قصة يوشع بن نون والشمس …
لا مستحيل إن أمنتم بأمر ما امضوا إليه بقلب خالص وثقة تامة بقدرتكم ععلى الصول وقدرة خالقكم على الاعجاز، سيتحقق حتماً هذه من ضمانات التاريخ ووثائقه إن أمعنا النظر جيداً
قصتنا اليوم حول نبي من أنبياء الله تعالى الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة والديانات الأخرى
صاحب نبياً أخر في إحدى أشهر رحلاته التي حدثنا عنا قرأننا الكريم
هو نبي كان على يده فتح مدينتين لم يستطع قوم فتحها لعهود طويلة، والأهم أنه له مع الشمس قصة وإعجاز، فما هي!
سنتعرف أكثر على النبي يوشع بن نون في مقالنا هذا
هو يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام، أما في الكتب المسيحية القديمة والتورات فقد ذكر باسم يشوع بن نون وله سفر خاص به في كتب العهد القديم
وهو سفر يشوع وقيل انه ابن عم النبي هود عليه السلام فيما ذهبت بعض المصادر الاخرى الى القول اه ابن اخت النبي موسى عليه السلام
أما عن ولادته فحاله كحال اغلب انبياء العصور القديمة لا يمكن تحديد السنة بالضبط إلا أن بعض المصادر أشارات الى انه يمكن ان يكون تاريخ الولادة في حدود العام 1463 قبل الميلاد
في القرأن الكريم لم يرد اسم يوشع بن نون بشكل صريح إنما تمت الاشارة اليه في سورة الكهف على انه فتى نبي الله موسى عليه اسلام في رحلته الشهيرة
أما كيف وصل الخبر إلينا بكون فتى موسى هو يوشع بن نون فالامر مذكور بأكبر كتب المسلمين المختلفة نقلا عن حديث للرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام نجد فيه هذا الامر
إذاً يوشع بن نون عاصر نبي الله موسى عليه السلام وببعض الروايات تم التأكيد أنه كان مصاحباً دائماً لنبي الله موسى وقد تعلم منه مختلف العلوم وحفظ منه التورات
هذا الفتى اليافع آن ذاك رافق نبي الله موسى عليه السلام في رحلته للقاء الخضر في الواقعة المعروفة، تابع يوشع مرافقة موسى عليه السلام وكان من خواصه وثقته جنبا إلى جنب مع أخيه هارون عليه السلام
كان يوشع من الرجال الاثني عشر او النقباء الاثني عشر الذين أرسلهم موسى لتقصي أخبار مدينة الجبارين
بعد عودة الاثني عشر نقيباً من رحلتهم وتحذير موسى وقومه من دخول المدينة كان يوشع بن نون وكالب بن يوفنى هما الرجلان الوحيدان اللذان حثا بني اسرائيل على اصطاعة موسى ودخول أريحا مدينة الجبارين
وهو ما ذكره لنا القرآن الريم في سورة المائدة إلا أن القوم كما تعرفون أبوا القتال وعصوا فكان جزائهم التيه لاربعين عاماً وتحريم دخولهم إلى بيت المقدس
في التيه رافق يوشع بن نون نبيه موسى عليه السلام وقد جاء الوحي لموسى من ربه ان موسى هو وصي ونبي من بعده
بعد مضي الأربعين سنة في التيه أذن الله لمن بقي من قوم موسى والجيل الجديد من أبنائهم أن يعرفوا طريقهم فخرجوا من التيه وعادوا الى مدينة الجبارين مصرين على فتحها
بالطبع يوشع كان منهم بل كان هو من تولى قيادة فتح أريحا
ان المصادر والمراجع قد اختلفت فيما بينها حول ان النبي موسى كان حياً عند انتهاء التيه أو أنه توفي وتولى يوشع النبوة خخلال التيه
وصل بنوا اسرائيل إلى تخوم مدينة الجبارين “أريحا” هذه المدينة التي كانت محاطة بسور كبير استعصت على بني اسرائيل لمدة ستة أِشهر بحسب ما ذكر ابن كثير
إلى أن أتى اليوم الذي أذن الله تعالى أن تفتح به هذه المدينة فتابعوا كيف تم الفتح
أحاط بنوا اسرائيل بالمدينة من كل الجهات ثم نفخوا في القرون( الابواق) مجتمعين وصاحوا صيحة رجل واحد لاهجين باسم الرب ليحدث العجب فتفسخ سور المدينة وسقط سقطة واحدة
وبث الله الرعب في قلوب سكان مدينة الجبارين فلم يستطيعوا مقاومة فلول بني اسرائيل اللذين دخلوا المدينة واغتنموا من غنائمها وقتلوا من عارضهم واستقروا فيها فترة من الزمن
وبحسب الروايات التي تقر بحياة موسى في تلك الفترة فإن نبي الله موسى عليه السلام استقر بأريحا ومات هناك بعد أن سلم زمام النبوة بأمر إلهي إلى يوشع عليه السلام
وبالطبع من غير المعروف مكان قبر موسى عليه السلام، حاله كحال كثير من الغموض والجدل الذي يلف حياة هذا النبي
نتابع مع يوشع الذي أصبح نبياً بالطبع الى جانب تسير شؤون بني اسرائيل وتعليمهم التورات وتعاليم الرب كان يوشع عليه السلام يسعى لفتح بيت المقدس تلبية لأمرموسى عليه السلام قبل وفاته
وبالطبع لكي يستقر مع قومه في هذه الارض المقدسة التي حرموا منها 40 عاما فمشى يوشع بن نون مع من اختار من الرجال وحاصروا المدينة التي كان الكنعانيون يختارونها مقر لهم وفي فتح بيت المقدس تجلى إعجاز الخالق في نصرة نبيه، فما هي المعجزة؟ وماعلاقة الشمس؟
بدأ القتال وكان في يوم الجمعة، أما الغلبة فكانت لبني اسرائيل واستمر القتال خلال النهار كله وقد سعى يوشع لحسم القتال خلال هذا اليوم لسبب مهم
اليوم التالي هو السبت وهو اليوم الذي يحرم فيه القتال والعمل على بني اسرائيل بحسب تعاليم الرب في التورات الا ان المعركة لم تحسم وبيت المقدس لم يفتح
فرفع يوشع عليه السلام يده داعياً ربه أن يحبس الشمس عن المغيب حتى يحقق النصر ويدخل الى المدينة فلا يأتي السبت المحرم حتى يحقق يوشع النصر المحتم
وكان للنبي ما أراد فحبس الله الشمس طيلة مدة القتال وبقي يوم الجمعة قائما حتى تحقق النصر لبني اسرائيل وفتحوا بيت المقدس على يد رجال اختارهم يوشع
رجال لا يهمهم الا القتال في سبيل ما يريدون دون ان يكونوا مشغولي الفكر في اي من هموم الدنيا
حادثة حبس الشمس وردت في النص النبوي الصريح عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ” ماحبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار الى البيت المقدس “
في دلالة واضحة وصريحة على التأييد الإلهي الذي لا يحظى به إلا نبي من أنبياء الله
يجدر الاشارة الى ان الخلاف حول حادثة حبس الشمس لم يتعلق بحدوثها من عدمه فالأمر محسوم من حيث هذا الا ان الاختلاف يكمن في كون هذه الحادثة حصلت في واقعة فتح اريحا ام بيت المقدس
بعد فتح بيت المقدس انتقل من تبقى من بني اسرائيل اليها وحكم فيهم يوشع بن نون بأحكام التورات وعلمهم أصول دينهم حتى قبض الله إليه روحه وهو يبلغ من العمر 127 عاماً بحسب المؤرخين فحاله كحال من سبقه من أنبياء ذاك العصر، لا مكان محدد
حيث يقال ان له ضريح في مدينة السلط في الاردن وأخر في الكرخ في بغداد/ العراق
القصة الواردة أيضا في سفر يشوع المعتمد كأحد الكتب المسيحية للعهد القديم تحكي ما يشبه الرواية الإسلامية كان من فتح مدينة العماليق كما تسمى في تلك الكتب ومنها الى بيت المقدس فحادثة حبس الشمس ويدخل فيها أيضا ان القمر توقف عن الدوران ليحقق بني اسرائيل مبتغاهم
وفي التورات يوشع او يشوع بن نون توفي وله من العمر 110 سنوات لنصل بذلك الى نهاية قصة نبي الله يوشع بن نون عليه السلام الذي بأمر من الله حبست له الشمس عن المغيب ليدرك النبي غايته المنشودة
اقرأ أيضاً… اصحاب الاخدود والغلام ،اسمعوا العجب في قصة خلدها التاريخ | حسن هاشم
اقرأ أيضاً… النبي زكريا | نبي قتله ابليس في جريمة لن ينساها التاريخ، من هو؟! | حسن هاشم
اقرأ أيضاً… السيدة فاطمة الزهراء | كيف ماتت؟ ولماذا دفنها الإمام علي سراً؟
قصة يوشع – قصة يوشع – قصة يوشع