إسلامشخصيات

من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة


الشيخ سعيد الكملي

عاتكة بنت زيد بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. الصحابية القرشية العدوية الشاعرة الفاضلة.

هي أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي بنت عم عمر بن الخطاب فإن عمر رضي الله عنه، هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى.

زواج عاتكة من عبد الله بن أبي بكر

وكانت رضي الله عنها من الصحابيات البارعات الجمال، شاعرة حكمية، تزوجها عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.

فأغرم بها وأولع بها حتى شغلته عن أعمال القرب، فأمره أبو بكر رضي الله عنه بتطليقها،فقال في ذلك: يقولون طلقها وخيم مقامها مقيماً تمني النفس أحلام النائم

وإن طلاقي أهل بيت جمعتهم على كبرة مني لإحدى العظائم

أراني وأهلي كالعجول تروحت إلى بوها قبل العشار الروائم

فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه ذلك عزم عليه أن يطلقها فطلقها فتبعتها نفسه، فدخل عليه ابوه مرة فسمعه يقول:

أعاتكة ما أنساك ما ذر شارق و ناح قمري الحمام المطوق

أعاتكة قلبي كل يوم وليلة إليك بما تخفي النفوس معلق

 ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها في غير جرم تطلق

لها خلق جزل ورأي ومنصب وخلق سوي في الحياء ومصدق

فلما سمع أبو بكر رضي الله عنه قوله ذلك رق له فأمره أن يراجعها فراجعها فقال فيها:

أعاتكة قد طلقات في غير ريبة وروجعت للأمر الذي هو كائن

كذلك أمر الله غائد ورائح على الناس فيه ألفة وتباين

وما زلت وما زال قلبي للتفرق طائراً وقلبي لما قد قرب الله ساكن

ليهنك أني لا أرى فيك سخطة وأنك قد تمت عليك المحاسن

وأنك ممن زين وجهه وليس لوجه زانه الله شائن

فحضر عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما غزوة الطائف مع الرسول صلى الله عليه وسلم فأصابه سهم فمات منه بالمدينة شهيداً رضي الله عنه.

زواجها من زيد بن أبي بكر

فخطبها بعده زيد بن الخطاب رضي الله عنه، هذا في قول طائفة من أهل السيرة ، وبعضهم يقول إنما لم يتزوجها زيد.

عبد الله بن أبي بكر كان جعل لها طائفة من ماله ولما مات كي لا تتزوج بعده.

فلما مات قالت هي ترثيه:

رزئت بخير الناس بعد نبيهم، وبعد أبي بكر وما كان قصرا

فآليت لا تنفك عيني حزينة عليك ولا ينفك جلدي أغبرا

فلله عينا من رأى مثله فتى أكر وأحمى في الهياج وأسبرا

إذا شرعت فيه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا

زواجها من عمر بن الخطاب

فأرسل إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطبها، وقد علم ما واطأت عليه زوجها من أنها لا تتزوج بعده وجعل لها تلك الطائفة من ماله.

فقال لها عمر: قد حرّمت ما أحل الله، فردي إلى أهله ماله، فردته فتزوجها عمر رضي الله عنه.

وكانت شرطت عليه ألا يضربها وألا يمنعها من المسجد إذا أرادت الخروج إليه، ولذلك كان لا يمنعها وهي لا تمتنع إلا أن يصرح وهو لا يصرح.

ثم لما قتل عمر رضي الله عنه قالت ترثيه:

عين جودي بعبرة ونحيب ولا تملي على الإمام النجيب

فجعت المنون بالفارس المعلم يوم الهياج والتثويب

قل لأهل البؤس والضراء موتوا قد سقته المنون كأس شعوب

زواجها من الزبير بن العوام

فخطبها بعده الزبير بن العوام رضي الله عنه فشرطت عليه ما شرطت على عمر رضي الله عنه، فقبل، فلما تزوجها احتال حيلة لئلا تخرج إلى المسجد.

كمن لها في موضع تمر منه إذا خرجت لصلاة العشاء فلما مرت أمامه ضرب بيده على عجزتها فرجعت إلى البيت وقالت إن لله وإنا إليه راجعون فسد الناس.

وإنما هو زوجها، ثم لم تخرج بعد إلى المسجد.

فلما استشهد الزبير بن العوام رضي الله عنه في يوم الجمل، قال ترثيه:

غدر ابن جرموذ بفارس بهمة يوم اللقاء وكان غير معرد

يا عمرو لو ناديته لوجته لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد

كم غمرة قد خاضها لم يثنه عنها طرادك يا ابن فقع القردد

ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله فيما مضى ممن يروح ويغتدي

شلت يمينك إن قتلت لمسلماً حلت عليك عقوبة المتعمد

فيقال أنه خطبها بعده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أضن عليك من القتل.

زواجها من الحسن بن علي

فيقال أنه تزوجها بعده، الحسن بن علي رضي الله عنه فمات عنها وكان ذلك آخر أزواجها.

فكان بعد ذلك أهل المدينة يقولون، من طلب الشهادة فليتزوج عاتكة. لأنه تزوجها عبدا لله بن أبي بكر فقتل شهيداً، ثم تزوجها زيد على قول  فقتل شهيداً.

ثم تزوجها عمر بن الخطاب فقتل شهيداً، فتزوجها الزبير بن العوام فقتل شهيداً، فمن طلب الشهادة فليتزوجها.

من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة / سعيد الكملي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى