السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / محمد النحيت
فريد ديلوكا : كلنا نعرف مطعم صب واي Sub Way هذا المطعم المنتشر في جميع الدول في العالم والكثير من يحبه ويفضله على المطاعم والوجبات السريعة.
ما قصة صاحب هذا المطعم الذي كان تحت خط الفقر، رغم أنه اليوم يعتبر أغنى وأشهر رجال العالم، إسم صاحب المطعم هو ( فريد ديلوكا ) الذي ولد في أمريكا عام 1984 من أب وأم من أصول إيطالية.
فريد ديلوكا
كانت ظروف الحياة لديه جداً صعبة، بسبب هذه الظروف الصعبة أضطر وهو صغير على العمل في الشارع عن طريق جمع زجاجات الفارغة ويقوم ببيعها لكي يساعد أهله في المصروف.
هذا العمل الشاق استطاع أن ينتقل إلى عمل آخر وهو أن يقوم بتوزيع كل يوم 400 صحيفة لأحد الصحف ولكنه لا يعتبر كعمل رسمي.
أيضاً كان عملاً شاقاً ومتعباً والذي كان أكثر تعباً أن هذا الطفل كان في وضع الدراسة ويعمل في ذات الوقت، وكان بتلك الفترة كان يساعد أهله في المصروف وايضاً كان يقوم بجمع قيمة دراسته للمستقبل التي كانت تعتبر حلمه الأول.
كان يرى أن الدراسة هي من ستساعده على إنقاذ أهله من الفقر، وكان يركز في دراسته على أن يصبح طبيب، بحيث عندما ينتهي من الثانوية ينتقل لمرحلة دراسة الطب.
دراسته وأحواله
تخرج من الثانوية العامة بعد قضائه سنوات حرمته من طفولته، يعمل ويكد في أمور متعبة وغالباً في تلك الدول لا يعملها إلا أبناء العوائل الفقيرة.
بعد ما انتهى من الثانوية العامة توجه إلى دراسة الطب في الجامعة، ومع سنوات الدراسة كانت تزداد الظروف الصعبة عليه وتتراكم عليه الديون ويزيد الفقر أكثر.
لم يستطيع دفع رسوم الدراسة فاضطر على إيقاف دراسته، كان طموحه أن يكمل دراسته ولكنه بسبب الفقر حرم من هذا الطموح وهذا الحلم.
قرر قرار صارم بأنه يجهد نفسه بشكل جداً قوي في العمل، ويحاول على قدر استطاعته أن يكسب مال أكثر لكي يحسن من ظروفه وأوضاعه ويرجع إلى دراسة الطب.
كان يسعى دائماً لابتكار أفكار جديدة مواتية للظروف الحاصلة، كان يسعى للتشاور وياخذ أفكار من الناس الذي بقربه.
فكرة المطعم
هذا الرجل كان يملك ميزة استثمار بشكل دائم للفرص المواتية، لا يؤمن بالصدف أو عدم الخبرة، اختبر كل شيء لأنه لا يعلم أين تكون فرصته المناسبة.
في يوم من الأيام وبالصدفة زار عائلة لوكا دكتور متخصص في مجال الفيزياء النووية، هذا الرجل يعتبر الملهم ومركز الاستشارة للعائلة.
جلس هذا الرجل مع ديلوكا وبدأ ديلوكا يشتكي عن الوضع وعن الديون الزائدة والضغوط وكذلك الفقر المطقع، فأصبحت الحياة عليهم صعبة جداً.
فكان يطلب المشورة منه، أريد منك فكرة تأتي بالمال وتنجح وتحسن من ظروفنا المالية حتى لو كان شيء قليل، فأشار الرجل له بقصة واقعية محفزة.
حكى له عن شخص قام بافتتاح مطعم صغير وبدأ يقدم أكل نوعي وأسلوب مختلف خاص به، وكيف بدأ بفتح عدة فروع حتى تحول من الفقر إلى الغناء.
طلب منه أن يقوم بتجربة مجال المطاعم، لم تخطر فكرة المطعم على ديلوكا، لأنه لم يجد نفسه ناجح في مجال المطاعم وأنه لا يستطيع الإبداع بالشكل الذي يجعله يصل للربح والتعديل من حالته الفقيرة.
طلب منه أن يجرب هذه الفكرة، بحيث من الممكن أن تنجح هذه الفكرة بحيث أن تصل للنجاح الكبير وعلى أن يحقق كافة الأشياء التي يتمناها ديلوكا.
اعتمد ديلوكا فكرة الرجل وقام بتنفيذ المقترح، بدون أن يقول أنه من الممكن أن يفشل أو هذا ليس خطه ومجاله، وبسرعة نفذ ديلوكا الفكرة وأراد التجربة لأنه من الممكن أن ينجح به.
افتتاح المطعم
استلف ديلوكا مبلغ بسيط من الرجل ومن ثم قام باستئجار محل صغير جداً، ومن ثم قام ببداية بسيطة على قدر المال الذي استلفه.
قام بشراء معدات بسيطة ووضع هدف لذاته وخطة، وأخذ عهد على نفسه بأنه لا يقف أبداً عن هذا العمل، ويضع كل جهده وطاقته به حتى يتحقق حلمه.
بدأ العمل في المطعم وكان يعمل لوحده، وقام بتسمية المطعم ( صب مارينز ) وهذا هو الإسم المختصر للرجل الذي أشار عليه وسلفه المبلغ لبداية المطعم.
في عام 1965 كانت البداية الحقيقية لهذا المطعم، قدم أكل نوعي حرص فيه على عدة أمور سنقوم بذكرها لاحقاً، وقام الناس بالتواجد لديه بحيث في أول قام ببيع 312 سندويش صنعها بنفسه.
لم يتردد لم يتعب لم يتراجع ولا حتى خطوة واحدة، أكمل بحيث أنه في بعض الأيام يحصل ضغط على المطعم كان يستعين بأمه لكي تساعده بالعمل في المطعم.
الصعوبات التي مر بها ديلوكا
كان يعمل من الصباح وحتى الليل بدون اي ملل ولا أي تراجع، ومع الوقت بدأ تواجهه مشاكل كثيرة، بحيث واجه أمور ضخمة جداً كادت أن تتسبب في إيقاف عمله.
ولكنه حاربها وتجاوزها واستطاع أنى ينجح لدرجة أنه في عشر سنوات افتتح أكثر من 33 فرع، وخلال هذه المدة واجه مراحل من الصعوبات لم يتوقعها ولم يتخيلها.
ولكن في النهاية نجح ووصل للشيء الذي يتمناه، وغير من حياته ونقلها من الفقر إلى المستوى الجيد الذي لم يكن يحلم به.
صب واي اليوم يصنف بأنه من أول المطاعم في العالم الذي يهتم بالأكل الصحي، أتى بفكرة جديدة تساعد الناس على إنقاص الوزن، كذلك يجمع فيها اللذة والجودة العالية.
كانت الناس في ذلك الوقت تعتبر ديلوكا هو الشخص المحسن لسمعة الوجبات السريعة لأنها لم تكن مقبولة بشكل جيد، لأنه خفف من نسبة الزيوت الضارة بشكل جداً كبير.
اعتمد على الطبخ في الماء وأيضاً في الشوي، الناس يعتبرون ديلوكا أنه هو الشخص المحسن لسمعة المطاعم التي تقدم وجبات سريعة، لأنه كانت سمعة هذه المطاعم سيئة جداً.
كانت تقدم الأكل بالزيوت الضارة، أكل غير صحي، فكانت الناس تكرهها، ولكن هذا الرجل قدم لهم أكل نوعي ومختلف، أكل غالباً مطبوخ بالماء أو الشوي.
إذاً قدم أكل صحي، وبذات الوقت طعام لذيذ، ومن ثم تطور ديلوكا وأصبح يركز على نقاط مهمة تساعد الناس على أن يأكلون طعام لذيذ.
اعتمد على الخضار والفواكه الغير مجمدة أو التي لا تستمر أكثر من يوم، بحيث حرص على أن تكون ذات جودة جداً عالية حتى لو كانت غالية الثمن ولا تعطيه ربح عالي.
نقاط مهمة في قصته
وواحدة من النقاط المهمة التي قام بها ديلوكا، أن الخبز كان طازج، لا يأتي خبز بائت، كل يوم بيومه، فصمم مكان خاص لإنشاء خلطة مميزة وخبز طازج ولذيذ جداً كي يقدمه للناس بذات الوقت.
توفى ديلوكا في عام 2015 بعدما صنع له إسم على مستوى العالم، وأيضاً صنع قصة نجاح مبهرة، جعلتنا اليوم صب واي في كل زاوية في الشارع.
كانت المطاعم هي السبب في نقلته إلى مستوى النجاح العالمي، ولكن ذلك كان بسبب مشورة لم يتجاهلها أخذها وتمسك بها، ونفذها بشكل مباشر حققت له النجاح.
جرب كل شيء لأن التجربة والمبادرة في أنك فعلاً تنفذ تجربتك هي التي تحقق لك كل شيء تتمناه.
استفدنا من ديلوكا أنه إذا قمت بالدخول بمشروع ما أو مجال ما لا تحاول تقديمه للناس بشكل بسيط، حاول أن تدخل به أفكار مختلفة وتجعله يتميز عن غيره، وأيضاً تجعله يقدم بجودة عالية.
كم وفر ديلوكا من فرص عمل للشباب أو البنات، وكم من شخص تعلم منه سر المصلحة وقام بافتتاح مشاريعهم الخاصة، هذه قصة مفيدة وملهمة جداً ولكننا لا نعلم ما الهدف من ورائها.
أرجو أن تنال قصة ديلوكا إعجابكم ووصلت فكرته لكم كي تستفيدوا منها وتنفذوا أحلامكم أو مشاريعكم.