مسلمي الإيغور : من فرط مأساوية القصص التي نسمعها، البعض لا يصدقونها، خصوصاً أنه لا توجد تحركات دولية كافية لإيقافها.
الأمم المتحدة أعربت في أكثر من مرة عن استيائها، ودعت إلى إطلاق سراح نحو مليون فرد من مسلمي الإيغور .
الذين تم اعتقالهم في معتقلات الموت أو ما تسميها الصين معسكرات مكافحة الإرهاب.
مسلمي الإيغور سكان تركستان الشرقية
لنعرف المزيد عما يحدث في تركستان الشرقية، معنا في الاستوديو حبيب الله كوساني عضو الهيئة العليا لجمعية علماء تركستان الشرقية.
اعتقل أكثر من مرة وفر هارباً خارج تركستان.
وأيضاً ينضم إلينا محمود محمد مسؤول العلاقات الخارجية في جمعية علماء مسلمي تركستان الشرقية.
وهو كذلك اعتقل في تركستان وفرّ إلى مصر، أهلاً وسهلاً بكما.
كيف تعتقل الصين مسلمي الإيغور
المذيع: في البداية أنتما تم اعتقالكما في تركستان الشرقية، وخرجتما برعاية الله، في البداية لنعرف ما هو سبب الاعتقال.
نبدأ معك أستاذ حبيب الله.
حبيب الله: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً أشكر الجزيرة والقائمين عليها، لإتاحة الفرصة لنا نحن من الإيغور المنسيين في الأرض.
عندما كنت طالباً في جامعة قطر عام 1996 درست اللغة العربية، وعدت إلى البلاد، وبعد أسبوع اعتقلتني قوات أمن الدولة.
وتم سجني لمدة 91 يوماً، واتهموني أني إرهابي وأني ذهبت للدول العربية وأني التقيت بأسامة بن لادن وهكذا.
التهمة كانت جاهزة ولم أكن أعرف من هو ابن لادن، ولكن الصين تصنف معظم الدول العربية كدول إرهابية.
كل من يذهب لهذه الدول يجري إيقافه والتحقيق معه عند عودته.
المذيع: أستاذ محمود أنت اعتقلت أيضاً في تركستان الشرقية، لسبب غريب فما هو هذا السبب.
محمود: أحيك أخي الكريم وأحيي المشاهدين الكرام.
سبب اعتقالي هو أنه كان لدي بيت في المدينة، وصديق قريب لي أتى من القرية إلى المدينة ليبيت عندي.
فأتت الشرطة وأخذونا جميعاً لأني لم أبلغ الشرطة بوجود ضيف عندك، وفي نفس الوقت جاء شرطي بصيني مستوطن في تركستان.
ليس لديه إثبات أين يقيم، والضابط الصيني يستجوبه، وبعد عدة أسئلة سُمح له بالخروج، ونحن أصحاب البلد لم يدعونا نخرج.
بيننا وبين المدينة 50 كيلومتر، ولكن لأننا من الإيغور، فيجب علينا أن نبلغ الشرطة عندما يأتينا أحد إلى البيت.
كيف تعامل نساء الإيغور في المعتقلات
المذيع: هناك معتقلة سابقة أدلت بشهادة في الكونغرس الأمريكي بخصوص أوضاع المعتقلات في تركستان الشرقية.
تحدثت عن مصرع تسعة نساء في زنزانة واحدة وكانت الزنزانة تحوي 67 معتقلاً، ما هي الظروف داخل المعسكرات والزنازين؟
وهي الزنازين التي تصفها الصين بمعسكرات ضد التطرف ومعسكرات تعليم للمسلمين الإيغور؟
حبيب الله: المرأة تدعى مهري غول، لكني لم أرها ولم أسمع بشهادتها، لكني بنفسي التقيت بإحدى الناجيات من معسكر اعتقال.
هي من مسلمي الإيغور، لكن ولدت في كازاخستان. وتحمل الجنسية الكازاخية. واستدرجت إلى داخل الصين ليلقى القبض عليها.
كان لها صديقة، جعلوا ابنتها تتصل بها أن أمها في العناية المركزة وأنهم يحتاجونها. وعند دخولها تركستان قبض عليها.
وتقول أنهن مجموعة نساء حبسن في غرفة صغيرة، وكان هناك بنت عمرها 14 سنة حُكم عليها ب14 سنة سجن.
والسبب أن في هاتفها صورة لبنت تدعو، هذا هو جرمها.
وقد رأت الكثير من السجينات يمتن أمام أعينها ولا أحد يساعدهن لأن الغرفة مراقبة بالكاميرات.
فإن أغمي على إحداهن أو مريضة أو تموت وأردن مساعدتها، يصرخ الشرطي عن طريق المكبر بعدم الاقتراب وإلا عوقبن.
تقول أنها رأت بعينها نساء كثيرات يمتن أمامها من الجوع والمرض. وأي واحدة يصيبها المرض لا يعالجونها بل تركوها تموت.
ما سبب اعتقال الصين مسلمي الإيغور
المذيع: ما هي الأسباب لهذه الاعتقالات، لماذا تقوم الصين باعتقال كل هؤلاء الناس، الأمم المتحدة تتحدث عن مليون إنسان؟
ومنظمات حقوقية تتحدث عن ثلاثة ملايين، لماذا تقوم الصين بهذه الاعتقالات وبهذا الشكل، ولم هذا الصمت من العالم؟
حبيب الله: تحدث أحد جنرالات الصين، وهو من منظري الجيش الصيني، حيث يحاضر في إحدى الجامعات المرموقة في بكين.
يقول: هل تعرفون ما هي قوتنا الكاملة، قوة الصين ليست في الاقتصاد، ليس في التعليم المتطور، ليس في الجيش والعتاد.
قوتنا الحقيقية بأننا نملك أرضاً شاسعة، واستطعنا خلال مائتي سنة بدمج أقليات وملل كثيرة، وجعلناهم صينيين.
والآن نحن نقوم بهذه السياسة، الذين يندمجوا معنا نسمح لهم بأن يعيشوا، والذين لا يندمجوا معنا نعذبهم ثم نقتلهم بوحشية.
ويعني بالاندماج هو أنك يجب أن تترك هويتك الدينية وانتماءك القومي، وأي شيء يدل على قوميتك ممنوع حتى القبعة والحجاب.
أي عش كما يعيش الصينيون، أن تأكل الخنازير وكل ما يشابه حتى يسمحوا لك.
لماذا كل هذه الكراهية
المذيع: كل هذه الفظائع التي تحدث مع مسلمي الإيغور والتي تحدث عنها أستاذ حبيب الله، وكذلك التي ذكرتها الأمم المتحدة.
وشهود العيان الذين تحدثوا في الكونغرس أستاذ محمود، لماذا بدأت هذه الموجة من الكراهية والاعتداء والعنف والإعتقالات والقتل لمسلمي تركستان؟
محمود: هذه الأحداث التي نسمعها ونراها الآن ليست جديدة، بل بعد احتلال الشيوعية عام 1949، المشكلة كانت الاحتلال.
وبعدها مارست الشيوعية، سياستها بأساليب متنوعة. ففي الستينات والسبعينات كانت سياستها العنف والأسلوب الخشن لتذويب هذا الشعب.
وبعد موت ماو تسي تونغ كان هناك فترة انفتاح صيني للداخل والخارج، وأعطي للناس نوع من الحرية.
استمر هذا بأشكال مختلفة حتى 11 سبتمبر، والأحداث أثرت فيها كثيراً. ونفذت فينا الكثير من السياسات باسم محاربة الإرهاب.
ليس هناك إرهاب أصلاً، فالإرهاب الحقيقي هو إرهاب الدولة. حيث استغلت الصين هذه الأحداث لتذويبنا في المجتمع.
ويقولون عرقية الهان التي تتحكم في الصين هي الأكثرية وأنهم يملكون قوة لاستيعاب الجميع.
في عام 2014 زار شي جين بين منطقتنا، ورأى حال الناس وحياتهم، والمظاهر الإسلامية والعرف في الملبس والمأكل والمشرب.
قال أين نحن، ماذا فعلنا في خلال سبعين سنة، كأن هذه المنطقة من الشرق الأوسط، ولم يتغير أي شيء هنا.
لأننا ما زلنا متمسكين بأعرافنا وتقاليدنا ومساجدنا ممتلئة وكل ذلك، حينها بدأ يخطط كيف يجعلنا صينيين.
متى بدأت موجة الاعتقالات
المذيع: وحينها بدأت هذه موجة الاعتقالات؟
محمود: بدأت هذه الموجة من معسكرات وما شابهها، وكل ذلك بسبب قانون في الصين عام 1956 عن القومية.
استطاعوا في سبعين سنة أن يذيبوا أكثر من أربعين قومية، بينما نحن حافظنا على قوميتنا وأعرافنا وتقاليدنا وديننا نحن التركستانيين.
سواءً الكازاخيون أو الإيغور أو غيرهم ما دام هذا الشعب محافظاً على أصوله وقوميته فهم يظنون أننا نشكل تهديداً عليهم..
ومنطقة تركستان الآن بالنسبة للصين سيمر فيها طريق الحرير الذين يريدون إحياءه.
ماذا يحدث داخل السجون الصينية؟
المذيع: أستاذ حبيب، ماذا يحدث داخل السجون الصينية، وأنت لديك تجربة أليمة عشتها، لو تشاركنا فيها.
حبيب الله: ما يحدث في معسكرات الاعتقال يفوق التصور، سجنت قبل عشر سنوات وكان الكلام ممنوع لأننا نعتبر سجناءً سياسيين.
وما كنا نعرف ما السياسة، وقد عُذبت نفسياً وحُرمت من النوم لمدة عشرة أيام، وضربونني بعصا غليظة لأعترف بأني إرهابي.
ويأتون بالورقة والقلم ويجبروني على الإعتراف على ارتكاب جرمٍ ما، وأني كنت أصلي وهذا خطأ، وكنت أؤمن بالله وهذا خرافة.
ويجبروننا على حفظ أشعار تمدح الحزب الشيوعي، كأن الحزب الشيوعي هو الإله.
وكانوا دائما يطلبون منا أن نكون جواسيس وعملاء ليخرجونا من المعسكرات، وهذا كان ما يحدث لنا.
مع ألفاظ بذيئة وحبس انفرادي ويمنعونا من الصلاة، فإن بقيت لمدة خمسة دقائق ساكتاً، كانوا يضربوني على ظهري.
وقد سجنت مع المجرمين والقتلة وقطاع الطرق والسارقين، كانوا رقباء علي، حتى لا أبقى ساكناً ويضربوني.
يجب أن أبقى متحركاً حتى أثبت أني لست أصلّي.
من المعرضون للاعتقال من الإيغور
المذيع: تحدثت وكالة رويترز عن بناء أكثر من 1200 معسكر اعتقال جديد داخل تركستان الشرقية، من خلال صور الأقمار الصناعية.
من هم المعرضون للاعتقال الجماعي داخل هذه المعسكرات، وهناك الآن أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخلها.
وربما هناك أكثر من هذه الأرقام، حسب منظمات حقوقية، كيف تختار الصين الأشخاص الذين تقوم باعتقالهم؟
محمود: هم صنفوا 26 دولة من الدول الحساسة بالنسبة للتركستانيين و مسلمي الإيغور ، ومنها الدول العربية جميعها وتركيا وآسيا الوسطى.
كل من ذهب إلى هذه البلاد معرض للاعتقال، وكل من له أقارب وأبناء يدرسون في هذه الدول، معرضون للاعتقال.
ومن في الداخل، كل من ذهب للحج في سابقاً اعتقلوا. وكل من تعلم علوماً شرعية أو قراءة قرآن معرض للاعتقال.
منذ 1995 وحتى 2000 كان هناك نوع من الحرية، لكن بعد 2007 أصبحوا يسجلون من كانوا يصلون أو يقرؤون القرآن.
والناس بما أنهم كانوا يتمتعون ببعض الحرية كانوا يجيبون بأنهم يصلون ويقرؤون القرآن. وكانوا يسألونهم عمن يعلّم قراءة القرآن الكريم.
وبهذه الطريقة أخذوا المعلومات من جميع الناس. ما بعد 2014 أخرجوا كل التسجيلات القديمة، وعلى أساسها ألقوا القبض على الناس.
فمن كان يصلي الصلوات الخمس أُخيف، ومن يذهب إلى الحج لم يكن يعاقب ولكنهم أخذوا الناس بجرائم لم يرتكبوها أصلاً.
الإسلام مرض في عيون الصين
المذيع: الصين تتحدث عن تشخيص الإسلام كمرض، كما تقول منظمات حقوقية، وتقوم الصين باعتقال المسلمين بحجة أنهم مرضى إيديولوجيين.
وهم يحتاجون للعلاج من خلال التوعية السياسية بالمبادئ الشيوعية، وأن هذه التوعية قد تستغرق شهوراً وحتى سنوات.
ما الذي يمارس داخل هذه المعسكرات إلى جانب التعذيب؟
حبيب الله: كتبوا في الجرائد، أن من يعتنق أي دين لديه مرض روحي ويحتاج إلى علاج.
فمعسكرات الاعتقال الجماعية بدأت تقريباً في 2016، ولكن المعسكرات بدأ تشييدها منذ عام 2007.
أحد التجار الكبار جاءني في عام 2016 وقال لي الآن في تركستان منذ ستة سنوات يبنى سجون بعضها تحت الأرض.
لأن صديقه الصيني والذي هو مقاول كبير هو الذي أخبر صديقه الإيغوري. بأن منذ 2007 يبنون سجوناً سرية وتحت الأرض.
حيث يأخذون الناس إلى معسكرات الاعتقال، ويجبروهم على مدح الحزب الشيوعي ، ويعترفون كتابةً بأنهم أخطأوا وصلّوا.
وبأنهم سيتوبون عن الصلاة وينقدون ذاتهم ويشتمون الإسلام، وأن الإرهابيون علموهم الإسلام، وأنه في الحقيقة خرافة.
والذي يدخل إلى المعسكر من الإيغور الذين يحملون الجنسية الصينية لم يخرج منهم إلا القليل جداً.
ونسمع في الأخبار أن البعض خرجوا لكننا لسنا متأكدين.
كيف يعاملون المسلمين في تركستان الشرقية
المذيع: هل هناك أعمار معينة للاعتقال؟ هل يعتقلون الأطفال على سبيل المثال؟
حبيب الله: يؤخذ الآباء إلى معسكرات الاعتقال، والأمهات يؤخذن أيضاً، والأطفال تأخذهم الحكومة، إلى ما يزعمون أنها مدارس الأطفال.
وفي مدارس الأطفال هذه، يغيرون أسمائهم إلى أسماء صينية ويعلمونهم مبادئ الكونفوشية، ويلبسونهم ملابس كونفوشية.
ويجعلونهم يعيشون هكذا لينسوا أصلهم ودينهم، ويضعون في الصفوف صنم كونفوشيوس، وفي كل بيت من بيوت المسلمين يضعون صنماً كونفوشياً.
لي صديق في دبي، أجاز لزوجته وأخته أن تنتحرا، فقلت له هذا لا يجوز في الإسلام يا أخي.
قال والله يا حبيب، أحد الصينيين الذي كنت أتعامل معه بالتجارة جاء من الصين إلى تركستان، وأرسل لي محادثة على الهاتف.
إن كنت أريد شيئاً من تركستان، فقلت له أريد أن أكلم أمي من هاتفك، اذهب إلى بيتي واجعلها تكلمني.
ذهب لبيتي وفتح محادثة فيديو فقالت لي أمي: يا بني نحن انتهينا، كل النساء اللواتي لديهم قابلية للإنجاب، تم تعقيمهن.
أي كل إمرأة مسلمة من تركستان الشرقية، أخذت من قريتها إلى العيادة وأجري لها عملية تعقيم.
ثم قال لي رأيت في بيتنا صنم وأمامه طعام، فقالت له أمه أنظر لهذا والصينيون يبيتون معنا في البيت.
لماذا يسكن الصينيون في بيوت مسلمي الإيغور
المذيع: كيف يبيت الصينيون معهم في البيت؟
حبيب الله: هذه سياسةالصين، يأتون بالصيني ليبقى لأسبوع يسكن مع التركستانيين ومن ثم تزيد لشهر ثم لثلاثة أشهر ثم لسنة.
وفي خلال هذه السنة، الرجال في السجن والنساء في البيت، ويأتي الصيني ليسكن في البيت. ويعمل ما يشاء.
لذلك زوجته وأخته استأذنا منه كي تنتحرا.
المذيع: هذه قصة مفجعة، هناك من يقول عن إجبار المسلمين بأكل المحرمات كلحم الخنزير وشرب الخمور.
كي يتأكدوا أنهم لن يعودوا لتطبيق تعاليم الإسلام وأنهم لم يعودوا مسلمين، ما صحة هذا الكلام؟
محمود: هذا طُبّق فعلاً ونشرت بعض الإذاعات والصحف ذلك، قديماً كانوا يفعلون ذلك للموظفين.
فالموظف الحكومي إذا لم يشرب خمراً أو لم يأكل مع الصينيين يتهم بأنه متدين ولو كان عضواً في الحزب الشيوعي.
في الأعياد الصينية حالياً قدموا هدايا عينية من لحم الخنزير والخمر للمسلمين، حيث قام موظفون صينيون بذلك.
ودعوا الناس للاحتفال معهم في العام الصيني الجديد، وقدم لهم في هذه المناسبة أيضاً لحم خنزير وخمر.
والمحلات يجبرون على وضع الخمر والسجائر على الواجهة وفي مكان يراه الجميع، فإن لم يفعل هذا يغلق المحل.
حيث أن لديهم في القانون أن من علامات التطرف والإرهاب رفض شرب الخمر والسجائر.
استمعت مرة لشاهد عيان من حاملي الجنسية الكازاخية، هو من أصل تركستاني لكنه خرج وحصل على الجنسية ثم عاد واعتقل.
يقول من سنة ونصف لم أدخل إلى المسجد من الخوف. والناس أصبحوا لا يدخلون إلى المساجد لأن ذلك يكلفهم الاعتقال.
المظاهر الإسلامية في تركستان الشرقية
المذيع: الرجال لا يذهبون إلى المسجد، ولكن ماذا عن النساء المحجبات؟
محمود: ليس هناك محجبات، وقد قلت مراراً للصحفيين الأحرار أن يذهبوا كسوّاح إلى تركستان ليعرفوا هل هناك محجبات أم لا؟
والصينيون يستدعون أحياناً بعض السفراء وبعض الصحفيين، ويقومون بمسرحية أن هناك مصلون في مسجد ما ويظهرونهم للعالم.
قبل شهرين إحدى وسائل الإعلام نشرت فيديو لأناس يصلون وهم يلبسون الطاقية، وأصلاً في الشتاء تكون الحرارة تحت الصفر.
وهذ الطاقية لا تلبس أصلاً في الشتاء، لدينا شيء مختلف نلبسه في الشتاء، وكل هذا يظهر أنهم يمثلون هذه المسرحية ليظهروا للعالم أنهم لا يمنعون المسلمين من الصلاة.
ولذلك كي يعرف الناس حقيقة ما يجري في الداخل، على الصحفيين الأحرار بالذهاب إلى تلك المنطقة ويروا بأعينهم الحقيقة.
هل سيرون رجالاً تذهب إلى المساجد، هل هناك نساء محجبات، ولكي يثبتوا للعالم أن الصينيون يكذبون.
إجبار المسلمات على الزواج من صينيين
المذيع: هناك من يتحدث عن إجبار للفتيات المسلمات على الزواج من شباب صينيين بغرض إذابة مسلمي الإيغور في المجتمع الصيني.
ما مدى صحة هذا الكلام؟
حبيب الله: هذا صحيح، نحن قرأنا في مواقع صينية على تشجيع الصين زواج الصينيين من التركستانيات.
وإذا تزوج أي صيني من تركستانية، يعطى 50 ألف يوان نقداً، ويعالج في المشفى مجاناً. ويدرس أبناؤه في الجامعات مجاناً.
ويعطى وظيفة وامتيازات أخرى، لذلك أي صيني يأتي إلى تركستان وينتقي أي فتاة ليتزوجها، الفتاة لا تقدر أن ترفض.
حتى لا تعتبر متطرفة ولديها نزعة إرهابية، وتهدد إن رفضت الزواج، هي وأسرتها كاملة بالرمي في معسكرات الاعتقال.
نحن التركستانيون ليس بيننا وبين الصينيين زواج، حتى غير المسلمين لا يتزوجون صينيين.
الآن، الزواج أصبح جماعياً ويصورون التركستانيات يتزوجن بالصينيين، ورأينا تعابير وجوههن وهن يبكين.
لأنه لدينا عيب كثيراً أن تتزوج تركستانية من صيني. وذلك لسبب ديني واضح.
ردة فعل العالم من الانتهاكات بحق الإيغور
المذيع: لماذا لا يتحرك العالم بشأن ما يحدث من انتهاكات بحق مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية، لماذا كل هذا الصمت؟
حتى من الدول العربية والإسلامية، والتي تعتبر الصين من يتجه أو يسافر إليها، يعرض نفسه للاعتقال بمجرد زيارته هذه الأماكن؟
محمود: والله، هذا الزمان يتحكم فيه قانون القوة، وليس العدل والإنصاف. نحن رغم ما نعانيه والعالم يعرف ذلك.
والعالم الغربي يتحدث على الأقل في وسائل الإعلام، بينما العالم العربي والإسلامي في أغلبه لا يتحدث عن هذا الموضوع.
بعض المفكرين يقولون هذا بسبب مشكلة أمريكا مع الصين، ولذلك يثيرون هؤلاء الناس ونحن لم نرى أمريكا ولا غيرها.
هناك ظلم وإبادة جماعية، الجيش لا يقتل الشعب بالرصاص والطائرات، ولكن بطريقة إذابة شعب في ثقافته وإخراجه من هويته القومية.
والصين تمارس هذا الإرهاب في هذا الوقت، ولكن الدول العربية تقدم للصين مجاناً دون مقابل ما تطلبه الصين.
وأحياناً دون أن تطلب الصين منهم شيئاً وهذه هي المشكلة، أن تبيع الصين بضائعها للدول العربية المستهلكة، وهي المستفيد تجارياً.
وبسبب البضائع الصينية فإن كثيراً من المنتجات المحلية في الدول العربية انقرضت، والمصانع ماتت لأنها لا تستطيع منافسة البضائع الصينية.
ورغم ذلك الصين هي المستفيد الوحيد في هذه العلاقة والدول العربية مع الأسف الشديد مع الموقف الصيني.
المسؤولون العرب والصين
المذيع: عند زيارة مسؤول سعودي للصين أدلى بتصريحات نقلتها القناة الصينية مؤيدة لموقف الصين ومشيداً بإجراءاتها.
وعن حقها في مكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي، كيف استقبلت كمسلم هذا التصريح من دولة المفترض أنها تحمي المسلمين ومقدساتهم؟
محمود: جدي رحمه الله، جمع لمدة عشرين عاماً أموالاً ليحج، وجميع التركستانيين يفعلون مثله، ليذهبوا للحج.
وعندما نرى عربي بملابس عربية، يبكي الناس في بلادنا من الفرح، أنهم قد رأوا أحد أولاد النبي عليه الصلاة والسلام.
بالنسبة لنا الموقف الأخير أبكانا، ونحن نسمع في الأخبار أن مسلمين في بعض الدول يتعرضون لمضايقات. حينها قلقنا من هذا.
فليس هناك أشد من هذا، لا نطلب منهم ذلك. أن يقال هذا الكلام في السعودية، ويقدمون كل شيء مجاني للصين.
وحتى الدول الغربية تعيب على العالم الإسلامي ذلك، ولماذا لا تتحرك منظمة المؤتمر الإسلامي والدول الإسلامية؟
لأنه ليس هناك دور للدين في السياسات الخارجية في كثير من الدول العربية، مع الأسف الشديد.
ونحن نتمنى من الدول الإسلامية أن يكون لهم موقف إنساني كأي دولة محترمة في العالم أو أن يعبروا عن القلق.
هل هناك فعلاً إرهاب في تركستان؟ ليس هناك إرهاب، بل الإرهاب الوحيد هو إرهاب الدولة الصينية.
ما المطلوب من العالم الإسلامي
المذيع: ما المطلوب من العالم الإسلامي، ومن المسلمين تجاه قضية مسلمي الإيغور ؟
حبيب الله: نحن كتركستانيين نرى أنه إذا استمر هذا الوضع سيتم القضاء علينا، وهذا أمر مفروغ منه.
الصينيون وضعونا بين خيارين، إما أن نصبح صينيين بلا دين وبلا هوية وبلا انتماء قومي، وإما نموت.
العالم الإسلامي نحن جزء منه، والآن نطلب من الدول والشعوب الإسلامية أن يقفوا معنا موقفاً إنسانياً ودينياً، فنحن جميعاً مسلمون.
في تركستان وفي كل بيت، يوجد حافظ للقرآن، والله لا أبالغ. وحتى الأخوة العرب الذين يذهبون إلى تركستان يرون ذلك.
وأحدهم قدم من مكة، وقال إن القراء في تركستان أكثر من مكة. فأنا حافظ للقرآن وأختي وابني فنحن متمسكون بديننا.
وهذا سبب تعرض الصينيين لنا. لذلك نطلب من أحرار العالم وكل الناس الذين يملكون ذرة من الإنسانية أن يقفوا معنا.
هل يساعد المسلم أخاه المسلم
المذيع: كيف يستطيع الناس أن يقفوا معكم؟
حبيب الله: كلٌ بقدر استطاعته، أقله أن يقاطع البضاعة الصينية ولا يشتريها، لأن الصين تبيع أسوأ ما لديها للدول العربية.
