إسلام

حكم الزواج من غير المسلم


تحريم زواج المرأة من غير مسلم

المرأة المسلمة إذا تزوجت برجل غير مسلم أياً كانت ملته، هل هذا الزواج صحيح؟ أو غير صحيح؟

آية لتحريم زواج المرأة من غير المسلم

الله سبحانه وتعالى وضع شرط للزواج، المرأة المسلمة إذا أرادت أن تتزوج قال الله تعالى في سورة البقرة،

) ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) الشرط أو الغاية أن المرأة تستطيع أن تتزوج من رجل تنطبق عليه معاير الأيمان، يكون من الذين قال عنهم الله حتى يؤمنوا.

لو فرضنا أن الإنسان لا تنطبق عليه حتى يؤمنوا، الزواج منه لا يجوز.

ماذا يعني الإيمان؟

ماذا تعني كلمة يؤمنوا؟ ما هو الإيمان؟

لربما أكون أعبد بقرة أو دجاجة أو بعبد فأر وعندي إيمان به، هذا ليس إيمان، لأنه لا يطابق مفهوم الإيمان الذي جاء في القرآن والذي قال عنه الإسلام، الإيمان يكون وفق منطق القرآن.

ويحدد القرآن الإيمان وفق الآيات التالية، بسم الله الرحم الرحيم (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ).

شروط الإيمان التي وضعها الله تعالى، أن تكون مؤمن بالله والملائكة والكتب والرسل.

لو أمن الرجل بالقليل من الرسل وأنكرت أخرين، هل القرآن يعترف بإيماني ويعتبره صحيح؟

لا يعتبره صحيح ولا يعترف به ولا يقبله، لأن الله سبحانه وتعالى قال ورسله.

هناك ظاهرة جديدة تسمى وحدة الأديان، أي لا يوجد عقيدة إيمان وكفر، الجميع يذهب إلى الجنة، وأي شيء تسلكه وأنت تعبد شيء، هذا الشيء يوصلك لله.

فلو عبدت الحجر ستصل لله، لو عبدت الشجر ستصل لله، لأن بفلسفتهم يقولون أنت لا تعبد الحجر والشجر، أنت تعبد الوجود الإلهي الموجود في الحجر والشجر.

ثم قال بعدها (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ).

أي لو أمنت بكل الرسل وكفرت برسول واحد، فأنت لست مؤمناً بمنظور الإسلام، وبمنظور القرآن.

فالمرأة لا يحق لها أن تتزوج رجل غير مؤمن كما قال الله تعالى ( ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا).

البعض يقول إن الله قال المشركين أي الذين من غير ملّه، نجيبه بأن الله قد قال المشركين مثالاً لأن الله عندما نزل الآية كان الناس يجلسون في مكة وذهبوا إلى المدينة وكان لهم أهالي من المشركين يسكنون مكة ولم يؤمنوا بعد.

فالله ذكر المشركين كنموذج، هذا النموذج وضع الله بعده الضابط العام، قال ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا.

الشاهد في الآية كلمة حتى يؤمنوا، من لا تشمله أو تنطبق عليه كلمة حتى يؤمنوا لا تستطيع أن تتزوجه المرأة المسلمة.

البعض يقول ولا تنكحوا المشركين، دون أن يكملوا بقية الآية وهي حتى تؤمنوا، فكل إنسان لا تنطبق عليه الآية كاملة لا يمكن للمرآة المسلمة أن تتزوجه.

قال الله تعالى في سورة النساء آية للناس الذين يؤمنون ببعض الرسل (إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلً).

الآية توضح وتأكد على الإيمان بكل الرسل، لا يجوز أن تقول أنا مؤمن بمحمد وموسى ولا أؤمن بعيسى.

ويكمل الله تعالى بقوله (أولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا)، فلا يمكن أن نسمي من لا يؤمن بكل الرسل بالمؤمن.

حكم الزواج من غير المسلم

إذا تزوجت امرأة من رجل غير مسلم، لا يعتبر هذا زواج وهو سفاح وغير مقبول به في الإسلام.

فرضنا لو أن المرآة تعيش في بلاد تضيع فيها الثقافة والحضارة الإسلامية، مثل دول شرق أوروبا وشرق أسيا وبعض دول الهند.

فمثلاً قابلت بالهند بعض الناس الذين لا يعلمون من الإسلام غير الله ومحمد، ولا يعرفون الأذان ولا الصلاة ولا يفقهون بالدين.

فتجد منهم متزوجه هندوسي أو ملحد أو مسيحي أو يهودي، هذه لا مؤاخذة عليها إن شاء الله لأنها لا تعلم، لأن الدين مسح من بيئتها، وأهلها لا يعرفون الدين فهذه لا مؤاخذة عليها.

التي تعيش في البلاد والأقطار الإسلامية التي عندها العلم وتذهب لأشخاص يتكلمون بتوحيد الأديان فهذا لا يصح.

لأن لكل دين منهجه الخاص وأفكاره الخاصة، وعلينا أن نحترم هذا الاختلاف لأنه سيبقى ليوم الدين.

فالله سبحانه وتعالى قال (ولا يزالون مختلفين)، وهذا الاختلاف لن يدفعنا لقتل بعض ولا لضرب بعض مادام بيننا عهود سلام وأمان.

 عبد الله رشدي

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى