إسلامشخصياتقصص وحكايات

عبادة بن الصامت رضي الله عنه


عبادة بن الصامت بن قيس بن أسرم بن ثعلبة بن فهر بن غنم بن سالم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الصحابي، أحد أعيان أهل بدر.

بل شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم نقباء على قومهم يعرفونهم الإسلام، وكان منهم عبادة بن الصامت، وهذا يدل على أنه قديم الإسلام.

وقد روى الشيخان عنه، قال: إني لمن النقباء ليلة العقبة، بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نشرك بالله شيئاً ولا نزني ولا نسرق ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

ولا نعصي ولا ننتهب فالجنة إن فعلنا ذلك، وإن غشينا من ذلك شيئاً كان أمر ذلك إلى الله.

عبادة بن الصامت هو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصية الرسول ل عبادة بن الصامت

ولاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً صدقة ثم قال له يوصيه: اتق الله أبا الوليد، لا تأت يوم القيامة ببعير على رقبتك له رغاء، ولا ببقرة لها رغاء، ولا بشاة لها ثؤاج.

فقال عبادة: وإن ذا لكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إي والذي نفسي بيده إلا من رحم الله فقال عبادة: فوالله لا أعمل على اثنين أبداً.

ولما كان عهد عمر كتب يزيد بن معاوية رضي الله عنه، وكان عاملاً لعمر على الشام، كتب إلى عمر أن أهل الشام يحتاجون من يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين.

فبعث إليه عمر أبا الدرداء ومعاذ بن جبل وعبادة بن الصامت ، فذهب عبادة إلى فلسطين وكان أول من ولي القضاء بها. وكان أماراً بالمعروف، صداعاً بالحق، لا يبالي في ذلك.

حكايته مع معاوية رضي الله عنهما

أنكر يوماً على معاوية رضي الله عنه شيئاً، وكان معاوية والياً لعمر على الشام، ثم قال له بعدها: لا أساكنك في أرض، ثم ذهب مغاضباً إلى المدينة.

فلما رآه عمر أنكر وجوده في المدينة وعهده به في الشام، فقال له: ما أقدمك؟ فحكى له، فقال له: ارجع إلى مكانك، قبح الله أرضاً لست فيها، وأمثالك لا إمرة له عليك.

وكان بعضهم يعرف لبعض قدره، قد روى الطبراني في الأوسط أن معاوية رضي الله عنه قام في الناس خطيباً فذكر الفرار من الطاعون.

وأنتم تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يخرج من الأرض التي نزل بها الطاعون.

فذكر معاوية الفرار من الطاعون، فقام إليه عبادة بن الصامت فقال له: أمك هند أعلم منك. فلم يجب معاوية، وأكمل صلاته، ثم انصرف، ثم دعا عبادة، فلما دخل عليه، قال معاوية له:

ألا تتق الله وتستحي إمامك؟ فقال عبادة: أليس قد علمت أني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخاف في الله لومة لائم؟

فخرج معاوية في العصر، فصلى بالناس ثم أخذ بقائم المنبر، وقال: إني حدثتكم حديثاً، ثم نظرت، فإذا الحديث كما ذكر عبادة، فاقتبسوا منه فهو أفقه مني.

يوم وفاته

لما حضرته الوفاة قال: اجمعوا لي موالي، وجيراني، وكل من كان يدخل علي. فجمعوا له، فقال: إن هذا اليوم لا أراه إلا آخر يوم من الدنيا، وأول ليلة في الآخرة.

ولعله قد يكون فرط مني لبعضكم شيء بلساني أو بيدي، وهو والله القصاص يوم القيامة. فمن كان في نفسه شيء فليقتص مني قبل أن تخرج نفسي. فقالوا له: بل كنت والداً، وكنت مؤدباً.

فقال لهم: أغفرتم لي كل ذلك؟ قالوا: نعم. قال: اللهم فاشهد. ومات رضي الله عنه قيل سنة 34 أو 45.

خطبة عبادة بن الصامت في حمص

من خطبه المأثورة التي تنوقلت، خطبة له لما دخل حمص. خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:

إن الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك قادر، وإنكم معروضون على أعمالكم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.

وإن للدنيا بنين، وللآخرة بنين، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل أم يتبعها بنوها يوم القيامة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى