عائشة زوجة الرسول
عائشة بنت ابي بكر التيمية القريشية هي ام المؤمنين وابنة الصحابي الجليل والصديق ابي بكر رضي الله عنه وثالث زوجات النبي صل الله عليه وسلم،
ولدت عائشة رضي الله عنها بعد البعثة بأربعة سنوات فنشأت في بيت مؤمن بالله تعالى يحمل هم الدعوة ويعيش أجواء نزول الوحي،
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا وهي ابنة ست سنين
ودخل بها في المدينة وهي ابنة تسع سنين ولقد كان زواجها بأمر من الله تعالى حيث روي في صحيح البخاري عن النبي صل الله عليه وسلم قوله:
“اوريتك قبل ان أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضيه ثم أوريتك يحملك في سرقة من حرير فقلت اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضيه “
ويستنكر بعض المغالطين زواج النبي من السيدة عائشة وهي على حد زعمهم طفلة دون العاشرة لا تقوى على الزواج في حين ان عمره صلَّ الله عليه وسلم كان يربوا على الخمسين عاما
ويرمون من وراء ذلك الى اتهامه صل الله عليه وسلم بأنه لم يراعي الا رغبته ومزاجه غير مبالي بمشاعر طفلة دون العاشرة تلعب مع الصبية
والجواب على ذلك اننا لو طبقنا المعايير الغربية على حياتنا نحن المسلمين اليوم لعد الغرب كثيرا مما نمارسه غريبا ومستنشعا فكيف الحال بعادة عند العرب مضى عليها اربعة عشر قرنا من الزمان
فلم يكن الزواج من الصغيرات مستنكرا في أعرافهم ولوكان كذلك لعاب الكفار على النبي صل الله عليه وسلم زواجه من عائشة عليها السلام و لوجهوا اليه سهام النقد والاتهام ولن ينتظروا حتى يآتي كتاب امريكا ومستشرقوا الغرب ليوجهوا إليه تلك المطاعن
لقد كانت عادة الزواج من الصغيرات في العرف العربي عادة معروفة فقد تزوج عبد المطلب الشيخ الكبير من هالة بنت عم امنه في اليوم الذي تزوج فيه عبد الله اصغر ابناءه من الصبية بأمنة بنت وهب وتزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بنت علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو في سن جدها
كان ان عمر بن الخطاب عرض بنته الشابة حفصة على ابي بكر الصديق وبينهما من فارق السن الكثير
وذكر الحافظ بن كثير في ترجمة عبدالله بن عمر بن العاص انه كان بينه وبين ابيه احدى عشر سنة ومعنى ذلك ان عمر على الاقل تزوج في العاشرة من عمره
وينبغي ان نعلم هنا ان البلوغ للبنت غير مرتبط بالسن فقد تبلغ البنت وهي صغيرة فتظهر عليها علامات البلوغ من الحيض وغيره ولم تبلغ التاسعة ومن الثابت طبيا ايضا ان أول حيضة تقع بين سن التاسعة والخامسة عشر
ويجب الانتباه ايضا الى ان نضوج الفتة في المناطق الحارة مبكر جدا وهي في سن الثامنة والتاسعة عادة وتتأخر الفتاة في المناطق الباردة الى اكثر من ذلك حتى تتجاوز الخامسة عشر
وكل هذه المعطيات تدل على انه ليس في زواج النبي صل الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها ما يعيب لا من ناحية العرف الاجتماعي ولا من ناحية الطب والصحة البدنية
بل الاعجب من ذلك ان عائشة عندما خطبها رسول الله صل الله عليه وسلم لم يكن هو اول المتقدمين لخطبتها بل سبقه غيره
فقد ذكر المؤرخون ان جبير بن المطعم بن عدي تقدم لخطبة عائشة غير انه خشي بعد قليل ان يترك ابنه دين اباءه ويعتنق الاسلام متأثرا بأصهاره فتريث بالامر وبدا لهما ان يرجؤاه
وهنا جاءت خولة بنت حكيم الى ابي بكر تذكر ان النبي صل الله عليه وسلم يتجه الى طلب عائشة وذهب ابو بكر الى المطعم ليسأله أهو باقي على رغبته في خطبتها لابنه فاعتذر اليه وترك له حرية التصرف وعندئذ لم يبقى هنالك وعد ولا عهد وتم زواج النبي صل الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها
ومن التجني الاحكام ان يوزن الحدث منفصلا عن زمانه ومكانه وظروف بيئته فكيف يحاكمونه بعد اكثر من الف واربعمئة عام من ذلك الزواج فيهدرون فروق العصر والاقليم
ويطيلون القول فيما وصفوه بأنه جمع الغريب بين الكهولة والطفولة ويقيسون بعين الهوى زواج عقد في مكة قبل الهجرة بما يحدث اليوم في بلاد الغرب حيث لا تتزوج الفتاة عادة قبل سن الخامسة والعشرين في الوقت نفسه الذي تمارس فيه الجنس دون العاشرة
وقد كان لزواج النبي صل الله عليه وسلم من عائشة حكم ومقاصد منها:
توطيد الصلة بين النبي وابي بكر
وكذلك تعليم الامة سنته القولية والفعليه وخاصة في فقه النساء تلك الحملة الدعوية
وهاتيك المقاصد الشرعية هو ما جهله أولئك فراحوا يرمونه صل الله عليه وسلم بالشهواني ولو كان زواج النبي شهوانيا لمال الى التعدد في ريعان شبابه صل الله عليه وسلم
و الواقع يشهد انه عزف عن هذا وقد رأيناه وهو في عنفوان شبابه وفي شرخ حياته ومقتبل عمره يتزوج امرأة تكبره ب15 عاما فقد كان في الخامسة والعشرين
وتزوج من خديجة وهي في سن الاربعين وقد تزوجت قبله مرتين ولها اولاد من غيره وقد عاش معها شبابه كله أسعد ما يكون الازواج حتى سمي العام الذي ماتت فيه عام الحزن وظل يثني عليها حتى بعد موتها ويذكرها بكل حب وتقدير حتى غارت منها وهي في قبرها عائشة رضي الله عنها
وبعد ال53 من عمره صل الله عليه وسلم أي بعدما توفيت خديجة وبعد الهجرة بدأ النبي صل الله عليه وسلم يتزوج نساءه الاخريات
فتزوج سودة بنت زمعة وهي امرأة كبيرة لتكون ربة بيته ثم أراد ان يوثق الصلة بينه وبين صديقه ورفيق دربه ابي بكر
فتزوج من عائشة رضي الله عنها
وكل نساءه لو بحثنا وراء زواجه منهن لوجدنا ان هنالك حكمة للنبي صل الله عليه وسلم من زواجه بكل واحدة منهن جميعا فلم يتزوج لشهوة ولا لذة ولا لرغبة دنيوية
ولكن لحكم ومصالح وليربط الناس بهذا الدين وبالاخص ان للمصاهرة والعصبية قيمة كبيرة في بلاد العرب ولها تأثير وأهمية
ولذا اراد عليه الصلاة والسلام ان يجمع هؤلاء ويرغبهم في الاسلام ويربطهم في هذا الدين ويحل مشكلة اجتماعية وانسانية كثيرة بهذا الزواج
اقرأ أيضاً… النبي زكريا | نبي قتله ابليس في جريمة لن ينساها التاريخ، من هو؟! | حسن هاشم
اقرأ أيضاً… السيدة فاطمة الزهراء | كيف ماتت؟ ولماذا دفنها الإمام علي سراً؟
اقرأ أيضاً… احياء الموتى | من قصص الأنبياء واحياء النبي عيسى للموتى | مع حسن هاشم
عائشة زوجة الرسول | لماذا تزوج النبي ﷺ من السيدة عائشة وهى بنت 9 سنين؟