شبكات 5G المستقبل بين يديك : راجت في الأسابيع والأشهر الأخيرة شبكات الإنترنت من الجيل الجديد، ما يسمى 5G ، فأردت أن أنظر معكم لماذا راجت مؤخراً.
هل مستقبلها كبير كما يقال؟ هل هي ثورة، هل هي حادثة؟ هل بدأ عصر ال 5G؟ وهو كما يقولون قفزة بالنسبة لي الأجيال السابقة 4G، 3G إلى آخره.
شبكات 5G تسارع في هذه الثورة المعلنة
أولاً- أن هناك بعض الشركات الأمريكية والبريطانية، بدأت في وضع هذه الشبكة خلال صيف 2019.
ووضعت الشركة الأمريكية AT&T وشركة HORIZON وغيرها، أعداداً كبيرة من الهوائيات في عدة مدن أمريكية، تعدت 12 مدينة، وفي كل مدينة وضعت هذه الشبكة في بعض الأحياء فقط. وكذلك الحال بالنسبة إلى بريطانيا، وأوروبا الآن قادمة ،ولكن هناك مشاكل في أوروبا سأشير إليها بعد قليل.
ثانياً- هناك بعض شركات الهواتف المحمولة، مثل سامسونج وهواوي بدأت فعلاً في إنزال بعض الموديلات مثل سامسونج 10 من النوع 5G وغيره. التي هي فعلاً مجهزة للعمل في هذه الشبكة من الجيل والمستوى الجديد السريعة جداً.
ثالثاً- أهم تطور صادم خصصت له مجلة الإيكونوميست على الأقل صفحتين أو ثلاثة لمناقشة هذا التطور الهام.
لأنه خلال مقابلة صحفية للمدير العام لشركة هواوي الصينية مع مجلة الإيكونوميست قال ببساطه أنا مستعد أن أبيع تكنولوجيا 5G لأي شركة غربية مستعده لشراءها وتطويرها وتغييرها.
الإعلان عن شبكات 5G
لأن هناك شكوك وتهديدات من طرف الحكومة الأمريكية، بأنه لا يجب السماح لشركة هواوي بل للصينيين كلهم ان تضع لنا شبكات هواتف أو شبكات إنترنت أو شبكات إلكترونية من أي نوع.
لأن هناك شكوك أنها تقوم بالتجسس بل ستضع في الشبكات والبرامج التي نحتاجها ستضع برامج التجسس فيه بحيث تستطيع أن تأخذ المعلومات التي تريد وتنقلها إلى الحكومة الصينية.
فمثلاً أمريكا تمنع الآن التعامل مع شركة هواوي إطلاقاً، بل هددت الشركات والحكومة البريطانية أنها إذا سمحت في وضع شبكة 5G في بريطانيا فسيكون هناك عواقب تجارية واقتصادية وربما سياسية.
لذلك رئيس شركة هواوي قال أنا مستعد أن أبيع هذه التكنولوجيا، وتفعلون بها ما تريدون وتعدلون فيها ما تريدون وبالتالي تضمنون أننا لا نتجسس عليكم ولا نفعل أي شيء.
وقال: هذه الأموال التي سيجرها بيع هذه التكنولوجيا إلى أي شركة غربية، ويقدر ذلك بعشرات المليارات من الدولارات.
قال هذه الأموال إذا جائتنا ستساعدنا في تطوير هذه التكنولوجيا أكثر. بل ستجعل هناك منافسة بيننا وبين الشركات الغربية.
فقط نحن نريد المنافسة، نحن نريد الشفافية، نحن ليس لدينا أي شيء نفعله هكذا في الظلام فنحن مرتاحون. فهذه هي التطورات الأخيرة، لكن هل فعلاً العالم مستعد لشبكة 5G؟
ما الفائدة من شبكات 5G
أولاً- إن شبكات 5G هذه أسرع بكثير من الشبكات القديمة حتى 4G السائدة الآن في كل العالم، سرعة التحميل ربما تصل إلى 1 جيجابايت ثانية وهي سرعة خيالية.
