شبهة استخدام النبي لغة فاحشة لا تردد كثيراً لكنها من أخطر ما يمكن ، وهم يدّعون أن الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم لغة فاحشة .
فلماذا هذه الشبهة ونحن نعلم أن الرسول الكريم أكرم الناس أخلاقاً ، والله سبحانه وتعالى أرسله ليتمم مكارم الأخلاق ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
شبهة استخدام النبي لغة فاحشة في حديث
هناك حديث موجود مرة في صحيح البخاري ومرة في مسند الإمام أحمد ومرة أخرى عند أبي داوود ، وله سند واحد وهو عن عكرمة عن ابن عباس في الكتب الثلاثة .
إذن هو حديث آحاد لكنه صحيح عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قالا: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم .
و ماعز بن مالك أحد الصحابة قد زنا ، فذهب واعترف بالزنا للرسول عليه والسلام وكان يريد التطهر من الذنب وأن يرجم ويقتل .
فالرسول يقول له يمكن أنك لم تفعل ذلك ، لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت ، فقال : لا يا رسول الله . فسأله النبي بلفظ واضح وصريح ، وهو لفظ خطير .
قال : أكذا ؟ ولم يكنّي . فعند ذلك أمر برجمه .
فكيف يقول عليه الصلاة والسلام يقول كلمة بمعنى إتيان الفاحشة بلفظ صريح جداً ؟
هل من المعقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول هذا الكلام ؟ و كيف نرد الشبهة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الرد على شبهة استخدام النبي لغة فاحشة
يجب وضع الثقة في الإسلام وفي القرآن وفي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز الارتياب ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) .
إذن الرسول أسوة حسنة لي كرجل وزوج وأب وإبن وللمسلمة ولكل إنسان يعمل ويقاتل ويعلّم وكل إنسان يحقّق . فالرسول إمام المحققين .
هذا الحديث صحيح ، لكنه ليس منتشراً وليس موجود كثيراً لأنه لم يكن على المنبر أمام الناس ، فلم يقل يا أيها الذين آمنوا ومن ثم قال اللفظ ، أبداً .
بل يجلس في مجلس المحقق الذي يحقق في جريمة خطيرة جداً عقوبتها تنتهي بالإعدام .
لذلك القانون الجنائي في جميع الدول يمنع المحقق من استخدام الكناية أو المجاز ويلزم المحقق باستخدام اللفظ الصريح الذي لا يقبل اللبس .
فلو قال له : أنمت معها ؟ فقال : نمت معها . فأمر فرجم ثم اكتشفوا أنه نام فقط معها في نفس الغرفة أو في نفس السرير دون أن يقوموا بشيء معين أو يأتوا الفاحشة . حينها يكون قد هُدر دمه .
الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم اللفظ الصريح جداً ، بل حتى كرر سؤاله حتى قال نعم ، حتى غاب ذلك منك في ذلك منها ؟
وكان يشير إلى مكان الفرج فقال : نعم . قال : كما يغيب المرود في المكحلة ؟ قال : نعم . قال : والرشاء في البئر ؟ قال : نعم .
قال : فهل تدري ما الزنا ؟ قال : نعم أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل من امراته حلالاً . الرجل مصّر على التطهر وأن يعاقب .
خاتمة
القصد والأساس هنا أن الرسول لم يستخدم لغة فاحشة بل استخدم لفظ صريح لا يقال كمادة للهزل أو أمام الناس بل يقال في مجالس التحقيق .
والنبي كان يحقق في جريمة عقوبتها الإعدام ولا يجوز للمحقق أن يستخدم ألفاظ كناية أو مجاز عند التحقيق في جريمة كهذه .
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com