إسلام

من هم الرسل أولو العزم

الرسل أولو العزم من الرسل والأنبياء الذين فضلهم الله تعالى واصطفاهم على سائر عباده.

وقد فضّل الله بعض الأنبياء على البعض الآخر وأفضلهم هم الرسل أولو العزم.

فكان أفضل أولو العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وأفضلهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.

وقال تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنَا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القِيامَةِ ولا فَخْرَ، وبيدِي لِواءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ، وما من نَبيٍّ يومَئِذٍ آدَمَ فمَنْ سِواهُ إلّا تحتَ لِوائِي، وأنا أوَّلُ شافِعٍ، وأوَّلُ مُشَفَّعٍ، ولا فَخْرَ.

الرسل أولو العزم

الرسل أولو العزم

موجزة عن الرسل أولي العزم وأولهم:

نوح عليه السلام

بعثه الله تعالى إلى قومه فكان أول رسول يرسله الله إلى الناس في الأرض.

وكان بداية ضلال قوم نوح أنهم أخذوا يعبدون أصناماً بناها من قبلهم لرجال صالحين منهم تخليداً لذكراهم بعد مماتهم.

وقد بقيت تلك التماثيل فترة من الزمن حتى هلك الجيل السابق، فاتخذ الناس تلك التماثيل أصناماً يعبدونها من دون الله.

قال الله تعالى: وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا.

وقد قام نوح بدعوة قومه إلى الإيمان، والتوحيد، وإفراد العبادة لله تعالى وحده، واستخدم معهم كافة الأساليب حتى يؤمنوا بالله.

قال الله تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا.

ودعا نوح قومه سراً، كما دعاهم علناً بصوت مرتفع، وأمرهم باستغفار الله تعالى، وذكرهم بأجر التائبين المستغفرين من رزق وفير.

قال تعالى: ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا*ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا*فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا.

لكنهم قابلوا نوحاً عليه السلام ودعوته بالعصيان، والإصرار على الضلالة، ومكروا للنبي مكراً عظيماً، حتى يئس من دعوتهم فدعا عليهم.

قال الله تعالى: وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا.

وكانت زوجة نوح عليه السلام تعين قومها على زوجها، وتتهمه بالجنون ولم تؤمن بدعوته، فاستحقت العذاب مع القوم الكافرين.

وحين أوحى الله تعالى لنوح أن يصنع السفينة ويحمل عليها من كل شيء زوجين وأبحر فيها لم تنج زوجته وولده.

وكان قد صبر نوح عليه السلام في دعوته حينما لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.

إبراهيم عليه السلام

إبراهيم عليه السّلام هو إبراهيم الخليل، ثاني الرسل أولو العزم .

تزوج إبراهيم عليه السلام من سارة التي لم تنجب، فوهبت له أمَتها هاجر فرزقه الله تعالى منها إسماعيل عليه السلام.

ثم بشرته الملائكة بإسحاق عليه السلام  بعد إسماعيل بثلاث عشرة سنة، فحَمَدَ إبراهيم ربه على ما أكرمه.

قال الله تعالى: الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ.

موسى عليه السلام

موسى عليه السلام ثالث الرسل أولو العزم أرسله الله تعالى برسالة الحق إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة وتوحيد الله.

لكن فرعون تكبر وطغى حتى أنكر وجود الله تعالى وقال بأنه هو الرب الأعلى فأهلكه الله تعالى ومن تبعه بالغرق.

ونجّى موسى عليه السلام ومن تبعه من بني إسرائيل من آل فرعون.

وقد لاقى موسى عليه السلام وأخوه هارون عليه السلام وبني إسرائيل الويلات والعذاب الشديد من فرعون وقومه.

لذلك استحق فرعون غضب الله عليه بأن أغرقه في اليم وقذف بجسده إلى الشاطئ ليكون عبرة.

وكان قد أرسل الله تعالى على قوم فرعون آيات عذاب ليتوبوا عن كفرهم منها الضفادع والدم والقمل والجراد وموت الأولاد.

قال تعالى : فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ.

عيسى عليه السلام

المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو أحد الرسل أولو العزم عليهم السلام، وآخر رسول أرسله الله إلى بني إسرائيل.

دعا النبي عيسى عليه السلام بني إسرائيل أن يرجعوا إلى دين الله ويتركوا ما دخل إلى شرائعهم من تحريف وتبديل.

وكانت له معجزات باهرة تصديقاً لنبوته وتأييداً لرسالته كإحياء الموتى بإذن الله، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله.

وكان يصوِّر من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وكان يُنبئهم بما يأكلون وما يدَّخرون في بيوتهم.

وصدَّقه طائفة من بني إسرائيل وممن صدقه ولازمه الحواريون وكان يجاهر بدعوته ويجادل المنحرفين ويدلهم على الله عز وجل.

فضاقوا به ذرعاً واجتمعوا على أن يتخلصوا منه بقتله وصلبه كما كانوا يفعلون فيمن يحكمون عليه بالقتل، فرفعه الله إليه.

قال الله تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا.

محمد صلى الله عليه وسلم

آخر الرسل أولو العزم وخاتم النبيين عليه صلوات الله وبركاته، عندما بلغ النبي أربعين سنة نزل عليه الملَك بغار حراء.

وبلغه رسالة ربه إلى قومه ليهديهم لترك عبادة الأصنام والشرك بالله والعودة إلى التوحيد والإيمان، لكنهم حاربوه وكادوا له.

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبو بكر إلى المدينة وتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

وكان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس أخلاقاً وأجودهم وأصدقهم وأكرمهم عشرة، قال الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ.

وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأَعفهم وأكثرهم تواضعاً وحياءً،يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يَقبل الصدقة ولا يأكلها.

يأكل ما وجد ولا يردّ ما حضر، وكان يَمر به الهلالُ ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في بيته نار. يجالس الفقراء والمساكين ويَعود المرضى ويمشي في الجنائز.

قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى