زوجات علي بن أبي طالب وأولاده : سنتحدث لكم عن النشأة التي بدأت بها تلك الأسرة العريقة القيادية، من الأصل العظيم والنسب الشريف، لسيد من سادات العرب، في أسرة اعترفت لها العرب بالسيادة والشرف والمكانة، وهي أسرة النبي صلى الله عليه وسلم.
يشترك علي بن أبي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد عبد المطلب، من بني هاشم ومن بني قصي بن كلاب، ذلك السيد العظيم في تاريخ العرب، يقول الشاعر في مدحهم:
وورث فرع المجد من آل هاشم وجاء كريماً من كرام أماثل
عاش مع النبي صلى الله عليه وسلم ووالده أبو طالب، كان المدافع الأكبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبناء أبي طالب الذين هم أخوان وأخوات سيدنا الإمام علي.
وهذه الأسرة هي أقرب أسرة للنبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي نشأ في بيت أبي طالب، وعلي بن أبي طالب نشأ في بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
فكان هناك تقارب شديد في هذه الأسرة، وعندما نتحدث عن علي بن أبي طالب وأسرته، فنتحدث عن أسرة النبي صلى الله عليه وسلم.
زوجات علي بن أبي طالب
نبدأ بأول امرأة تزوجها سيدنا علي رضي الله عنه، هي فاطمة الزهراء، بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فأي شرف أعظم من هذا.
يشير النبي صلى الله عليه وسلم، أنه لم يكن من النساء إلا أربع، آسيا زوجة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد.
وكانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، فكانت مكانتها عظيمة في الإسلام، فهي امرأة كاملة بوصف النبي صلى الله عليه وسلم.
كاملة في الشرف والكرم والأخلاق، ولما تزوجها علي رضي الله عنه لم يتزوج عليها أبداً، إلى أن ماتت رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
عاش معها علي بن أبي طالب كل هذه الفترة الطويلة، وهي الزوجة الوحيدة، صحيح أنه تزوج الكثير من النساء ولكن ذلك كان بعد وفاتها.
بقية زوجات علي بن أبي طالب
ثم تزوج علي بن أبي طالب أم البنين بنت حزام، وليلى بنت مسعود بن خالد من بني تميم، وأسماء بنت عميس وكانت زوجة أخيه جعفر رضي الله عنه، وهي من المعظمات في الإسلام.
وتزوج الصهباء أم حبيب بنت ربيعة من بني تغلب، وتزوج سيدنا علي أيضاً أمامة بنت أبي العاصي بن عبد عزة بن عبد شمس بن عبد مناف.
وقد كانت أم أمامة هي زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو يكون قد تزوج بنت النبي صلى الله عليه وسلم وحفيدته.
وتزوج كذلك خولة بنت جعفر بن قيس وهي من بني بكر بن وائل، من القبائل العربية الشهيرة المعروفة، وتزوج أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي، الذي يعتبر سيد من سادات العرب.
وتزوج علي بن أبي طالب أيضاً من محياه بنت أمرء القيس أمير الشعراء من بني كلب، وغيرهن من النساء لم يثبت في التاريخ أسماءهن.
أولاد علي بن أبي طالب
من هذه الزوجات كان لعلي بن أبي طالب أولاد وبنات، فقد ولد لعلي رضي الله عنه من فاطمة رضي الله عنها، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وريحانتي الرسول صلى الله عليه وسلم.
يقال أنه جاءه ولد منها ثالث اسمه محسن مات صغيراً، ولكن هناك اختلاف بين الرواة في محسن، وقد ثبت أن له من فاطمة ابنتان زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى.
عندما يقال الكبرى، أي جاءت بنت أخرى بنفس الاسم لعلي من امرأة أخرى، لهذا يقولون الكبرى والوسطى والصغرى لتمييزهن.
وولد له بعد وفاة فاطمة لما تزوج أم البنين بنت حزام، العباس وجعفر وعبد الله وعثمان، وهؤلاء كلهم قتلوا مع الحسين رضي الله عنه في كربلاء.
أما من ليلى بنت مسعود فجاء عبيد الله وأبا بكر، وهؤلاء الذين يتبجحون ويقولون، أن هناك عداء بين علي وأبو بكر، بل كان علي يحب أبو بكر ويفتخر به حتى سمى واحد من أولاده بأبو بكر.
وقد اختلفوا في هذين الولدين، فقيل أنهما قتلا مع الحسين في كربلاء، وقيل أنه قتلهم المختار بن عبيد الذي سيطر على العراق بعد كربلاء.
أما أسماء بنت عميس العظيمة فقد ولدت له يحيى ومحمد الأصغر، ويقول المؤرخ هشام لم يكن لهما عقب أي أولاد، وقال المؤرخون أن محمد الأصغر قتل مع الحسين في كربلاء.
والصهباء زوجته الأخرى، فقد ولدت له عمر بن علي بن أبي طالب، وهذا دليل أنه لا عداء بينهما فقد كان علي بن أبي طالب يحب عمر بن الخطاب حباً شديداً.
وعمر بن علي عمر في حياته حتى سن الخامسة والثمانين سنة، وأخذ نصف ميراث علي رضي الله عنه ومات في ينبع في البحر الأحمر.
بقية أولاد علي بن أبي طالب
ومن الصهباء جاءته رقية بنت علي رضي الله عنها، ومن أمامة جاءه منها ولد سماه محمد الأوسط، ومن خولة جاء محمد الأكبر المشهور بابن الحنفية.
فاشتهر اسمه محمد بن الحنفية لأنه من خولة الحنفية، وكان من عظماء الإسلام وعلماءه الكبار والفقهاء، وكان يحب أخويه الحسن والحسين حباً شديداً، توفي محمد بن الحنفية في الطائف.
وأم سعيد ولدت أم الحسن ورملة الكبرى، ومحياه بنت امرء القيس جاءته بفتاة صغيرة، ماتت وهي صغيرة، وقد جاءه بنات كثيرات لم تسمى أسماء أمهاتهن اللواتي ولدتهن.
مثل أم هانئ وميمونة وزينب الصغرى ورملة الصغرى، وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة، وخديجة وأم الكرام وأم سلمة، وأم جعفر وجمانة ونفيسة.
وكلهن بنات علي رضي الله عنه، فقد كان لديه 31 ولد وبنت، منهم 14 ذكر و17 أنثى، فخلف جيلاً عظيماً كان لهم مكانة في تاريخ الإسلام.