أخبارالحياة والمجتمعحول العالم

ماذا لو قامت حرب عالمية ثالثة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدد كبير من الناس يتساءلون ما الذي سيحصل لو قامت حرب عالمية ثالثة وخصوصاً في ظل الأوضاع المضطربة الموجودة حالياً في المنطقة.

الحقيقة أن سبب تخوف عدد كبير من الناس من فكرة كهذه لا يأتي من فراغ لأنك لو نظرت على الأمر عن قرب ستجده فعلاً مرعب.

شبح حرب عالمية ثالثة

شبح حرب عالمية ثالثة

الأرض في عصرنا الحالي تحتوي على أقوى الأسلحة الفتاكة التي شهدها الكوكب على مدار التاريخ. على مدار البشرية لم يكن هناك أي أسلحة بقوة الأسلحة الموجودة اليوم.

ولو أنك لا تتخيل الأمر فلأقل لك أن الكوارث المهولة التي حدثت في الحرب العالمية الأولى والثانية كانت باستخدام طائرات ودبابات بدائية الصنع تماماً، بالإضافة إلى بعض البنادق والمسدسات.

وأكبر قوة ظهرت حينها كانت عبارة عن قنبلتين نوويتين صغيرتين في الحجم، وهاتان ظهرتا في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ولو أنك تتصور أن القنابل النووية الصغيرة هذه أسلحة فتاكة، فدعني أقول لك أنها بالنسبة للأسلحة المتطورة الموجودة في العالم اليوم أشبه بمقارنة السيوف والرماح مع البنادق الرشاشة.

في الواقع لا يوجد أي وجه مقارنة، لكن السؤال هنا هل يمكن لدولة في العالم أن تفكر في استخدام هذه الأسلحة الفتاكة ضد أي دولة أخرى؟ وهل الاتفاقات الدولية ستسمح بذلك أم لا؟

وهل يا ترى لو قامت الحرب العالمية الثالثة تأثيرها سيؤثر على الأطراف المتنازعة فقط أم أن بطشها سيطال كل العالم؟

لكن وجود الأسلحة الفتاكة مع الدول المتنازعة في أي حرب يمكن أن يكون هو السبب في أن نطمئن ولا نقلق.

أهلاً بكم في عشوائيات، أنا عمر عابدين وفي الحلقة اليوم سنجيب على سؤال ماذا لو قامت الحرب العالمية الثالثة .

تعريف بالأسلحة الفتاكة الموجودة

في البداية لنأخذ جولة سريعة في عالم الأسلحة الفتاكة الموجودة حالياً على سطح كوكب الأرض الحزين.

للأسف معظم الناس ثقافتها عن الأسلحة التي تستخدمها الدول في الحروب متوقفة عند الأسلحة النووية فقط لكن في الواقع الحقيقة غير ذلك تماماً.

الواقع مرعب ومخيف أكثر مما نتخيل، فكوكب الأرض يحوي أسلحة أخرى أكثر فتكاً من الأسلحة النووية بمراحل.

والمدهش في الأمر أن هذه الأسلحة يمكن أن تكون لدى دولة مجاورة لك أو تبعد عنك عدة كيلوميترات وأنت لا تدري.

بل أنها يمكن أن تكون في داخل دولتك أنت شخصياً ولم تسمع عن ذلك سابقاً ولا تعرف بوجودها اصلاً.

كل دول العالم على مر العصور تسعى أن تمتلك جيشاً قوياً وأسلحة فتاكة لتدافع بها عن نفسها ضد أي غارات، وفي نفس الوقت تثبت من خلالها هيمنتها على المنطقة المحيطة.

إلا أنه في السنوات الأخيرة أخذ الأمر مساراً غريباً، فقد حصل تطور مرعب في الأسلحة لدرجة تجعلك تقول في نفسك لا يمكن لهذه الأسلحة أن يكون الهدف منها استخدامها ضد البشر.

البشر أبسط من هذا، لا بد أن هذه الأسلحة مصنوعة لكي يحاربوا بها مخلوقات فضائية أو مخلوقات أسطورية تخرج من باطن الأرض.

القنابل الفراغية

بعض الدول تمتلك نوعاً من القنابل تدعى القنابل الفراغية Thermobaric Weapon, Aerosol Bomb, or Vacuum Bomb.

وهذه القنابل تستخدم الأوكسيجين الموجود في الجو لتنفجر وتولد طاقة حرارية مهولة، فهذه القنبلة وقودها الهواء.

وبالتالي هذه القنابل تولد موجة انفجارات طويلة الأمد لا تنتهي مقارنة بالمتفجرات العادية، وطالما هي في الهواء تصهر كل شيء تقابله.

مركبات إلكترونية محملة بأسلحة

إن أحد الدول حالياً لديهم مركبات إلكترونية محملة بأسلحة وقذائف متعددة الرؤوس.

فالمركبة الواحدة لديها القدرة أن تذهب إلى منطقة معينة وتستهدف أكثر من هدف بدقة عالية في نفس الوقت وحتى لو كانت هذه الأهداف تبعد عن بعضها مسافة تتعدى ألف كيلومتر.

المخيف في الأمر أن انفجار رأس واحد من هذه الرؤوس مساوياً للانفجارات النووية التي حدثت سابقاً بل يكاد يتفوق عليها.

وبعد أن تقوم المركبة بعملها تعود لمكانها التلقائي وتكون مستعدة لتكرار هذا السيناريو لعشرات المرات.

الصواريخ الباليستية Ballistic Missiles

وهناك نوع آخر من الأسلحة يطلق عليها إسم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ولديها القدرة على حمل قذائف وتتحرك بها من قارة إلى أخرى وتقطع مسافة تتعدى 5500 كيلومتر.

ولو أردت تصور مدى خطورتها فلتعلم أن نصف قطر كوكب الأرض هو حوالي 6000 كيلومتر فقط، فهذه الصواريخ قادرة أن تصل إلى أي مكان على سطح الأرض بضغطة زر.

الأسلحة البيولوجية    Biological Weapons

هذا عدا الأسلحة البيولوجية Biological Weapons التي يمكن أن تزيل ملامح الحياة من أي مكان تصيبه.

حاملات الطائرات Aircraft Carriers

وحاملات الطائرات التي ظهرت فكرتها للمرة الأولى في عصرنا الحديث والتي لديها القدرة على حمل أكثر من 90 طائرة بالمدافع والذخائر وتتحرك بهم من مكان إلى آخر.

القنبلة الهيدروجينية Thermo Nuclear Weapon

وذلك عدا عن القنابل الهيدروجينية Thermo nuclear Weapon والتي تقدر على صهر الصخور. وأضف عليهم القنابل الصوتية Sonic Weapons.

وبعض الدول تطور الذكاء الاصطناعي في مجال القتال والحركة.

كل هذه الأسلحة موجودة على سطح الأرض التي تعيش فيها وتأثير القنابل النووية التي تم إطلاقها في الحرب العالمية الثانية تعتبر بالنسبة لهم لا شيء.

السلام في العصر الحديث

دول العالم في العقود السابقة تمتعت بأطول فترة سلام متصلة حصلت في العصر الحديث. لأكثر من 75 سنة متتالية  لم يحدث فيهم حروب عامة مثلما كان يحدث أيام الحروب العالمية.

ولكن هذا لا يمنع قيام حروب وغارات خلال السنوات الفائتة، لكنها كانت حروباً على نطاقات صغيرة وفي دول معينة وبطشها لم يصل إلى كل دول العالم كما كان يحدث في الماضي.

وعدد الضحايا والمصابين لا يقارن إطلاقاً بالكوارث البشرية التي حصلت في ظل الحروب العالمية والتي عددهم يتعدى الملايين من مدنيين وجنود.

يعني بشكل أو بآخر العالم حالياً يمر بعصور مستقرة نسبياً عن العصور السابقة، وهنا يظهر سؤال: ما الذي يمكن أن يحدث لو بعد كل هذه السنين أشعلت شرارة حرب عالمية جديدة؟

فما هي السيناريوهات التي من المحتمل حدوثها في حالة نشوب حرب مع وجود هذا الكم الهائل من الأسلحة الفتاكة؟

سيناريوهات الحرب القادمة

الحقيقة لو قامت حرب بالفعل فإن تأثيرها سيأخذ أكثر من مسار:

حرب بالأسلحة التقليدية

المسار الأول هو استبعاد فكرة الأسلحة الفتاكة على الإطلاق، وهذا ببساطة شديدة يرجع إلى أننا موجودون كلنا على نفس الكوكب.

فلو أن إحدى الدول لديها أسلحة فتاكة ورؤوس نووية وقنابل هيدروجينية، فالدولة المقابلة لديها نفس الأسلحة ويمكن أكثر.

لن يتجرأ أحد أن يقترب من فكرة استخدام هذه الأسلحة المحظورة إطلاقاً لأنه سيفكر في سلامته الشخصية أولاً.

وبالتالي لو قامت حرب فستكون إما حرباً اقتصادية وحصار سياسي بين الدول، أو أنها ستكون حرب مسلحة بالأسلحة التقليدية وسيبتعدون كل البعد عن الأسلحة الفتاكة.

لأن الأسلحة الفتاكة هي أسلحة دمار شامل لن يشمل الأماكن التي سيتم قصفها بل سيشمل الأشخاص الذين أطلقوا السلاح أيضاً، فالسلاح يشمل دمار الكل.

والحقيقة السبب الرئيسي في أن الولايات المتحدة الأمريكية ألقت قنابل نووية على هيروشيما هو أن لا أحد يملك قنابل مثيلة حينها.

ولو كانت اليابان تمتلك أسلحة نووية في ذلك الوقت كانت ستفكر أمريكا ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة مجرمة كهذه الخطوة.

إذن، لو نشبت حرب حالياً فهي إما ستكون حرباً اقتصادية أو حرباً عسكرية باستخدام الأسلحة العادية. وهنا سيظهر المسار الثاني من تأثير الحرب.

اختفاء الدول الصغرى

لو بدأت الحرب العالمية الثالثة سيكون الخطر بشكل أساسي على الدول التي تفتقد للموارد الطبيعية وتعتمد على الاستيراد من الخارج.

مثل استيراد الأغذية والنفط والمواد الخام ومصادر المياه العذبة وغيرها من المستلزمات الأساسية، حتى لو كانت دولة غنية وتملك أموالاً ضخمة لأن الأموال في هذه الحالة لن تفيد في شيء.

ولو قامت الحروب حول هذا النوع من الدول فهذا بدوره سيوقف الشحنات الغذائية والبضائع التجارية ومصادر الطاقة التي تأتيها من الخارج.

وبالتالي لن يكون لديها فرصة أن تصمد لفترة كبيرة لأن سكانها حرفياً سيموتون من الجوع وقلة الغذاء.

وعلى النقيض الدول التي تحتوي على موارد طبيعية بشكل كبير كالنفط أو الغاز الطبيعي وغيرها من مصادر الطاقة لن تكون آمنة.

لكنها ستكون أكثر الدول عرضة للخطر في حالة عدم امتلاكها لجيش قوي يحمي مواردها، وهذا باختصار لأنها ستكون مهددة بالاحتلال والغزو طوال الوقت.

في حالة نشوب حرب بين الدول سيبدأ الوقود بالانخفاض تدريجياً وسيتحول إلى عملة نادرة.

وهذا يعني أن أي دولة لديها وفرة في الوقود أو حتى احتياطي نفط ستكون فريسة سهلة وهدف لكل الدول أن يستولوا على مواردها ويستخدمونها في تقوية أسلحتهم ومعداتهم.

دخول أطراف أخرى

أما المسار الأخير الذي يمكن أن تؤول إليه الأحداث هو اضطرار دخول بعض الأطراف غير المعنية بالنزاع في ساحة الحرب.

فيمكن لدولة اسمها س تتصارع مع دولة اسمها ص فستجد دولة اسمها ع دخلت على الحوار بالرغم من أنها لا يقع عليها أي ضرر.

وهذا ببساطة لأن أحد الدولتين المتصارعتين بينها وبين الدولة مصالح مشتركة، وهذا بدوره سيجعل دائرة الحرب تتوسع حتى تشمل معظم دول العالم، وهذا سيزيد مدة الحرب وخطورتها.

نظرة إلى المستقبل

ألبرت أينشتاين عندما سألوه عن احتمال حدوث الحرب العالمية الثالثة كان رده قائلاً:

أنا لا أعرف ما هي الأسلحة التي ستكون في الحرب العالمية الثالثة لكن لو أنها قامت فالحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة.

هذه الجملة بالرغم من بساطتها إلا أنها تحمل الإجابة. فرد أينشتاين يعني أنه لو حصلت الحرب العالمية الثالثة باستخدام أسلحة الدمار الشامل فهذا سيكون بمثابة إنهاء للحضارة البشرية تماماً.

سيحدث إبادة لكل شيء، لدرجة أن التكنولوجيا ستنعدم وتتلاشى ونعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

لكن الحقيقة الموضوع ما زال يحمل بصيصاً من الأمل، فلا توجد دولة حالياً تجرؤ على استخدام الأسلحة المحظورة حتى لو هددوا بعضهم بهذا طوال الوقت.

لأن كل الدول تعرف أن الدول المقابلة لن تسكت وسترد عليهم بنفس العيار.

وبالتالي فإن وجود أسلحة دمار شامل لدى الدول الكبرى ما هي إلا واجهة للعرض لا أكثر ممنوع لمسها أو استخدامها.

إن فكرة استخدام أسلحة الدمار الشامل في الحروب هي فكرة مستبعدة بالمرة لأن الضرر سيطول الجميع.

وإن شاء الله العصور الحالية والقادمة تكون عصور مليئة بالسلام والاستقرار وبعيدة كل البعد عن استخدام الأسلحة الفتاكة في الحروب.

وفي النهاية ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع الظلم والقهر عن إخواننا في كل مكان.

وبهذا نكون أجبنا اليوم عن السؤال ماذا لو قامت الحرب العالمية الثالثة . وأراكم في الحلقة القادمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى