كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان يستدل البعض بآيات من القرآن ليؤيد بها تطور الإنسان عن كائنات أدنى، فهل استدلالهم هذا صحيح؟
و هل العلم التجريبي الرصدي أثبت تطور الإنسان عن كائنات أدنى؟ وهل البحث في نشئه الإنسان من اختصاص ال Sciences؟
إن أصل الإنسان أمر غيبي ليس خاضع للرصد والتجريب فهو ليس من اختصاص الSciences إذا كيف نعرف أصل الإنسان؟ إن الأمور الغيبية من هذا النوع لا سبيل لمعرفتها إلا بالدليل الخبري
بالبداية
لنتحرر من ضغط محاولة التوفيق بين الآيات وفكرة تطور الانسان التي لا دليل عليها من ال Sciences ولننظر في نصوص الوحي نظرة متحررة فنفهمها فهما صحيحا فإن أصل انحراف كثير من المسلمين قديما وحديثا في التعامل مع القرآن هو أنه استقرت في ذهنهم أوهام باطلة ومقررات مسبقة ثم راحوا يطوعون نصوص القرآن لهذه المقررات فقادهم ذلك لتحريف معاني القرآن وهو من تخريف الكلمة عن موضعها والله تعالى حين أخبرنا أخبار أهل الكتاب أنهم ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) فقد أخبرنا لإخبارهم أن نحذر نفعل مثل فعلهم، هل الله قادر على تطوير الإنسان عن كائنات أدنى؟ نعم، هذا ممكن في قدرة الله الذي لا يعجزه شيء.
لكن سؤالنا الآن ما لذي أخبرنا به الوحي؟ أي ما الدليل العلمي الخبري عن أصل الإنسان فهذي الخطوة الأولى في منهجيتنا: التحرر من مقررات مسبقة لا دليل عليها.
ثانيا: هل بيّن الله تعالى خلق الإنسان في آيات محكمات؟
ثالثا: نستقي الأخبار الحقة من القرآن والسنة معا فنستعين بأحاديث صحيحة بتأكيد الجوامع على نشئه الإنسان
رابعا: نقيم الآيات التي يستدل بها مؤسلمو التطور
وسنرى ملامح مقررات مؤسلمي التطور من التعامل مع القرآن بمقررات مسبقة موهومة ثم تحريق دلالات الآيات المحكمة والاعراض بالكلية عن الاحاديث الصحيحة وبتر الآيات او اجزاء منها عن سياقها شعروا بذلك او لم يشعروا
بدايتا هناك من دراونة العرب من يأخذ الخرافة كما هي فيقول أن تغيير الكائنات بسبب التغييرات العشوائية ومجموع الصدف دون قصد من خالق وتراهم يتخبطون فمرة يقولون بذلك ومرة يقولون التطور أداة الله في الخلق ، وقال بعض مسلمي التطور نحن نقول أن التطور موجه فالله طور الكائنات بعضها إلى بعض إذا لنستعرض الايات التي يستدلون بها،
قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ )
فيقولون الله يأمرنا أن ننظر كيف بدأ الخلق، أي كيف بدأت الحياة على الكوكب ونظرية التطور هذا هو موضوعها، لكن هذه الآية ليست دليل على صحة التطور موجه أو غير موجه، فإذا لماذا يستدلون بها؟
يقولون لأنها تدل أنه بالإمكان معرفة أصل الإنسان والمخلوقات والسير في الأرض وباستخدام العلوم، لكن هذا ليس معناها الذي يدل عليه سياقها، الآية من سورة العنكبوت وسياقها هو إقامة الحجة على منكرين الإحياء بعد الموت وأن الله الذي يبدء الخلق بشكل متجدد قادر أن ينشئهم بعد مماتهم للحساب يوم القيامة،
وقال تعالى: ( وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ )
وهذا يعني إن تكذبوا بالبعث والحساب فقد كذبت أمم أخرى، ولاحظ ترتيب الكلام شبيه بالآية بعدها (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ )أي انظروا كيف بدء الخلق وهنا يبدئ الله الخلق فهل المقصود بالآية (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)،
انه ينشئ الكائنات من اصل مشترك بالتطور الموجهة؟
لا علاقة لهذا المعنى بالسياق و إنما أولم يروا كيف ينشئ الله المخلوقات من عدم بعد أن كانت معدومة البشر والنبات والحيوان يوجدها بعد أن لم تكن موجودة وهي بمعنى قوله تعالى وهو الذي يبدء الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه فإعادة المخلوقات أهون من خلقها أول مرة لذلك قال هنا (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
اقرأ أيضاً… أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
لكن الانسان قلما يتعظ بالمخلوقات التي اعتاد عليها من حوله لأنه ألفها ولأن حواسه كانت تعمل من الطفولة قبل أن ينتج لديه التفكك والتأمل فاعتاد على هذه المشاهد وكان بحاجة إلى تجديد التأمل والتفكر والاتعاظ، كيف يحصل هذا التجديد؟ ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ)،
بأن يسير الإنسان في الأرض فيرى مخلوقات أخرى يرى حيوانات ونباتات وجبال وأنهار ومشاهد لم يعتدها تدله على عظمة الخالق وقدرته ويرى من أثار الأمم البائدة والأمم التي حلت محلها فيدرك أن الله الذي اهلك اقوام واحل محلهم اقوام قادر ان يبعثهم جميعا كما لم يعجزه ايجادهم ولا اهلاكهم لذا قال بعدها(ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،
نسأل نفسنا لماذا في الآية الاولى: (كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ) وفي الآية الثانية: (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) لأنك في بلدك وبين أهلك ترى المواليد يولدون ويكبرون عبر السنين وترى النبات يخرج وينمو شيئا فشيئا فعندما تسير في الأرض لا تكون مستقرا لتشهد هذه المراحل وانما ترى مخلوقات بدأها الله من قبل، الأن لنقرأ الايه في سياقها لنرى اتساق المعنى مع ما ذكرنا: (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
ثم بعدها:( وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ).
السؤال الان اليس المعنى واضح متسقا مقنعا اليس معنى فهمه العرب عبر القرون فلم يستشكلو الآية وللعلم هذه خلاصة اقوال المفسرين في تفسير الآية: الطبري والقرطبي وابن كثير ومن اخرهم السعدي وابن عاشور وبينهما ممن جاؤوا بعد دارون ولم يتأثروا بأوهامه ولم يتخذوها مقررات يعيدون تفسير القرآن بناء عليها،
هل فهم أحد من علماء المسلمين الأذكياء الاتقياء عبر 14 قرن أن الآية تدل على وجوب البحث عن النشئة الاولى للكائنات في الزمن الاول والمغيب عنا والخارج عن نطاق السير والنظر والتأمل وثم بناء الفرضيات التي لا سبيل لبرهنتها عما اذا كانت الكائنات من اصل مشترك ام لا،
اقرأ أيضاً… لماذا خلق الله الأرض في ٦ أيام وليس بـ كن فيكون؟
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
هل هذا المعنى هو ما يناسب البرهنة على قضية يقينية يريد الله ان يزرعها في النفوس انه تعالى قادر على البعث بعد الموت ام انه معنى غامض ملتف جدلي يجل عنه القرآن وفي مثل هذا السياق بالذات فهذه الآية هي في سياق الاحتجاج على الكفار بالاستناد على امر بديهي يدركه الانسان في السير والتأمل في الارض حتى ولو كان خاملا لم يتعظ بما رآه في بيئته: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ)،
يعني بمجرد ان تسيروا وتنظروا سيتحصل لكم هذا العلم قطعيات يقينية لا داروينيات مؤسلمة او غير مؤسلمة، ثم اسأل نفسك الآية تتضمن أمرا من الله، فهل استجاب المسلمون لأمر السير فنظروا كيف بدء الله الخلق؟ الصحابة الذين أنزلت الآيات عليهم والذين جعل الله ايمانهم معيارا فقال : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا) ومن بعدهم قرون من المسلمين عبر 13 عشر قرنا قبل دارون
فهل فهموا الآية واستجابوا فساروا في الارض فنظروا كيف بدء الله الخلق أما الامة كلها لم تستجب لهذا الامر الالهي او لم تفهمه اصلا حتى جاء دارون فافهمها كيف تسير وتنظر وافهمها ما معنى كيف بدء الله الخلق فهذه الآية ليست دليل على نظرية التطور الموجه ولا غير الموجه ولا امكانية معرفة النشئة الاولى للكائنات بالرصد والتجريب،
نأتي الأن لموضوع أصل الانسان سيقول البعض لما كل هذه الضجة ودعونا من الماضي ولنركز على الحاضر، لكن الله سبحانه لا يكرر قصة أدم في سبع مواضع من القرآن فضلا عن ذكر اسمه 25 مرة إلا لأمر جلل فخلق أدم هو من الحقائق الكبرى التي أراد الله أن يرفع الغموض عنها بشكل قطعي يقيني في كتابه ابتداءا وتأكيد في سنة النبي محمد صلّ الله عليه وسلم فقصة أدم تجيب عن سؤال من الأسئلة الوجودية الكبرى: من أنا؟ وما اصل البشر الذين انتمي لهم؟
قصة خلق ادم تخبرنا عن اصل الانسان وطبع الإنسان ووظيفته وعدوه أمر جلل عظيم قال الله فيه: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) قصة خلق ادم ترتبط بالغيبيات الكبرى:( الملك، الله، الجن، الجنة، النار، الروح، اصل الحياة ،غاية الحياة )
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
ترتبط بها ارتباط وثيق وهي الغيبيات التي ينفيها الالحاد متكئا على الدارونية، تتسأل ماذا يهنا اصل الانسان ونحن نعاني سياسيا واقتصاديا و نتجرع الظلم من مجرمي الارض، الجواب انه من مصلحة مجرمي الارض ان يعتقد الناس بأنهم ماهم الا شكل حيواني ظهر بمجموع الصدف فتنظر لنفسك كحيوان جاء عبثا وما اسهل اذلال من ينظر بنفسه بهذه النظرة بينما يخبرك الله تعالى بنشأة أبيك أدم لتعلم أنك مكرم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم) أنزلت لمهمة عظيمة، (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
فلا تخضعوا لاحد إلا لسبحانه وتعالى (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ثم ان المسألة تتجاوز أصل الأنسان إلى القران كله فإذا كانت القضية محسومة مُحكمة كخلق آدم قابلة للتؤول بل لتحريف المعنى بناء على نظريات العلم الزائف، فما المانع أن يكون القرآن كله رموزاً مائع الدلالة؟
تمييع دلالة آيات خلق آدم يفتح الباب لتمييع دلالة آيات الحقائق وآيات التشريع معاً، ولا يعود هناك معنى لوصف القرآن بالكتاب المبين ولا لقول الله تعالى ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) بل وصل الأمر إلى بعض المحاولات لتوفيق الدارونية مع القرآن إلى ادعاء أن آدم ليس أب البشر الحاليين كلهم، بل لعرق منهم.
بالتالي لك أن تتصور كيف تصبح الآيات المبدوء ب يا بني آدم وكأنها خطاب لجزء من البشر أو لعرق معين، بينما الآخرون غير مخاطبين بها
مما تقدم تفهم لماذا كان العبث بدلالة آيات خلق آدم بناء على خرافة التطور قنطرة لضياع قدوسيه الوحي في نفوس عدد من شباب المسلمين، بينما دراونة العرب يقولون مقالة من قبلهم (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)
هل الخلق الخاص لآدم أمرٌ محكم قطعي؟ ونقصد بالخلق الخاص الخلق المنفصل المميز عن باقي المخلوقات.
دعونا نتلو بعض الآيات التي تضعنا في جو هذا الحدث العظيم ثم نقف عندها متأملين
لنرى إن كنت تأمن بالقرآن، فهل الخلق الخاص هو أمر يحتمل الإبهام واللبس والغموض والترميز؟ أم أنه واضح محكم قطعي؟ هل ظهور آدم هو حدث بيولوجي تم بأسباب مادية؟ أم أنه حدث استثنائي خارج عن معهود الأسباب محتف بعالم الغيب بما فيه من ملائكة والجن وكلام الله لآدم واختباره له؟
قال الله تعالى: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)
( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ)
أولاً: فصل الله تفصيل في المراحل التي مر بها خلق الأنسان ( التراب – الطين – صلصال من الحمئ المسنون – صلصال كالفخار) إلى أن تكون هذا الجسم الذي نفخ فيه الروح.
اقرأ أيضاً… القصة الحقيقية لقوم لوط، وكفى تزويراً!
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
ماذا تفعلون بهذه الآيات يا مُأسلمي تطور الأنسان؟ كيف توفقون بينها وبين أوهام دارون؟
سنجد منهم يقول المقصود بهذه الآيات هو أن الله خلق الكائن الأول أو الخلية الأولى التي تطورت عنها الكائنات ثم بعد ذلك بدء التطور فأخرج لنا كل الكائنات الحية ومنها الأنسان عبر مئات ملايين السنين.
فبناء على قولهم كأن الله فصل تفصيل في المراحل الأولى لخلق الكائن الذي سيكون منه الأنسان ولم يذكر المراحل الكثيرة بعد ذلك، ولم يشير لها في القرآن ولو لمرة واحدة.
انظروا إلى التكلف حين تفرض علينا سيناريوهات مأسلمي الخرافة أن نقحم في الآيات ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) مروراً بكائنات انتقالية ومخلوقات شبه حيوانية عبر ملايين السنين ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) عندما يقول الله تعالى سويته أي سويتو هذا البشر ونفختو فيه أي في هذا البشر، لكن مأسلمي الخرافة كانوا يضيفوا إلى الآيات (سويتو سلفاً حيوانياً للبشر ونفختو فيهم من روحي)
ماذا تفعلون يا مأسلمي الخرافة بالأحاديث الصريحة الصحيحة المؤكدة لمعنى الآيات كحديث في صحيح مسلم ومسند أحمد وصحيح ابن حيان و غيرهم .. عن انس رضي الله عنه ( لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك ) فليس هناك اسلاف حيوانية ولا مراحل انتقالية
فأولاً الآيات والأحاديث صريحة في خلق الانسان في مراحل محددة، لا مكان فيها لإقحام بفكرة الأسلاف الحيوانية.
ثانياً لو كان القرآن يتكلم في هذه الآيات عن خلق الكائن الأول أو الخلية الأولى التي منها انحدر الأنسان وبقية المخلوقات لوضح القرآن ان هذه مراحل خلق الكائنات الحية كلها لا آدم فحسب ولكان مقتضى التبيان أن يقول القرآن أني خالق الخلق كله من طين وليس بشر من طين
ثالثاً الآيات تبين شرف خاص في خلق آدم، قال الله تعالى ( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)
لو كان المعنى ان خلق الكائن الأول بيديه ثم بعد ذلك بدء التطور فأخرج لنا كل الكائنات الحية ومنها الأنسان، فمعنى أن كل الكائنات الحية على كوكب الأرض مخلوقة بيدي الله، بالتالي سيشترك بهذا التشريف النمل والخنازير والفئران ولما كان لخلق آدم ميزة، ولقال إبليس يا ربي ما الميزة في أن تخلق آدم بيديك وقد اشترك في ذلك محقرات المخلوقات، بينما ذكر الله الخلق بيديه في سياق إظهار شرف خلق آدم و تميزه عن غيره، قال تعالى: ( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ).
وفي حديث الشفاعة الذي رواه البخاري ومسلم أن الناس يأتون إلى آدم: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ولولا لم يكن لخلق آدم بيدي الله ميزة لما كان لذكر الناس له يوم القيامة أي معنى، فكل الأنبياء خلقهم الله بل ولكل الناس والمخلوقات.
رابعاً: قول الله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) هذه الآية جاءت في سياق الرد على النصارى الذين ادعو أن مجيء عيسى من غير أب دليل على أنه ابن الله،
فبين الله لهم أن آدم جاء من غير أب ولا أم ومع ذلك فهم لا يقولون بنبوة آدم له، فعيسى كآدم من حيث الخلق المعجز لكليهما، أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم و خلق آدم أظهر في الأعجاز و أبعد عن معهود البشر، إذ أن الله خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون.
قال مأسلمو التطور: لا لا… خلقه من تراب تعود لعيسى والمعنى أن عيسى كآدم أنهما من تراب، بما أننا نعلم أن عيسى ولد من أم فمعنى الآية أن الأسلاف الحيوانية لكليهما هي المخلوقة من تراب،
فنقول بهذا الفهم الخاطئ لا يكون في الآية أي حجة على النصارى لأن معناها يصبح أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الذي خلقه الله من أبوين شبه بشريين و أن هؤلاء كلهم أصلهم من تراب،
هذه الأخبار ليس فيه حجة عقلية ملزمة للمخالفين الذين أله عيسى لعدم وجود أب له وهذا مثال على بتر مأسلمي التطور للآيات عن سياقها فالآيات التي تلزم النصارى بحجة عقلية جعلوها وكأنها تتكلم عن جنس البشري بما لا علاقة له بموضوع سورة آل عمران ولا هذا الموضع عنها.
خامساً قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) فآدم ليس وحده خلق خلقاً خاص بل وكذلك زوجه حوا، بينما مأسلمو التطور الانسان يعتبرون أن آدم وحوا تطورا عن مخلوقات سابقة وحصل بينهما تزاوج.
( وخلق منها زوجها ) كيف منها؟ قال الرسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري ومسلم ( استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع) والضلع أحد عظام الصدر، يقولون أنت تأمن ان حواء خلقت من ضلع؟ هل هذا كلام علمي؟ نعم وقد بينا أن الظهور الأول للإنسان لا بد أن يكون خارج عن مألوف الناس، فالتوالد بالطرق المعتادة لا يمكن أن يتسلسل إلى ما لا بداية، وكل محاولات تفسيد الرجل للأول و المرأة الأولى بتفسيرات مادية تستثني الخالقية ستقودنا لتخاريف العلم الزائف.
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
فلا تستغرب في قدرة الله أن يخرج زوج آدم من ضلعه أو مما شاء فيه، فهذا مما لا يعلم ألا بالدليل العلمي الخبري.
إذاً فمأسلمو التطور الأنسان لن يصطدموا بالنصوص الدالة على خلق آدم فحسب خلق خاص بلا سوابق، بل و بخلق زوجه منه ايضاً.
كل ما ذكر هو دلالة قطعية على أن الله خلق آدم أب البشر والأنسان وزوجه خلقهما خلقاً خاصاً و أن الأنسان لم يأتي نتيجة تطور من أنواع حيوانية أخرى سابقة عليه.
ستجد من يقول أنتم تتصورون أن الله شكّل آدم ونفخ فيه الروح فصار بشراً؟
ما المستنكر في الأمر، قد اعطانا الله تعالى مثال للأيمان بذلك بمعجزة من معجزات عيسى عليه السلام إذ قال: ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّه) فهل كان عيسى ينفخ في الطين فيتحول لكائنات انتقالية لعبر ملايين السنين قبل ان يصبح طيراً أمام قومه؟
هذه هي القصة المحكمة لخلق الأنسان.
والآن سنناقش ما استدلوا به مأسلمو تطور الأنسان عن كائنات أدنى
أولاً قالوا حين أخبر الله تعالى الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) قالوا مأسلمو التطور كيف عرفت الملائكة أن البشر الذين لم يخلقوا بعد أن سيفسدون في الأرض وسيسفكون الدماء؟ إذا لا بد للملائكة رأت الاسلاف التي تطور منها الأنسان تفعل ذلك في الأرض وعلى أساسه قالت الملائكة ما قالت.
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
سنقسم الكلام لنصفين ..
أنتم افترضتم أنه لا سبيل للملائكة إلى معرفة ذلك إلا برؤية من أفسد في الأرض من قبل،
ثم افترضتم أن الأنسان يجب أن يكون تولّد من هؤلاء المفسدين السابقين ..
و كلا الافتراضين لا دليل عليهما بغض النظر كيف عرفت الملائكة،
هل جعل الله في نفوسها علماً بما سيكون الأنسان دون سابق مثال؟ أم أن الملائكة رأت افعال الجن؟
أم كان هناك مخلوقات سابقة تفسد بالأرض بالفعل؟
ما دليلكم أن هذه المخلوقات التي افسدت وسفكت الدماء أن وجدت هي أسلاف للإنسان؟
وما دليلكم أنها كانت ومازالت حية لم تهلك حين أنبأ الله الملائكة بأن جاعل في الأرض خليفة؟
وكيف تعارضون بهذه الافتراضات التي لا دليل عليها تلك الآيات المحكمات الواضحات في خلق الأنسان خلق مستقل بلا سوابق وبلا أسلاف … فلا دليل لكم بهذه الآية.
ثانياً قول الله تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ).
اقرأ أيضاً… سـيّـد الأنـصـار (سعد بن عبادة)
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
قال مأسلمو تطور الأنسان هذه الآيات تعني أن بدء خلق الأنسان من طين ثم جاءت مراحل انتقالية من كائنات شبه بشرية تناسلت بالماء المهين ثم انتقى الله منه الكائن الذي سواه ونفخ فيه من روحه وبذلك خلق آدم والآيات ترتب المراحل كما ذكرنا،
فنقول مشكلتكم أنكم جعلتم هذه الآيات كلها متكلمة عن الإنسان الأول بينما الآيات تتكلم عن جنس الإنسان(وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) فبدأ خلق جنس الانسان من ادم الذي خلقه الله من طين، كما تبين الآيات المحكمات(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ)،
تناسل الإنسان بعد أدم من الماء المهين (النطف)، (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ) سوى كل إنسان في رحم أمه ونفخ فيه من روحه كما قال في الآية الأخرى (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الانفطار[6]الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)
أما على تفسيركم الغريب فيصبح هناك اضطراب في الضمائر(وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ) نسله هذه تعود على الحيوانات و أشباه البشر حسب كلامهم وهم غير مذكورين في الآيات قبلها ولا مفهوم وجودهم من السياق (ثُمَّ سَوَّاهُ) حسب كلامهم يعود لشبه بشر كانوا قبل الإنسان،
تكلف و اقحام لمعان غريبة مخالفة لقواعد اللغة كل هذا للانتصار لفكرة لا دليل عليها بل وتخالف المحكم القطعي من القرآن فهذه الآية دالة على الخلق الخاص للانسان لا على تتطوره عن كائنات أدنى
ثالثا قال تعالى: ( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) قال مؤسلمو تطور الانسان هذه الآيات تشير أننا نحن البشر نشأنا من ذرية قوم أخرين غير البشر وهذا استدلال عجيب حقيقة، فالآية تهيديد للمشركين أنه سبحانه قادر على أن يفنيهم ويأتي بقوم لايكونون مثلهم في العناد والعصيان فالدنيا لن تدوم لهم كما أنها لم تدم لأبائهم فقد أنشئهم الله من ذرية أجدادهم قوم أخرين،
هذا سياق الآيات وليس متعلق ببيان اصل الجنس البشري كله كما يدعون، وذكر الإمام الطبري معنى اخر ان من في الأية بمعنى التعقيب، كما يقارب في الكلام (أعطيتك من دينارك ثوبان) بمعنى مكان الدينار ثوبان فيصبح معنى الآية كما أنشئكم أيها المخاطبون بدل أخرين هم ذرية لقوم هلكوا فبلكم فإنه كان من سنة الله تعالى أن يهلك الأمم المكذبة إلا ذرية ممن آمن، حتى يدب فيهم الفساد عبر القرون فيهلكهم وتظهر عوض عنهم حضارات وأقوام يبقون إلى ما شاء الله قبل أن تحل فيهم سنن، فما علاقة هذا كله بتطور الإنسان عن الكائنات الأدنى؟
رابعا :قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) قالوا الاصطفاء هو الاختيار والله لا يختار أدم إلا من بين أقران له وهم أشباه البشر الذين كانوا قبله.
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
فنقول: ليس في اللغة ما يلزم أن يكون الاصطفاء من نفس الجنس، فالله اصطفى أدم على الملائكة والجن بخلقه بيديه وبتعليمه الاسماء كلها و بإسجاد الملائكة له وحتى من بين البشر فإن أدم اصطفي بالنبوة على ابناء البشر الذين كانوا في حياته وكما اصطفى من ذكروا بعده في الآية فالله اصطفى نوحا وآل ابراهيم و آل عمران على العالمين ومن كان قبلهم وفي زمانهم ومن بعدهم
خامسا: قوله تعالى: (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) فقال بعضهم هذه الأطوار هي المراحل الانتقالية في التطور وهذا الاستدلال اشبه بالكوميديا لكنها غير مضحكة بل مسيئة لإجترائها على كتاب الله عز وجل فمن الجهل المتقع ان تأتي لتفسر لفظ قرآني بلفظ مستحدث لم يكن موجود وقت نزول القرآن، تصور أن مغفلا قال: القرآن ذكر الاطباق الفضائية!، كيف ذلك؟ ألم ترى قوله تعالى:( لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ)
الأطوار كما فهمها العرب عبر القرون: مراحل تخلق الإنسان: نطفة-علقة-مضغة وهكذا…
لا أن القرآن يخاطب الناس بألفاظ تضل الأمة في فهمها ثلاثة عشر قرنا حتى يفهمهم إياها دارون
هذه الآيات اكثر ما يستدلون بها مأسلمو الخرافة و لاحظ أن يضطرون لمخالفة كل القواعد فيقطعون الآية عن سياقها ولا يفسرونها بالآيات الأخرى في الموضوع ولا يجيبون عن الآيات التي تدحض دعواهم ولا يلتفتون للسنة الثابتة،
كل هذا من اجل علم زائف أثبتنا بطلانه ومن أجل موافقة المجتمع العلمي الغربي أو بالأصح الصوت الطاغي فيه الذي يحاول تفسير الكون والحياة تفسيرا ماديا مع إقحام ريبيات غبية من أجل تجنب الإقرار بالغيب الصحيح،
أنتم بذلك يا مؤسلمي التطور ترحلون المشكلة فسوف تصطدمون بالمجتمع العلمي في مرحلة ما فحتى لو قمتم بأسلمة فكرة تطور الإنسان وقلتم أن الإنسان تطور عن الكائن الأول والخلية الأولى بإرادة الخالق،
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
فإن المجتمع العلمي الغربي يفسر هذه الخلية الأولى بنظريات العلم الزائف كقولهم أن أشعة كونية ضربت مواد عضوية في المحيط و أخرجت منها شريط الحمض النووي RNA ثم بمجموع صدف خرجت خلية بكل ما فيها من إبداع وتناسق وتكامل وتعقيد ويسمون هذا تفسيرا علميا فهل ستتابعونهم في هذا ايضا ام انكم ستقولون ان الخلية الاولى خلقت وبذلك تخالفون المجتمع العلمي المادي في نهاية المطاف وتقعون فيما حاولتم التهرب منه؟
لا يلزمنا تقليدهم ولا موافقتهم فهم لديهم خلل جوهري قادهم إلى هذه التصورات ألا وهو حصر العلم في الscience وتأطير دلالة الscience عقلا على وجود الخالق مما اضطرهم لغيبيات غبية نسبوها للعلم وهو بريء منها فغيبياتهم هذه لا هي رصدية ولا تجريبية ولا علم عقلي ولا فطري بل حقيقة مادية وستار لعقيدة الحادية متعصبة عمياء،
لماذا لا نحاول التوفيق بين كلام الله تعالى وخرافات العلم الزائف؟
سؤال يجيب عن نفسه بنفسه وما طرحنا مقال اليوم إلا زيادة في الحجة وبيان للمحجة، إذا فهمت ما تقدم علمت كمية المغالطات في قول بعضهم ” إذا ثبتت نظرية التطور في المستقبل قيمكن حينئذ إعادة تفسير آيات القرآن لتناسبها” ، هذا الكلام خاطئ في شقيه:
فأولا عبارة (إذا ثبتت نظرية التطور في المستقبل) أما إن كان الحديث عن ظهور الكائنات بالتغييرات العشوائية و الانتخاب الأعمى بلا قصد ولا إرادة من فاعل عليم قدير، كما هو الوصف لخرافة التطور عند أصحابها فقولكم إذا ثبت هذا في المستقبل مساوي لقول إذا ثبت في المستقبل أن اللا ممكن هو ممكن و أن ما يحكم العقل السليم باستحالته يحصل وحينئذ فلا عقل ولا علم ولا برهان،
و أما إن كنتم تقصدون بالتطور مجرد فكرة النشوء الأول للكائنات من أصل مشترك فقولكم إذا ثبتت نظرية التطور في المستقبل يخالف طبيعة العلم الرصدي التجريبي ويخالف بديهية من بديهيات فلسفة العلم فإنما كان قبل تاريخ الانسان لا يقع تحت الحس ولا التجريب فلا دليل عليه إلا من خبر المصادر التي دلت الأدلة على صدقها أما العلم الرصدي التجريبي،
فإنه لن يثبت لك في الحاضر ولا المستقبل شيء خارج عن نطاق بحثه وتكون تستخدم أداة الاستدلال الخطأ، و أما قولهم (فيمكن حينئذ إعادة تفسير آيات القرآن لتناسبها) فهو يشعر بأن الآيات المتعلقة بأصل الانسان مبهمة المعنى وقابلة للقولبة وقد رأينا أن من حكمة الله تعالى أن جعلها محكمات واضحات، بينات، مفصلات مما يمنع الحيرة والتردد فلا تحرف دلالاتها لخرافات العلم الزائف.
اقرأ أيضاً… علاج القلب من الغل والحقد
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان
كيف بدأ الخلق؟ وهل أشار القرآن لتطور الإنسان