ما هو السحر الاسود؟
اليوم ما سنتحدث عنه خطير، بعضنا يؤمن به وبعضنا يعتبره خرافة، هي أخطر ممارسات التي عرفتها البشرية منذ بدء التاريخ وحتى اليوم بقيت سرية وطي الكتمان حتى الأمس القريب تنفيذها يتم بطريقة واحدة، اتباع تعاليم شيطانية،
بخور شموع اعضاء حيوانية ودماء يجمعها شيء واحد كتابات وطلاسم غير مفهومة، والغاية أذية وضرر كبير لا تحمد عواقبه، عالم مليء بالأسرار والغموض تم تلخيصه في كتب نادرة ومحرمة.
السحر الاسود وخفاياه المظلمة موضوعنا اليوم هو أبرز جدل عبر التاريخ، إن أمنا او لم نؤمن بحقيقتها هي أعمال شيطانية تمارس اليوم وفيها أذية محتملة لذا وجب البحث.
ان كنتم تعتقدون ان السحر هو ممارسة حديثة العهد فهذا المقال سيثبت لكم العكس، فقد عرفت البشرية هذه الممارسة منذ ألاف السنين، سنخبركم في هذا المقال عن قصص وروايات لم تسمعوا بها من قبل أبداً.
ونحن نطرح الموضوع من باب المعرفة لا التمني او من باب التأكيد على صحته بل على العكس وسنضع التفاصيل التاريخية بين أيديكم لنعاين خطورة هذه الممارسة والضرر الكبير الذي قد تلحقه بالنفوس.
سنتحدث عن تاريخ السحر وانواعه واساليبه وابرز القصص والشخصيات المتعلقة بهذه الممارسة القديمة وكتب السحر الشهيرة ومضمونها المريب وجولة مع اليوتيوبر إيهاب قاسمية داخل منزل أحد السحرة ونظرة على ما سنجده بالداخل
كثيرا ما نسمع ان سبب فشلنا او بطالتنا طلاقنا او تأخر زواجنا وحتى مرضنا يعود لممارسات شريرة تندرج تحت خانه السحر والشعوذة سواء كان هذا صحيحا ام لا؟
ان الكثيرين حول العالم يؤمنون به ويلجئون للمشعوذين والسحرة لفك هذا النوع من السحر فالسحر انواع عديدة وحتى درجات، قبل التطرق إليها سنأخذكم في رحلة حول تاريخ السحر،
عرفت البشرية ممارسة السحر منذ فجر التاريخ بحيث اعتبرت مختلف الحضارات السحرة والمشعوذين ذوي شأن عظيم وبوأتهم مناصب قيادية عالية وحتى تركت اتخاذ القرارات السياسية و الاجتماعية بين ايديهم بالاستناد الى ان لديهم قدرات خارقة لا يملكها احد وقدرة على تغيير الواقع،
البداية مع الحضارة الفرعونية، هذه الحضارة لم تشغل العلماء والباحثين بملوكها وفراعنتها وبتطورهم الحضاري والمعماري وحسب بل هناك جانب أخر اهتم به العلماء بشكل كبير وهو السحر وقد اعتبر العلماء السحر الفرعوني اخطر انواع السحر لدرجة اطلق عليه اللعنة ولعنة الفراعنة بحد ذاتها لغز من الغاز التاريخ وهنا لا بد من التفريق بين السحر والعرافة فهما ممارستان مختلفتان كليا عن بعضهما البعض.
فالعرافة تعني أن يمتلك صاحبها قدرة على معرفة الغيب،
أما السحر فهو أن يؤثر من يمارسه على الواقع ويغيره او يلحق به ضرر،
ما وصف العلماء والباحثين السحر الذي كان يمارس في الحضارة الفرعونية بالسحر الدفاعي الذي يهدف الى طرد الارواح الشريرة وحماية الفرعون وموميائه وممتلكاته بعد الموت ليتمكن من اتمام رحلته في العالم الأخر والتي تهدف الى حماية العالم على هذه الأرض بحسب علماء الأثار
وفي هذا السياق قال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس في كتابه “جنون اسمه الفراعنة“، انه كثيرا مانرى على جدران المقابر نصوص وجمل تهدف الى حماية القبر وصاحبه وترهيب كل من يحاول اعاثة الخراب في القبر،حيث تشير بعض النصوص ان فرس النهر سوف يلتهم عظام من يحاول تخريب القبر او التمساح والاسد سيأكلان لحمة او سيجري سم الافعى في عروقه،
نستذكر هنا المثال الاشهر عن تلك النقوش وهو الجملة المنقوشة على مقبرة الفرعون توت عنخ امون التي تقول سيضرب الموت بجناحيه الساميين كل من يعكر صفو الملك وبحسب البعض هذا حصل فعلا فقد كانت نهاية مكتشف القبر هوارد كارتر وممول الرحلة الاستكشافية واقاربهم مأساوية وكأن سحر القبر تحقق عليهم،
السحر الفرعوني لم يلقى على المقابر فحسب بل كان على فرعون بدوره حفظ العديد من الطلاسم التي نراها منقوشة على القبر ليمر عبر بوابات العالم الاخر وينجو بنفسه من الثعابين وكل مخلوقات المفترسة التي تعترض طريقه، ليس هذا فحسب إذ ذكر الدكتور زاهي حواس أن الفراعنة ولا سيما كهنتهم كما يطلق عليهم،
كانوا يمارسون السحر على الأحياء وذلك للانتقام في اغلب الاحيان وقد طرح في كتابه مثالاً على ذلك يستند فيه على ما جاء في أحد أوراق البردة المصرية التي تقول ان كاهناً فوجئ بخيانة زوجته له، فانتظر إلى ان نزل الشاب الخائن إلى المياه ليغتسل وقام الكاهن بوضع تمساح صغير من الشمع في الماء فقام بتحويله عن طريق السحر إلى تمساح ضخم افترس الشاب،… لا احد يعلم
مع ان هذه القصة واحدة من عدة القصص التي تم تداولها حول الحضارة الفرعونية والممارسة السحر
وهنا لا بد لنا من القول ان صحيح ان الحضارة الفرعونية عرفت السحر ومارسته إلا ان الانتشار الحقيقي لمفهوم السحر كان في الحضارة البابلية وقد اعتبر أخطر، لأنه على خلافة الحضارة الفرعونية فقد انتشر السحر الأسود بين الناس في الحضارة البابلية في حين اقتصر في الحضارة الفرعونية على الكهنة،
اذ اوضح الدكتور زاهي حوّاس ان طبقة معينة من الكهنة يطلقوا عليهم اسم الكهنة المرتلين أو غاريو حب بلغة المصرية القديمة هم اختصوا بممارسة السحر وقد كان السحر علم ساريا لديهم لم ينقله السحرة إلا بشروط وعهود ومواثيق ولم يكن في استطاعة أي شخص ان يكون ساحراً،
الأمر الذي اختلف تماما في الحضارة البابلية إذ نجد السحر قد انتشر بين البشر عن طريق الشياطين، الأمر الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز إذ قال ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) وهنا لا بد من تسليط الضوء على قصة هاروت وماروت الشهيرة التي تتعلق بالحضارة البابلية والسحر و تعددت الآراء حول من هم هاروت وماروت،
فهناك من يقول انهم ملكان في حين يقول البعض الآخر انهم شيطانان وهنا نعود إلى الآية القرآنية من سورة البقرة التي ذكرنا جزء منها حيث يكمل الله عز وجل بالقول ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
وبحسب التفسيرات فهاروت وماروت من الملائكة لا من البشر وهم مرسلان من الله لتعليم الناس شيء يقيهم من الشر.
وفي الحضارة البابلية يعتبر الساحر الأبرز هو الملك نمرود الذي ارتبط اسمه ببرج بابل الأسطوري بحيث كان يمارس نمرود السحر ويسخر الجن والشياطين لخدمته ألا أن في النهاية لقي حتفاً مأساوياً الموت بسبب بعوضة دخلت رأسه واستقرت فيه لإيام عديدة.
إذاً هذه نظرة سريعة على تاريخ السحر الذي تعود ممارسته على أنواعه إلى الحضارتين الفرعونية والبابلية وعلى الرغم من كل التقدم الذي نشهده في يومنا هذا مازال السحر يستهوي الكثيرين، فمنهم من يحاول التمرس به وامتهانه ومنهم من يلجئ إلى المتخصصين فيه للحصول على غاية ما، والملفت ان هناك كتب تتناول السحر فنونه، أسراره، ممارساته …. سنتحدث عنها بشكل مفصل لاحقا..
ما هي أنواع السحر؟
بحسب ممارسي السحر هناك ثلاثة أنواع للسحر:
السحر الأبيض: الذي يستخدم في أعمال الخير
السحر الأسود: وهو الأخطر الذي يستخدم لأحداث أذى أو ضرر أو لأي غاية شريرة
السحر الأحمر: الذي يعتبر السحر الأوسط ما بين الأبيض والأسود والذي يستخدم لحل المشكلات.
وعلى الرغم الانتشار هذا التصنيف بين الناس إلا ان الكثيرين يرفضونه ويعتبرون ان السحر هو نوع واحد فقط وهو ضار لا محال.
وبالتالي يعتبرون ان السحر هو أسود فقط.
ممارسو السحر يتبعون طرق معينة لتحقيق مبتغاهم ورغبة لمن يلجئ أليهم بحيث نجده من يقول كلمات وجمل غير مفهومة في الكثير من الأحيان وذلك لاستحضار القوة الشريرة لتساعدهم على اتمام السحر،
كما يؤدون العديد من الحركات الجسدية ولا سيما بأيديهم للإكمال مرحلة اعداد السحر هذا إلى جانب استخدام الشموع والبخور والأضواء وبالمقابل نجدهم يستخدمون بعض المواد الملموسة مثل الشعر سواء البشري أو الحيواني إلى جانب بعض الأعضاء الحيوانية كالأسنان والعيون أو اللسان وغيرها بالإضافة الى بعض الأعشاب والاحجار او الدمى والدبابيس والاخطر هو الدماء،
قد نجد ان ممارسة السحر تقتصر على إلقاء تعويذة او قراءة طلاسم غير مفهومة او قد يتم تحضير مادة ملموسة لابقاء السحر على جهة أو شخص مستهدف، النقطة البارزة هنا انه بات للسحر قواعد وأسس والدليل الكتب التي تناولت السحر وفسرته ونصت قوانينه وكيفية ممارسة كما أشار الكتابين في عصرنا الحديث واللذين يعتبران محرمين هما شمس المعارف الكبرى والعزيف
لكن مالا تعلمونه انهما ليسا اول كتابين تناولا السحر فالكتابين الاقدر في هذا المجال هما التلمود وkabbalah يشير الدكتور عودة عبد الله من جامعة النجاح الوطنية في فلسطين في كتابه التلمود واثره في صياغة الشخصية اليهودية، الى ان التلمود اول كتاب سحري و لفت ان الكتاب يحكي في طياته ان علماء التلمود قادرين على خلق رجل بعد قتل رجل اخر وتحويل الخضار والفواكه الى حيوانات وتحويل الماء الى عقارب والاخطر تحويل البشر الى حيوانات
تعني كلمة تلمود الدراسة او التعليم ويعتبر الكتاب من اهم الكتب الدينية عند اليهود بحيث يعتبر انه الكتاب الذي يضم التعاليم اليهودية الشفهية وقد بقيت التعاليم المنصوصة في التلمود مجهولة لسنوات عديدة،
أما كتاب كابالا تعود أسسه إلى قصة الحاخام شمعون من يوحاي الشهيرة التي وقعت في فترة الامبراطورية اليونانية ومنصوصة في النصوص اليهودية بحيث تشكل أفكار الحاخام الى بروز فكرة الكابالا فيما بعد و لأول مرة في التاريخ،
إذ تقول القصة أن الحاخام تمكن من الهرب من الرومان الذي كانوا يريدون اعدامه وبقي متخفي عنهم في كهف لمدة ثلاث عشرة سنة وخلال مكوثه في كان يجري تأملاته في الله وفي الكون مسترشدا في النصوص اليهودية،
نجد في الكابالا طقوس السحر ووسائل الاتصال بالشياطين والارواح الشريرة وارواح الموتى وكيفية تسخيرها وحتى تقمصها، ينسب بعض العلماء تسمية كابالا للغة الأرمية بحيث تعني الكلمة القبول والتلقي كإشارة إلى تلقي الروايات الشفهية والعلوم كما حدث في التلمود،
فحسب التلمود تلقى موسى عليه الصلاة والسلام تعاليم شفهية، يذكر ان كتاب الكابالا من الكتب بالغة السرية ولم يكن العالم على علم بمحتواها الا بعد سنوات عدة بعد ان تم رفع الحظر عن اكتشاف محتواها ودراسته
والان سنتحدث عن الكتب التي اشتهرت في العصر الحديث، البداية مع كتاب شمس المعارف الكبرى وهنا لابد من التنويه بأن هذا الكتاب ممنوع في الدول الإسلامية وقراءته محرمة، الكتاب من تأليف احمد بن علي البوني الذي عاش اواخر القرن الثاني عشر وهو يتناول بشكل اساسي كيفية تحضير الجن، اختفى هذا الكتاب لفترة ثم أعيدت طبعاته بعد مدة في مكتبة في بيروت لاول مرة حديثة في العام 1985 ويقال تم تحريفه والتلاعب بمحتواه وعمد والهدف منه ومن تناوله واضح لذلك قام العالم الاسلامي بتحريمه.
أما كتاب العزيف فهو من تأليف الشاعر عبد الله الحظرد الذي كان يعرف باسم العربي المجنون، وبحسب كاتب روايات الرعب الأمريكي هاورد لافكرافت فإن اسم الكتاب العزيف يعني الاصوات التي تصدر ليلا من الحشرات والتي كان يعتقد انها اصوات الجن والشياطين،
كتاب العزيف هو عبارة عن كتاب تاريخ اكثر من ان يكون كتاب سحر حيث يتحدث عن الحضارات والكيانات القديمة وكيفية الاتصال بهم واستحضارهم ويعتقد الكاتب ان هناك اجناس اخرى سكنت الارض قبل الانسان وان المعرفة البشرية انتقلت للبشر من اجناس تعيش خارج هذه الارض ومن وراء هذا العالم،
وظنت بأنه انتصر بالكيانات القديمة عن طريق السحر وحذر من أنهم قادمون لاسترجاع كوكب الارض من البشر كما ادعى ان الكيانات القديمة تعيش فيما وراء هذا العالم وانها تريد الاتصال بالأرض بأي طريقة ممكنه للوصول إليها والسيطرة عليها ومنهم من تمكن من تقمص شكل وجسم الإنسان والعيش بين بني البشر ويتزوجوا منهم ليكاثروا نسلهم على هذه الارض،
ترجم كتاب العزيف الى لغات عدة وقد تم حرق العديد منها أما النسخة المكتوبة باللغة العربية فيقال انها اختفت تماما من الوجود الا ان الكاتب لافكرافت لفت الى انها ظهرت في القرن العشرين في سان فرانسيسكو الا انها احرقت فيما بعد لا أحد يعلم،
على الرغم من كل هذه التفاصيل والمعلومات السحر مازال غامضاً ويثير الفضول لذلك دخل احد الاصدقاء الى احد السحرة الذي تم طرده من المنزل بعد شكاوى من السكان ولاسيما صاحب ورواد النادي الرياضي المجاور للمنزل،
هي قصة محلية بالنهاية قد تكون صحيحة او خيالية، الغريب الكتاب الذي تم ايجاده في هذا المنزل وهو كتاب عن السحر الأسود خطير جدا.
في الختام يمكننا تلخيص الموضوع بالآتي، السحر من الممارسات القديمة التي تهدف لإلحاق الضرر فيمن حولها وهو الى يومنا هذا محط اهتمام العلماء والباحثين وحتى صانعي الافلام والوثائقيات بحيث نجد العديد من الاعمال العربية والعالمية التي تناولت اعمال السحر والشعوذة، فما رايكم؟
ما الذي يجذب لنا لهذا العالم المظلم؟،
هل هي السلطة والقوة الزائفتين ام الاعتقاد انه بإمكانهم تغيير الواقع والمستقبل؟
مهما كان السبب الاكيد انه على من يسلك هذا الدرب ان يدرك انها اعمال شيطانية نهانا الله عنها نهيا قاطعا وان يعي احتمالية ان تكون العواقب وخيمة جدا والضرر كبير.
اقرأ أيضاً… جزيرة الدجال | اسمعوا قصة الصحابي الذي وجد جزيرة الدجال | مع حسن هاشم
اقرأ أيضاً… اصحاب الاخدود والغلام ،اسمعوا العجب في قصة خلدها التاريخ | حسن هاشم
اقرأ أيضاً… توت عنخ أمون | لعنة الفراعنة واللغز الأكبر! – حسن هاشم | غموض ملك