ياجوج وماجوج
هذا الرحالة وصل الى سد ياجوج وماجوج، اقرأ أغرب رحلة في التاريخ! | مع حسن هاشم، ألم تتسألوا يوما كيف تامل اهل التاريخ مع الروايات الغريبة والغامضة في هذا العالم،
هل من احداث حصلت لم نسمع بها من قبل ام هل حاولوا حقا كشف المستور!
واي مستور اكثر غموضا من يأجوج ومأجوج!
قصتنا اليوم ستأخذنا في رجلة عبر التاريخ الى اماكن بعيدة واقوام غريبة لنصل الى موقع من اكثر المواقع التي لا زالت الى يومنا هذا تثيير الحيرة
في رواية ذكرها العديد من المؤرخين في كتبهم والذين أغلبهم اقتبسوها من كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة الذي بدوره نقلها مباشرة عن لسان سلام الترجمان بطل قصتنا
يروى ان الخيلفة العباسي الواثق بالله رأى في المنام أن السد الذي بناه ذي القرنين ليحبس يأجوج ومأجوج خلفه قد انفتح فأفاق الخليفة فزعا مهموما مما رآه
وفكر ملياً بما يجب عليه ان يفعل حتى استقر به الرأي على إرسال بعثة لاستبيان الأمر فأشاروا اليه ان لا احد يصلح لهذه الرحلة إلا سلام الترجمان صاحب الثلاثين لسان
بما معناه أن سلام الترجمان كان يتكلم ثلاثين لغة وافق الخليفة ولب من الترجمان ان يقود بعثة استكشافية لتبيان حقيقة السد وحاله وبالفعل انطلق الترجمان لسامراء في بعثة من خمسين شابا اقوياء و 200 بغل محملين برزق السنة لكل شاب في البعثة
و كان الخليفة العباسي قد ارسل بكتاب الى صاحب أرمينيا لتسهيل امر البعثة الذي بدوره أرسل كتابا الى صاحب السرير الذي كتب الى ملك اللان لإكرم ضيافة البعثة، ثم ان ملك اللان كتب إلى فيلان شاه الذي كتب إلى طرخان ملك الخزر،
أقامت البعثة في الخزر يوماً وليلة وفي خبر الخزر الأمر العجيب لعله لم يذكر عند كل رواة القصة لكنة ذكر في بعض الكتب مثل عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات وهو قول عن الترجمان يحدث فيه عما صادفه في الخزر
حيث تقول الرواية انه أثناء اقامة الترجمان عند ملك الخزر رأهم يصطادون سمكة عظيمة جدا فجذبوها بالحبال فاتفتحت اذنها لتخرج منها جارية بيضاء حمراء حسنة الصورة اخرجوها الى البر
وهي تنتف شعرها وتضرب وجهها وتصيح وقد خلق الله تعالى في وسطها غشاء كالثوب الصفيق من صرتها الى ركبتها كأنه إزار مشدود على وسطها فأمسكوها حتى ماتت
خرج الترجمان مع الخزر مع خمسة أدلاء جدد فأكمل المسير ل 26 يوما حتى وصلوا الى أرض سوداء نتنة الرائحة فغطى الترجمان ومن معه أنوفهم بالخل اتقاء للرائحة النتنة ومشوا فيا 10 ايام حتى وصلوا الى مدن خراب فمشوا فيها 20 يوما
لما سألوا عن أمر هذه المدن عرفوا بأنها المدن التي نزلها ياجوج وماجوج وخربوها، تابعت الحملة مسيرها حتى وصلوا الى الحصون بالقرب من الجبل الذي شعب منه السد ووجدوا عند الحصون قوم يتكلمون بالعربية والفارسية
ويقرأون القرآن ولديهم مساجد وكتاتيب فسألهم القوم من أين أقبلوا فأخبرهم الترجمان انهم رسل امير المؤمنين تعجبوا واخذوا يسألو هل هذا الامير شاب ام شيخا فاجابهم انه شاب فسألوا عن ارضه فأجابهم…
انها ارض تدى سر من رأى في العراق فلم يكن هؤلاء القوم يعلمون شيئا عن العراق او الخليفة قط، تابعت الرحلة سيرها ليصلو لمدينة أيكة ذات الأبواب الحديدية والمزارع الغناء وهي المدينة التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره،
بين هذه المدينة والسد مسيرة ثلاث ايام وحصون وقرى كثيرة فسارت البعثة عبرها حتى كان اليوم الثالث وصلت البعثة للمكان المنشود ليجدوا جبلا مستديرا والمقصود هنا سلسلة جبال دائرية
لأن الترجمان يكمل بقول انهم صارو الى جبل عال عليه حصى والسد الذي بناه ذو القرنين هو فج بين جبلين عرضه 200 ذراع وقد كان الطريق الذي يخرج منه يأجوج ومأجوج ويتفرقون في الارض
فحفر ذو القرنين أساسه ثلاثين ذراعاً الى الاسفل
وبناه بالحديد والنحاس حتى ساقه الى وجه الارض
ثم رفع عضادتين عرض كل واحدة منهما 25 ذراعاً في سماكة 50 ذراع
وكله بناء بلبن من حديد مغيب في نحاس وداروند او جذر من حديد طرفاه على العضادتين وله 120 ذراعاً
وفوق الداراوند بنى من الحديد الى النحاس الى رأس الجبل
يقف لهذا السد باب ضخم جدا ذو مصراعين حديديين مغلقين
وعلى الباب قفل طوله 7 أذرع وفوق القفل بقدر 5 أذرع غلق طوله أكثر من طول القفل
وعليه مفتاح معلق طوله ذراع ونصف معلق في سلسلة ملحومة للباب طولها ثمانية أذرع مع الباب
حصنان كل واحد منهما مئتي ذراع بمئتي ذراع
وعلى باب هذين الحصنين شجرتان
وبين الحصنين عين عذبة
فرأى الترجمان في احد الحصنين ألة البناء التي بني بها السد من القدور والمغارف الحديدية وهناك بقية من لبن الحديد التصق ببعضه من الصدأ،
تفاجئ الترجمان بعدد من الفرسان على رقبة كل منهم مرزبة والمرزبة هي العصا التي نهايتها سلسلة حديدة ضخمة فسأل الترجمان عن خبرهم فأتاه الجواب
أن هؤلاء الفرسان حرس السد وهم يتوارثون هذا الأمر كالخلافة ويأتون كل يوم اثنين وخميس فيضرب قائدهم ضربة على القفل في أول النهار فيسمعوا دبيبا خلف الباب ثم يضربوا ضربة ثانية عند الظهيرة فتكون جلبتهم أكثر من المرة الأولى
والضربة الثالثة تكون عند العصر فيسمع دبيبهم وجلبتهم فلما سأل عن السبب أجابوه أن الغرض من قرع الباب لكي يسمع من وراء الباب ويعلموا ان هناك حفظة للسد وليتم التأكد من سلامة القفل والباب
سأل الترجمان أهل الحصون عن أي شائبة في الباب فدلوه على شق كالخيط الدقيق فأثار الأمر من ريبة الترجمان وسألهم ان كانوا يخشون من الشق شيئا فأجابوه بالنفي
لأن ثخن الباب أحد عشر ذراعا فما كان من الترجمان الا ان اخرج من جيبه سكينا فحفر مقدار نصف ذراع ووضعه في منديل ليره للواثق عند عودته، نظر الترجمان الى مصراع الباب الايمن لجد محفورا أعلا بالحديد التالي:
(فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا) انتاب الفضول الترجمان فسأل أهل تلك المنطقة اذا كانوا رأوا من يأجوج ومأجوج أحدا فأجابوا أنهم رأوا عددا منهم مر فوق الجبل فهبت ريح سوداء و القتهم الى جانبهم اي الى اسفل الجبل وكانوا بطول شبر ونصف الشبر،
بعد الاطمئنان على السد عادت الرحلة ادراجها الى سامراء فمروا بخرسان فالخراج ثم سمرقند ومنها الى نهر البلخ فعبروه الى بخارى ومنها إلى نيسبور حتى وصلوا الى سر من رأى اي سامراء وكانت نهاية الرحلة،
يخبر الترجمان أنه في نهاية هذه الرحلة توفي 12 رجل في الذهاب و14 رجل في الاياب فلم يصل منهم الى سامراء سوى 14 رجلا و23 بغلا فكان وصولهم الى السد في 16 شهرا وعودتهم الى سامراء في 12 شهرا
انتهت هنا رحلة الترجمان الى ارض السد ويجدر بنا ان نذكر ان رحلة الترجمان كانت مرجعا لكثير من الجغرافيين العرب ولعل ابرزهم الادريسي الذي رسم خريطة العالم وحدد ارض مأجوج ويأجوج كما سرد الترجمان في رحلته.
اقرأ أيضاً… القصة الحقيقية لقوم لوط، وكفى تزويراً!
اقرأ أيضاً… من هم هاروت وماروت، قصة ستصدمكم ! – حسن هاشم
اقرأ أيضاً… كيف مات النبي يحيى، من قطع رأسه؟ والمفاجأة، من انتقم له ؟! – حسن هاشم