إسلامقصص وحكايات

حرب أصحاب الفيل، القصة الكاملة بالتفاصيل الخفية التي لم تروى

حرب أصحاب الفيل

في قديم الزمان كان لليمن ملك اسمه ذي النواس وهذا الملك قام باضطهاد نصارى نجران وحرقهم فنجى من هؤلاء النصارى شخص واحد يدعى دوس فذهب الى قيصر الروم والذي كان نصرانيا وشكى حاله له

فبعثه قيصر الروم الى النجاشي حاكم الحبشة لينتقم للنصارى من قاتلهم ذي النواس ولما سمع النجاشي القصة ثار غضبه وجهز جيشاً عظيما للذهاب الى اليمن بقيادة أرياط وأبرهة الأشرم

وانتصر جيش النجاشي على قائد اليمن واصبح أرياط حاكم عليهم

وبعد مدة من الزمن انقلب ابرهة الاشرم على ارياط واخذ منه الحكم واصبح ملك اليمن فغضب النجاشي منه وقرر ان يأخذ منه الحكم

لكن ابرهة اعلن استسلامه ووفائه للنجاشي فعفا عنه وابقاه حاكما لليمن ولكي يثبت ابرهة ولاءه للنجاشي بنى كتسية كبيرة لا يوجد لها مثيل على وجه الارض ليحج اليها اهل الجزيرة بدلا من الكعبة

ففي ذلك الوقت كان النجاشي على دين النصارى قبل إسلامه فأرسل أبرهة وفودا الى الجزيرة العربية لكي يدعوهم الى الحج في الكنيسة التي بناها

لكن اهل الجزيرة العربية قد رفضوا ذلك وقالوا ان لهم كعبة لا يبغون عن سواها بديلا وهنا كانت بداية القصة، قصة حرب الفيلة العظيمة…

كان ابرهة ماكرا وجشعا ولم يكن هدفه من بناء الكنيسة هو العبادة ولا حتى التقرب من النجاشي ولكنه كان يهدف الى صرف العرب عن حج الكعبة وانقاق اموال الحج في اراضيه

فقد كان الكثير من اهل اليمن اذا اقترب موسم الحج يخرجون الى مكة ليطوفو حول الكعبة المشرفو ويؤدوا المناسك حسب التقاليد التي تعارف عليها الناس في الجاهلية

وقد رأى ابرهة خروج قوافل الحج فسأل عن ذلك، فقيل له: إن للعرب بيتاً يعظمونه ويحجون اليه كل عام فخطرت في ذهنه فكرة اراد تنفيذها فقد اراد ان يبني كنيسه عظيمة في صنعاء، مبالغ في زخرفتها وبناءها وذلك ليصرف الناس عن الحج الى الكعبة

استشار ابرهة بعض المقربين اليه فوافقوا على فكرته وعلى الفور شرع باستقدام المهندسين والبناءين وبدأ بالبناء فكان بناءا قويا وشامخاً ومزخرفا وجميلا

اطلق عليه أبرهة اسم القليص وقد كلفه البناء مالا كثيرا، فكتب أبرهة الى ملك الحبشة ليكسب وده بهذا البناء وفي نفس الوقت امر جنده واعوانه ان يدعو العرب الى القليس بدلا من الكعبة، ولكن العرب عندما سمعوا بذلك استهزؤا بأبرهة، فرفضوا ان يتركوا بيت أبيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وقد سأل ابرهة احد الاعراب

وقال له: لماذا لا تحجون الى كنيستي، وقد أعددت لكم فيها ما أعددت! ،فقال الاعرابي:

أيها الملك، إعلم انه لن يحج احد من العرب الى كنيستك ولن نحج الا الى الكعبة بيت الله الذي بناه نبي الله ابراهيم عليه السلام

فقال لهم ابرهة باستكبار واستعلاء: سننتقم من العرب وسنهدم كعبتهم، وقال أيضاً: انتظروا منا جيشاً عظيما يجعل من كعبتكم هدماً ونسياً منسياً

 

سار أبرهة بجيش ضخم يتقدمه فيل عظيم حتى بلغوا مشارف مكة، سمع أهل مكة بأمر الجيش والفيلة فخافوا واحتموا بالجبال

فأرسل أبرهة الأشرم بعض جنوده الى مكة فأخذوا الاموال والإبل والماشية وكان من بين ما أخذوه مئتي بعير لعبد المطلب جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

سمع عبد المطلب بما فعل جنود ابرهة بمكة فانطلق مسرعا الى أبرهة ودخل عليه وكان عبد المطلب رجلا جميل الهيئة فلما رآه أبرهة أحبه وأجلسه وأكرمه ثم قال له يا سيد مكة نحن لم نأتي لقتال اهل مكة ولا لإذائهم انما جئنا لهدم الكعبة

ثم اقدم أبرهة الى عبد المطلب قائلا: فما حاجتك ياسيد مكة

فقال له عبد المطلب: حاجتي ايها الملك ان ترد إلي إبلي وهي مئتا بعير لي أخذها جنودك

فقال أبرهة غاضباً: لقد أعجبتني عندما رأيتك أما عندما سمعت كلامك سقط إعجابي بك، فقد ظننتك انك جئت تحدثني في هدم الكعبة التي هي دينك ودين أباءك، ولكن ما جاء بك هو مئتي بعير لك أخذها جنودي

فقال له عبد المطلب أنا صاحب الإبل أدافع عنها اما البيت له رب يحميه، فرد عليه ابرهة بالإبل واخذها وانطلق

وفي الصباح تحرك ابرهة بجيشه العظيم لهدم الكعبة، احاط الجيش بالكعبة واخذ الجنود يسحبون الفيل لهدم الكعبة، لكن الفيل جلس على الارض وامتنع عن التقدم فأخذ الجنود يضربوه بالسياط والعصي ليقف على رجليه ويتقدم لهدم الكعبة

لكن الفيل بقي واقفاً على الارض وبينما هم كذلك، إذ بأسراب من الطير تحلق في السماء، وتقترب من بعيد حتى أظلت الكعبة، فقد أتت الطيور القادمة من البحر كأنها الخطاطيف تحمل في منقارها حجرا وفي رجليها حجرين وألقت حملها على جيش أبرهة وقيل أن الحجر كان يسقط على الرجل منهم فيخترقه ويخرج من الجانب الأخر

فهلك من الجيش ما هلك وفر من استطاع وأما أبرهة فقد أصيب بحجر وتوفي في صنعاء

وهكذا رجع جيش أبرهة الأشرم خاسراً ذليلاً ومشرداً بعد ان خسر قائده وأكثر جنوده وعاد أهل مكة الى كعبتهم يطوفون حولها بإجلال وتعظيم مستشعرين هذه النعمة العظيمة ولكنهم كانوا في الجاهلية ومن جهلهم اعتقدوا ان الاصنام هي من حمت الكعبة فاتخذ العرب من ذلك العام تاريخ يؤرخون به فقد كانت حادثة أصحاب الفيل من اعظم وأعجب الحوادث التي رأها العرب في حياتهم

وفي ذلك العام حدث ما هو اعظم وأجلّ، فقد حدث شيء عظيم غير الدنيا بأسرها ففيه ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضاءت الدنيا نورا وعدلا بعد ان ملأت ظلماً وجورا

كانت هذه قصة أصحاب الفيل ، قصة الجيش العظيم الذي قاده أبرهة الأشرم و هزمه الله وحده

أبرهة الأشرم:

أو من عرف بأبرهة الحبشي، هو من أشهر القادة العسكريين في مملكة أكسوم وقد أعلن ملكا على مملكة حمير وحكم اليمن والحجاز لفترة امتدت قرابة العشرين عاما

رويت العديد من الأساطير والروايات ولكن لم نذكرها لعدم وجود الدلائل القوية على صحتها

كان سقوط مملكة حمير في عام 525 ميلاديا هو التبرير الذي تمكنت بيزنطة من استخدامه بالتعاون مع مملكة أكسوم من أجل دخول مملكة حمير وتوحيدها وقد اقام العديد من المجازر التي راح ضحيتها الكثيرين

تداومت الحروب في منطقة جنوب مصر والحبشة ومنطقة شبه الجزيرة العربية بهدف نشر الدين المسيحي عن طريق مملكتي بيزنطة واكسوم وكانوا يحاربون أي شخص يزعم دين يختلف عن دينهم وكان آخر هذه المعارك تلك المعركة التي حدثت عند سد مأرب وقد انتهت هذه الحرب بهدنة من أجل بناء السد

ويقول الطبري: “خرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون على كل منهل فأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم فسقطت أنامله أنملة أنملة

كلما سقطت أنملة أتبعتها مدة تمث قيحاً ودماً، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطير، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون”

اقرأ أيضاً… اصحاب الاخدود والغلام ،اسمعوا العجب في قصة خلدها التاريخ | حسن هاشم

اقرأ أيضاً… إرم ذات العماد والمدينة الضائعة! | قوم عاد | النبي هود | حسن هاشم

اقرأ أيضاً… سورة التوبة لماذا هي السورة الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بالبسملة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى