سرعة الحفظ: أهم أحد عشر سِرًا ستجعلك سريع الحفظ

سرعة الحفظ

هل شاهدت فيلم بلا حدود؟

اذا كنت قد شاهدته فلابد ان تتذكر بطل الفيلم الذي عثر على حبة عجيبة تتيح له تذكر جميع الخبرات والمعارف واستعمالها وقت ما يريد

نظل نتعلم طوال حياتنا، ومع ذلك فنحن لا نحيط علمًا بكل شيء لأننا ننسى معلومات كثيرة.

لماذا يحدث ذلك! وكيف نتذكر الاشياء بصورة افضل!

سنقدم إليكم بعض النصائح البسيطة لتقوية الحفظ بصيغة عامة والتي ستساعدكم على تذكر اي معلومة عندما تحتاجون اليها وتقوّي ذاكرتكم

وكبداية سنعرف أولاً، لماذا ننسى الأشياء؟

يشبه دماغك القرص الصلب في جهاز الحاسوب له سعة محدودة

هل تتذكر شارلوك هولمز، لم يكن باستطاعته تذكر اسماء جميع كواكب المجموعة الشمسية!

والسبب ليس انه لم يواصل دراسته او شيء من هذا القبيل، وإنما لأنه ذكى من أن يقد ملئ ذاكرته بمعلومات غير مفيدة

فكان يعمد الى تناسي اي معلومات لن يحتاج اليها مطلقا، وهذا مايفعله دماغك تماما إنه يحميك من عبئ التحميل الزائد للمعلومات

ولهذا السبب تخزن جميع البيانات الجديدة في الزاكرة قصيرة الأمد وليس الذاكرة الطويلة الأمد وهكذا ان لم تكررها او تستحدمها فسرعان ما ستنساها

درس عالم النفس الألماني هرمان إبينجهاوس الذاكرة وأليات عملها، وقد وصف ما يسمى بمنحنى النسيان لإبينجهاوس الذي يوضح اننا بعد مرور ساعة واحد فحسب من تعلمنا لشيء جديد ننسى أكثر من نصف المعلومات التي عرفناها

بعد يوم واحد لن تتذكر سوى 30% ويمكنك ان ترى الى ما سيؤدي ذلك، المعلومات المخزنة في الذاكرة

ما السبيل الى تذكر كل شيء ؟

أفضل طرق الحفظ هي التكرار المتباعد لتحتفظ بالمعلومات في دماغك لفترات اطول يجب ان تحفظها بالذاكرة الطويلة الأمد

لا يفيد التكرار الاجباري في هذه الحالة، لأن عقلك لا يمكنه استيعاب المعلومات بالسرعة الكافية لتكوين روابط قوية وهنا يعتمد الأمر على السبب الذي يدفعك الى تعليم شيء ما

كيف تكون سريع الحفظ؟

الحالة الاولى هي عندما تحتاج لتعلم المعلومات في سرعة لتستخدمها مرة واحدة وتنسى معظمها لاحقاً وهذا ما يحدث قبل الامتحانات عادةً

اذا اردت حفظ شيء بسرعة فكرر المعلومات مباشرة بعد ما تتعلمها

اما التكرار الثاني يجب ان يتم بعد 15 الى 20 دقيقة

ولا داعي لمراجعة المعلومات فيما بين التكرارات فقط استرح وافعل شيء مختلف حتى تمنح عقلك بعض الاسترخاء

ثم كرر ما تعلمته في المرة الثالثة بعد 6 الى 8 ساعات

اما التكرار الرابع او الاخير يتم بعد مرور 24 على معرفتك بتلك المعلومات لأول مرة

جرب هذه الطريقة في المرة القادمة التي تحتاج فيها الى حفظ شيء ما بسرعة

كيف تحفظ شيئا لفترة طويلة؟

إذا اردت ان تتذكر الاشياء لفترة طويلة فعليك ان تطيل مدة الحفظ، إليك خطة الحفظ:

يجب ان يتم التكرار الاول بعد التعلم مباشرة مثل الطريقة السابقة تماما

وكرر ما تعلمته بعد 20 الى 30 دقيقة

وهنا يظهر الفرق

لا تقم بالتكرار الثالث الا بعد ان يمر يوم واحد

والتكرار الرابع بعد اسبوعين الى 3 اسابيع

والتكرار الخامس بعد 2 الى 3 أشهر وهكذا يمكنك ان تتعلم شيئا ما لفترة طويلة جدا لأن الدماغ يظن ان استرجاعك للمعلومات يشير الى مدى اهميتها، وبالتالي لا يحذفها

إليكم الأن 11 نصيحة بسيطة تساعدكم على الحفظ بسهولة وسرعة:

حاول ان تفهم ما تتعلمه

لا بد انك مررت بهذا من قبل!

أن تحفظ شيئاً ما دون ان تفهم معناه، وعادة ما يتحول ذلك الى كابوس أشبه بحفظ قصيدة شعر لا قافية لها

ومن عيوب حفظ شيء لا تفهمه انك اذا نسيت جزء منه لا يمكنك المتابعة لأنك حفظت ترتيب الكلمات فقط ولم تدرك معناها الحقيقي، ولهذا السبب ننصحك بعد عمل ذلك

ما ينبغي فعله ان تقرأ المعلومات كاملة لتحديد نقطة او نقاط الرئيسية ثم حاول ان تعيد صياغة ما قرأته بأسلوبك الخاص بأبسط ما يمكن

إذا نجحت في ذلك فهذا يعني انك قد فهمت المعلومات وسيسهل عليك الأن حفظ التفاصيل

تعلم أهم المعلومات

إذا شعرت انك تتلقى الكثير من المعلومات رتب أولوياتك بشكل صحيح، حدد ما ينبغي عليك معرفته ومايمكنك تجاهله، ثم ركز على الأجزاء الرئيسية فيما يجب ان تحفظه وإذا أمكنك تخصيص جزء من وقتك لدراسة المعلومات الأقل أهمية وسيكون ذلك رائعاً

تأثير موضع التسلسل

لا يتعلق ذلك بجلوس المشجعين الى الجانب الصحيح لفريقهم، عندما تحفظ شيء جيداً تذكر هذا، ما يأتي في البداية او النهاية يكون حفظه أسهل

استغل هذا التأثير لصالحك ورتب المعلومات بحيث تكون الاجزاء الاساسية عند البداية والنهاية

نظرية التداخل

حول انتباهك من موضوع الى أخر ومن نشاط الى أخر

على سبيل المثال: بينما تستعد الى إلقاء محاضرة عامة، ألقي نظرة على نص لمدة 15 دقيقة ثم خذ استراحة كل 15 الى 20 دقيقة لأن هذه هي الفترة التي يكون الانتباه فيها في أعلى مستوياته قبل ان يبدء بالتراجع

ولهذا فإن أفضل ما تفعله هو القيام بشكل مختلف تماماً كالعزف على الجيتار او مشاهدة فيديو على اليوتيوب

هناك شيء أخر يجب ان تحترس منه عند حفظ المعلومات المتشابهة

تقترح نظرية التداخل ان الذكريات المتشابهة تختلط سوية

ولهذا السبب إن كنت ستحفظ موضوع يشبهه ولو يكن من بعيد موضوع تعرفه بالفعل نقترح عليك ان تأخذ استراحة طويلة قبل ان تبدأ بحفظ شيء جديد

تعلم اشياء متناقضة

من السهل حفظ المتناقضات كأزواج لذا إن كنت تتعلم لغة جديدة مثلا فاحفظ كلمتي ليل ونهار سوياً

وبالتالي يمكنك بناء رابط بينهما في عقلك وهكذا إن نسيت إحداهما ستساعدك الأخرى على تذكرها

شيّد قصر الذاكرة الخاص بك

هل تذكر كيف كان شارلوك هولمز بإمكانه التجول لعدة ساعات داخل قصر ذاكرته بحثاً عن المعلومة المهمة، الفكرة هي الربط ما بين أشياء معينة وأماكن محددة

على سبيل المثال إذا كنت بغرفتك حاول أن تربط بينما تحفظه وشيء ما موجود في غرفتك وقم بذلك عدة مرات ثم حاول ان تستحضر منظر الغرفة في ذاكرتك وكرر ماحفظته في هذه الطريقة

او جرب طريقة أخرى كما يلي:

جزّء المادة التي يجب حفظها الى عدة اجزاء واستذكرها في اماكن مختلفة من شقتك، وتذكر ان تقوم بذلك في اماكن مختلفة من المدينة

وبهذه الطريقة لن يكون حفظ المعلومات شيئا مملاً او غامضاً، بل سيرتبط مع ذكريات أخرى كرائحة الأماكن المختلفة والأشخاص الذين رأيتهم هناك وما إلى ذلك

استعمل الكلمات الرابطة

جوهر هذه الطريقة هي ربط ما تحفظه ببعضه

على سبيل المثال: إن كنت تريد حفظ كلمة مسمار بالفرنسية عليك أيضا أن تحفظ كلمات مثل: حائط، مطرقة، وغيرها من الكلمات التي يمكنك ربطها منطقياً بالمسمار أيضا

ألف قصصاً

إن كنت بحاجة لحفظ كم كبير من المعلومات بترتيب معين فحاول ان تصيغها بشكل قصة، ومن المهم ان ترتبط الأجزاء ببعضها بحبكة مقنعة

بحيث إذا نسيت شيئاً سيمكنك دوماً أن تتذكر ما يفترض ان يحصل لاحقاً في القصة ويبدو أن ذلك يتطلب ان تتكبد مجهود أكبر

لكن هذه الطريقة تصنع المعجزات حقاً

استعمل مسجلاً صوتياً

هل ما يزال هناك أحد يستعمل شرائط التسجيل تلك!

على أية حال، سجل المعلومات التي تحفظها واستمع اليها عدة مرات، قد يلزمك بعض الوقت لتعتاد على صوتك فقد يبدو لك مزعجاً

لكن هذه الطريقة تقوم بتشغيل جميع انواع الذاكرة فأنت تقرأ المعلومات أولا وهكذا تراها بعينيك، ثم تسمعها بأذنيك، وكلما ازادت طرق تفاعلك مع ماتحفظه كلما حفظته بشكل أفضل