن عربته التي يجدر الذكر انها وجدت ضمن المقتنيات التي اكتشفت في قبره وربما يكون الالتهاب الناتج من هذا الكسر هو الذي تسبب بوفاته

النظرية الثالثة:

في دراسة نشرت عام 2010 في مجلة ناشيونال جيوغرافيك تحت عنوان اسرار عائلة الملك توت اوضحت الدراسة ان سبب موت توت عنخ امون هو اصابته بمرض الملاريا ومضاعفات الكسر في الفخذ الايمن كما ذكرنا سابقا كما اشارت الدراسة الى وجود بعض الامراض الوراثية الناتجة عن خلل جيني متوارث في العائلة وقد كشفت هذه الدراسات بحسب المجلة ان توت عنخ امون كان يستخدم عكازات للمشي وهو ما يفسر وجود مئة عصاة للمشي اكتشفت في قبره والتي اعتقد العلماء في بادئ الامر انها تمثل السلطة والقوة ليتبين بعد الدراسات المختلفة ان توت عنخ امون كان يستخدمها لأنه بالكاد كان يستطيع السير والمشي

لا يوجد الكثير من الروايات والابحاث التي تدل ان قبر توت عنخ امون كان مقصد للباحثين ويعزو بعض المؤرخين ذلك الى عدم شهرة الفرعون الصغير في حياته كما ذكرنا سابقا حيث ان اغلب المصادر والابحاث تتناول وفاته الغامضة وقبره المثير للجدل فقط

اما عن اكتشاف قبر هذا الفرعون ومايحتويه هذا القبر من مقتنيات اذهلت العالم وفتحت الابواب للبحث في ماضي هذا الفرعون

في الخامس من نوفمبر من العام 1922 اكتشف عالم الاثار البريطاني هاورد كارتر مقبرة توت عنخ امون في وادي الملوك والتي عرفت باسم kv62 واستمرت اعمال الحفر الى الثامن والعشرين من نوفمبر من العام نفسه حيث تمكن فريق البحث من الدخول الى الممر المؤدي الى المقبرة الملكية ليتم فتح قبر توت عنخ امون في السابع عشر من فبراير عام 1923

احد اهم اسباب شهرة توت عنخ امون تكمن في الكنوز والمقتنيات التي وجدت في مقبرته والتي تعبر من اهم الكنوز الملكية لما تحتويه من قطع نفيسة كما ان كنز توت عنخ امون هو اكمل كنز ملكي عثر عليه ولا نظير له

إذ يتكون من ثلاثمئة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة انسان احدها من الذهب الخالص والأخران من الخشب المذهب وهو ما تسبب بتعرض القبر للسرقة اكثر من مرة كما ان الرسوم والنقوش التي اكتشفت اعطت للعلماء تصورا عن علاقة الفرعون الصغير كما اطلق عليه لزوجته وحاشيته

مما يثير الفضول ان معظم الاكتشافات اشارت الى ان قبر توت عنخ امون كان قبر اصغر من القبور التي كان يدفن بها الفراعنة عادة ويعزو العلماء ذلك الى موته المستغرب في سن مبكرة ومما يزيد من الغموض الذي يلف هذا القبر موضوع الكفن

حيث ان من عادة الفراعنة ان يكون الكفن من ثلاثة اجزاء والاكفان الثلاثة تصمم بنفس الطريقة ونفس النقش حيث ان وجه الفرعون المتوفى يكون منقوش على الكفن

الا ان الكفن الثاني للفرعون الصغير كان مختلف قليلا عن  الكفنان الاخران والوجه المرسوم عليه لا يشبه الاوجه على الكفنين الاخرين ولا حتى الوجه المنقوش على قناع الموت العائد لتوت عنخ امون

العديد من العلماء يعتقدون ان هذا الكفن بالإضافة الى عدة مقتنيات صممت في الاصل لنيفرواتن وهي او هو شخصية مازالت ليومنا هذا مجهولة الهوية

والسبب الذي ادى لدفن توت عنخ امون في كفنه او كفنها بحسب ما ذكرت المتخصصة في علم الاثار جويس ديلديسلي  يبقى غامضا حتى اليوم

وهناك نظريات وابحاث مختلفة تشير الى وجود غرفة سرية في قبر توت عنخ امون وذلك بحسب الفريق البحثي بقيادة ممدوح الدماطي وزير الاثار المصري السابق الذي استخدم هو وفريقه تقنية رادار الارض من اجل فحص دقة نظرية قديمة

تقول ان مقبرة توت عنخ امون اصغر من المتوقع بالنسبة لشخصية في هذا المقام مما يعني انها قد تحتوي على غرف اخرى مخفية وهو ما اكدته نتائج المسح ويعتقد الفريق البحثي ان تلك الغرفة قد تحتوي على مقبرة الملكة نفرتيتي والتي لم يستطع العلماء حتى الأن اكتشاف مقبرتها

تعود شهرة توت عنخ امون الى عدة اسباب اهمها القبر المحفوظ جيدا بكل محتوياته ومقتنياته وهو ماشكل مادة غنية للاعلام الذي بدوره ساهم في نشر المعلومات الصحيحة منها والخاطئة على حد سواء وبالاخص موضوع لعنة الفراعنة الذي كما ذكرنا سابقا كان من اهم المواضيع التي استخدمت في الافلام و العاب الفيديو المتعلقة بالفراعنة

بعد كل ما تناولناه من حقائق ومعلومات هل يمكن الجزم ان قبر توت عنخ امون تم اكتشافه بالكامل فعلا؟

ام انه مازال هناك خفايا في ذاك القبر تنتظر مكتشفيها وهل يمكن الجزم ان موته لم يكن اغتيالا ام ان الايام او السنوات القادمة ممكن ان تقلب المقاييس وتغيير كل ماتم نشره حتى يومنا هذا وهل يكون اكتشاف قبر توت عنخ امون بداية لاكتشاف فير نفرتيتي؟

اقرأ أيضاً… وادي الملوك في مصر (valley of the king)

اقرأ أيضاً… السحر الاسود، أسرار أخطر الممارسات في الكون! – حسن هاشم

اقرأ أيضاً… مثلث ابو النحاس المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى