ماذا كان شراب الرسول محمد ﷺ المفضل, ولماذا فضله على جميع الأشربة ، كان أحب الشراب الى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد، سيد الأشربة لأنه أطفأ لحرارة الظمأ وأنفع للبدن، وأبعث على الشكر
قال ابن القيم: إذا جمع الماء الحلاوة والبرد كان أنفع للبدن و أحفظ للصحة و أكثر تغذية، وتنفيذ للطعام إلى الأعضاء و الفاتر ينفخ ويفعل ضد ذلك، كما كان صلى الله عليه وسلم يحب الماء والعسل ونقيع التمر أو الزبيب وكان يحب أيضاً اللبن فكان من ألذ الأشربة إليه وخاصة إذا مزج بالتمر
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجائتنا بإناء من لبن، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا على يمينه وخالد عن شماله،
فقال لي الشربة لك، فإن شئت آثرت بها خالداً. فقلت: ما كنت لأوثر على ىسؤرك أحداً. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطعمه الله طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه،
ومن سقاه الله عز وجل لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب الماء أحياناً خالصاً واحياناً مخلوطاً مع غيره من الطيبات فكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب الماء المخلوط بالتمر او الزبيب ثم يشرب بعد ان يكون حلواً بتحلل التمر والزبيب فيه
فعن ابن عباس – رضي الله عنه قال: «كان رسول الله ينقع له الزبيب، فيشربه اليوم، والغد، وبعد الغد إلى مساء الثالثة، ثم يأمر به فيسقى أو يهراق». أي أن النبي كان يشرب منه طالما لم يختمر ولم يتغير طعمه، وهو ما يثبت أن النبي كان لا يشرب الشراب المختمر الذي تغير طعمه ورائحته.
وعن سهل بن سعد قال: دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه وكانت امرأته يومئذ خادمهم وهي العروس قال سهل: تدرون م سسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقعت له تمرات من الليل فلما أكل سقته إياه، رواه البخاري ومسلم
فالفاكهة ليست موجودة في المدينة فكان عصير النبي صلى الله عليه وسلم الماء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب العسل فعن عائشة رضي الله عنهما ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل رواه البخاري ومسلم
فيشرب العسل خالصاً أحياناً ويخلط مع الماء أحياناً والله أعلم
ويشرب النبي صلى الله عليه وسلم الماء مخلوطاً بالسويق فيفطر عليه، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم، فلما غربت الشمس. قال لبعض القوم يا فلان قم فاجدح لنا، فقال يا رسول الله، لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا، قال يا رسول الله فلو أمسيت قال انزل فاجدح لنا، قال إن عليك نهاراً قال انزل فاجدح لنا، فنزل فجدح لهم، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم . رواه البخاري ومسلم
والجدح خلط السويق بالماء والسويق برأ وشعير يحمص ثم يخلط مع تمر وغيره
وشرب النبي صلى الله عليه وسلم الحليب مخلوطا مع الماء وغير مخلوط وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب أطيب الماء الموجود وأحلاه فتارة يشرب من آبار المدينة الحلوة في حديث أنس في تصدق أبي طلحة ببيرحاء قال أنس كان أحب ماله إليه بيرحاء وكانت مستقبل المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. الحديث رواه البخاري ومسلم
وتارة يرسل النبي صلى الله عليه وسلم من يأتي له بالماء العذب من المكان البعيد، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا. رواه أبو داود، وصححه ابن حيان، والحاكم
قال قتيبة بن سعيد أحد رواة الحديث بيوت السقيا: عين بينها وبين المدينة يومان، أي في سير الجمال ونحوها قال الحافظ ابن حجر في الفتح قال ابن بطال: استعذاب الماء لا ينافي الزهد ولا يدخل في الترفه المذموم وليس في شرب الماء المالح فضيلة
فالنبي صلى الله عليه وسلم ينقل له الماء من مسافات طويلة تارة لأجل التمتع بشربه وتارة لنيل البركة التي جعلها الله فيه فكان ينقل له ماء زمزم وهو في المدينة فعن عروة بن الزبير قال إن عائشة رضي الله عنها حملت من ماء زمزم في القوارير للمرضى وقالت حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأدواء والقرب وكان يصبه على المرضى ويسقيهم. رواه الفاكهي في أخبار مكة واللفظ له والترمذي و إسناده حسن
من الأداب الواردة في الشرب النهي عن التنفس داخل الإناء فعن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب أحدكم فلا ينفس في الإناء. رواه البخاري ومسلم
أما عن صفة شربه صلى الله عليه وسلم فكان يشرب قاعداً وقد كان يشرب وهو قائم غالبا لبيان جواز الشرب من قيام ويشرب أخر القوم ويقول: إن ساقي القوم آخرهم شرباً. رواه مسلم
ويكرر شربه ثلاث مرات يشرب مرة ثم يرفع الإناء عن فيه فيتنفس خارجه، ثم يعود فيشرب ثم يزيل الإناء عن فيه ويتنفس خارج الإناء هكذا ثلاث مرات، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم رواه الترمذي في الشمائل. وقال الألباني صحيح
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وقربة معلقة فشرب من فم القربة وهو قائم فقامت أم سليم إلى رأس القربة فقطعتها. رواه الترمذي وقال الألباني صحيح
كان الصحابة والتابعون من أشد الناس حباً للنبي صلى الله عليه وسلم و أشدهم التماساً وتتبعاً لآثاره وكانوا يتبركون بذلك
وفي هذا الحديث يروي أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وهي والدة أنس بن مالك رضي الله عنه وقربة معلقة والقربة ما يصنع من جلود الحيوان من أجل حفظ ماء الشرب فيها، وكانت القرب تعلق ليمكن الإفراغ منها في الآنية و لإبعادها عن الهوام
فشرب من فم القربة وهو قائم هكذا دون أن يجلس ودون أن يفرغ من القربة في كوب أو إناء فقامت أم سليم إلى رأس القربة فقطعتها بمعنى أنها قطعت فم القربة لتحتفظ بها كما في رواية ابن ماجه فقطعت فم القربة تبتغي بركة موضع في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اقرأ أيضاً… ما هي الاطعمة المفضلة لرسول الله محمد صلّ الله عليه وسلم
اقرأ أيضاً… سـيّـد الأنـصـار (سعد بن عبادة)