العناية بالذاتصحة

ما هي أضرار حقن الفيلر


الكثير من الأطباء يتحدثون عن جمال ومميزات حقن الفيلر والنتائج الجميلة التي يمكن الحصول عليها منه.

لكن من النادر جداً أن تجد طبيباً يتحدث عن المشاكل والمضاعفات التي يمكن أن تحدث بسبب هذه الحقن.

لذلك قررت أن أتحدث اليوم عن المشاكل التي يمكن أن تحدث بسبب حقن الفيلر ليس لنخيف الناس بل لنحاول قدر المستطاع أن نحتاط وأن نبتعد عن المشاكل قدر الإمكان.

ما هي مشاكل و أضرار حقن الفيلر

ما هي مشاكل و أضرار حقن الفيلر

تحدثت في فيديو سابق عن الفيلر وأنه جيل يتم حقنه في الجلد أو تحته ليملأ تجويفاً ما.

لكن أن تحقن شيئاً من خارج الجسم إلى داخل الجسم حتى لو كان طبيعياً 100% مثل الهيالورونيك أسيد Hyaluronic Acid يمكن أن ينتج بعض المشاكل:

نتيجة مخيبة للتوقعات

المشكلة الأولى التي سنتحدث عنها بسيطة وبديهية، هي أننا لو حقنا الفيلر يمكن أن تكون النتيجة غير مرضية.

لأن الطبيب بشر ويمكن أن يخطئ أو ألا يكون موفقاً، فتكون النتيجة غير جيدة أو أن الشخص يتخيل أنه يقوم بشيء معين وبعد الحقن يكتشف أن النتيجة ليست كما يظن.

فلو أننا حقنا مادة مثل الهيالورونيك أسيد الموجودة في ريستالين Restylane أو جوفيديرم Juvederm أو توسيال Teosyal ونحوها، فهذه المواد يكون أمرها سهل جداً.

لأن هناك مادة تدعى الهيالورونيداز Hyaluronidase نحقنها في مكان حقنة الفيلر فتذيبه فوراً ويذهب بدون أي أثر ويعود الجلد كما كان في خلال أيام.

لكن عند حقن مادة غير الهيالورونيك أسيد فللأسف عملية التذويب لا تكون متاحة.

وأنا كطبيب أحب استخدام الهيالورونيك أسيد لأني أحب أن أظل محتاطاً أكثر لا أن أبهر الناس بالنتائج.

التلوث الميكروبي

المشكلة الثانية التي يمكن أن تحدث هي التلوث، فلو أن المختص الذي يحقن ليس ملماً بكل ما يجب عمله لعملية تعقيم الجلد أو الأدوات المستخدمة فيمكن أن يتسبب في دخول ميكروب داخل الجسم.

وإن دخل ميكروب الجسم بالذات في منطقة الوجه تكون هناك خطورة كبيرة، لأن الأوعية الدموية قريبة جداً من الدورة الدموية المتصلة بالمخ وهذا يمكن أن يسبب مشاكل كثيرة.

ويمكن أن يحدث ذلك مع الناس غير المتخصصين في حقن الفيلر ، لأنهم ليسوا أصلاً أطباء يعملون في الحقن وليسوا ملمين بما هو مفروض عمله لتجنب الإصابات.

ولو حدث شيء من هذا القبيل، وهو أمر وارد أن يحدث مع طبيب حتى، وخاصة عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة فيحتاج أن يعطيه مضاداً حيوياً بسرعة للقضاء على المشكلة.

لذلك يجب التعامل مع طبيب لأنه قادر على تشخيص الأمر مبكراً، ويتعامل معه بشكل سريع دون أن يحدث مشاكل إطلاقاً.

تفاعل الجسم مع جيل الفيلر

تفاعل الجسم مع جيل الفيلر

المشكلة الثالثة هي أن الجسم يتفاعل مع الفيلر بطريقة غير مرغوب بها، ويقوم بما يسمى جرانيولوما Granuloma ولو حدث هذا الأمر سيجعل الفيلر يعمل نوعاً من التحجر في المكان.

وهذه فرصة حدوثها أعلى في الأنواع الرخيصة من الفيلر لذلك دائماً أحب أن أستخدم المواد ذات الجودة العالية لتقليل فرص حدوث أمر مماثل.

فإن حدث ذلك وتم تشخيصه مبكراً يبدأ الطبيب التعامل معه ببعض الأدوية، ويؤتي نتائج جيدة.

ويمكن لبعض الحالات أن يحدث معهم بعد فترة طويلة وليس بشكل مباشر، في هذه الحالة تجد الشخص يشعر بأشياء تحت الجلد وحينها العلاج يكون صعباً.

الكدمات والازرقاق

المشكلة الرابعة أن يحدث كدمات أو إزرقاق في مكان حقن الفيلر ، وهذه المشكلة يمكن أن تحدث مع أي إبرة ولتجنب ذلك يستخدم الطبيب الكانيولا Cannula.

وهذه المشكلة أهم وأخطر مشكلة يمكن أن تحدث وهي حقن الفيلر داخل أوعية دموية.

