انتشرت فكرة المشاريع الناشئة Startup مؤخراً، ونسمع كل فترة عن شركة حصلت على تمويل بعدة ملايين الدولارات.
واستحواذ شركات كبرى على شركة أخرى ناشئة وشركة ثالثة بدأت تتوسع في عدة دول.
فما معنى الشركة الناشئة؟
ما هي الشركة الناشئة Startup
لو فتحت مطعماً أو سوبرماركت أو أنشأت مزرعة حيوانات أو فتحت عيادة للأنسان، هل أكون هكذا StartUp أو مشروع ناشئ؟
أم مجرد أن أفتح مشروعاً وأديره مع صديقي من أحد غرف المنزل أو من الكراج يصبح لدي ستارت اب؟
ما الفرق بين شركة Google في بدايتها وصالون الحلاقة في الشارع المجاور؟
في الدقائق التالية سنعرف الفرق بين المشروع التقليدي العادي وتحديداً Small Business وبين Startup.
الكفاءة مهمة جداً لأي شخص يريد أن يقوم بمشروع أو لديه بالفعل مشروع لأن كلاهما مختلف عن الآخر كما سنرى.
باختصار يمكننا القول أن Startup هو بناء عمل تجاري مبني على فكرة مبتكرة لحل مشكلة في سوق معين من خلال نموذج أعمال قابل للتكرار والتوسع.
مواصفات مشروع Startup
هناك مواصفات معينة لو توفرت في المشروع يمكننا أن نقول عنه Startup.
الابتكار
الستارت اب يتميز عن المشروع التقليدي بأن فكرته الأساسية تحمل قدراً من الابتكار،وهذه الفكرة الأساسية هي قلب وروح المشروع.
الابتكار هنا قد يكون في المنتج نفسه أو في طريقة انتاجه أو طريقة تقديمه حتى.
والفكرة يمكن أن تكون منقولة من سوق أجنبي كالسوق الأمريكي أو الصيني لكنها جديدة في السوق الحلي.
مشروع Careem
مثلاً شركة Careem بدأت في دبي كمشروع Startup ونقلت فكرة Uber للشرق الوسط وأضافت تغييرات بسيطة تناسب السوق.
وهذا طبعاً قبل أن Uber تستحوذ عليها في آذار 2019 مقابل 3.1 مليار دولار.
جزء الابتكار في Startup غالباً مرتبط بالتكنولوجيا، لذلك سنجد أن أغلب الناشئين يستخدمون التكنولوجيا الحديثة لتقديم حلول مبتكرة لاحتياجات أو مشاكل تقليدية.
المثال الأبرز هنا هي الشركات المعتمدة على الاقتصاد التعاوني Sharing Economy وهو مشاركة الأصول البشرية والمادية.
مقابل مبلغ مالي من خلال منصة معينة، وبناء المنصة هي التكنولوجيا التي تمثل جزء الابتكار في ستارت اب.
مثل شركة Uber للنقل التشاركي في مراحلها الأولى، وشركة AB&B لتأجير الغرف.
مشروع Uber
بالنسبة لـ Uber فنحن نرى السيارات الخاصة تسير في الشوارع طوال عمرنا ونرى المعاناة التي يعانيها الناس في المواصلات
أنشأت Uber تطبيقاً يجمع الاثنان معاً، فهذا يؤجر سيارته للآخر مقابل مبلغاً من المال بضوابط معينة تضعها الشركة.
شركة AB&B
بالنسبة لشركة AB&B طوال عمرنا نرى ونعرف أن هناك غرف وشقق كاملة غير مستغلة وفارغة طوال الوقت .
ونرى أيضاً الناس يعانون من أسعار الفنادق العالية والحجوزات التي يحدث فيها مشاكل وأحياناً لا تكون متوفرة في أوقات كثيرة.
أنشأت AB&B منصة تجمع الاثنان، الأول يؤجر الأصل الذي لديه من غرفة أو شقة كاملة للآخر بضوابط معينة، وغيرهم الكثير
الاقتصاد التشاركي أدى إلى ثورة في العالم، وهنا يحدث خلط لدى كثير من الناس أنهم يصنفون الشركات الناشئة كشركات تقنية.
والحقيقة أن التكنولوجيا في أغلب الشركات الناشئة مجرد وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
شركة تكنولوجيا أو شركة تستخدم التكنولوجيا
هناك شركة ناشئة هي أصلاً شركة تكنولوجيا مثل Microsoft في مرحلة ما من عمرها كانت شركة ناشئة وعملها كله تكنولوجي.
أو شركة ناشئة حالياً هي GitLab لحلول الإنترنت التي قيمتها تخطت المليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه شركات تكنولوجية أصلاً بخلاف شركة otlob أو elmenus في مصر اللتين تستخدمان التكنولوجيا في حل مشكلة ما أو تسهيل حياة الناس.
التفريق هنا مهم لأن كثير من الشباب يتصور أن Startup يعني شركات تقنية، وبالتالي يجب أن تكون مبرمجاً.
وصاحبك الذي يؤسس الشركة معك مبرمج أيضاً، وتجلسان ليلاً ونهاراً على الحواسيب تنشآن الموقع أو التطبيق.
وهذا ليس مطلوباً إلا لو كانت الشركات أصلاً تقنية أو السلعة أو الخدمة التي تقدمها تقنية.
المهم، إن استخدام الشركات الناشئة للتكنولوجيا في حل المشكلات يعطيها ميزة ليست موجودة في المشاريع التقليدية.
وهي وصول الجماهير أو العملاء للتكنولوجيا بشكل متزايد ومستمر من أي منطقة وفي أي وقت وهذا يتيح للشركات الناشئة للاختلاف الثاني الذي تتميز به عن المشاريع التقليدية وهي النمو السريع.
القدرة على النمو
من السمات الرئيسية في Startup قدرتها على النمو. والشركة الناشئة هي شركة مصممة لتوسيع نطاقها بسرعة لا تصدق.
لديهم سلعة أو خدمة يريدون بيعها لسوق كبير جداً بخلاف المشاريع التقليدية التي لديها سقف لقبول عملاء جدد مهما كان حجم الشركة.
بالتالي كي تقوم بإنشاء شركة وتشغلها لست محتاجاً لسوق كبير، تحتاج إلى سوق فقط. وأن يكون لديك القدرة للوصول إلى العملاء الموجودين داخل السوق.
فلو أنشأت مطعماً عليك الوصول للزبائن والعملاء في منطقتك والمناطق المحيطة، لكن قدرة المطعم في استقبال الزبائن وتوصيل الطعام محدودة.
فلو أن هناك مثلاً مطعم كبير للوجبات السريعة يمكنه أن يستقبل ألف عميل في اليوم الواحد.
فلو دخل عليه ألف وخمسمائة أو ألفي عميل سيحصل خلل في عملياته والموضوع سيتحول إلى فوضى.
لنطبق ذات الفكرة على تطبيق otlob أو elmenus في مصر، فلو دخل مليون شخص على التطبيق في اليوم لن تكون مشكلة، بالعكس فهو مصمم ليدخل عليه مليون شخص يومياً.
الخلاصة ستارت اب لديهم سلع وخدمات يحتاجون بيعها لسوق ضخم جداً، وهذا يوضح لم هي قابلة للنمو فهي تتجاوز الزمان والمكان.
فالناس يشترون منك ويستخدمون منتجك طوال الوقت إن كنت مشغولاً أو متفرغاً أو في بكين أو نيويورك حتى.
قابلية التوسع
الأمر الثالث والتي تعتبر ركيزة أساسية في Startup قابليته للتوسع.
هناك فرق بين النمو الذي تحدثنا عليه والتوسع، فلو أخذنا مثلاً شركة otlob فزيادة مستخدمي التطبيق داخل القاهرة يدعى نمو.
فلو كان يستخدمه عشرون ألف شخص سابقاً فالآن يصلون إلى خمسين ألفاً وثم يصلون مائة ألف وهذا كله يدعى نمو.
أما تشغيل التطبيق في الاسكندرية وأسيوط ومحافظات أخرى يدعى توسع، وتشغيله في دول عربية أخرى يدعى توسع أيضاً.
أن قابلية التوسع تعتبر ركيزة أساسية في Startup كما قلنا بعكس المشروع التقليدي الذي يكون في مكان واحد وراضي بذلك.
كل هدفه أن ينافس بمحله مع المنافسين الآخرين فقط، ولا يريد شيئاً آخر.
ولكن المشاريع الناشئة لديها هدف أن تكبر وتصبح شركة ضخمة في المستقبل، ونموذج عملها قابل للتوسع أصلاً.
فلو لدي شركة ناشئة وأتوسع ببطء أو أركز في النمو فقط بدون توسع، فاحتمال أن يأخذ منافس نفس نموذج العمل.
ويعمل به في مناطق أخرى لست موجوداً فيها فهو احتمال كبير، وبالتالي سينافسني عندما أكبر وأتجاوز مرحلة الشركة الناشئة.
نموذج شركة Careem
فلو أن شركة Uber ركزت في سوق الشرق الأوسط وبدأت تتوسع فيه منذ 2011 فغالباً ما كنا لنرى شركة Careem.
التي تأسست في 2012 على نفس نموذج عمل شركة Uber تقريباً، وظلت تنافسها في المنطقة حتى استحوذت Uber عليها ودفعت أكثر من 3 مليار دولار.
نموذج شركة SWVL
من النماذج البارزة عن الشركات الناشئة التي تتوسع حالياً شركة SWVL للنقل الجماعي في مصر التي بدأت من القاهرة وتوسعت في الإسكندرية.
وحالياً بدأت تتوسع في دول أفريقية أخرى مثل كينيا ونيجيريا.
ما هو Burn Rate
رغبة الشركات الناشئة في التوسع يجعل لديها معدل الحرق Burn Rate عالي جداً وهو حرق رأس المال الاستثماري.
الذي يحصلون عليه من جولات التمويل المختلفة لأن النفقات العامة مع توسيع العمليات تزيد، وبالتالي التدفق النقدي عندها يكون سلبياً.
وهذا يفسر لماذا تخسر الشركات الناشئة في سنواتها الأولى حتى تصل إلى نقطة التعادل، وهي الإيرادات تساوي النفقات.
في المرحلة التالية وهي المرحلة جني الثمار وهي التدفق النقدي الإيجابي وبالتالي تحقيق الأرباح.
تمويل Startup
من الفروقات الجوهرية أيضاً بين Startup والمشروع التقليدي مسألة التمويل.
الشركات الناشئة تميل أن تعتمد على رأس المال الذي يأتي من المستثمرين سواء كان المستثمر يمولك بمبالغ صغيرة في بدايتك.
أو التمويل من شركة رأس مال استثماري، وهذا بعكس المشاريع التجارية التقليدية التي تعتمد على القروض أو المنح بشكل رئيسي.
المستثمر الممول للستارت اب يقوم أيضاً بدور ناشط في الشركة التي يدعمها بالنصائح والدعم المعنوي ليس فقط يعطيها المال ويذهب.
لأنه في النهاية أكثر شخص يتحمل المخاطر وهذا يفيد مؤسس Startup إن كان شاباً صغيراً بدون خبرة في إدارة المشاريع.
وهذا الدور تقوم به أيضاً حاضنات العمال والمسرّعات، وإن كان هدف كل واحد منهم مختلف عن الآخر.
طبعاً المشروع التقليدي ليس فيه هذا الكلام، بل تقدم للبنك الذي تريد منه قرضاً تقريراً عن أعمالك كل فترة.
Exit Strategy استراتيجية الخروج
من الأمور التي تميز Startup عن المشروع التقليدي أيضاً Exit Strategy استراتيجية الخروج التي تجذب المستثمرين ليضخوا أموالهم في شركتك.
وهي مرحلة مفروض أن الشركة الناشئة تصل إليها بعد العمل والنمو والتوسع والحصول على التمويل في كل المراحل.
وفي النهاية إما يتم الاستحواذ عليها من شركة أكبر أو يتم طرحها في البورصة، وفي الحالتين المؤسسون والمستثمرون الذين مولوا الشركة يحصلون على مكاسب ضخمة.
لو أن اثنان أسسا Startup، باعا سيارتهما وشقتيهما واستأجرا ليصرفا على الشركة في البدايات سنقول أنهما دفعا مائة ألف دولار.
وبعدها جاء دور المستثمرين بكل أنواعهم وأحجامهم ودفعوا ثلاثمائة مليون دولار مع استمرار الشركة في النمو والتوسع.
وبعد ثلاث أو خمس سنوات وصلت قيمة الشركة إلى مليار دولار وتم الاستحواذ عليها من شركة أكبر منها.
نصيب الاثنان اللذان أسساها وصل إلى 20% والباقي 80% يأخذه المستثمرون.
فالاثنان بعد خمس سنوات من التعب والجهد خرجا بمائة مليون دولار لكل منهما مع وظيفة قيادية بمرتب محترم في شركتهما.
بعد أن أصبحت ملكاً للشركة الكبيرة، والمستثمرون الذين دفعوا ثلاثمائة مليون دولار عادت عليهم ثمانمائة مليون دولار.
ولا يتحتم على الاستحواذ أن يتم طرحها في البورصة وهذه هي مرحلة Exit للستارت اب ، المشروع التقليدي طبعاً لا يوجد فيه هذه الأمور.
نقطة المخاطرة High Risk
نعم أن Startup جيد بهذا الوصف وفيه ملايين الدولارات لكنه ليس سهلاً. فنسبة قليلة من ال Startup يكملون والباقي يفشلون.
فتسعة من أصل عشر شركات ناشئة يفشلون، وهذا يأخذنا إلى نقطة المخاطرة وهي High Risk.
بخلاف الطريقة التقليدية فستارت اب عالي المخاطرة لأنه عبارة عن فكرة مبتكرة، والابتكار في مجال الأعمال عملية محفوفة بالمخاطر.
ومع وجود عدم يقين فإن احتمالات الفشل تكون عالية جداً، وأنت لا تعرف كيف سيتفاعل السوق مع فكرتك.
فهل المستقبل سيتغير ويخرج Startup جديد يهدد نموذج عملك بناء على متغيرات داخلية أو خارجية مثلاً؟
هذا الكلام لا ينطبق على Startup الناشئ ولم يتم صرف مبالغ أصلاً بل أكلمك على Startup الذين أخذوا بالفعل ملايين الدولارات في مجالات تمويل ويفشلون أيضاً.
مثل rethink robotics المتخصصة في روبوتات التصنيع.
و Shyp للشحن عند الطلب وإن كان هناك حديث في حزيران 2019 الفائت أنهم سيعودون ثانية تحت إدارة جديدة.
و apprend للسوفتوير.
و Airware التي تصنع درونات لمساعدة المؤسسات.
و ALTA motors التي تصنع دراجات كهربائية.
كل هؤلاء كانوا شركات ناشئة وحصلوا على تمويل بملايين وفشلوا في سنة 2018 وغيرهم الكثير.
وبالتالي مشروع Startup نسبة المخاطرة فيه عالية جداً بخلاف المشروع التقليدي الذي بعمل دراسة السوق له تستطيع أن تعرف نجاحه من فشله وأيضاً تحدد هامش الربح .
المصادر
https://www.forbes.com/sites/natalierobehmed/2013/12/16/what-is-a-startup/#1f2a53064044
What’s the Difference Between a Small Business and a Startup?
What Is a Startup Company, Anyway?
Startup Definition: Everything About Startups
Egypt Bus-App Swvl Raises $42 Million for African Expansion
Uber buys rival Careem in $3.1 billion deal to dominate ride-hailing in Middle East
What are the characteristics of a startup company?
https://www.facebook.com/ashour001/posts/10161933802680188
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com