الشياطين والسحرة : هل يتدخل الشيطان والساحر في حياة الإنسان : الشيخ الشعراوي وأدعية لفك السحر والشياطين عن المسلمين
الحق سبحانه وتعالى حينما أعطي للجن خصوصية التشكل كما يحبون إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ وينفذ من الحواجز.
فقد يتشكل بشيء حكمته صورة التشكل، بمعنى لو أنه تشكل بإنسان وكان معك مسدس وأطلقت عليه بسرعة تميته.
ولهذا فإن الشيطان يخاف منك أكثر مما تخاف منه، وهذا الذي يحمي الإنسان من ألاعيب الشياطين، ولذلك لا تظهر الشياطين إلا ومضة.
لأنهم يخشون أن يكون الرائي قد علم القضية في حكم السورة، فيمسكه، والنبي عليه الصلاة والسلام أمسك الشيطان بقوله:
إن عفريتاً من الجن جعل يتفك علي البارحة ليقطع الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون ( أو كلكم ).
ثم ذكرت قول أخي سليمان رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي فرده الله خاسئاً، متفق عليه.
ولذلك إن أهم قضية هي الأشخاص الذين يصنعنون السحر للناس، فهم يرزقون من الناس الذين يذهبون إليهم، ويكنزون الأموال والذهب من ورائهم.
هل يتدخل الشيطان والساحر في حياة الإنسان
لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ فكأن الشيطان قد مس التكوين الإنساني مساً أفسده استقامة ملكاته معه، والتكوين الإنساني له استقامة ملكات مع بعضها بحيث كل حركة لها شيء.
وإذا مسه الشيطان يتخلبط، ومعناها أن ملكاته تصبح غير مستقيمة ولا منسجمة مع بعضها البعض، وحركاته غير رتيبة وغير منطقية.
وما زال الشيطان يتشكل، فهو يمكن أن يتشكل على شكل قرد في وجه المرأة، عندها يضع في قلب الرجل بغضاً ضد زوجته، ويتصورها وحشاً.
إذاً قد يوجد مس وقد يوجد إلتقاء وقد توجد معونة وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وهذا الحديث كان قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لأن أخبار السماء تنزل كل عام لملائكة التنفيذ، فتأتي حينها، وكان الشياطين يستمعون ويذهبون إلى كهنتهم، ويخبرونهم ببعض الحقائق.
والكهنة يزيدون عليها أشياء، فيصدق شيء ويخيب شيء آخر، ولكن الله عصم أمة الإسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم، من أن يسترق شيطان السمع وانتهت المسألة.
ولم يبق إلا ما بقي من السحر الذي علمته الشياطين، ومازال التعليم من الملكين إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فكل من يحمله من ذهب إلى الكفر.
الشياطين والسحرة وأفعالهم مع بني آدم
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ يقول الناس ما ذنب السحر الذي يقام على الزوجة وزوجها، وما هو ذنب الضعيف حين يسلط عليه قوي بمسدس معه ويطلق عليه رصاصة ويقتله؟
فقد يكون يفتك لسبب، والآخر يفتك لسبب أيضاً، ولكن هذا السبب مادي معروف، والثاني يكون سبب غيبي معروف، فالمسألة في أولها وفي آخرها، أنه أعطي قوة فاستعملها في غير منهج الله.
ألا يوجد من يفرق بين المرء وزوجه بمسائل مادية بأن يشي بينهم وأن يضع بينهم ما يفسد العلاقات، فكما يوجد ذلك في الأسباب المادية الظاهرة، فكيف يحال في المسائل الأخرى؟
الذين تعرضوا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما له شيء من السحر، هذه مسألة انقسم فيها العلماء إلى فريقين وكلاهما محب.
الذي قال حدث لرسول الله ذلك فهو محب له، والذي قال لا لم يحدث فهو محب أيضاً، لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أنه سحر.
فكأن السلاح الخفي الذي قد يبيته اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم، اطمئنوا فستفعلوه، والله سيخرجه، ولذلك قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم أي سَحره، ورآه في الرؤيا وقال له ذهب إلى بئر ذروان وقام بعملية لقائها كان سحراً.
لا يضر الشياطين والسحرة من أمن بالله
لا تعتقد أنهم بتعلمهم السحر والشعوذة يضرون أحداً إلا إن كان الله قد أذن وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ إذاً فإن انطلافة القدرة أعطت الطلقة وهي توقف الطلقة.
ولكن الله يبقي لأنهم يثقون في أن الساحر فاعل، والذي يطيل أمد المسحورين أنهم يفتنون الناس عن ربهم، ولو فطنوا إلى قوله سبحانه وتعالى وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لعلموا أنهم لا يفتنون.
والله لو أراد الله بي الضرر لتضررت ولو لم يرد ما تضررت، وبكبرياء الإيمان لا تذهب إلى هؤلاء الناس ولا إلى حاخام يهودي ولا حتى داعٍ، ولهذا كل الذين يعملون في السحر ترى أن على أشكالهم الغضب.
إذن الله سبحانه وتعالى قال وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا* أي زادوهم تعباً.
ومن ذلك الذي يذكر حين يأتي أهله ويقول بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتني، ينشأ وليده وليس للشيطان عليه دخل.
ويزيدون ولا يمكن أن يؤثر فيهم سحر، لأنك ساعة استنبته ذكرت المنبت، إنما عندما تنسى المنبت فسينساه الله سبحان وتعالى ويذهب إلى أفعال السحر.
تلاوة القرآن وأذكار لذهاب عمل السحرة والشياطين
قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى والقرآن واحد، فيجب أن تصفي أداة الإستقبال للقرآن.
وذلك بأن تمنع الشيطان بقولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد أوردت على نفسك قصته مع الله، وقصته مع آدم، فكل خاطر يبعدك عن المنهج ستنفيه.
إذاً يجب أن تصفي آلة الإستقبال للقرآن، ليكن فعل القرآن كما يريد الحق سبحانه وتعالى، فهو يحمي خلقه من السحر والشياطين، بأنك يكفي أن تعلم أن الله يقول وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
فلو أنك تتبعت هؤلاء السحرة لاستذلوك واستنفزوك وتركك الله لهم، لأنك اعتقدت فيهم، أما إن قلت: اللهم إنك قد أقدرت بعض خلقك على السحر والشر.
ولكنك احتفظت لذاتك لإذن الضر، فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه، بحق قولك وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
وبعد ذلك تقرأ ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أدعية وأذكار وقراءة للقرآن، ليذهب عنك السحر وتبتعد عنك الشياطين:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ*وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ*
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَهِ النَّاسِ*مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ*
كيد الساحر في نحره
لو أن مسحوراً جاء له أمر وفهم أن ميزانه قد اختل ونظرته إلى الأمور قد اختلت، فما عليه إلا أن يسأل الله بما احتفظ الله به لنفسه، وهو قوله وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
وأنا أتحدى أن يستقبل أي إنسان أي شيء من فكرة السحر بهذا، إلا رد الله كيد الساحر في نحره.
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ*
المصادر
الشياطين والسحرة في حياة الإنسان
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com