والصين لديها مصالح كبيرة مع الدول العربية، لذلك كل شخص يساعدنا في الإعلام، لأن الصين مخادعة جداً.
نحن مظلومون بكل معنى الكلمة ولا نبالغ، وهذا ليس أمراً سياسياً بل أمر إنساني، ونحن حقاً مظلومون.
نحن نعلم ما يدور في بعض الدول العربية، ولكن والله ليس هناك أحد يتعرض للظلم أكثر منا.
فأنا منذ ثلاث سنوات انقطع الاتصال بيني وبين أهلي ولا أدري ما حدث لهم. أخي عمره 17 سنة حكم عليه 7 سنوات لأنه صلى في مطعمه.
فالحكومة الصينية تعتبر من يصلي خارج المسجد غير قانوني. وبعدما عرفوا أنه أخي زادوا عشر سنوات أخر.
ثلاثة من أخواتي في معسكر اعتقال مع أزواجهن، وثلثي أسرتي في معسكر الاعتقال، والصين ترفض الاعتراف بأن لديها معتقلات.
بل يقولون أنها مراكز إعادة تأهيل، والله معظم الدكاترة التركستانيين وأساتذة الجامعات والفنانين معتقلون.
وحتى حاكم الصين نفسه، لأنه من الإيغور تم اعتقاله.
التعتيم الإعلامي على قضية الإيغور
المذيع: هل هناك تعتيم إعلامي شديد؟
حبيب الله: نعم تعتيم إعلامي شديد، وإلا لماذا يغلقون تركستان عن العالم، لماذا لا يسمحون للصحفيين بالذهاب إلى تركستان؟
وإذا كان أهالينا أحياء، لماذا لا نستطيع أن نتصل بهم، وأن نتحدث معهم عن طريق برامج النت؟
الآن مع كثرة برامج الاتصال أصبح العالم قرية صغيرة، ونحن في هذا الوقت لا نعرف ما حدث لأهلنا وأسرنا.
أستاذ محمد اسأل أي تركستاني يعيش خارج بلده، لا يعرف ماذا أصاب أهله، من ظلم.
قضيتنا ليست قضية دينية فقط، وإنما قضية إنسانية، لذلك أي شخص يعتبر نفسه إنساناً ليقف معنا، ويقول للصين أن تتوقف.
هذا ظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.
الأمان خارج تركستان أين هو
محمود: بالنسبة للمطلوب من العالم العربي، فقط هو إعطاءنا الأمان كتركستانيين مقيمين في الدول العربية والإسلامية.
منهم طلاب وتجار مقيمين، فكثير من الدول العربية تعاونت مع الصين مع أننا نقيم في هذه البلاد.
وقد تم القبض على بعض الطلاب من مسلمي الإيغور في إحدى الدول العربية.
الآن أصبحنا نخاف من الذهاب إلى بعض الدول العربية، لأنه سيتم القبض علينا في أي لحظة وتسليمنا إلى الصين.
على الأقل إن لم يستطيعوا أن يصرحوا بأي تصريحات ضد الصين، على الأقل يعطوا الأمان للمقيمين التركستانيين في هذه البلاد.
لكن هذا غير موجود.
حبيب الله: قبل مدة أعيد ثلاثة شباب من السعودية وعندما وصلوا المطار، ربطوهم في سيارة وداروا بهم في شوارع تركستان.
وأشاروا على أنهم إرهابيون استعدناهم من السعودية، يعني أن إخوانكم سلموكم لنا، ويشمتون فينا بأن إخواننا يسلمونا لهم.
والكثير من التركستان يعيشون في الدول الأوروبية، كتبوا هذا عاقبتكم أيها المسلمون لأنكم تقولون أن العرب إخوتنا.
الأمريكان والأوروبيون يقفون معنا وإخوانكم العرب يسلمونكم لأنكم من مسلمي الإيغور.
المذيع: شكراً جزيلاً لك أستاذ حبيب الله كوساني عضو الهيئة العليا لمسلمي تركستان الشرقية.
وكذلك الشكر موصول إلى الأستاذ محمود محمد مسؤول العلاقات الخارجية في جمعية علماء مسلمي تركستان.
شكراً لكم متابعينا على طيب المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر يوتيوب قناة الجزيرة