فالفيلر هو عبارة عن جيل فإن دخل في أوعية دموية مهمة فهذا المكان سينقطع عنه الدم تماماً، وعند حدوث انسداد وانقطاع الدم فسيبدأ بالموت.

بالتالي المكان يمكن أن يتشوه مثل أن الدورة الدموية لا تصل العين بشكل جيد، وحصل أن بعض الناس أصيبوا بالعمى.

لتفادي هذه المشكلة يجب أن يكون الطبيب مختصاً ودرس بشكل جيد تشريح المكان، ويعلم أماكن الأوعية الدموية الكبيرة ليتفاداها ولا يحقن فيها الفيلر.

لذلك دائما ً أحذر من الذهاب لعدم المختصين لأن هذا يمكن أن يتسبب بمشاكل سواء بمنطقة حول الفم أو لا قدر الله تتضرر العين.

وحتى لو كان الطبيب يعلم أماكن الأوعية الدموية بعض الناس يكون لديهم اختلاف في أماكن الأوعية الدموية وهنا يأتي دور الكانيولا Cannula.

ناس كثر يعرفون الكانيولا عندما يدخلون المستشفى لإجراء عملية وليركبوا محاليل ونحوها، لكن نحن نتحدث عن كانيولا مختلفة تدعى ماكرو كانيولا مخصصة لحقن الفيلر.

الفيلر عندما يأتي بإبرة سيرنج جاهزة لها غطاء ويرافقها إبرتين دقيقتين لحقنه بشكل سهل ودون ألم.

المشكلة أن هذه الإبرة أنها مدببة ورفيعة جداً فعند إدخالها في الجلد يمكنها إختراق أي نوع من أنواع الأنسجة. يمكن أن الطبيب بطريق الخطأ حقن الفيلر في وعاء دموي.

بينما الكانيولا تكون إبرة طويلة لها رأس مدور مقفل لا يخترق أي شيء وفتحته جانبية. والميزة في هذه الكانيولا المقفلة من الأمام أنها لا تخترق أي أنسجة.

فلو أني أحقن باستخدام الكانيولا ووصلت إلى وعاء دموي فإنها تتزحلق من عليه ولا تخترقه.

لماذا لا يستخدم الأطباء الكانيولا بشكل دائم

السبب الأول لأنها تكلفة زائدة عن الفيلر نفسه، فالفيلر يأتي دائماً مع رؤوس إضافية فلو أراد أن يحضر عدداً من الكانيولا بجودة عالية ونوع جيد فهذا سيكلف أكثر.

الناس بمجرد معرفتهم للتكلفة يريدون الحصول على تخفيضات في السعر، وعدم التكلف بأموال زائدة فيقبلون الرأس فقط الذي يأتي مع الحقنة لتوفير النقود.

المشكلة الثانية هي أن استخدام السن أسهل من استخدام الكانيولا، فهي تحتاج من الطبيب أن يكون محترفاً ويعلم تماماً ما الذي يفعله.

لأن عملية الحقن برأس إبرة غير مدببة سيكون عمله أكثر صعوبة ، لذلك عدد الأطباء الذين يستخدمون الكانيولا أقل من الأطباء الذين يستخدمون الإبرة فقط.

والأشخاص غير المختصين جميعهم يستخدمون رأس الإبرة دون الكانيولا إطلاقاً، لأنهم لا يقدرون حجم الكوارث التي يمكن أن تحدث.

بعض المواضع في الوجه يمكن لاستخدام رأس الإبرة أن يكون آمناً لأنه لا يمر فيها أي أوعية دموية كبيرة.

لكن يمكن أن يكون هناك استثناء لبعض الأشخاص في أن تكون الدورة الدموية لديهم ليست تقليدية وهذا يمكن أن يحدث.

مثل أن يكون لديهم أوعية دموية كبيرة أو تمر أوعيتهم في أماكن ليس من المعتاد أن تمر بها، وهذا لا يضمن ألا يحدث مشكلة، فمن الأمن أكثر الاحتياط لذلك.

ونرى أطباء كبار ومشاهير يقومون بالحقن بالإبرة دون أن يروا أي خطورة ودون مشاكل لكن في النهاية لو حصلت مشكلة مع أحد المرضى فلا أحد يحب أن يتحمل ذنب هكذا كارثة.

خاتمة

بعد هذا الحديث، الهدف ليس تخويف الناس من حقن الفيلر إطلاقاً، وإنما الهدف أن نعرف كما أن لأي شيء له مميزات فيمكن أن يكون له مشاكل.

الحمد لله مشاكل حقن الفيلر هي مشاكل يمكن تفاديها، وذلك بالذهاب لطبيب متخصص وجيد، والتأكد من المواد المستخدمة أن تكون ذات جودة وعلامة تجارية.

والطبيب يعلم تماماً ما يفعله بشأن التعقيم، ويعلم تماماً ما يفعله لتجنب الأخطاء التي تسبب الخطر.

تابعوني على قناتي أنا الدكتور محمد الناظر أتمنى أن أراكم في فيديو جديد، سلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى