ذكر الله تبارك وتعالى القرين في القرآن الكريم حيث يقول : ومن يكن الشيطان له قريناً فساء قرينا
كل منا له قرين ، وهذا الكلام صحيح لأن يوم القيامة سيأتي وتحدث مخاصمة بينك وبين قرينك من الشياطين ، وهذا القرين ليس له تأثير على المؤمن .
فليست المشكلة في وجود قرين من الشياطين أو عدم وجوده ، فالشياطين موجودة في كل مكان من حولنا ، ولكن كيف يؤثر هذا القرين عليك ؟
احم نفسك من القرين بالقرآن
الفاتحة سبعة آيات ، لذلك الفاتحة هي سورة الشفاء وتسمى الشافية ، فإن قرأتها وهي سبعة آيات ، و تقرؤها سبع مرات تكون سبباً في الشفاء بإذن الله .
الرقم سبعة له أثر على الشيطان ، لذلك عندما نبحث عن كلمة قرين في القرآن نجد أنها وردت بالضبط سبع مرات .
أوردها الله سبع مرات ليؤكد لنا أهمية الرقم سبعة في الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .
عندما يكون إيمانك قوياً بالله وتستعيذ بالله من شر الشيطان وتطبق تعاليم القرآن ، وأنت في حالة طهارة دائمة ، تقيم الصلوات الخمس ، لا تؤذي الناس ، لا تتبع الهوى ، لا تأكل الحرام ، لا تظلم الناس .
هذه كلها تجعل قرينك بعيداً عنك وأثره ضعيف .
متى يصبح أثر القرين قوياً عليك
عندما تسلك الطريق الذي يسلكه هو ، وبالتالي الله تعالى قال ( ومن يكن الشيطان له قريناً فساء قرينا ) .
أي يكون الشيطان مثلك هو يريد الشر وأنت تريد الشر ، هو يريد ظلم الناس وأنت تريد أن تظلم الناس ، هو يريد الفاحشة والزنا والإباحية وغير ذلك وأنت أيضاً تسلك هذا الطريق فهو أصبح قرينك .
هناك آية عظيمة في سورة الزخرف يقول فيها الله تبارك وتعالى ( ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطاناً فهو له قرين ) .
فالشرط الرئيسي أن يكون هذا القرين قريباً منك ويؤثر عليك ، أن تنحرف وتبتعد عن ذكر الله تبارك وتعالى ، لذلك نجد أن النسيان في القرآن مربوط بالشيطان :
فأنساه الشيطان ذكر ربه
وإما ينسينك الشيطان بعد الذكرى
النسيان مربوط بالشيطان ، فهو عندما يزين لك عملك ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً ) ترى هذا العمل أنه حسن وترى أن علاقتك المحرمة مع هذه الإمرأة حسنة .
الشيطان سيزين لك ذلك و يدفعك و يوسوس لك باتجاه الزنا والفاحشة .
عندما ترى أن أكلك المال الحرام أو مال الربا حسناً وشيئاً جيداً فإن الشيطان القرين هو من يزيدك حباً لهذا العمل السيء ويدفعك لمزيد من الحرام ، وهنا أصبح للقرين تأثير عليك .
شهادة القرين يوم القيامة
في سورة ق سيأتي القرين يوم القيامة ويكون هناك حوار ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد )
سبحان الله نحن غافلون ، تظن نفسك أيها الإنسان أنك مهمل في هذا الكون ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) .
سيأتي مع كل واحد منا يوم القيامة سائق يسوقك و شهيد يشهد عليك ، وهذا موقف صعب ، فكل كلمة نطقت بها وكل كلمة كتبتها ، كل فكرة خطرت ببالك ، هذا الشهيد سيشهد عليك .
يقول لك الله في ذلك الوقت ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .
أي أن بصرك الآن يستطيع أن يرى الملائكة والشياطين ، و يرى جهنم و العذاب ، و يرى السائق والشهيد ، و يرى أعمالك .
نحن في الدنيا إذا عملنا عملاً لا نستطيع أن نراه ، ولكن أنت يوم القيامة سترى عملك ، لأن بصرك حديد ( وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ) .
الآية هنا تأتي قوية وقاسية جداً ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد*مناع للخير معتد مريب*الذي جعل مع الله إله آخر فألقياه في العذاب الشديد ) .
هذه الآية لا تعني فقط ذلك الذي يسجد للصنم ويتخذه إلهاً من دون الله ، لكن هناك من يتخذ المال إلهاً ، تنطبق عليه هذه الآية : الذي جعل مع الله إلهاً آخر .
هناك من يخضع لسيطرة شخص ويتبع شخصاً ضالاً ويتبع أوامره ونواهيه ويغضب الله تبارك وتعالى ولا يبالي بوجود الله ، هذا أيضاً تنطبق عليه هذه الآية : الذي جعل مع الله إلهاً آخر
الله سبحانه وتعالى يخاطب هنا السائق والشهيد : فألقياه في العذاب الشديد .
تبرؤ الشيطان من الإنسان يوم القيامة
( قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكنه كان في ضلال بعيد ) .
أي أن القرين يتبرأ منك ، وهكذا هو الشيطان ( يقول للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ) ويظن أنه سينجو من العقوبة .
قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد*ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد*يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد*
انظروا إلى هذا الموقف المرعب ، أنا أعلم الآن أنني سأتعرض ربما لهذا الموقف إذا أطعت هذا القرين .
إذا أطعت الشيطان الذي يوسوس لي ويرغّبني في فعل الشر وأكل المال الحرام وارتكاب الفاحشة والنظر إلى ما حرّم الله .
هذا القرين الذي يرغّبك ويعدك اليوم ويقول لك هذا حسن ويزيّن لك هذا العمل ( وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ) سيتخلى عنك أمام جهنم .
وعندما تأتي الآية لتقول ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) فلماذا أعرض نفسي لهذه المواقف ، مقابل ماذا ؟
الإسلام هو الحل
الإسلام أمرني بالطهارة وأمرني بالعفة والهدوء والطمأنينة ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) أمرني بألا أخاف ولا أحزن ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
أراد لي السعادة ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) ، ضمن لي الحياة الطيبة ماذا أطلب أكثر من ذلك ؟
ضمن لي الرزق ( لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) ، ضمن لك كل أسباب السعادة والحياة المطمئنة ، و ضمن لك الرزق وراحة البال والهدوء النفسي والاطمئنان والأمان .
لماذا تنحرف في طريق الشيطان ؟ ثم تقول لماذا يعذبنا الله ؟
القرين أمر ينبغي أن ننتبه له ، وأن نتصور أن هذا الشيطان عدو لنا ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ) .
إذن ، ينبغي أن تحذر في كل لحظة ، فأي تصرف خاطئ تجد نفسك مندفع باتجاهه تذكر أن هناك شيطان يدفعك باتجاه هذا العمل وسيتخلى عنك يوم لقاء الله .
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بهذه المعلومات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com