بينما أن في أفضل الأحوال وفي أفضل البلدان التكنولوجيا 4G لا تصل إلى حوالي 100 ميجابايت في الثانية، عشر مرات أقل مما ستسمح به الشبكات الجديدة.
ثانياً- إن التعامل ب 5G بهذه الطرق الجديدة، وسأشرح كيف وما الذي يسمح بهذا، يتم بسرعة فائقة، أي إذا أنت مثلاً أعطيت أي إشارة، ضغط على زر لفعل أي شيء عن طريق الواي فاي.
الآن بهذه التكنولوجيا سيكون توصيل الإشارة، وتنفيذ الأمر سريع جداً، ربما يقدر ب 1 ملي ثانية وهي بسرعة رهيبة جداً.
ثالثاً- الشيء الهام أيضاً، تطوير السرعات هذا شيء جيد، ولكن القفزة العملاقة أن هذه شبكات 5G ستسمح بتوصيل عدد رهيب من الأجهزة ليس فقط الكمبيوترات والموبايلات.
بل كل الأجهزة التي في البيت ما يسمى الآن إنترنت الأشياء، تصير الأشياء كلها مرتبطة ببعضها بطريق الإنترنت.
فيمكن بموبايلي أو باللابتوب أنا أتحكم في التلفزيون أو في جهاز التكييف أو أي جهاز، ربما حتى في سيارتي إذا كانت سيارة بدون سائق. يمكن التحكم بها بموبايلي، اخرجي تعالي هنا.
فهذا لن يكون ممكناً إلا بهذه الشبكة الجديدة 5G وليس ممكناً الآن بال 4G، لأن تنفيذ الأوامر بالشبكات الحالية و بالتكنولوجيا الحالية يتطلب وقتاً. حتى لو مثلاً عشر الثانية.
حساب سرعة السيارة
مثلاً أعطيت أمر للسيارة أن تسير بسرعة 90 كيلو متر في الساعة، وأعطيتها أمر أن توقفي أو غيري الاتجاه أو انطلقي بسرعة 90 كيلو متر في الساعة. فاحتاجت عشر الثانية.
يعني تحركت مترين ونصف، وإذا أعطيتها أمر ولم تستطع تنفيذه، إلا بعد أن تحركت مترين ونصف.
قد يكون هذا خطيراً وقد يكون له عواقب معينة. لكن إذا كان واحد من ميلي ثانية، معناه أن السيارة لم تتحرك إلا سنتيمترين ونصف أو نحوه.
قفزات التكنولوجيا العظيمة
تكنولوجيا 5G تعمل في الترددات العالية، HIGHBAND ، الترددات العالية التي تزيد عن حوالي من 30 إلى 300 جيجا هرتز.
بهذه الترددات تكون أطوال الموجات بحدود بضعة ميليمترات، لذلك هذا HIGHBAND أو هذه الموجات الجديدة كثيراً ما يشار إليها بالموجات المليمترية.
يعني طول الموجة حوالي بضعة ميليمترات ترددها بين 30 إلى 300 جيجا هرتز.
بينما تكنولوجيا 4G تعمل بترددات منخفضة من 1 إلى 5 جيجا هرتز، يسمى بالمجال المنخفض.
ثم انترميديت باند هذا المتوسط الذي يكون في حدود ال 5-6 جيجا هرتز فما فوق، هذا يكون المتوسط.
هذه الترددات هي التي تسمح بهذا الانتقال السريع، نقل المعلومات ونقل الإشارات، تحميل أو إعطاء جهاز ما، بهذا التردد.
سلبيات وإيجابيات الترددات العالية في شبكات 5G
أن نطاق عملها نطاق وصولها قصير نسبياً يعني لا تنتشر إذا حطينا هوائي مثلاً، وترسل الموجة،هذه الموجة سرعان ما تندثر على بعد حوالي 100 متر أو أقل.
لكذلك قد نحتاج إلى هوائيات كثيرة جداً وربما لها عواقب، فالشبكات 5G تحتاج إلى عدد رهيب جداً من الهوائيات، لكن الإيجابي في هذا أن هذه الهوائيات صغيرة.
وتحتاج معظم المباني ومعظم أعمدة الإضاءة في الطريق، في المدن، في كل مكان سيكون هناك هذه الهوائيات الصغيرة لنقل هذه الإشارات، إن كان الانتقال السريع جداً.
وسنحتاج منها عدد رهيب فوق بيوتنا إذا كنا سنستخدم إنترنت الأشياء في البيوت إلخ.
الجانب الإيجابي أيضاً في هذه الهوائيات من النوع الجديد، هو أنها تعمل على تقنية تسمى MIMO أي لها في نفس الهوائي لها مداخل ومخارج عديدة جداً.
أي تستقبل إشارات في آن واحد وتطلق إشارات عديدة، يعني يمكن لها أن تتواصل مع عشرات ومئات من الأجهزة في آن واحد.
أنا أرسلت إشارة والجهاز الذي في بيتي أرسل إشارة، وأخي أو صديقي أو أي شخص معي أو في في الاجتماع أو في مكان آخر يرسل.
كلها تأتي إلى الهوائي في نفس اللحظه وكلها تستقبل في نفس اللحظة، وتطلق وترسل من طرف هذا الهوائي إلى عدة أماكن إلى عدة أجهزة في آن واحد.
وهذا الذي يجعل هذا التواصل سريع جداً، وإمكانية التحميل المعلومات، سواء رفعاً وتنزيلاً، عالي السرعة وفائق جداً.
ما هي تطبيقات شبكات 5G
قبل قليل أشرت إلى إنترنت الأشياء، أن الأجهزة ستكون قابلة للتوصيل وللتعامل عن طريق الإنترنت بإشارات وبأوامر تطلق من أي مكان في العالم. حيث الإنسان لديه وصلة 5G بالإنترنت.
وأشرت إلى السيارات التي تعمل بدون سائق، أيضاً سيكون بالإمكان تطوير التحكم فيها بشكل أدق وأكبر.
وربما تسمعون من حين لآخر أن هناك حصل حادث، أن هذه السيارات ليست مجهزة كما ينبغي لحد الآن، تكنولوجيا إلى آخره.
الآن بهذه التقنية سيكون بالإمكان أن أطلف السيارة الموجودة في موقف السيارات، وأنها تأتي وأن تتوقف في المكان المضبوط وهكذا، هذا أيضاً ممكن.
رأي المختصين
ويقول الاخصائيون أنه أكبر تطبيق وأهم، وهو الذي سيحدث الآن فوراً هو التحكم في الأجهزة الكبيرة، مثل الأجهزة في المصانع والموانئ والمطارات.
هذه الأجهزة التي لا نحتاج بعد الآن أن يأتي إليها الشخص، وأن يوجهها أو نقلها من مكان إلى آخر ويحركا ويطلقها، إلى آخره.
سيمكن الآن التحكم فيها بدقة و عن بعد، عن طريق الإنترنت، بال واي فاي ولا تحتاج أن تكون حتى موصولة بأي سلك من أي نوع ستكون مباشرة عن طريق الإنترنت.
هذا التحكم في الأجهزة، سواء كانت سيارات أو أجهزة صناعية او أجهزة في البيت، هو التطور الكبير.
الجراحة عن بعد
هناك أمل أيضاً أن يسمح هذا بالتحكم في الأجهزة الطبية في المستشفيات، أن يكون بالإمكان القيام بجراحات عن بعد.
بحيث أن الطبيب وهو جالس في ألمانيا أو في كندا، يمكن أن يقوم بعملية جراحية حتى عن طريق الإنترنت.
والجهاز يقوم بتجريح المريض بطريقه سريعة و دقيقه هذا لا يرجح أن يكون بالإمكان خلال السنوات القليلة القادمة ولكنه أمل ويجري العمل عليه.
هل هناك مخاطر
هناك في أوروبا تردد وبعض المحاذير، لأن هناك مجموعة من الجمعيات في بعض المدن الأوروبية التي احتجت.
وقامت باللجوء إلى البلديات والمؤسسات الرسمية مطالبة إياها بالتوقف عن نشر هذه الهوائيات وهذه الشبكات.
وفعلاً بعض المدن وقفت هذا العمل أو أخرجت الهوائيات أخرجت حتى بعض الأجهزة من بعض المناطق التي كان يعتقد أنها مناطق حساسة مثل مدارس الاطفال أو غيرها.
لأنهم يقولون أن هناك دراسات وشكوك أنه ربما يكون هناك آثار صحية سلبية على الإنسان، فهل هذا صحيح؟
دراسات
هناك عدد من الدراسات التي أشارت إلى أنه إذا كانت الموجات هذه مركزة وبتدفق شدة عالية جداً.
هناك دراسة مثلاً بينت أنه عندما تم تطبيق هذه الموجات عالية التردد على فئران بمستويات عالية أربع مرات أعلى من ما هو مسموح به دولياً. ظهرت في هذه الفئران بعض الأورام السرطانية.
لكن الناس يقولون هذه فقط فئران بل الذكور فقط، وهذه تجربة واحدة وهذه بمستويات تعرض عالي جداً نحن لن نفعل هذا.
لكن الناس من باب الحيطة يقولون أن هناك دراسات أخرى تبين أن الناس الذين يعيشون بالقرب من الهوائيات يتعرضون ويشتكون من أعراض كثيرة.
مثل الصداع وطنين ودوخة وبعض الأعراض، ولكن قد تكون لأسباب أخرى أو قد تكون ليس بسبب هذه الموجات.
يجب أن نفهم علمياً، أن هذه الموجات لأنه تردداتها تعتبر، وإن كانت في مجال الراديو تعتبر عالية.
ما هو الفرق بين الموجات
ولكن علمياً في المجال الكهرومغناطيسي هذه بعيدة كل البعد عن الموجات حتى ما تحت الحمراء هي الحرارة التي لا تؤثر علينا.
والموجات الضوئية نحن محاطون بالضوء، لا يؤثر بأورام وصداع أو غير ذلك، طبعاً عن بعد هذه الموجات الراديوية عن الموجات الخطيرة التي الموجات السينية والجاما.
وهذه الموجات تسمى ببساطة غير المؤينة، وليس فيها خطر من هذا الباب، ولكن خطرها الممكن هو الحرارة التي تنتج من تسليط هذه الموجات بكثافة وبشدة عالية على جسم ما.
أعضاؤنا وخلايانا لن تتأثر بنفس الطريقة التي تتأثر بها عندما نسلط عليها أشعة سينية وأشعة جاما، ولكن ربما تتأثر من الحرارة إذا كانت متواصلة وبشدة عالية.
فربما تؤثر على الأعضاء وتجعل أعضاءنا سواء الدماغ المخ أو القلب أو غيره، لا يعمل بالطريقة السليمة، و تظهر فيه بعض الأمراض أو بعض الأعراض.
لكن الناس من باب الحيطة والخوف والحذر، يقولون نريد دراسات أكثر ونريد التأكد هذا يسمى مبدأ الحذر.
خاصة أنه ربما يؤثر على الأطفال والرضع ، في المدارس، إذا كانت هذه الهوائيات ستنتشر في كل مكان، وبأعداد رهيبة جداً هل نضمن أنها لا تؤثر على صغار السن وكبار السن او غير ذلك.
خاتمة
يبقى أن أقول أن هذه الشبكات وإن بدأ الآن تطبيقها ووضعها في بعض المدن الغربية، لن تكون مستقبلنا المباشر.
ففي الكثير من المقالات عن 5G أن سنة 2020 كأنها السنة السحرية، العالم سيتغير في 2020، العالم لن تغير في 2020.
لان تطبيق شبكات 5G وانتشارها والتعامل بها، بالنسبة لكل الأجهزة، سيتطلب على الأقل بضع سنوات إن يكون عقداً كاملاً.
أردت أن أعطيكم فكرة عن هذه الشبكات القادمة لا محالة، وما هي أسباب رواجها الآن ولماذا يريدها الناس ويروجون لها.
وكيف تعمل فيزيائياً وما هي الأخطار طبياً أو صحياً أو غير ذلك، أشكركم على المتابعه وشكراً جزيلاً والسلام عليكم.
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com