نستقبل هذا الشهر يوم عاشوراء ، وقد سُن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أن نصوم هذا اليوم، ففي الحديث الصحيح، أن النبي الكريم لما دخل إلى المدينة.
صيام اليهود يوم عاشوراء
رأى اليهود يعظمون هذا اليوم، يصومون يوم عاشوراء، فسألهم النبي الكريم، لما تصومون يوم عاشوراء، فقالوا إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه.
فقال عليه الصلاة والسلام: نحن أولى بموسى منكم.
أي نحن الأمة الموحدة التي تعبد الله وحده لا شريك له، وأننا لا نزعم لله تعالى ولداً كما تزعمون أيها اليهود، فاليهود يقولون عزير ابن الله.
صيام عاشوراء واليومين قبله وبعده
فنحن أحق بموسى منكم، نحن الذين على دين موسى، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام، وأمر أيضاً أن يصام يوم قبل عاشوراء، ويوم بعد عاشوراء.
فمن السنة أن يُصام يوم عاشوراء، وقال عليه الصلاة والسلام (إني لأحتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية).
وصيام يوم عاشوراء المقصود به صيام اليوم العاشر من شهر الله تعالى محرم، ولا شك أن صيام هذا اليوم المبارك.
هو شكر لله تعالى على ما تفضل الله على عباده من نجاة موسى عليه السلام وقومه، من فرعون وقومه.
فضل صيام يومي الإثنين والخميس
وهذا الشهر عموماً شهر محرم، كان النبي الكريم يكثر الصيام فيه، خاصة الصيام في أيام الإثنين والخميس.
وقد أخبر النبي الكريم أن الأعمال تعرض على الله تعالى، في يومي الإثنين والخميس، وقال عليه الصلاة والسلام (أحب أن يعرض عملي وأنا صائم).
ولا شك أن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، في صيام الإثنين والخميس ويوم عاشوراء، له أجر عظيم فهو إتباع السنة النبوية الشريفة.
قال عليه الصلاة والسلام بما رواه البخاري (قال يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأن أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولا ولخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك)
وهذا يدل على عظم أجر صيام يومي الإثنين والخميس وعاشوراء، وينبغي أن يحرص الإنسان عليه.
فضل الصيام
وقال عليه الصلاة والسلام (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار، مسيرة سبعين خريفاً).
وقال صلوات الله عليه مادحاً الصيام في عاشوراء وغيرها (إن للجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد بعدهم أو أحد غيرهم).
ويدل هذا أيضاً على أن صيام المسلم في عاشوراء اليوم العاشر من شهر محرم، أن الإنسان مأجور عليه بإذن الله تعالى، وله ثواب كبير.
وأنبه هنا إلى مسألة هامة، هي أن النبي الكريم لما صام هذا اليوم، نبه على أهمية مخالفة اليهود، فأمر كما قلنا أن يصام يوم قبل عاشوراء، ويوم بعد عاشوراء.
وقال عليه الصلاة والسلام لما ذكر صيام يوم عاشوراء (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر).
هل يصح صيام يوم عاشوراء فقط؟
إذا السنة هي أن يصوم المسلم يوم التاسع والعاشر من شهر محرم، أو العاشر والحادي عشر، فإن لم يفعل هذا ولا هذا.
فإنه إذا صام اليوم العاشر فقط أي يوم عاشوراء، فلا بأس عليه ويعتبر له الأجر بإذن الله تعالى، فالله تعالى يكفر به السنة الماضية.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، ويستعملنا في طاعته، ويجعلنا ممن يستمعون قوله فيتبعون أحسنه.
الإيمان بجميع الأنبياء
وننبه إلى قضية أن تعظيم النبي الكريم للنبي موسى عليه السلام، يدفعنا إلى أن نعلم أن في ديننا أن الإيمان بجميع الأنبياء، هو إيمان متساو.
كما قال الله عز وجل (كل آمن بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله).
فنحن كما أننا نؤمن بسيدنا محمد وعيسى وموسى وجميع الأنبياء عليهم السلام، الذين أرسلهم الله تعالى، لا نفرق بين أحد من رسله.
نؤمن إيماناً تاماً أنهم مرسلون من عند الله عز وجل، أرسلهم الله تعالى بالهدى ودين الحق، ويقولون اعبدوا الله مالكم من إله غيره.