أخبارحول العالمشخصيات

غاندي وما فعله من أجل بلده الهند


غاندي :  لماذا تميل السلطات إلى العنف إذا كان هناك متسع لاستيعاب الأمور، وخاصة إذا كان الطرف الآخر يعرض رأيه بكل هدوء وسلمية.

ورغم أن غاندي ليس أول من بدأ بفكرة اللاعنف، لكنه بالتأكيد من الشخصيات الرئيسية التي حولتها إلى التنفيذ، وحققت أهدافها. لذلك غاندي هو بطل قصتنا هذه الحلقة.

كان غاندي هو الزعيم الروحي للهند وليس السياسي، خلال حركة الاستقلال من بريطانيا المستبدة التي تمتص دمها.

وكذلك كان رائداً لمنهجية مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل. هذه القيادة وهذه المنهجية هي التي أدت إلى استقلال الهند.

وعرف غاندي في جميع أنحاء العالم بالإسم الذي أطلقه الهنود عليه، هو اسمه مهندس غاندي لكنه اشتهر باسم مهاتما غاندي أي الروح العظيمة التي كانت تسري في الهند.

نشأته

قصته أنه ولد في عام 1869 في غوجرات في الهند، وتزوج صغيراً بعمر 13 سنة فقط، كان من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي. فتربى على السياسة من نعومة أظفاره.

عندما تخرج من الثانوية وبلغ 19 سنة، سافر إلى إنجلترا لدراسة الحقوق، ومن خلال معيشته في هناك عرف بريطانيا وأهلها، وطريقة الحكم والرأي العام المعارض للحكومة.

عمله في المحاكم

وفي عام 1891 عاد إلى الهند لممارسة المحاماة لكنه لم ينجح نجاحاً يذكر، فعاد من بومباي إلى رجاكورت وعمل فيها كاتباً للعرائض التي يقدمها الناس للمحاكم.

والمحاكم يديرها الإنجليز، فتعرض خلال عمله لصلف وغرور المسؤولين البريطانيين، ولذلك كان كارهاً لعمله ولهذا الاستبداد والطغيان والغرور الإنجليزي.

فلما جاءه عرض للعمل في جنوب أفريقيا، وافق فوراً على هذا العرض، ولم يتردد. وبدأ من هناك مرحلة جديدة من الكفاح السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.

عمله في جنوب أفريقيا

دولة جنوب أفريقيا معظم سكانها سود، لكن يحكمها الإنجليز. والإنجليز الموجودون في جنوب أفريقيا كانوا مستقلين عن بريطانيا. حيث اعتبروا أن جنوب أفريقيا دولتهم وسيطروا عليها.

أقلية بيضاء تحكم أغلبية سوداء في جنوب أفريقيا، بالإضافة لوجود أقلية من الهنود إلى اليوم، فعاش هناك 21 عاماً.

وهناك لما رأى الأوضاع السيئة للأقلية الهندية في جنوب أفريقيا، قاد حملات لصالح حقوق الهنود في جنوب أفريقيا.

وأصدر جريدة اسمها الرأي الهندي، ولذلك تحت هذا الضغط الذي فعله ضد الحكومة الإنجليزية قام الإنجليز في جنوب أفريقيا بالقبض عليه عدة مرات.

لكن حدث له حادث صغير لم يسقط ابداً من ذاكرة غاندي.

حادثة القطار

في عام 1893 وكان عمر غاندي 24 سنة، وبحكم عمله الذي حصل عليه هناك، ركب قطاراً في الدرجة الأولى.

وكان هناك قانون من قوانين العنصرية الموجودة في جنوب أفريقيا، إلى زمن قريب عندما حررها مانديلا وجماعته.

القانون يقول ممنوع لأي من السود أو الهنود أن يركبوا الدرجة الأولى في أي قطار.

فاشترى تذكرة في الدرجة الأولى وركب، فقام أحد الركاب البيض بالتبليغ عنه، وبالرغم من أنه قد دفع ثمن التذكرة ويلبس ملابس ثمينة جاء المسؤولون عن القطار وطردوه من عربة الدرجة الأولى.

هذا الشعور بالإذلال والمهانة والعنصرية جعله يثور على هذه العنصرية. نصحه بعض الناس باللجوء إلى الكفاح المسلح لأن هؤلاء لا يصلح معهم الحل السلمي أو اللاعنف.

لكن غاندي منذ ذلك الوقت رفض، وكان يرى أن النضال السلمي هو التكتيك النضالي الوحيد المحتمل ضد بريطانيا.

فبريطانيا كانت أقوى دولة في ذلك الوقت، وتسيطر على حوالي نصف العالم، فكيف سيواجهها وهو ضعيف فالحل الوحيد هو النضال السلمي.

بداية النضال في جنوب أفريقيا

بدأ نضال غاندي ومعه الألوف من الهنود في جنوب أفريقيا، وواجهتهم الحكومة الإنجليزية بالضغط والسجون وتعرضوا للجوع والمهانة. وتعرضوا حتى للرصاص وظل صامداً هو ومن معه.

ضغط مستمر حرك جنوب أفريقيا، وحرك العالم ضد جنوب أفريقيا، عندها رضخت السلطات الإنجليزية لمطالبه لكن بشروط.

بالمقابل حقق غاندي خلال وجوده في جنوب أفريقيا إنجازات هائلة للهنود هناك، أوجد الثقة لدى الجالية الهندية، وأوجد كياناً يجمعهم.

وهذه الجالية الهندية المهاجرة إلى جنوب أفريقيا بدأت الثقة تخلصهم من عقدة النقص والخوف، ورفع مستواهم الأخلاقي بعدم الانجرار للعنف والسلاح.

أسس لهم حزباً اسمه المؤتمر الهندي، ليدافع من خلاله عن حقوق العمال الهنود الذين يعملون في جنوب أفريقيا.

كان هناك قانوناً يحرم على الهنود ممارسة حق التصويت، ويسمى باسم المرسوم الآسيوي بحيث يفرض على الهنود أن يسجلوا أنفسهم في سجلات خاصة.

استطاع غاندي أن يلغي هذا القانون وهذا كان من أهم إنجازاته، وأيضاً كانت الهجرة من الهند إلى جنوب أفريقيا مستمرة.

وحاولت الحكومة البريطانية أن توقف هذه الهجرة فاستطاع ثني الحكومة عن تحديد الهجرة، واستطاع أن يلغي قانون لا يعترف بأي عقد زواج غير العقد المسيحي فألغى هذا.

لكن كان شرطهم لإلغاء هذه القوانين واستبدالها أن يغادر غاندي، وفعلاً ترك جنوب أفريقيا وتوجه إلى الهند.

عودة غاندي إلى الهند

لكن كانت أخبار هذه الانتصارات التي حققها للهنود في جنوب أفريقيا، قد انتشرت ووصلت إلى بريطانيا، ووصلت أخباره إلى الهند وهذا مهد لزعامته للهند.

كان غاندي يكره الحضارة الغربية، ويتهمها بأنها بلا قلب لأن قلبها من حديد، كان يقول نكبة الهند ليس سببها احتلال بريطانيا بل سببها وأصلها هو احتلال الحضارة الغربي للهند.

في عام 1915 عاد غاندي إلى الهند من جنوب أفريقيا، وأخباره سبقته فأصبح خلال خمس سنوات فقط قائداً للحركة الوطنية الهندية.

وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني، كما قاده في جنوب أفريقيا، ضد بريطانيا هذه المرة، ووصل بعض الناس بحماسهم إلى صدام مع الشرطة البريطانية في الهند فأوقف هذه الحركة.

هنا نفهم أن إيقاف غاندي لحركة العصيان كان خوفاً من تحولها إلى مسار عنيف، وهذا برز بوضوح في سياسة اللاعنف عند غاندي منذ كان في جنوب أفريقيا.

فلسفة اللاعنف ساتياجراها

فلسفة اللاعنف كان لها إسم وهو ساتياجراها وليست فقط لاعنف، بل هي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد.

ملخص ساتياجراها أنها الحق والصلابة والتصميم من أجل الحق، واللاعنف بالنسبة لهذه الفلسفة تعني بمفهومها العام المقاومة.

وليس فقط أترك المستعمر يتحكم بي، بل المقاومة السلبية، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل.

فلسفته هي أن يوعي الناس بالوعي العميق الكامل بالخطر المحدق، وعندما يعي الناس سيواجهوا هذا الخطر باللاعنف.

كانت فلسفة غاندي تقوم على تثوير السياسة بالأخلاق، أي قهر البغض والكره بالحب، قهر الباطل واللاحق بالحق، قهر العنف بالمعاناة والصبر.

أوضح غاندي أن اللاعنف ليس معناه أن لا يوجد مظاهرات وسلام، غاندي لا يعني هذا، بل يعتبر أن اللاعنف ليس عجزاً أو ضعفاً، بل هو قرار أني لن أعاقب عدوي لكني لن أغفر له.

هذه فلسفته متى تعتبر المسألة غفران، المعاقبة لا تعتبر غفراناً إلا إذا كان الإنسان لديه القدرة على المعاقبة، لكن إن لم يملك القدرة على المعاقبة كيف سيغفر.

الهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي، هي إبراز ظلم المحتل، وتأليب الرأي العام على هذا الظلم، والتمهيد للقضاء عليه بالكامل، وليس استبداله بعنف جديد ولا استبداد آخر.

أو على الأقل محاصرة هذا العنف والظلم وحصره والحيلولة دون تفشيه.

سفره إلى بريطانيا

ولأنه كان قد درس في بريطانيا ويعرف تأثير الصحافة البريطانية والرأي العام البريطاني، لأنه كان يملك هذا الوعي.

قرر أن يسافر إلى بريطانيا لأجل أن يقاوم الطغيان من داخل بريطانيا، ويؤلب الرأي العام على بريطانيا من داخلها.

سافر غاندي إلى لندن بدون أن يتخلى عن لباسه التقليدي، الذي لايؤمن له الدفء من البرد القارص في لندن، وهناك أصر غاندي على زيارة مدينة لانكشاير.

وهي كانت تحوي معظم معامل النسيج في بريطانيا، وكان مطلوباً من الهند تحت الحكم الاستعماري البريطاني، تصدير كل منتوج الهند من القطن بسعر رخيص جداً إلى بريطانيا.

وهناك يصنعون منه القماش الجيد بنوعيات مختلفة، ويعاد بيعه إلى الفقراء في الهند، بأسعار تفوق سعر القطن المصدر بأضعاف مضاعفة.

فكان الهنود يخسرون في الحالتين، ويدفعون لقطنهم أضعاف ما لو أنهم صنعوه عندهم. ولذلك كان غاندي يحض كل الهنود على عدم تصدير القطن لبريطانيا.

وكان يحثهم على تعلم مهنة الغزل اليدوي، لكي يتمكن كل واحد من الناس في سبعمائة ألف قرية فقيرة أن يعتمدوا على أنفسهم بغزل ونسج ثيابهم.

ولو كانت خشنة لكن نستغني عن بريطانيا، لا نعطيها قطن ولا نشتري منها. وكان يطلب منهم ارتداء الخادي محلي الصنع ومقاطعة القماش البريطاني وعدم شراء أي شيء من بريطانيا.

توقف صناعة النسيج في لانكشاير

وتحت هذا الضغط واستجابة الناس له، اضطرت معامل النسيج في لانكشاير للإعلان عن توقف مؤقت للعمل، وسرح آلاف من العمال البريطانيين من أعمالهم.

لم يعد هناك قطن ولم يشتري أحد منتجاتهم، وأصبحت لانكشاير تعج بأيدي عمالة عاطلة عن العمل. فبدأ الناس يغلون بالنقمة والسخط على غاندي، يحملونه مسؤولية البطالة التي أصابتهم.

فذهب إليهم في مدينتهم، للدفاع عن قضية شعبه، ولما سكان لانكشاير الذين فقدوا أعمالهم سمعوا بهذا الذي سبب لهم كل هذا العناء، تجمعوا بأعداد كبيرة من رجال ونساء الذين خسروا أعمالهم بسببه.

وحده هو السبب وراء كل هذه البطالة التي أصابتهم، فتجمعوا ليسمعوا غاندي ويثيروا الناس ضده، فخاطبهم غاندي بكل هدوء.

وقال: أصغوا إلي من فضلكم لبضع دقائق، فقط امنحوني فرصة لأعرض وجهة نظرنا، ومن ثم احكموا علي وعلى شعبي.

أنتم تقولون أن ثلاثة ملايين شخص عاطل عن العمل هنا منذ عدة أشهر، في بلدي الهند هناك 300 مليون عاطل عن العمل لمدة ستة أشهر على الأقل.

في كل سنة تقولون أنكم تمضون أياماً لا تتناولون فيها سوء الخبز والزبدة، لكن أولئك الناس في الهند، تمضي أيام بطولها دون أن يجدوا ما يأكلوه أو يسد رمقهم على الإطلاق.

وبدأ يشرح لهم الوضع عندهم بالمقارنة مع استغلال بريطانيا للهند. بهذه العبارات حاز غاندي على إعجابهم وتحول الخطاب إلى هتاف لغاندي الرجل الذي كان سبباً في بطالتهم.

مقابلة مع صحفي

وحصل في رحلته أن أحد الصحفيين البريطانيين، سأله بسخرية عن هذا اللباس التقليدي الذي لا يستر من جسمه شيئاً: لماذا تمشي عارياً.

فأجابه غاندي مبتسماً: لأنني أمثل أمة من العراة والجائعين بسبب الإحتلال البريطاني.

وكان يأخذ معه عنزة في كل مكان، فأشار إلى العنزة التي معه، وقال: أصبحت العلاقة بين الهند وبريطانيا كعلاقتي مع هذه العنزة تجرها معها لتحلب لبنها.

وهذ الكلام كان له تأثير السحر على الجموع. هذه السياسة التي اتخذها غاندي من توعية وشرح المشكلة بدون عنف.

سياسة اللاعنف لها عدة أساليب، فيمكن أن يعلن عن صيام ويشتهر هذا الأم،ر أو مقاطعة كما ذكرنا أو اعتصام في الشوارع، ومظاهرات أو عصيان مدني وعدم العمل.

أحياناً القبول بالسجن وعدم الخوف من أن هذه الأساليب قد تقود للموت، قد يموت ويستشهد من أجل فكرته.

مذهب اللاعنف

فكرة مذهب اللاعنف تقوم على أن سلطة الحاكم تعتمد على موافقة الرعية، فالحاكم يصبح عاجزاً بدون انصياع قطاعات رئيسية من الشعب.

ومصير أي انقلاب هو الفشل، إذا لم يحظ بشرعية الشعب، وإذا أصر الشعب على رفضه.

أما إذا سكت الشعب يوماً، عندها يسيطر الإنقلاب. لن تنقذه شرعيته الثورية إذا الناس استمرت في عصيانها ورفضها.

فتابع غاندي سياسة اللاعنف، وعندما بدأت حركة عدم التعاون مع بريطانيا، عندما فرضت هذه ضريبة اسمها ضريبة الملح.

مسيرة الملح

الملح يصنع في بريطانيا ويباع في الهند، فقام غاندي بمسيرة رهيبة اسمها مسيرة الملح في عام 1930 وأتباعه بالآلاف.

ساروا وراءه لمسافة أربعمائة كيلومتر من أجل حصر استخراج الملح، الذي منعت بريطانيا شراءه إلا الملح البريطاني وبضريبة.

فرد على ذلك بأن توجه بمسيرة إلى البحر، وهناك بدأ يأخذ الماء ويجففه، ويأخذ منه الملح ويأخذ الملح عن الشواطئ.

كل ذلك أحرج بريطانيا إحراجاً شديداً، وما استطاعت بريطانيا حتى أن تبيع الملح وحدث ذلك في عام 1931 . فأنهى العصيان عندما بدأت بريطانيا تفاوضه على حل وسط.

ونجح ضغط غاندي على بريطانيا وأصبحت سمعتها في الحضيض حتى داخل بريطانيا، وأدى ذلك لقبولها دخول المفاوضات مع غاندي.

في أثناء هذه الأحداث قاد محمد علي جناح نضال المسلمين داخل الهند للإستقلال عن الهند وعن بريطانيا.

فقام غاندي بالاجتماع مع محمد علي جناح قائد المسلمين، وعرض عليه أن يشكل محمد علي جناح الحكومة الهندية من المسلمين فقط، بشرط أن يبقوا مع الهند ولا يستقلوا.

رفض محمد علي جناح لعلمه أن هذا حل مؤقت ولن يستمر بعد ذهاب غاندي، وأصر جناح على الاستقلال.

الاستقلال والانقسام

وبدأ الهنود بالهجوم المسلح على المسلمين بتهمة الخيانة ومحاولة تقسيم الهند، لكن في النهاية استطاعت الهند الحصول على الاستقلال من بريطانيا عام 1947.

لكن أيضاً فصلوا باكستان، حيث في ذلك الوقت باكستان الشرقية بنغلادش، والغربية هي باكستان الحالية.

فلم يشارك غاندي في احتفالات الاستقلال بسبب الحزن الذي أصابه على تقسيم الهند. طبعاً بدأت اضطرابات عنيفة، وقتال حدث بين المسلمين والهندوس في عام 1948.

كان وصل عمر غاندي إلى 78 سنة، فبدأ بصومه الأخير ولن يوقف صومه حتى يوقف الهندوس والمسلمون قتالهم.

فاستجاب له الجميع بسبب حب الجميع له وتوقف القتال قبل أن يموت بسبب الصوم.

اغتيال غاندي

ثم أعلن أنه سيزور باكستان في محاولة للتوفيق بين ما أسماهم أبناء البلد الواحد.

لكن قبل أن يقوم بتلك الزيارة جاء هندوسي متعصب في أحد الاحتفالات، واسمه جوداس وكان محرراً في صحيفة في الهند متطرفة.

وكان من جماعة متطرفة يتهمون غاندي بأنه خان قضية الهندوس لما تسامح مع المسلمين، وعرض عليهم تشكيل الحكومة فقام باغتياله.

تعرض غاندي في حياته لستة محاولات اغتيال ومات في هذه المحاولة السادسة.

قال غاندي قبل وفاته جملته الشهيرة: سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون وفي النهاية ستنتصر.

اعتبر في الهند غاندي أبو الأمة وأصبح يوم ميلاده الثاني من أكتوبر، عطلة وطنية في الهند وعالمياً صار هذا اليوم هو اليوم الدولي للاعنف.

هل نظرية اللاعنف هي الحل الأمثل

سياسة اللاعنف تتمثل في قوله عز وجل: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )

لكن نظرية اللاعنف لا تنجح دائماً، بل تفشل بامتياز في ظروف القضية الفلسطينية حيث الصراع مع محتل صهيوني ليس لديه مبادئ وقيم وضمير يحركها اللاعنف.

هنا ليس صراع مصالح وحدود بل صراع أيديولوجيات وفكر ووجود، يقول الله تعالى: ( وقاتلوهم حتى لا تكون قتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين).

وقبل أن أستودعكم الله انشروا عنا، إن اللاعنف هو أعظم قوة للبشرية إنها أقوى من أقوى سلاح دمار صنعه الإنسان.

غاندي.

في عالمنا العربي وحتى إشعار آخر، الاختلاف في الرأي يفترض أنه لا يفسد للود قضية، ولكنه لدينا ينفي ويقتل ويسجن ويعدم.

د. طارق السويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى