في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر، ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأ في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة.
فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م.
والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه، وكتب في مجلة “الإخوان المسلمين” لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م.
ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
سر تأخر العرب والمسلمين
لقد عودنا فضيلة الشيخ والمفكر الإسلامي الكبير محمد الغزالي، أنه صاحب قولة الحق مهما كانت مرارتها رغبة في إيقاظ الأمة ودفع البلاء.
من هذا المنطلق يعرض علينا فضيلته ما آل إليه حال العرب والمسلمين محدداً وموضحاً السر وراء هذا التأخر.
فمن تباعد المسلمين عن معرفة وفهم توجيهات دينهم في ميادين السياسة والاقتصاد وعلوم مجتمعهم، الى فقدان العبادات لروحها وسقوط الأخلاق من على عرشها.
إلى انتشار العصبيات وتأثيرها العنيف على الدعوة الإسلامية، الى جانب محاولات النفخ في الرماد من خارج العالم الإسلامي.
بهدف تحقيق وترسيخ هذا التأخر والتخلف عن سائر الأمم، مما أدى إلى ضياع أجيال ضحية هذا العجز. فى هذا العمل يواصل المفكر الإسلامى استعراض اسباب التخلف وطرق اجتنابها والقضاء عليها.
قذائف الحق
من أهم كتب الشيخ محمد الغزالي ، ممنوع من النشر فى أغلب الدول العربية لكن يمكن تحميله من النت.
الكتاب به العديد من القذائف التى يطلقها الشيخ رحمه الله موضحاً الكيد ضد الإسلام والدعوة من الداخل و الخارج.
يقول تعالى: { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}. شبهات يرد عليها الشيخ محمد بمنطلق إسلامي وعقلاني.
خلق المسلم
هذا الكتاب هو أشهر المؤلفات الإسلامية، وأشهر ما تُرجِمَ إلى لغات عديدة، وأهم ما يقتنى من الكتب التي جمعتها الثقافة الإسلامية.
وقد كان الشيخ محمد الغزالي يعيب على المكتبة الإسلامية الإسهاب الكبير في كتابة تفاصيل ثانوية في الفقه، كانت أحرى وأجدر أن تبدل بعلوم أخرى، تنقل المسلم من العلم التلقيني إلى الحياة الحركية العلمية.
وينقل فيها روح الإسلام من بطون الكتب إلى الحياة. وهكذا عاش الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان خلقه القرآن.
وشهد بذلك له جلَّ شأنه حين قال:{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }. كما قال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وبقاء الأمم واستمرارها يقاس بمدة احتفاظها بالأخلاق والسلوكيات والقيم الرفيعة. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، والإسلام دون غيره أفرد في نصوصه خاصية للأخلاق وتربية النفس.
وجعل لها الصدارة عن كثير من العبادات المادية الظاهرة وقدمها؛ كيلا يخالف ظاهر المسلم باطنه، وتتحول عبادته إلى مواقف تمثيلية ترديه أسفل سافلين.
وأولو البصيرة هم الذين يستخلصون هذا من روح النصوص وهدفها الأبعد. وما كان لأحد أن يكتب بإتقان في هذا المجال إلا الشيخ محمد الغزالي .
السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث
لقد نجح بعض الفتيان في قلب شجرة التعاليم الإسلامية فجعلوا الفروع الخفيفة جذوعها أو جذورا، وجعلوا الأصول المهمة أوراقا تتساقط مع الرياح.
وشرف الإسلام أنه يبني النفس على قاعدة { قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } وأنه يربط الاستخلاف في الأرض بمبدأ:
{ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر }.
( وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، وإلى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين: أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم.
وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معاً.
إن الصلف مع العلم رذيلة، فكيف إذا كان الصلف مع عجز وقصور؟ وهذا الكتاب حصيلة تجارب كثيرة في ميدان الدعوة أردت به ترشيد الصحوة، وشد أزر العاملين المخلصين.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ). من مقدمة المؤلف
جدد حياتك
فى هذا الكتاب مقارنة بين تعاليم الإسلام كما وصلت إلينا، وبين أصدق ما وصلت إليه حضارة الغرب فى أدب النفس والسلوك فى محاولة للكشف عن روعة التقارب وصدق التطابق.
هذه بعض كلمات المؤلف التى عبر بها عن سبب كتابته لهذا العمل الفريد، خاصة بعد قراءته لكتاب دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي.
وقد اعتمد فى هذا العمل على جانبين رئيسين: فهو يعرض نصوص وأحكام الإسلام ويقابل بها كتابات وتجارب وشواهد كارنيجي.
تأكيداً لقيمة الإسلام ومنهجه في التعامل مع النفس البشرية، فمن القلق إلى الثبات إلى العمل إلى مشكلات الفراغ إلى محاسبة النفس وغيرها، حيث تتنوع موضوعات هذا الكتاب تنوعاً ممتعاً.
وفاته
توفي محمد الغزالي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر.
الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.