في تفسير رؤيا الرسول عن يأجوج ومأجوج : عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا، يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها.
يبدو أنه كان يعني، وكثير من العلماء فسروها هكذا، بأن الفتحة الصغيرة التي تعبر عن شر صغير جداً لهذه الأمة، نتج عنها هجمة المغول والتتار.
عندما تدرس التاريخ والتدمير الذي دمروه هائل جداً، الناس الذين قتلوا ليس بالآلاف ومئات الآلاف بل ملايين من المسلمين قتلوا.
بغداد وحدها قدّر القتلى فيها بمليون أو مليونين. وتدمير البلد وحرق الكتب وهدم الحضارة، بسبب همجيتهم، وقتلوا النساء والأطفال. يعطون عهوداً وينقضوها، ويقتلوا بشكل مرعب.
وهذا كان بتلك الفتحة الصغيرة.
هل هناك مسلمون من يأجوج ومأجوج
ولكن نريد أن ننتبه أن هؤلاء الناس فيما بعد قد أسلموا، وهم فرع من يأجوج ومأجوج. وقد حسن إسلامهم وأقاموا الإمبراطورية الإسلامية المغولية في الهند.
والتي تاج محل وأمثالها من صناعتهم، وبقيت الدولة. وجاء منها خلفاء على مستوى عمر بن عبد العزيز في العدل. وحتى عام 1700 ميلادي كانت ما تزال إمبراطوريتهم موجودة.
ويدل إسلامهم على أن لو كان هؤلاء هم يأجوج ومأجوج، هذا الجنس الذي هو كافر وشرير من اليوم الأول إلى اليوم الأخير، سيحدث هناك شبهة أن هناك إجبار وأن الله خلقهم فقط للشر.
هؤلاء كباقي الناس، فلذلك هذه القطاعات الهائلة التي قدمت ودمرت من التتار والمغول، أسلمت، وحتى الآن هم في منطقة تركستان الشرقية مضطهدون من قبل الصينيين.
إذن فهناك أمة مخلوقة لتكون شريرة.
شر على العرب
إذا كانت أمتي يأجوج ومأجوج اللتان كانتا موجودتان، كانتا في ذلك الوقت مفسدتين، ولكن فيما بعد جاء من أجيالهم من أفسد إفساداً هائلاً في الإسلام وقد أسلموا.
وقد تكون هذه ما قصده الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال في رؤياه: ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من ردم يأجوج ومأجوج.
يعني من شرهم، لأن هذه رؤيا، وليس أنه قالها وهو جالس، بل رؤيا تفسر أن معناها أن فتح من الشر بهذا القدر.
فإذا كان ما قام به المغول والتتار فقط هذا القدر من شرهم، معناه أن الشر النهائي كم سيكون. لكن هؤلاء قد أسلموا، إذن من بقي؟
الذين سيكونون علامة من علامات القيامة الكبرى، والذين ستكون أعدادهم هائلة وشرهم فظيع، وأيضاً موجه ضد العرب. وأيضاً سيكون ويل للعرب ويلان.
في المرتين العرب هم من سيتلقون الصدمة، والعجيب في أن المغول وإمبراطوريتهم أيام جنكيز خان ثم هولاكو المغولي ثم تيمورلنك التتري، اتسعت رقعتها 33 مليون كيلومتر مربع.
أي كمساحة بلد مثل مصر 33 مرة بالمساحة. وهؤلاء يفتحون العالم.
فلو نظرت للتاريخ الماضي كانت إمبراطوريتهم أضخم إمبراطورية، وكان هجومهم سريع ومباغت بأعدد هائلة، وقدر ما قتل منهم الناس يندفعون.
اللافت للانتباه أن أمة الإسلامية في الشرق، ملايين البشر والكيلومترات ما استطاعت أن تقف في وجه هذا الزحف الهائل، وأهل الروس وسيبيريا وغيرها لم يستطيعوا أن يقفوا بوجههم.
من وقف في وجه نسل يأجوج ومأجوج ؟
الذي وقف في وجههم أعداد قليلة، والتي وضعت حداً لهم، من نتاج صلاح الدين.
صلاح الدين الذي هزم أوروبا عام 1187 وبعد سبعين سنة تقريباً، كان قد أتى التتار والمغول وحدث اجتياحهم العالم الإسلامي.
وامتدوا من الصين إلى فلسطين، وعندما وصلوها وقف في وجههم ووضع لهم حداً خلفاء الأيوبيين، خلفاء صلاح الدين.
أي لم ينسوا الجهاد والفروسية بعد، وكان عددهم أقل من أي جيش كان يواجه المغول وهزموهم الهزيمة الكبيرة وأنهوا تقدمهم، قبل اجتياحهم العالم كله، في فلسطين.
وقبل ذلك صلاح الدين كان قد وضع حداً لأوروبا كلها.
وفي آخر الزمان سيوضع لهم حد في فلسطين، والدجال أكبر فتنة تعرفها البشرية سيوضع له حد في فلسطين.
ما هذه البلد فلسطين؟
فلسطين 27 ألف كيلومتر مربع، وقفت أمام 33 مليون كيلومتر مربع من المغول، هذه المنطقة هنا أيضاً وضع حد لنابليون فيها.
حيث جاء واحتل مصر بسهولة ولما جاء لاحتلال الشرق الإسلامي وضع له حد هنا. فلما وضع حده هنا، انتهى في مصر وانتهى في أوروبا.
هذه الأرض لها سر. لا يعمر فيها ظالم. وخيرة أرض الله يجتبي إليها خيرته من عباده. نحن لا نراهم الآن لكن انظروا إلى غيركم.
جزء من خطبة جمعة عن يأجوج ومأجوج للشيخ بسام جرار.