قلعة بهانغار المرعبة
عند مغيب الشمس اخرجوا فورا من هذا المكان وابتعدوا، هذا ليس كلام السكان المحليين وإنما هي لافتة تحذيرية عند مدخل هذا المكان قام بوضعها الدولة
قلعة غامضة قصة بناءها غريبة واحداثها مرعبة والأغرب هو ما يحدث اليوم هناك
ماسنتكلم عنه اليوم صنف بأنه أكثر مكان مسكون ومرب ومثير للجدل حول العالم، لنغص بالتفاصيل ونرى ماذا يحدث حققا هناك
قلعة بهانغار الغامضة في الهند
مقالنا اليوم حول معلم تاريخ في الشرق الاقصى، قلعة بقدر ما تحمل من جمال أثري ومناظر طبيعية خلابة تحمل بداخلها غموضا ورعبا واساطير
خلال النهار معلم أثري أما في الليل فأمر أخر تماما وأحاديث عن ظواهر خارقة للطبيعية ولعنات قديمة تسببت بالكثير من المآسي للمنطقة المحيطة بها
قلعة بهانغار، هي قلعة اثرية قديمة في منطقة ألوار في محافظة راجستان في الهند، تعد هذه القلعة من اشهر قلاع الهند واكثرها اثارة لا بسبب جمالها المعماري واثرياتها بل لأمر اخر تماما
هذه القلعة معروفة بكونها اشهر مكان مسكون في الهند وعندما نقول مسكون لا نقصد بذلك البشر بل نتكلم هنا عن الاشباح والارواح الهائمة
والسبب هي لعنة ولكن قبل ان نخبركم عن اللعنة وماهيتها دعونا نعود في الزمن لنتعرف عن هذه القلعة وتاريخها ومنه سنصل الى قصة اللعنة
نبدأ رحلتنا بالطريق الى هذه القلعة هذا الطريق يمر بقرية غير مأهولة وعلى طول الطريق العام نستطيع رؤية بقايا ابنية اثرية قديمة دلالة على عمران هذه المنطقة سابقا
نجد اطفال جالسين على ابواب خشبية مهترئة باقفال حديدة تأكلت من الصدأ
بحسب المؤرخين وسكان المنطقة فإن هذه القلعة بنيت عن طريق حاكم قديم اسمه راجا باكوانسينغ، الحاكم بنى القلعة في بداية الامر لابنه الاصغر مادوسينغ عام 1537 وتابع مادو بناء القلعة بعد والده واعطاها لولده شاترسينغ الذي بدوره سكنه هو وزوجاته واولاده
اكمل اجاب سينغ ابن شاترسينغ بناء هذه القلعة وبالاضافة الى هذه القلعة قام اجاب سينغ ببناء قلعة اخرى اسماها قلعة اجاب غار داخل قلعة بهانغار نجد منازل صغيرة بحسب السكان كانت لراقصات القصر
كذلك نستطيع رؤية العديد من الاشجار المعمرة وبالطبع المعابد لها حضور قوي فالقلعة تحتوي على اكثر من معبد لأكثر من له في الديانة الهندوسية
تستطيع التجول بحرية في هذه القلعة خلال النهار لكن عند غروب الشمس يجب ان تكون خارجها وهذا الامر ليس بأقاويل المحليين هناك كما ذكرنا وانما هي لافتة وضعت بطلب من الجمعية الهندية للآثار وتنص بوضوح بمنع دخول احد الى القلعة من غروب الشمس حتى شروقها، لماذا؟
هذا ما سنعرفه في سياق المقال والامر كله متعلق بلعنة، هذه اللعنة وقصتنا هي محطتنا التالية..
بحسب المؤرخين وسكان المنطقة وعالمي الأثار والمباني الموجودة كانت هذه المنطقة يوما ما عامرة بالحياة ولن فجأة تغير كل شيء فأمسى الموقع خرابا وخلي من السكان فمالذي حدث؟
ان سألت هذا السؤال للقرويين تأتيك الاجابة مباشرة ان القلعة وقرينها ملعونين…
هناك روايتين عن هذه اللعنة وبالطبع القول كله للقرويين واهل المنطقة
– الرواية الأولى
تقول هذه الرواية انه على سفح التل المطل على القلعة كان يعيش ناسك هندوسي معروف باسم غوروبالوناف وهذا الراهب كان بمثابة معلم روحي وكان الاهالي يعتقدون بأن له قدرات خاصة
لذلك عندما قرر بغاوابسينغ البدء بإنشاء القلعة كان عليه اخذ الاذن من الناسك وهو ما حصل فأخذ الحاكم إذن الناسك الذي لم يكن له سوى شرط واحد ان لا يسقط ظل القلعة على منسكه او منزله
التزم الحاكم بالأمر وأولاده من بعد حتى وصل حكم القلعة الى أجاب سينغ، أجاب سينغ هذا كان معروفا بعدم احترامه لأحد وظلمه للناس لذلك اكتسب سمعة سيئة بين السكان، الذي حصل ان أجاب قرر إضافة اعمده الى القلعة الا ان هذه الاعمدة ألقت بظلها على مسقط الناسك مما أثار غضبه، بالطبع ستسائلون كيف بقي الناسك حيا كل هذا الوقت
الجواب ان النساك في الديانة الهندية معروف انهم معمرون
غضب الناسك تجلى بإلقاءه لعنة على القلعة والقرى المحيطة بها مما حولها الى خراب واخلاها من سكانها بل وتوقف التكاثر والتناسل والولادات في هذه المنطقة
– الرواية الثانية
تناولت موضوع اللعنة ليدخل فيها عنصر الحب والهوس فبحسب المحليين أن اميرة تدعى راتنافاتي وهي ابنه شاترسينغ اي اخت أجاب سينغ كانت معروفة بجمالها الآخاذ وفراستها وذكائها كما انها كانت محبوبة من السكان حيث انها كانت نقيض اخاها في كل شيء
هذه الاميرة كانت مقصد العديد من عروض الزواج الا انها رفضت هذه العروض وبسبب جمالها وقع مشعوذ متمرس للسحر الاسود في عشقها الا ان هذا المشعوذ كان يعلم ان لا فرصة لديه مع الاميرة التي رفضت الكثير من الأمراء وكبار الشأن
فاستخدم سحره الأسود بغية ان يجعلها تقع في حبه فقام بإلقاء تعويذة على قارورة من الزيت المعطر كانت الاميرة تقوم بشرائه من السوق إلا أن الاميرة تنبهت الى ما جرى وهنا اخذت الرواية منحنين
الاول: ان الاميرة قامت برمي القارورة المسحورة على الارض فما لبثت ان حولت حصى صغيرة الى صخرة ضخمة تدحرجت وسحقت المشعوذ تحت ثقلها
اما الرواية الثانية: قالت ان الاميرة قامت برمي القارورة الى أعلى السفح فاصدمت القارورة بصخرة كبيرة وبفعل السحر الملقى تدحرجت الصخرة مباشرة باتجاه المشعوذ فسحته تماما
الا انه في الروايتين المشعوذ بل ان يلفظ انفاسه الاخيرة القى لعنة على الاميرة وعائلتها وسائر القرية وهذه اللعنة تسببت في دمار القرية
حيث انه في العام التالي نشبت حرب بين قوات بهانغار وقوات اجاب غار قتلت فيها الاميرة واهلها على يد اخيها أجاب سين كما ان اغلب اهل القرية قتلوا وهجروا وهذا ما تسبب بأن تصبح القرية مسكونة بالاشباح
لكن هل تظنون ان أثر اللعنة مازال مستمرا الى يومنا هذا؟
إن السكان المحليون مازالوا يعتقدون وبشدة ان القلعة ومحيطها لا يزال واقعا تحت أثر اللعنة وذلك بسبب العديد من الأمور
الأمر الأول ان البلدة لا يمكن اعمارها ابدا بحسب السكان بل ان نظرنا الى البيوت سنجدها ان دون سقوف فكل بيوت البلدة لا سقوف لها ماعدا المعابد التي داخل القلعة فهي الوحيدة التي لديها سقف
بحسب ما يرويه السكان للسياح فإن أي أحد يتجرأ على بناء سقف يهبط السقف مباشرة ويضعون اللوم على اللعنة وحال البلدة المحيطة بالقلعة كحال القلعة دون اعمار
السكان يروون العديد ممن الحوادث والمشاهدات التي حسب رأيهم تؤكد ان القلعة مسكونة وهم يؤكدون انه بمجرد ان تغرب الشمس تبدأ أصوات الصراخ والعويل وبكاء الاطفال تصدر من القلعة الخالية بل وأكثر من هذا،
يؤكد المحليون انه في يوم محدد من أيام السنة ويعتقد انه اليوم الذي رمت فيه الأميرة القارورة المسحورة تفوح رائحة عطرة من القلعة مع صوت بكاء خفيف
السكان يعتقدون ان روح الاميرة ما زالت تجوب القلعة والسبب انها تحاول إزالة اللعنة التي حدثت بسببها لعلها تستطيع إعادة أمجاد القلعة وإنقاذ القرية ومن تبقى من سكانها
أما اذا سألنا عن مشاهدات وحوادث حدثت مع السواح فسنحصل على بعض الإثارة، فمثلا:
يخبروك عن سائحين زوجين كانا يتجولان ليلا في القرية رأوا في أحد البيوت طفلا صغير يطل من خراب بيت من نافذة بدون ابواب ظنوا في البداية اننه طفل تائه وما ان اقتربوا منه حتى لاحظوا التوهج حوله واختفى الطفل في حائط المنزل
اما القصة الاكثر شيوعا والتي يؤكد المحليون انها السبب في وضع اللافتة التي تمنع الدخول الى القلعة في الليل هو ما حدث مع ثلاثة سواح مغامرين هؤلاء السواح حاولوا تحدي العرف السائح واحضروا اللوازم الكاملة من اضواء وطعام وخيم وعندما هبط الليل دخلوا الى القلعة،
وبمجرد دخولهم الى القلعة ورغم الاضواء الكاشفة التي كانت بحوزتهم سقط احدهم في بئر قديم دخل الاخران لمساعدته واسافه الى المشفى وهرولوا خارجين من القلعة وهم في طريقهم الى المشفى تعرضوا لحادث سير قاتل قضى عليهم ثلاثتهم بالقرب من القلعة وغيرها الكثير من القصص
ولكن هل من تفسير منطقي لما يجري هناك !
مع تقدم الزمن وتطور التفكير والعلم اصبح امر اللعنة منافيا للعقل بحسب الباحثين اللذين حاولوا التوصل الى تفسيرات ملائمة إحدى هذه التفسيرات ان السكان تركوا القلعة ومحيطها بعد ان بنى أجاب سين قلعة أجاب غارر وانتقلوا الى قلعة جديدة والتي بحسب علماء الاثار كانت اكبر وتضم تسهيلات أكثر من قلعة بهانغا لذلك لم تعمر البلدة من جديد
تفسير اخر يطرحه الباحثون حيث يقولون ان بعض النصوص التاريخية تتحدث عن مجاعة حادة ضربت تلك المنطقة في تلك الفترة اي في العام 1783 مما تسبب في نزوح من تبقى من السكان الى اماكن اخرى باحثين عن الطعام واسباب العيش
إذا ما جزمنا ان هذه التفسيرات واقعية وقد تكون الاسباب الحقيقية لما حل بالقرية وقلعتها فما الذي يدفع الحكومة مدعومة بمنظمة علمية كهيئة مساحة الاثار الهندية الى وضع لافتة مثيرة
وتؤدي على ما يقوله القرويين الامر بحسب متحدث باسم الحكومة يتمحور حول حيوانات مفترسة فتلك المنطقة بحكم انها واقعة في بيئة برية تذخر بالحيوانات البرية من نمور وضباع وزواحف هذه الحيوانات تنشط ليلا وتأتي للمبيت في القلعة
فكان لازما وفي سبيل المحافظة على حياة السواح وضع هذه اللافتة، اما عن اصوات البكاء والصراخ التي يسمعها المحليون والتي أكد السواح انهم سمعوها تصدر عن القلعة
فالسبب بحسب المهندسين المعماريين يعزوا الى كون القلعة نصفها مهدم دون اسقف مع نوافذ وفجوات كثيرة والرياح تنشط في الليل لذلك حركة الرياح داخل القلعة هي التي تسبب هذه الاصوات
اما البيوت التي لا سقف لها وتهدم السقوف التي تبنى حديثا فعلى الاغلب انها نوع من الاشاعات التي ينشرها السكان المحليون حالها كحال قصص الاشباح واصوات القلعة والهدق جذب السواح الى تلك المنطقة الفقيرة لكسب الاموال
هذه التفسيرات تبدو واقية ولكنها لا ترضي السكان المحليون الذين يؤكدون ان ما يعرفوه هم من اسلافهم هو الصحيح والحكومة تعرف وتقر بهذا الامر لذا اغلقت القلعة ليلا وهم بحد ذاتهم لا يجرؤون على كسر العرف والدخول الى القلعة المسكونة ليلا
هذا ما استطعنا الوصول اليه حول بهانغار الهندية اشهر قلعة مسكون بأشباحها فمن محيطها الشبه مهدم الى بيوتها العارية الى لعنتها المشهور وصولا الى المنع الرسمي من دخولها ليلا تبقى الاسئلة قائمة
اقرأ أيضاً… جزيرة الدجال | اسمعوا قصة الصحابي الذي وجد جزيرة الدجال | مع حسن هاشم
اقرأ أيضاً… توت عنخ أمون | لعنة الفراعنة واللغز الأكبر! – حسن هاشم | غموض ملك
اقرأ أيضاً… الرماديون | من هم الرماديون ، وهل حقاً هؤلاء رأوهم؟! – حسن هاشم
قلعة بهانغار المرعبة