توماس أديسون : كان العالم يعيش على ضوء الشموع الخافتة، حتى جاء المخترع العظيم توماس أديسون ؛ وأبدع المصباح الكهربائي.
هذا المصباح الذي لولاه لم تروني، هذا المصباح صار شعاراً للإبداع ولكل شركات الإبداع في العالم.
هو الإتيان بجديد مفيد. المبدعون موجودون في كل زمان ومكان، لكن القليل منهم من يستطيع أن يحول الأفكار الإبداعية إلى التنفيذ إلى الواقع.
والأقل من يكن إبداعه فعلاً إبداعاً فعالاً، والنادر هو الذي يحقق إبداعات فريدة تغير البشرية.
من بين هؤلاء توماس أديسون، الذي سنتعرف من خلال سيرته على صفات المبدعين وعوامل نجاح الإبداع.
توماس أديسون
ولد توماس أديسون عام 1847 في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة، عرّف أديسون العبقرية بأنها 1% إلهام ولكن 99% جهد.
وهو نفسه كان مثالاً واقعياً لتطبيق هذه النظرية، فكان طفلاً غريباً كثير الأسئلة يسأل لماذا دائماً من الصباح إلى المساء.
كان أديسون يظهر اهتماماً ملحوظاً منذ صغره، بكل ما تمسك يده يسأل عنه، كان يريد أن يكتشف طريقة الطيران.
فيسأل نفسه بإستمرار كيف يطير هذا الطير وأنا لا أطير؟ لا بد أن هناك طريقة لذلك؟
يُقال أن توماس أديسون في طفولته اتفق مع صديقه مايكل، وهما بعمر خمس سنوات، ومايكل لا يعترض عليه أبداً.
فكان يُجري على صديقه بعض التجارب، فأشربه يوماً نوعاً من الغازات بهدف جعله أخف من الهواء ليتمكن من الارتفاع كالبالون.
وامتلأ فعلاً جوف مايكل من مركب الغازات الذي أعدّه أديسون الصغير، فسبّب له آلام حادة وتم إسعافه إلى المشفى وجاء والد توماس وضربه بشدة.
وكان أديسون قد ظهرت عليه بوادر الإنسان المبدع منذ صغره، كان يمتلك خيالاً واسعاً ولديه حب الاستكشاف وتجربة الأفكار الجديدة.
تعليم توماس أديسون
يقول أديسون: إن أمي هي التي علمتني لأنها كانت تثق بي وهذه الثقة أشعرتني بأني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضرورياً من أجلها وعاهدت نفسي أن لا أخذلها.
لم يكمل المرحلة الإبتدائية، لأنه كان فقيراً ويعمل من جهة ولا يلتزم بالحضور في المدرسة من جهة أخرى.
فكانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل، كما أسهمت قراءته لكتب باركر العلمية كثيراً، تعلم العلم من الموسوعات العلمية.
وكان يجمع الأموال القليلة التي يربحها ليشتري الكتب المستعملة، هكذا تعلم توماس أديسون.
ونركز هنا على موقف الأم الرائع التي آمنت بقدراته ودعمته وشجعته ولم تعتبر المدرسة هي كل شيء.
فكان وهو طفل صغير لما رآى حجم الدعم الذي قدمته له والدته، زاد ذلك من ثقته بنفسه، وزاد إصراره بالنجاح وعزم أن لا يخذلها.
اضطر توماس أديسون إلى بيع الخضار والحلوى والصحف، حتى يعزز دخله وهو ما زال بعمر ثمان سنوات.
وتعلم أن الجد والإجتهاد هو أساس النجاح وليس فقط الخيال، فالخيال هو أساس الإبداع، فإن جمعناهما معاً نجد شخصاً منتجاً بإبداع.
في عام 1866 لما بلغ عمره تسعة عشر سنة، تنقل بين وظائف كثيرة وفي ذلك الوقت عمل في مكتب وكالة الأنباء أسوشيتد بريس.
وطلب أن يكون مناوباً في الليل، حتى تتاح له فرصة ممارسة اثنان من هواياته، القراءة والتجريب، هذه الهوايات التي تحرك الإبداع.
أساس الإبداع الانفتاح على التجريب
في عصرنا الحالي معلوم أن الانفتاح للتجريب هو الصفة الرئيسية للإبداع من مئات الصفات، وأن الثقافة الواسعة العامة تساند الإبداع في التخصص.
بعض الناس يقرأ فقط في تخصصه وهذا لن يجعلهم مبدعين وإنما تخصص عميق بالإضافة إلى ثقافة واسعة وهذا الذي يجعلكم مبدعين.
وتوماس أديسون بالإضافة إلى هذا كان معروفاً أنه محب للعمل، يعمل ليلاً نهاراً، ويشعر بالسعادة الغامرة عندما يعمل.
حيث كان يمكث داخل مختبره ساعات طويلة وكان ذلك يضايق زوجته، ويوماً من الأيام دخل إلى مختبره ولم يخرج لأكثر من يومين.
وعندما خرج هاجمته زوجته: لا بد أن تأخذ راحة. فأجابها: وأين أذهب إن أخذت راحة؟ قالت: تذهب إلى مكان تتمنى أن تذهب إليه وترتاح به.
قال لها: حسناً، سأذهب إلى المكان الذي أحب أن أرتاح به. وعاد إلى المختبر فوراً.
وهنا نقول إذا عملتم فيما تحسنوا ستنتجوا، الإنسان عندما يعمل فيما يحب هو الذي يبدع، وكذلك كان توماس أديسون.
طبعاً لم يكن النجاح دائماً حليفه، بل كان الفشل هو معظم وقته ولكن لم يكن الفشل يوهن عزيمته.
آلاف التجارب فعلها عندما حاول أن يصنع مركّب بطارية تكون فعالة، فحاول أحد أصدقاءه أن يواسيه قال له توماس أديسون:
لم تواسيني أنا لم أفشل، إكتشفت آلاف الطرق لا تؤدي إلى الهدف المطلوب. فلسفة في النظر إلى الفشل.
صفات المبدعين
واليوم قد ثبت أن الصبر والإصرار صفات رئيسية للمبدعين، فمن تجمعت فيه هذه الصفات بالطبع سوف يكون مبدعاً ومنتجاً بل مغيراً للعالم.
إسهامات توماس أديسون لم تكن في إختراع المصباح الكهربائي فحسب، هذا الإختراع جعله في متناول أيدي الملايين، وغيّر الدنيا وصار بيد كل البشر.
بعد أن صمم المحطة الكهربائية الأولى في العالم، طبعاً المحطة الرئيسية قام بها تسلا، هو الذي أقام المحطة الكهربائية التي انتشرت من نوع AC تيار متردد.
بينما توماس أديسون صنع DC تيار مستمر، لأنه كان أكثر أماناً.
ووجد أن المصباح لكي ينتشر، لابد أن تنتشر الكهرباء، ولهذا قام بصنع المحطة الكهربائية، وهذا هو تخطيط مبدع.
أنواع الإبداع
اليوم في علم الإبداع هناك أنواع منه، وتوماس أديسون أثبت أنه مبدع في أكثر من نوع، وليس في نوع واحد.
يسمونه من المتمكنين من الإبداع الإنتاجي، فهو إنتاج جديد غير عادي، وإبداع اختراعي شيء غير مسبوق.
وإبداع تطويري أي فكرة شخص آخر ولكن يبدع فيها.
أول براءة اختراع نالها توماس أديسون
نال توماس أديسون أول براءة إختراع كانت عن مسجل صوت كهربائي، بتاريخ 1/6/1869 وكان عمره 22 سنة.
بعد أكثر من عشر سنوات من بداية اختراعاته، وصحيح أنه سجل براءة الإختراع لكنه لم ينتجه.
واليوم ثبت أن الإبداع الحقيقي الفعال لأي إنسان لا يظهر إلا بعد عشر سنوات من الجهد المكثف والتدريب المتواصل في مجال معين.
وتسجيل براءة الإختراع تسمى اليوم في علم الإبداع التفكير الإبتكاري، ولا تسمى إبداعاً إلأ إذا تم تنفيذها فعلاً.
فهناك أفكار إبداعية وهناك إبداع، والفرق أن الفكرة في أذهاننا أو في الورق بينما الإبداع هو الذي يتحقق على أرض الواقع.
جهاز التصويت الإلكتروني
أول إبداع تم حققه فعلاً لتوماس أديسون هو جهاز للتصويت الإلكتروني، بحيث يكون الطريقة الأسرع لإتخاذ القرارات في المجالس الرسمية مثل مجلس النواب.
لكنه فشل فشلاً ذريعاً في السوق، ولم يشتريه أحد. مع أنه يستعمل اليوم بعد أن طوروه طبعاً. ولكن الفكرة هو الذي كان صاحبها.
وكان يؤدي مهامه بشكل صحيح ولكن كانت تكلفته عالية في ذلك الوقت ولم يفهموا قيمته.
وعندها بدأ يفهم المعادلة أكثر، وركز جهده على الاختراعات التي يمكن أن تنتشر، ويمكن للناس أن يشتروها لأن سعرها معقول، ويمكن استعمالها لأنها غير معقدة.
فأصبح يعمل بعينين، عين على المعمل بأفكار وإبداعات وعين على السوق، وكان لديه شعار دائم:
أن تكون متأكداً من وجود السوق أولاً قبل أن تخترع أي إختراع
إذن الخيال أساس الإبداع والواقعية أساس نجاح الإبداع.
اختراع الفونوغراف
وهو الذي أكسبه الشهرة لأول مرة قبل المصباح الكهربائي عام 1877. هذا الإنجاز غير المتوقع على الإطلاق حتى من قبل عامة الناس اعتبروه سحراً.
هو أول جهاز يقوم بتسجيل الأصوات وإعادة تشغيلها، وكان هذا الجهاز تحفة فنية وتقنية أطلقت شهرة توماس أديسون في الآفاق داخل وخارج أمريكا.
حتى أنه طُلب منه أن يحضر إلى البيت الأبيض ويقابل الرئيسي الأمريكي ليعرض عليه إختراعه عليه.
مختبر للبحوث الصناعية
إذن فهو له أثر على كل البشرية حتى اليوم، لم يكتفي بهذا فهو أول من أنشأ مختبر للبحوث الصناعية، تم بناء المختبر من الأموال التي جناها من بيع التلغراف.
فأقام مختبراً متخصص في الأبحاث العلمية التقنية، ثم طوره وأقام أول شركة في العالم للبحث والتطوير.
وزادت أعمال توماس أديسون إلى درجة أنه كان ينام من نصف ساعة إلى الساعة فقط، ثم يستيقظ ويعمل ثم يكرر هذه الغفوة ثلاث أو أربع ساعات يومياً.
ولا ينام غيرها ويكرر دوماً مقولته الصحيحة السابقة (الإبداع 1% إلهام لكن 99% جهد).
اختراع المصباح الكهربائي
للعلم ليس أديسون هو أول من اخترع المصباح الكهربائي، لكنه أول من اخترع مصباحاً متوهجاً عملياً. يمكن إنتاجه تجارياً.
سبقه العديد من المخترعين في صناعة المصابيح المتوهجة والكهربائية المتوهجة، لكنها لم تكن عملية ومكلفة وقصيرة الأجل وتسحب الكثير من التيار الكهربائي.
لذلك كان يصعب تطبيقها على نطاق تجاري واسع.
وعلى فكرة الكثير من الإختراعات والإكتشافات حققها أكثر من شخص في ذات الوقت، لكن الذي بادر هو من خلّد التاريخ اسمه.
فنظرية داروين تم إكتشافها من قبل شخص آخر بنفس الوقت لكن داروين قد سجلها.
والهاتف إخترعه أحدهم قبل غراهام بل اسمه مانسي لكن بل هو الذي سجلها، فإذاً توماس أديسون ليس هو من إخترع المصباح لكنه أول من صنع مصباحاً عملياً.
قصة اختراع المصباح الكهربائي
اخترع توماس أديسون في معمله المصباح الذي يعمل بالكهرباء، ولما أراد أن يسجل براءة الإختراع، أرسل خطاباً إلى مكتب براءة الاختراع في واشنطن.
فجاءته النصيحة من المكتب بعدم الاستمرار بمشروع كهذا. وكتبوا له خطاباً جاء فيه: بصراحة هذه فكرة حمقاء.
كيف سيكتفي الناس بضوء المصباح الكهربائي بدل ضوء الشمس. فرد بخطاب قال فيه لهم: ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء.
ثقة توماس أديسون في هذا الموقف تدلنا على صفات إضافية للمبدعين، ومنها أنهم يقبلون التحدي.
فالمبدع على استعداد للمغامرة، والمبدع لا يخاف من الأمور المعقدة ومستعد أن يقدم عليها. ولديه الشجاعة في إبداع قناعاته.
ولا تهمه قضية تقييم الآخرين له ويمتلك الإصرار والثقة بالنفس، وكلها من صفات المبدعين.
مرض أمه دفعه لاختراع المصباح
فكان اختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة توماس أديسون، حيث مرضت والدته في أحد الأيام مرضاً شديداً واستلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها.
إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية بسبب عدم وجود الضوء الكافي. واضطر أن ينتظر المصباح لكي يجري العملية.
وهذه القصة هي سبب تولد الإصرار عنده أن يضيء الليل بضوء مبهر، والحاجة هي أم الإختراع.
انكب توماس أديسون على تجاربه ومحاولاته العديدة لتنفيذ فكرته، اعتكف على هذا المشروع العظيم ليس فقط لإضاءة المصباح في مختبره وإنما لإضاءة العالم.
مختربه كان مليئاً بالأجهزة، كان لديه خمسون عاملاً ثم زاد عددهم مع التوسع إلى أكثر من مائة مساعد يعملون بشكل متواصل في المختبرات.
وأجرى على المصباح الكهربائي 292 تجربة فاشلة، وكلما فشلوا يقول قولته الشهيرة لمساعديه: هناك طريقة أفضل لأداء أي عمل.
فأي عمل يحتاج إلى تأمل وبحث حتى تصل إليه، وعمل توماس أديسون ليلاً ونهاراً. وعندما يتعب يجلس على كرسي خشبي بعض دقائق من النوم، ثم ينهض ويعمل من جديد.
اليوم المنشود
واستمر حتى عام 1976 عندما جهز زجاجة بداخلها ثلاث أسلاك من الكربون وكانت تتحطم.
وفي ليلة ما ركب السلك الرابع وغيّر نوعية السلك وفرّغ الزجاجة من الهواء، وأدار التيار الكهربائي وإذا نور المصباح يعم المكان.
استمرت هذه الزجاجة مضيئة 45 ساعة عندها قال لمساعديه: بما أنها عملت كل هذه المدة فبإمكاني إضاءتها لمائة ساعة.
وبقي هو ومساعديه ثلاث أيام بلا نوم إلا القليل، ومراقبة حثيثة وحذرة للزجاجة المضاءة هل ستستمر ويستمر معها الحلم؟
وفعلاً استمرت الزجاجة بالإنارة، ليخرج أديسون مع كل تعبه ومساعديه المرهقين من المختبر ويعلق المصباح حول معمله، ويتحول إلى اختباراته الرئيسية.
الاختراع السحري الذي أضاء العالم
انتشر الخبر في الصحف أن الساحر أديسون حقق المعجزة، والناس بين مكذب ومصدق، إلى أن جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنة الجديدة 1879.
واستمر حتى فجر اليوم الأول من عام 1880.
حضر الإحتفال أكثر من ثلاثة آلاف زائر من كبار الزوار تستقبلهم المصابيح الكهربائية، تشع بأنوارها على أسلاك معلقة على الأشجار.
وكانت البرقيات تنهال على توماس أديسون وتقول تعال إجعل مدننا مضيئة.
وبناءً على هذا أنشأ أديسون شركة للإضاءة الكهربائية في نيويورك، مهمتها تزويد نيويورك بالنور والتدفئة.
وخلال السنوات الأولى تم توزيع تيار أديسون، أي التيار المستمر DC.
جهاز قياس الاستهلاك الكهربائي
واخترع أديسون أيضاً جهازاً لقياس الاستهلاك الكهربائي، ليتسنى لعملائه بدفع الفاتورة المناسبة مع إستهلاك الطاقة.
هذا الجهاز كان يعمل مع التيار المستمر حتى عام 1882، ثم كل هذه الأمور تم تغييرها إلى التيار المتردد.
مشروع الإطارات
وهو المشروع الذي توفي توماس أديسون ولم يكمله. وهو نتيجة التعاون مع صديقه الحميم هنري فورد، الذي طور محركات البنزين صاحب أكبر مشروع لصناعة السيارات. ومعهم كان هارلي فايرستون، صاحب شركة فاير ستون للإطارات المشهور إلى أيامنا هذه.
كان هدف المشروع، حل مشكلة إيجاد بديل للمطاط المستخدم في صناعة الإطارات. فكان هذا النوع من المطاط يستورد من خارج أمريكا.
ويبحثون عن بديل له داخل أمريكا وعندما لم يجدوا البديل قرروا الإستعانة بالمبدع العظيم توماس أديسون.
وكلفوه بمهمة إيجاد بديل فأخذ وقتاً طويلاً في المعمل يجرب مئات المواد، لعل أحدها يصلح ليكون مادة لصنع الإطارات.
ترك أديسون من تجاربه نتائج مهمة جداً، ولكنه لم يخترع الإطار الحالي، واستكملت بعد وفاته بناءً على أساسيات إختراعه.
وسام أديسون
كان هذا توماس أديسون وقصته العظيمة. وتم إنشاء وسام أديسون في 11/2/1904 من قبل مجموعة من الأصدقاء والمقربين لأديسون.
وبعد أربع سنوات دخلت الجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين، في إتفاقية مع تلك المجموعة لتقديم جائزة الميدالية كجائزة كبرى في الإختراعات.
ومُنحت أول جائزة في عام 1909 إلى تومبسون وثم إلى نيكولا تسلا، وتم تسجيل ألف وثلاث وتسعون براءة إختراع.
مع إعلان وفاته انتقل الخبر إلى كل العالم، وأطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا، إشارة إلى أنه هو الذي إخترعها وتم تكريمه بأنه أهم مخترع في الألف عام، رجل الألفية.
كان أديسون يقول على المال ليس المال إلا وسيلة لا غاية، لذلك كلما تجمع لديه المال أنفقه في شراء آلات جيدة ومعمل أكبر.
حتى يتوسع في إختراعاته لأنها كانت متتالية، ففي عمر 23 سنة كان قد سجل باسمه 122 إختراعاً.
توماس أديسون مؤسس التطور الحديث الذي نعيشه. ما الذي ساعده على الإبداع؟ الدعم المالي وبيئة الحرية. هما الذين أوصلاه لذلك.
حال الإبداع في العالم العربي
كثير من شباب أمتنا لديهم قدرات إبداعية هائلة، لكنه بحاجة إلى الدعم والحرية. فالدعم ليس عملية صعبة أو معقدة.
يمكن أن يتحقق عندما ترى مالا يراه الآخرون، أو ترى المألوف بطريقة غير مألوفة فتصل إلى حل المشكلات بأساليب جديدة غير مسبوقة وهذا هو الإبداع.
المبدع هو شخص واثق من نفسه لا يتبع الأساليب الروتينية، شخص مثابر لا يستسلم بسهولة، يحب التأمل والتفكير، ويفضلهم على اللغو والثرثرة.
هو شخص يميل إلى إيجاد أكثر من حل واحد للمشكلة، يكره العمل في المواقف التي تحكمها قواعد وتنظيمات صارمة.
يحب الحرية وهو واسع الثقافة والأفق، دائم التساؤل، شخص يملك القدرة على التحليل والاستدلال والتجريب والمحاولة، والتغيير والتجديد.
اليوم الأمم المتقدمة تقدمت بإبداعها، والأمم المتخلفة أعاقت الإبداع.
ومن معوقات الإبداع هي عبارات يومية مكررة:
جربنا هذه الفكرة من قبل، فكرتك جيدة ولكنها مكلفة، أو ليس لنا عمل بها أو أكتب الفكرة وسنرفعها للمسؤولين.
وهكذا تموت الأفكار. وبعضهم يقول: فكرة ممتازة ولكن يمكن أن نطبقها في السنوات القادمة.
والأسوء منها: يا أخي وضعنا جيد لا نحتاج التغيير، أو أفكارك هذه تصلح للغرب أكبر مننا.
هذه قصته ومن خلالها تعرفنا على قواعد الإبداع، ولا ننسى مقولة توماس أديسون الشهيرة:
كل شخص يفكر في تغيير العالم.. لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه.
المصدر يوتيوب قناة Media Masters