الحياة والمجتمع

كيف يتغلب الخجول على انطوائيه ويصبح اجتماعياً


الفرق بين الخجول والمنفتح في المجتمع

اليوم سنتعلم كيف يتغلب الخجول على الخجل، ويكون ذكياً اجتماعياً، يتحدث مع هذا وذاك ، ويفتتح مواضيعاً بكل أريحية، ويكون محبوباً في محيطه.

قبل أن ندخل في الموضوع ونبدأ في تقديم النصائح، أريد أن أوضح نقطة مهمة، وهي أنه لا وجود للإنسان الخجول أو الإنطوائي ولا الإنسان الواثق من نفسه والإجتماعي بالكامل.

ولكن هناك شخص يدعى Introvert وآخر يدعى Extrovert. وهذان المصطلحان من الصعب ترجمتهما حرفياً.

تعريف الخجول Introvert والإجتماعي Extrovert

تسهيلاً لشرح المعنى وحتى نفهمه في نهاية المقطع، فإن Introvert سنسميه الإنطوائي الخجول، و Extrovert سنسميه الاجتماعي المنفتح.

ولكن في الحقيقة Introvert هو إنسان منغلق على ذاته ويفكر بنفسه ويحلل أفكاره النفسية أكثر من أن ينطق بها أو يشاركها مع الآخرين.

أما Extrovert هو إنسان اجتماعي، يقول آراءه ويعبر عنها، يتحدث مع الآخرين أكثر مما يحادث نفسه داخلياً.

إن فهمنا لنقاط الاختلاف بين هذين الشخصين يساعدنا على فهم أنفسنا ونطّور شخصيتنا لننقلها من جانب إلى جانب آخر.

الأمر الثاني الذي أحب أن أوضحه، أنه لا يوجد إنسان خجول مائة بالمائة في كل مواقف الحياة، ولا يوجد إنسان اجتماعي كذلك في كل مواقف الحياة.

فالإنسان الخجول جداً إذا وجدته بين أهله وأقربائه يمكن أن يكون على طبيعته ويتكلم بأريحية.

وفي نفس الوقت يمكن أن تجد الإنسان الاجتماعي والواثق بنفسه في أغلب الأحيان، في بعض المواقف الغريبة عنه يظهر ارتباكاً أو قليلاً من الخجل أكثر من مواقف أخرى.

لننظر للموضوع كعداد من صفر إلى مائة، حيث الصفر تشير للانطوائي، والمائة تشير للاجتماعي لحد كبير.

فلو كنت سأقيّم نفسي وأعطي لنفسي درجة، فستكون بين 40% إلى 50%. حيث أجد نفسي وسطياً لا بالانطوائي ولا الاجتماعي بالكامل، بل بالعكس أحاول كل يوم أن أطور ذاتي وأكون اجتماعياً أكثر.

لهذا السبب أحببت أن أتكلم في هذا الموضوع، وأعطيكم النصائح التي طبقتها شخصياً وشعرت أنها أفادتني، وأتمنى أن تفيدكم في نفس الوقت.

قلل من اهتمامك برأي الناس

أول وأهم نصيحة هي أن تقلل من اهتمامك برأي الناس بك. وهذا أكبر خطأ يقع فيه الإنسان الخجول أو الانطوائي.

فهو يهتم دائماً برأي  الناس به، فتجده مثلاً في المطعم طوال الوقت يفكر بشكله وهندامه وتسريحة شعره أيعجب الآخرين.

وأن أحدهم يحدق به لخمسة دقائق، فهل هناك خطأ في تسريحة شعره، أو مثلاً يرى أن أنفه غير جميل أو أنه قصير.

يظل يفكر في رأي الناس به، مع أن الكون لا يدور حوله، ومع ذلك يتمنى كل إنسان أن يكون مركز اهتمام، ويفكر بنفسه بهوس.

والشخص الآخر الذي يظن أنه يحدق به، أيضاً تراه يفكر بنفسه بذات الطريقة، ويقول في نفسه هل مظهري وهندامي جيدين، وهل الناس ينظرون إلي لأن تسريحة شعري جيدة؟

كل إنسان مشغول بنفسه، وكل إنسان مهتم بمظهره، ولا أحد يهتم بالآخر. فابق واثقاً تماماً بهذه الفكرة، وتلقائياً ستشعر بأنك لا تهتم كثيراً بآراء الناس.

هذا هو أكبر فرق بين الإنسان الخجول والاجتماعي، فالاجتماعي لا يهتم برأي الناس مطلقاً، ويكون واثقاً تماماً بمظهره وشكله والأعمال التي يقوم بها.

ولهذا السبب لا مانع عنده أن يقف على طاولة ويغني، أو يرقص في مكان عام، ويقود السيارة ويصيح ويسلم على المشاة.

لأنه واثق تماماً من شكله ومن أفعاله ولا يهمه رأي الناس، ويفعل طوال الوقت الأشياء التي تعجبه وترضيه والتي هو مقتنع بها.

اكسر برمجتك وحول الخوف إلى حماس

النصيحة الثانية هي أن تغيّر أو تكسر برمجة جسمك.

الجميل في الأمر أن جسم الإنسان علمياً يصعب عليه أن يفرق بين التوتر والخوف الاجتماعي، وبين الإثارة والحماس، لأن جسم الإنسان يفرز نفس المادة بكلتا الحالتين الأدرينالين Adrenalin.

في كل مرة تلقي محاضرة أو تقديم Presentation، أو لديك اجتماع، وأحسست بخوف أو توتر، أقنع نفسك أن هذا ليس خوفاً، بل إثارة وحماس، وستقوم بأقصى ما لديك.

وعندما توجه تفكيرك لهذه الناحية، تلقائياً جسمك سيقتنع لأنه يفرز نفس المادة في الحالتين، وستشعر أنك متحمس وستبدع أكثر.

لا تنشر قصصك الشخصية الحزينة

النصيحة الثالثة أن تبتعدوا عن مشاركة الناس بقصصكم القديمة الحزينة والكئيبة، فكل إنسان لديه همومه، فليس ضرورياً أن نشارك الناس ونزيد همومهم ونزيد أحزانهم.

احتفظوا بقصصكم الحزينة لأنفسكم، شاركوا الناس بالأشياء الإيجابية، تحدثوا عن إنجازاتكم وقصصكم السعيدة، دعوا الناس تتذكركم بشكل إيجابي، منكم ناس سعيدين مبتسمين دائماً.

قدّر آراءك وشاركها الناس بكل ثقة

النصيحة الرابعة هي قدّروا آراءكم وشاركوها الناس بكل ثقة، إن الشخص الاجتماعي دائماً لديه آراءه الخاصة ويشاركها الناس بكل راحة.

فإن سألته ماذا تحب أن تتعشى؟ فيقول لك: إني جرّبت مطعماً ما وأحببت طعامه، فما رأيك أن آخذك إليه؟

لو سألت نفس السؤال لشخص خجول، فيقول لك: لقد جربت مطعماً ما، وقد أعجبني، لكني لست متأكداً أيعجبك أم لا، فكما تعرف الناس أذواق.

الشخص الخجول لا يشارك الآخرين برأيه، وإن شاركهم فيكون دائماً متردداً أو يخاف ألا يتفقون معه على نفس الرأي.

الشخص الاجتماعي إن خرجت معه بسيارته سيسمعك أحدث الموسيقا لديه، ويقول رأيه في الأغنية والكلمات.

يحدثك عن السينما وأحدث فيلم مشهور لهذا الأسبوع، ويخبرك سواء أعجبه أم لم يعجبه، لا يخاف أن يبرز رأيه حتى لو كان مختلفاً مع باقي الناس.

الشخص الاجتماعي دائماً يلاحظ الأشياء في محيطه ويعلق عليها ويبدي رأيه سواء أأعجبته أم لا.

ثق بنفسك دائماً

النصيحة الخامسة هي ثق بنفسك دائماً، كلما وثقت بنفسك أكثر تطورت شخصيتك وتشعر أنك اجتماعي أكثر.

باختصار، إذا سألني أحدهم: كيف أزيد ثقتي بنفسي؟ أجيبه: طوّر شخصيتك، تعلم أشياء جديدة، اهتم بمظهرك الخارجي، اهتم بكل جوانب شخصيتك الداخلية والخارجية.

وتلاحظون ذلك كثيراً في الأفلام السينمائية، في شخصية البطل أو الشخصية الاجتماعية دائماً هي شخصية واثقة من نفسها، تعمل كل شيء أو تهتم بأشياء كثيرة.

مثلاً يحب أن يلعب رياضات مختلفة، يحب أن يسبح ويلعب تنس، يقود السيارة بتهور، بلا خوف. تتعطل سيارته فيفتح غطاءها ويصلحها، يقفز من فوق بابها ويدخلها بطريقة غير عادية.

أما الشخص الخجول إن حاول فعل ذات الشيء فإنه سيرتبك، ويقول إن الناس تراني، فيدخل السيارة بطريقة عادية. دائماً متردد، بينما الاجتماعي واثق من نفسه ويفعل كل شيء بكل ثقة، ولا تهمه آراء الناس.

وقبل أن أختم أحب أن أسألك: كيف تقيّم شخصيتك؟ من الإنطوائي الخجول إلى الإجتماعي المنفتح؟ كم تعطي نسبة لنفسك؟

خاتمة

وفي النهاية أتمنى لكم أن تعيشوا اللحظة الحالية، ولا ترهقوا أنفسكم و تفكروا أن تعيشوا في الماضي والذكريات، ولا تقلقوا أنفسكم بأن تعيشوا في المستقبل.

حاولوا أن تعيشوا اللحظة واستمتعوا بها قدر ما تستطيعون، وأن تحاولوا أن تطبقوا بعض هذه النصائح، وأنا متأكد أنكم ستكونون اجتماعيين ومحبوبين أكثر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى