لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ، يسأل شاب عن معنى قوله تعالى هذه الكلمات :
فأنا لست في أحسن تقويم إن دخلت سباقاً مع الخيل سيكسب الخيل ، ولا يقارن جهازي التنفسي بالجهاز التنفسي للدلفين .
ولا يمكن مقارنة الإنسان بمخلوقات كثيرة جداً أفضل مني في التكوين ، فهل القرآن سليم ؟
لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم
لتفهم القرآن عليك أن تفهم سياق الآية ، فهذه السورة تبدأ بقسم والله لا يقسم بالشيء الواضح .
فيقول : والتين والزيتون وطور سينين*وهذا البلد الأمين*لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم*
وما دام ربنا أقسم فالمسألة ليست تعني الأمر الواضح الذي هو جسم الإنسان أنه في أحسن تقويم ، المسألة فيها بعد آخر أبعد من ذلك .
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم*ثم رددناه أسفل سافلين*إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون*فما يكذبك بعد بالدين*أليس الله بأحكم الحاكمين*
فالموضوع إذن له علاقة بالدين ، فأحسن تقويم تعني أحسن مخ في الدنيا هو مخ الإنسان لأنه المخ الوحيد الذي اسمه عقل ولا يوجد مخ اسمه عقل إلا مخ الإنسان .
الحيوانات لديها مخ بينما نحن لدينا عقل ، هذا هو الذي أحسن تقويم هو مخ الإنسان .
إذ يؤمن أن هناك خالق فيكون في أحسن تقويم ، أما إذا ألحد و أنكر وجود الخالق فكأن العقل انتحر و أصبح في أسفل السافلين .
إذن نستطيع القول أن الإنسان في أحسن تقويم لأن عقل الإنسان هو العقل الوحيد القادر على بناء الحضارة .
لن ترى أبداً قطيع من الحمير أو من الدببة تطرد باقي الحيوانات أو تطرد الإنسان من منطقة معينة و تقيم حضارة عليها .
وهذا ليس موجود إلا عند الإنسان فقط ، فهو الذي في أحسن تقويم حتى لو كانت الخيل أسرع منه ولو أن الدولفين لديه جهاز تنفسي أقوى منه .
لكن هو لديه عقل ليس موجود عند الآخرين ، فالإنسان في أحسن تقويم لأنه يستطيع إدراك وجود الخالق بعقله .
المغزى من قول لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم
الخلاصة هي أن الإنسان عبد لله ، سواء شاء أو لم يشأ ، فلو أنه ملحد ولم يعجبه الأمر فهو عبد لله أيضاً ، فهو داخل النظام ولا يستطيع الخروج منه .
لكن القضية هي قضية عبد مطيع أم عبد عاص ، عبد في حالة سلام مع الله أم عبد يظن نفسه أنه يستطيع أن يحارب الله ويعيش طوال عمره في إكتئاب .
لذلك نحن أمامنا فرصة لنعيش حالة سلام داخلي مع الله و سلام داخلي مع النفس ، فنكون طائعين لله نؤدي مهمتنا في الدنيا وهي مهمة الخلافة .
فنحن خلفاء الله في هذه الأرض نعمر الأرض و نقيم الحق و نحمي العدل .
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com