الحياة والمجتمعصحة

فرط الحركة عند الأطفال الأسباب والعلاج



شرح فرط الحركة مع الدكتور محمد عادل البيانوني
شرح فرط الحركة مع الدكتور محمد عادل البيانوني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.

في هذه الحلقة سأتكلم عن موضوع يكثر السؤال عنه، فرط الحركة ونقص التركيز.

الكثير من الأطفال الذين يأتون العيادة يشكو آباءهم فضلاً عن موضوع الأساسي وهو المرض الذي جاؤوا لأجله أنهم كثيروا الحركة. مفرط الحركة لدرجة أنه غير محتمل في المنزل.

طبعاً بعضهم من قرأ عن الموضوع عن فرط الحركة ونقص التركيز ADHD وتوهم بأن ولده مصاب بذلك وبعضهم يستغرب هذه الحركات من الأطفال.

الفرق بين فرط الحركة وفرط النشاط

الفرق بين فرط الحركة وفرط النشاط

الفرق بين فرط الحركة والنشاط الطبيعي أن يكون للطفل الطبيعي حركة كثيرة وطبعاً ذكاؤه مفرط وحركته جيدة بل أكثر من الطبيعي.

وبين أن يكون عنده تناذر أو فرط الحركة مع نقص التركيز وهناك فرق كبير جداً.

حالة طبيعية في الكثير من الأطفال

فطبيعة الطفل أنه ذو حركة كثيرة وأنه نشيط إلى درجة أنه يزعج من حوله في نشاطه.

فرط الحركة المرضي

هو أمر مرضي أن يكون الطفل مفرط الحركة وبنفس الوقت لا يركز فيما حوله، فتراه يصطدم بكل شيء في المنزل ولا يستطيع أن يركز أو ينفذ ما يطلب منه أبويه.

ما هو ADHD

فرط الحركة مع نقص التركيز مرض سلوكي يحتاج إلى أخصائي سلوكيات أطفال أو استشاري نفسية أطفال.

وهو مرض قائم بذاته وله بعض العلاجات الكيميائية وبعض التدريبات والترتيبات. أما أن يكون الطفل نشيطاً فقط فهذا ليس بمرض.

طبعاً هذا يميزه الطبيب ويميز أن النشاط مجرد فرط نشاط وأن عنده حركة زائدة وذكي وأن يكون هناك نقص بالتركيز.

أريد أن ألفت النظر إلى أن هناك شريحة من الأطفال بطبيعتهم هادئين وشريحة أخرى بطبيعتهم حركة ونشاط.

الأطفال الذين يكون لديهم فرط حركة ونشاط غالباً ما يكونون أذكياء بدرجة مفرطة ومتفوقين.

وليس لديهم مشكلة في التركيز والتعلم وتثبيت المعلومات لديهم سواء من الأم والأب أو سواء من المجتمع مثل المدرسة أو الروضة. هذا هو الفارق الأساسي.

إدمان الأجهزة الذكية

أريد أن ألفت نظر هنا إلى أمر دائماً أطرحه على الأم والأب

أكبر مشكلة الآن في عالم الأطفال لدينا هو إدمان الطفل على الأجهزة الذكية سواء الجوال أو الأيباد أو حتى اللابتوب إذا كان متاحاً له أن يستعمله.

معظم الأطفال يدمن على المقاطع ذات الحركة المتكررة أو المقاطع التي فيها أكشن، وبالتالي يصبح شارد المخ وتركيزه بعيد ويفقد التركيز بالأشياء التي تحتاج إلى تركيز وتفكير. ويعتمد على حركة سريعة.

من مظاهر هذا أيضاً أن يصبح لدى الطفل فرط حركة.

لماذا منع الأجهزة الذكية؟

فإذا كان فرط الحركة ناتج عن إدمان هذه الأجهزة بالدرجة الأولى يجب إنقاذه من هذه المشكلة بأن يحجب عنه الجوال أو الأيباد أو اللابتوب بطريقة هادئة.

وأسلوب يعوض فيه بأشياء عملية وألعاب حركية مثل المكعبات والألعاب التي يشغل فيها عقله وفكره وعضلاته بحيث يستطيع أن يفكر.

أفضل شيء وهو أمر مثالي أن يعلم الطفل التركيز على الصور في القصص المصورة، بحيث يقرأ له أمامه إذا كان لا يجيد القراءة بعد، ويشرح له على الصورة.

هذا يدعوه للتفكير وإشغال الفكر والمخيلة والذكاء والخيال ليستنتج بعض الأشياء ويثبت في فكره بعضها.

هذه الأمور عكس تماماً ما يحصل بالنسبة للحركة السريعة في المقاطع التي توفر عن طريق الأجهزة الذكية.

أخطاء الآباء والأمهات

وهذا الأمر وهذه النقلة من أصعب النقلات في الأطفال.

لأننا مع الأسف هناك الكثير من الأمهات والآباء يريد أن يتخلص من حركة الطفل الزائدة ومن مشاكله فيعطيه الأيباد ويدعه يسرح فيهن هذا أدى إلى أن يصبح هذا الأمر إدمان لديه.

وقد كتبت إحدى البروفيسورات الأمريكيات المتخصصة في سلوكيات الأطفال كتاباً قوامه 17 فصلاً في موضع أضرار ومشاكل الصور المتحركة عامة.

سواء الأفلام الكرتونية السريعة والمبنية على الخيال غير الحقيقي وغير الواقعي وما يلم شمل كل هذه الصور المتحركة من الأجهزة الذكية.

أتمنى أن يترجم هذا الكتاب وأن يكون هناك توعية أكثر في موضوع إحجام الأطفال عن الحركات السريعة التي تؤدي به إلى فرط نشاط غير طبيعي يؤدي به إلى نقص التركيز.

الأجهزة الذكية والمستقبل الدراسي

عندما يحصل للطفل نقص تركيز لا يريد أن يركز على أي موضوع سواء ما يتعلق بأوامر المنزل مثل أن يطلب منه والده شيء أو طلبت منه والدته شيء.

وبالتالي فيما بعد لا يستطيع أن يركز على فكرة يجب أن يفهمها ويدرسها في دراسته، حتى في بدايته دراسته تراه لا يستطيع أن يجيد على جدول الضرب.

ولا يستطيع أي يجيد أي مهارة تحتاج إلى تركيز وإعمال المخ حتى تركز المعلومة في باله فهو لا يستطيع التركيز، وهذه مصيبة كبرى لأنها تفقد الطفل إمكانية التعلم.

إذا فقد إمكانية التعلم أصبح طفلاً فاشلاً يقضي حياته كلها وراء الألعاب ووراء الأشياء التي تشغل مخه.

وفي ظاهر الأمر أنه يتفاعل معها وقد تؤدي به إلى الحصول على بعض المهارات، ولكنها قد تقتل فيه الإبداع والتركيز ليعمل مخه في الاستنتاج وهذا يعتبر قضاءً على مستقبله الدراسي.

خاتمة

أحببت أن أنبه إلى هذا الموضوع كي يكون الأم والأب حذرين من موضوع التمادي في إشغال الطفل بالأجهزة الذكية في سبيل أنه يريد أن يتخلص من فرط نشاطه ولا يتعبه في البيت.

وهذا خطأ يجب أن نفرغ بعض الوقت للطفل ونستوعبه حتى لو كان لديه فرط الحركة غير المرضي كي لا يقع في براثن الأجهزة الذكية والحمد لله رب العالمين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى