في هذا المقال يذكر الدكتور الداعية عمر عبد الكافي علامات الساعة الستة الكبرى في جزء من حوار تلفزيوني ويحاوره الدكتور محمد خالد .
طلوع الشمس من مغربها
سوف تستيقظ الناس يوماً، فلن تخرج الشمس من المشرق كما تشرق، فينتظرون طوال اليوم أن تشرق الشمس، فلن تشرق.
والدنيا فيها شيء من الظلمة، في اليوم الثاني ينتظرون، فلن تشرق، اليوم الثالث كذلك، لا يشعر بها إلا من يقوم الليل.
هكذا ورد في الحديث، أن الشاعر بمسألة غياب شروق الشمس لا يشعر بها إلا قائم الليل، لا يرى نوراً.
ربما غادرت مدارها، ربما انقلبت موازين الكون، بعد يومين أو ثلاثة في رواية حديث هذا وذاك، إذا بالشمس، يصيح صائح، ها إن الشمس قد طلعت من الغرب.
وهذه أول علامة أن تطلع الشمس من الغرب ومن ثم تظهر الدابة، أيهما ظهر فالأخرى على إثرها. ربما الدابة تظهر.
لكن برأيي وتحقيقي، أرى أن الشمس تظهر أولاً.
قالوا: يا رسول الله وتمكث يوماً كأيامنا؟ قال: لا. تطلع من الغرب في أول يوم تمكث سنة كاملة. كيف نصلي يومها؟ قال: اقدروا لها قدرها.
فيظلوا أول يوم كسنة، والثاني كشهر من أيامنا، وثالث يوم كجمعة، ومن اليوم الرابع تظل كأيامنا تلك.
المؤمن عندما يرى هذه ينطق لسان حاله ولسان مقاله،( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ).
ظهور الدابة
عندما تظهر هذه العلامة، إذا بالدابة على أثرها، ربما تمكث الشمس لمدة سنة.
والرعب من بدء ظهور أول علامة، والناس تخاف من الابتلاءات والفتن القادمة. وهذه ليست ابتلاءات بل إرهاصات، الإبتلاءات تليها.
( إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) بكلام إنسي، ( أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ).
تكلم الناس ويسمعها القاصي والداني، نعم هناك دابة تكلم الله عنها في كتابه ( ومن أصدق من الله قيلا ).
هذه الدابة تظهر معها عصا موسى وخاتم سليمان، تمسك بعصا موسى تصيب المؤمن على وجهه فيصير على وجهه نور وهالة من ضوء والناس تنظر إليه تناديه يا مؤمن.
وتخطم وجه الكافر أو الفاجر بخاتم سليمان فيكون على وجهه غبرة، فينقسم هنا الناس إما مؤمن وإما كافر.
وسبحان الله العظيم، الدابة التي تظهر تضع قدمها على آخر ما تقع عينها.
الدخان
بعد ظهور الدابة إذا بالآية الثالثة وهي الدخان، ولها سورة في القرآن ( فارتقب ) انتظر يا محمد، انتظروا يا أصحاب محمد.
( يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس ) الدنيا تظلم، الدخان يظلل العالم، يصير على رأس المؤمن كالزكمة، كزكام بسيط، ويصير على رأس الكافر كنيران تغلي فوق رأسه.
وعندما تأتي هذه العلامات، يأتي إبليس يريد أن يسجد، ( قال أنظرني ليوم يبعثون ) هكذا يظن أنه انتهى وابتدأ البعث، فسجد فوطئته الدابة فقتلته.
عن العلامات الساعة يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كعقد انفرط خيطه فتتابع. ثم تأتي المصيبة الكبرى.
المسيح الدجال
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن له علامات، واضحة المعالم، حيث يكون إنساناً، بشراً، وشبهه الرسول بأحد الأعراب الموجودين في جزيرة العرب حينها.
عينه اليمنى ممسوحة، كأنها من نحاس، وعينه طافية كالعنب، جاحظة. كل مؤمن يقرأ على جبهة المسيح الدجال يقرأ كلمة كافر، حتى قال الرسول ك ف ر.
يقرأها كل قارئ وكل أمي لا يقرأ فيقرأ عليه الأربعة الأيات الأولى من سورة الكهف، وهذه يتعوذها المؤمن قبل أن ينام، لا بد من قراءتها.
إن يستيقظ الفجر، وإن ظهر المسيح الدجال لا يسلطه الله عليه.
هذه الآونة السماء لا تمطر، الأرض لا تنبت زرعاً، ضروع البهائم تجف.
يأتي فيقول للسماء أمطري فتمطر، والأرض أنبتي فتنبت، وللضرع امتلئي لبناً فيمتلئ، فتحدث فتنة.
وحسب حديث رسول الله يقول أنا ربكم، ويؤمن به الكثير من الناس، أكثر أتباعه من اليهود والمنافقين والنساء.
حتى يعود الرجل إلى بيته فيربط زوجته وابنته وأمه وعمته وخالته خشية أن يغافلونه ويتبعن المسيح الدجال.
مثل موضة من الموضات، ومعه جنة ونار، يقول للناس أنا معي جنة ونار، من يطيعني ويؤمن بي كرب أطعمه وأسقيه ويشرب اللبن.
قالوا: وما طعام المؤمنين يومها يا رسول الله؟ قال طعام المؤمنين يومئذ التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، يلهمهم الله به كما يلهمون النفس.
يمنع من مواطن ثلاث، لا يستطيع دخول مكة، ولا المدينة ولا المسجد الأقصى، يعيث فساداً في الأرض.
سرعته أسرع من الريح المرسلة، لا يسلط أحد عليه، فليس برصاصة أقتله أو قنبلة. لا يسلط أحد عليه.
حتى يأتي الفرج من الله عز وجل، فينزل المسيح عليه السلام. وهذه العلامة الخامسة.
المسيح عليه السلام
سيدنا عيسى ينزل عند المنارة الشرقية، شرقي دمشق، حددها الرسول، عليه مهرودتين، أي كسائين، إذا طأطأ قطر من جبينه كحب الجمان، كالفضة المذابة تنزل من عرقه عليه السلام.
فيدخل على المسلمين في صلاة الصبح، فيرتج المسجد وكل المؤمنين يعرفون أن هذا عيسى، فيرتج المسجد.
فيعود الإمام إلى الخلف القهقرى، ليتقدم المسيح ليصلي، فيدفعه المسيح في كتفيه، يقول أكمل جئت تابعاً لأخي محمد.
فيصلي الإمام والمسيح يبتدئ يهدي المؤمنين، ويقول افتحوا هذا الباب، فيفتحوا الباب فيجدوا المسيح الدجال خلف المسجد.
فلما يجد ريح عيسى ينماث كما ينماث الملح، يذوب أول ما يشم ريح عيسى روح الله، وكلمته التي ألقاها. فيقتله على باب اللد في فلسطين.
ثم يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويحكم بالعدل أربعين سنة، ولا يصلي بالمسلمين بل يصلي ائمة المساجد.
ثم يوحي الله عز وجل إلى عيسى أن حرج بعبادي جانب الطور،خذ بقية المؤمنين إلى جانب الطور. ( لأني أرسلت قوماً لا يدان أحد بقتالهم ) مخلوقات قادمة لا أحد يقدر عليهم.
فتأتي العلامة السادسة وهي يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج
فيلهج عيسى ومن معه عند جبل الطور بالدعاء إلى الله أن يخلصهم من هؤلاء، لأن خبثهم ومصائبهم وانتهاكاتهم للبلاد والعباد خطيرة.
فيدعوا عيسى ومن معه، فيصاب يأجوج ومأجوج بالنغف في رقابهم، كالديدان، فيصبحون فرثى، يموتون.
فتأتي طيور من السماء، لها أعناق كأعناق البخت، مثل رقاب الجمال، ترفع الجثث وتلقيها في البحر، ثم تهطل السماء مطراً غزيراً تغسل الأرض من نتنهم ورائحتهم.
ثم يقول الله عز وجل للأرض ردي بركتك، البركة تعم الأرض، فتلعب الصبيان مع الحيات لا تضرهم. وترعى النمور الأبقار، وتكون الذئاب مع الغنم كالكلاب تحرسها.
وتكفي اللقحة من اللبن الفئام من الناس، أي حلبة اللبن بها بركة تعم. فحلبة الناقة والبقرة ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، مائة كيلو جرام ومائتي كيلو جرام.
ويستظل الفئام من الناس بقحفة الرمانة. قشرة الرمانة الصغيرة، يتظلل بها مائة رجل ومائتي رجل. فانظر إلى الرمانة كيفها.
ثم تهب ريح طيبة تقبض المؤمنين من تحت أباطهم، فلا يظل على الأرض إلا لكع بن لكع، يتهارجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة.
د. عمر عبد الكافي حديثه عن علاامات الساعة