إسلامشخصيات

طليحة بن خويلد الأسدي



 

الصحابي طليحة بن خويلد الأسدي ، وصفوه بأشجع جاسوس في التاريخ الإسلامي، فكان مسلماً ثم ادعا النبوة، وكان عمر بن الخطاب يكرهه.

ثم عاد مسلماً وحسن إسلامه، وأصبح من الأبطال، فما هي قصته، تابعوا معنا الحديث الشيق.

كان الصحابي الجليل طليحة بن خويلد الأسدي، ممن شهد غزوة الخندق في صفوف المشركين، وأسلم سنة 9 للهجرة.

طليحة بن خويلد وقصة إسلامه

روى بن سعد بن طرق، عن ابن الكلبي وغيره، أن وفد بني أسد قدموا على رسول الله، فيهم حضرمي بن عامر، وضرار بن الأزور، وابصة بن معبد وقتادة بن القائف، وسلمة بن حبيش، وطليحة بن خويلد، ونقادة بن عبد الله بن خلف.

فقال حضرمي بن عامر: أتيناك نتضرع الليل البهيم، في سنة شهباء، ولم تبعث إلينا بعثة، فنزل قوله تعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين)

زعم طليحة بن خويلد بأن الوحي ينزل عليه

ولما رجع وفد بني أسد، تنبئ طليحة بن خويلد، في حياة النبي بنجدة، فأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم، ضرار بن الأزور الأسدي ليقاتله.

ثم توفي رسول الله، فعظم أمر طليحة، وكان يزعم أنه يأتيه الوحي جبريل عليه السلام، فأرسل إليه أبو بكر رضي الله عنه، خالد بن الوليد.

فقاتله قتالاً شديداً، ثم انهزم على يد جيش خالد بن الوليد في معركة بزاخة، وتفرق جنده، فهرب ولحق بآل جفنة الغساسنة في الشام.

من الشام إلى مكة في عهد أبي بكر وعمر بن الخطاب

عاد طليحة بن خويلد وأسلم، وحسن إسلامه، ثم اتجه إلى مكة يريد العمرة في عهد أبي بكر الصديق.

واستحى أن يواجهه مدة حياته، ثم خرج مرة أخرى محرماً إلى الحج، في خلافة عمر بن الخطاب، فقال له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين، أي ثابت بن أقرم وعكاشة.

فقال طليحة بن خويلد: أكرمهما الله بيدي، فقال عمر: والله لا أحبك أبداً، قال طلحة: فمعاشرة جميلة يا أمير المؤمنين، فإن الناس يتعاشرون مع البغضاء، وأسلم طليحة بن خويلد إسلاماً صحيحاً.

قتال الفرس وقصة البطولة والشجاعة طليحة بن خويلد

جاء في كتاب تاريخ الطبري رقم ألف مائة وثلاث وخمسون، أنه عندما أرسل سيدنا سعد بن أبي وقاس، سبعة رجال يستكشف أخبار الفرس، وأمرهم بأسر رجل منهم.

وكان طليحة بن خويلد من بينهم، وبمجرد خروج سبعة رجال، فوجؤوا بجيش الفرس أمامهم، وظنوا أنه من المستحيل تفادي جيش الفرس بالكامل.

وظنوا أنه بعد كل البعد عنهم، فاتفقوا على العودة، إلى طليحة بن خويلد الأسدي، أصر على الذهاب واتمام المهمة التي كلف بها.

طليحة بن خويلد يذهب لوحده إلى خيمة الفرس

وبالفعل عاد ستة رجال، إلا بطلنا ذهب ليقابل جيش الفرس وحده، بدأت رحلة طليحة بن خويلد، والتف حول جيش الفرس، المكون من أربعين ألف مقاتل.

اختار الأماكن التي بها مستنقعات المياه ومر منها، حتى تجاوز مقدمة جيش الفرس، وأكمل طليحة الرحلة بتفاديه قلب الجيش، حتى وصل إلى خيمة بيضاء اللون وكبيرة.

وأمامها خيل من أجود الخيول، فعلم أنها خيمة قائد الفرس رستم، فانتظر حتى أتى الليل، وعندها ذهب إلى الخيمة، وقطع بسيفه حبالها، وأطلق الخيل.

أسر الفارسي وحديثه عن طليحة مع سعد بن أبي وقاص

فوقعت الخيمة على من فيها، وكان يقصد أن يهين الفرس وقائدهم، ويلقي الرعب في قلوبهم، وعندما هرب بالخيل، تبعه الفرس.

فكانوا عندما يقتربون منه، يسرع بالخيل وعندما يبتعد عنهم، يبطؤوا حتى يلحقوا به، لأنه كان يريد أن يستدرجهم كما أمره سعد بن أبي وقاص.

ولم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان، وبعد أن أيقن طليحة أنه عددهم أصبح كذلك فقط، هم من قد لحقوا به، توقف وقرر مواجهتهم، فقتل اثنين منهم، وأسر الثالث.

ليذهب به إلى سعد بن أبي وقاص، كل هذا وحده، ووضع الرمح في ظهره، وجعل يمشي أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين.

حينما دخل طليحة ومعه الأسير الفارسي على سعد، قال الفارسي: أمني على دمي أصدقك القول، فقال سعد: الأمان لك ونحن قوم صدق القول، بشرط أن لا تكذب علينا.

وقال له: أخبرني عن جيشك، فقال الفارسي في ذهول: أخبركم عن جيشي؟ بل سأخبركم عن رجلكم.

إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط، لقد دخلت حروباً منذ نعومة أظافري، ولم أجد رجلاً تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما الجيوش.

ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه، وتبعه الفرسان منهم ثلاثة، قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله عندنا بألف، والاثنان أبناء عمي.

فتابعته وأنا في صدري الثأر للاثنين الذين قتلا، ولا أعلم أحداً في جيش الفرس في قوتي، فطلب الأسر، فإن كان من عندكم مثله، فلا هزيمة لكم.

وصف طليحة بصفات الشجاعة والإقدام في كتب تاريخ الإسلام

وجاء في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي، البطل الكرار، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يضرب بشجاعته المثل.

شهد معركتي القادسية ونهوند، وكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص، أن شاور طليحة في أمر الحرب، ولا توله شيئاً.

وعن الشجاعة قال محمد بن سعد: كان طليحة يعد بألف فارس لشجاعته وشدته، وقال صاحب أسد الغابة: كان من أشجع العرب.

وعن جابر قال: لقد اتهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم، وزهدهم، طليحة وعمر بن معد كرب، وقيس بن المكشوح.

وقاتل طليحة في معركة نهوند قتال الأبطال، حتى نال الشهادة عام 21 للهجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى