الإلحاد : نشرت حلقة فيها رد على يا محاسن الصدف للدحيح فلفت نظري في التعليقات، أن كثيراً من المتابعين له يدافعون عنه.
ويقولون لا تظلم الدحيح ما هو إلا ناقل للعلوم والنظريات. ويمكن يصيب ويمكن يخطئ، لكن ليس قصده نشر الإلحاد.
ولا ينفع أن تقيس على حلقة واحدة من حلقاته.
ومع أن توجه الدحيح كان واضحاً تماماً في تلك الحلقة، إلا أني عدت وتابعت حلقات كثيرة له.
فرأيت أن أكثر هذه الحلقات فيها ترويج للإلحاد تحت ستار العلم والمادية.
وحتى تعرفون الدحيح وأمثاله إلى أين يتجهون، وتفهمون الصورة كاملة سنبدأ بمقدمة في غاية الأهمية، ولن نطيل فيها.
الفرق بين الإيمان بالله و الإلحاد
بيّنا في رحلة اليقين أننا آمنا بالله من خلال العقل والفطرة والعلوم التجريبية.
الإلحاد يبدأ من الإصرار على نتيجة محددة مسبقاً، إنكار وجود الله، كما بيّنا في المخطوف. لكن الإلحاد لا يعترف بذلك.
لأنه سيظهر جاحداً ومصراً على النتيجة مقدماً، وليس محادياً ولا علمياً. ويتستر الإلحاد عادة بستار التفسير المادي المحض للوجود.
فيدّعي بأنه لا يعترف بشيء اسمه غيب وإنما بالأشياء المادية فقط.
لكن لما أصر الإلحاد على مخالفة أدلة الفطرة والعقل والعلم الحقيقي، واستثنى وجود الخالق أصبح الكون والحياة بلا تفسير.
عنده كلها فجوات وجاء الإلحاد ليسد هذه الفجوات بتفسيرات غيبية لكنها غبية، كما بيّنا في المرة الماضية.
حسناً، ما دام اضطريت للغيب يا إلحاد في المحصلة، لماذا لا تعترف بوجود الخالق؟
الغيب الحق الذي تدل عليه الأدلة كلها بدل الغيبيات الغبية خاصتك؟ لا، كل شيء إلا الخالق.
وحتى لا يظهر الإلحاد متزمتاً، فإنه يتستر بالعلم التجريبي، وعندما تتأكد من أدلته تجد أنها علم مزيف Pseudoscience.
أو علم حقيقي يدل على الله، لكن الإلحاد يعكس دلالته ليجعله دليلاً لنفي وجود الله.
الحلقات التي تابعتها للدحيح تدور حول هذه الطرق، ولمن يتابع معنا رحلة اليقين، فهذه الحلقة تمريناً تطبيقياً على أسلوب الدحيح.
بعدما تناولنا أسلوب عدنان إبراهيم حتى تتعلم كيف تسمع بشكل ناقد.
الضبط الدقيق للكون
الدحيح نفى الضبط الدقيق المقصود للكون بحلقة يا محاسن الصدف، وعوّض عنه بفكرة الأكوان المتعددة Multiverse الصدفية.
ثم نسب الدحيح خلق الإنسان إلى التطور الصدفي، ونفى الضبط الدقيق في جسم الإنسان، مستخدما أدلة كاذبة في هذا كله.
ونفى فطرة الإنسان بالتشكيك في وجود غاية من الحياة، ونزعة التدين والضرورات العقلية والنزعة الأخلاقية والإرادة الحرة.
وأعطى تفسيرات مادية للموت والحياة، وادعى قدرة الإنسان على إحياء الموتى، ولمح إلى اعتبار أن الله ليس له وجود حقيقي.
وإنما معنى اخترعه الإنسان.
وللمستغربين من قولنا الدحيح يروج للإلحاد، انتبه فطريقته مختلفة عن شريف جابر وأمثاله، الذين يقولونها مباشرة: أنا أريدك أن تكفر.
الدحيح لا يتكلم عن الإسلام بشكل مباشر، وإنما يهدم عندك القواعد التي يبنى عليها الإسلام، كالفطرة والإيمان بالخلق والروح.
ويتظاهر بأنه يتكلم بالعلم. فأنت لا تحس بأنه يهاجم دينك، لكنك تبدأ بالشك رويداً رويداً. ومصادر معلوماته هي كتب الملحدين.
وللذين يقولون أن الدحيح ينقل علوماً ويضع مصادراً، لماذا إذاً لا ينقل إلا من كتب الملحدين المليئة بالعلم الزائف والغيبيات؟
لماذا لا ينقل من الأبحاث المحترمة التي تبين أن هذه النظريات كلام فارغ؟
وحتى لو أحضر الدحيح أبحاثاً حقيقية، لماذا يستدل بها استدلالات خاطئة ليثبت أفكار الإلحاد ؟
خلق الإنسان والكائنات الحية
تعالوا نفندها واحدة واحدة. تكلمنا عن الضبط الدقيق للكون، وتشكيك الدحيح فيها في حلقة يا محاسن الصدف. فلنأتي للكائنات الحية.
إن لم يكن لهذه الكائنات خالق خلقها عن قصد وعلم وحكمة فكيف جاءت؟ يجيب الدحيح بحلقة شاورما الديناصورات بأنه تطور.
طبعاً الغريب أن الدحيح تجنب تماماً ذكر داروين واسم كتابه ونظرية التطور طوال الحلقة ويقول كتاب 1859
يقول الدحيح: في سنة 1859 أحد العلماء لا نعرف إسمه في الحقيقة نشر كتاباً لا نعرف إسمه كان يتكلم عن أصل الأنواع.
أمامنا هذا الدليل من الحفريات المرعب والذي يحوي هذا الخليط الفظيع الذي تنبأ به كتاب عام 1859.
هل أنت مستحي يا دحيح أن تواجه جمهورك بهذه الأسماء أو ماذا؟
ألديك دليل عن صحة كلامك عن تطور الكائنات بعضها عن بعض؟
حفرية Archaeopteryx
يقول الدحيح طبعاً، حفرية Archaeopteryx تمثل حلقة انتقالية بين الزواحف والطيور. ويمكن اعتبارها أول طائر.
ويقول الدحيح عن الديناصورات: يقول اتفاق في المجتمع العلمي، أن هؤلاء أجداد العشرة آلاف نوع من أنواع الطيور الموجودون حاليا.
وقد بينت في حلقة طرزان وبأوراق من مجلات science و nature أنه لا اتفاق من المجتمع العلمي في هذا الأمر.
وذكرتُ الأبحاث التي تنفي أن Archaeopteryx حلقة وصل مع الطيور، لكن الدحيح ينتقي ما يعجبه ويدّعي الإجماع عليه.
عدا عن أني بيّنت في حلقة من سرق المليون، لماذا فكرة الحلقات الانتقالية من أساسها فكرة كوميدية تحايلية للغاية.
الإنسان له ذيل
في نفس حلقة شاورما الديناصورات، يأتي الدحيح بدليل آخر على التطور، خاصة تطور الإنسان:
عندما بدأ يرى الأشياء التي تدعى Atavism المخفية في الحمض النووي لدينا من آثار أجدادنا، ستجد أحياناً أطفال يولدون بذيل.
إذن، نحن أجدادنا حيوانات بذيل، والدليل الأولاد الذين يولدون بذيل.
وقد بينت في حلقة ذيلك الذي لا تعرف عنه الكثير، أن هذه كذبة قديمة بدأها داروين في كتابه أصل الإنسان.
وذلك بناءً على التشابه الخارجي وأن هناك أبحاث علمية لباحثين، بعضهم من أتباع نظرية التطور في Nature وغيرها.
بينّت أن ما يسمى بالذيل البشري هو في الواقع نموات وزوائد من نسيج دهني وألياف. ليس فيها عظام ولا غضاريف.
يعني لا علاقة لها بالذيل الخاص بالحيوانات، ويمكن أن تظهر هذه الزوائد في أماكن عديدة عند الرقبة مثلاً، كما في ورقة في مجلة Nature.
فما يسميه الدحيح وأمثاله ذيلاً هو في الحقيقة مرض له أسماء علمية Spinal Dysraphism أو Spina bifida أو Lipoma.
وليس ذيل دال على أصول حيوانية. لكن الدحيح يستخدم أي خرافات قديمة ويتظاهر أنه يعرض علماً محايداً وله مصادر.
الضبط الدقيق في جسم الإنسان
طيب إذا كان الإنسان جاء بتطور بالصدفة يا دحيح، كيف تفسر الضبط الدقيق والإتقان والإحكام في جسم الانسان؟
يجيبك الدحيح في حلقة ألوان زمان، من قال لك أن جسم الإنسان متقن بل فيه عيوب تعالوا لنرى:
الدحيح: تحت القرنية هناك عدسة تركز الضوء، وعينيك قد تطورتا بشكل كبير عبر التاريخ. إذن، نحن وصلنا لقمة الإعجاز للبشر.
وهذه أصبحت أعظم وأحسن شيء. لا أريد أن أفاجئك وأقول لك، لكن عينيك يا بني آدم فيها بعض العيوب.
طبعاً يا إخواني إن كذبة عين الإنسان فيها عيوب، روجها الكاتب الملحد الذي يستدل به الدحيح في حلقاته ريتشارد دوكينز.
وكنا رددنا عليها في حلقة أحرجتك، والتي بينا فيها بالتفصيل من الأبحاث العلمية أن تركيب العين الذي يعيبوه هو ضرورة.
وحل فائق Superior Solution لاستغلال مساحة العين كما في مجلة Vision Research.
وأن هذا التركيب يعرّض الضوء لعشرات أنواع الخلايا المختلفة، قبلما يصل لخلايا الشبكية، مما يزيد قوة ونقاء الإبصار.
كما في أبحاث المجلات PNAS و Nature. وموقع phys.org التطوري ينص على أن وجود الخلايا الحساسة في مؤخرة الشبكية ميزة تصميمية.
وأن القول بأن العين ستكون أفضل لو أن الخلايا كانت في مقدمة الشبكية هو حماقة. والدحيح ترك الأبحاث العلمية كلها.
ويستشهد بحماقات ريتشارد دوكينز والتي بيّنا بالتفصيل أمثلة عن كذبه وتزويره للعلم، في سبيل إقناع الناس أن لا إله.
الفطرة في الإنسان
طيب يا دحيح تعال لنتجاوز جسم الانسان. كيف تفسر وجود الفطرة فيه؟ ماهي الفطرة؟
أي الإنسان عند مولده يكون لديه جذور لنزعة التدين واللجوء للقوة العليا، وضرورات عقلية مثل مبدأ السببية.
أن لكل حادث سبب ونزعة أخلاقية من حب الخير وكراهية الشر. وشعور بأن حياتنا لها غاية والذي يسمى بالغائية.
وإرادة حرة في أن نعمل الأشياء أو لا نعملها ونتحمل مسؤولية اختياراتنا. هذا كله من الفطرة التي تشكل مأزقاً للملحدين.
لأن وجود الفطرة يعني ضرورة وجود تدخل خارجي من ذي قوة مريدة عليمة، ولا يتم تفسيرها بمجرد تفاعلات بيوكيميائية عشوائية.
تصور أن شخصاً يقول هذا جهاز كمبيوتر تكون بمحض الصدفة، تركبت أجزاؤه وتناسقت دون صانع. وأنما ريح هوجاء جمعته هكذا.
فتحنا الكمبيوتر، فوجدنا فيه نظام تشغيل كامل متناسق، وبرامج لكل منها غاية. كيف تفسر هذه البرامج أيها الملحد؟
يعني إذا بلعنا أكذوبتك المضحكة عن الهاردوير، فكيف تفسر وجود السوفت وير على الجهاز؟
التفاعلات البيولوجية الكيميائية المجردة والطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي في نظرية التطور. لو سلمنا بأنها يمكنها خلق إنسان وبث الحياة فيه.
هذه المعاني العمياء كيف لها أن تودع في نفس الإنسان هذه المكونات الفطرية المتناسقة الموجهة؟ وفي كل نفس جديدة تولد؟
تخبط الإلحاد في تفسير الفطرة
هنا الإلحاد يتخبط غاية التخبط. فمن الملحدين من يبحث عن أسباب مادية لهذه المكونات الفطرية. فنقول لهم:
لنفترض جدلاً أنكم وجدتم جينات لنزعة التدين، وأخرى للضرورات العقلية ومجموعة ثالثة للأخلاق، وجينات للشعور بوجود هدف للحياة.
ما هذه الحزمة المتناسقة الموجهة التي تجعل الناس مؤمنين بوجود خالق، محبين لعبادته، ملتجئين إليه، مالكين لضرورات عقلية كالسببية.
يستدلون بها على وجوده، ونزعة أخلاقية منسجمة مع أوامره، وشعور بالغائية يدفعهم إلى البحث عن مراده والإلزام به؟
إن وجدتم بالفعل أسباباً مادية للمكونات الفطرية، فما هي إلا دليل آخر على عظمة الخالق، الذي أودعها في البشر، وكامل بينها وجعلها منسجمة مع أوامره الشرعية.
ولو كانت المسألة مسألة جينات وتفاعلات بيوكيميائية، فكيف تفسر الإرادة الحرة للإنسان؟ والتي هي من الفطرة أيضاً؟
وإلا فالإنسان دمية تحركه جيناته باتجاه محدد ومحسوم بدون اختيار، أم أن هناك جينات تجبره أن يكون حراً في اختياراته؟
هنا اضطر الإلحاد إلى إنكار الفطرة، اضطر إلى أن ينكر الأشياء التي يدركها الناس عن أنفسهم بالبديهة أصلاً.
وقد تكلمت بالتفصيل عن أزمة الإلحاد مع الفطرة، في الحلقات من 3 إلى 12 من رحلة اليقين.
وإذا تابعتها سترى الردود العلمية، وتفهم تماماً الدحيح وأمثاله إلى أين يذهبون بنا .
ستجد الدحيح في حلقاته يطرح طرحاً إلحادياً مع وحدة واحدة من مكونات الفطرة التي تكلمنا عنها، الغائية.
يعني الشعور بوجود غاية وهدف من الحياة، نزعة التدين، الضرورات العقلية، النزعة الأخلاقية، والإرادة الحرة.
الهدف من الحياة
أما بالنسبة لوجود هدف من الحياة، فقد انتشر مقطع لشخص يسأل الدحيح عن الهدف من الحياة. ويريد منه نصيحة للشباب.
إجابة الدحيح كانت صادمة، لدرجة جعلت المخدوعون فيه أن يقولون أنه كان يمزح.
لكن عندما تراه يستدل بكتّاب معينين كي يبرهن لك عن جوابه ولا يغير كلامه بعدها، وعندما ترى إجابته متوافقة مع نظرته المادية وطرحه الإلحادي فستعلم أنه لم يكن يمزح.
السؤال كان: نريدك أن توجه رسالة للشباب الذين لا يملكون أي هدف في الحياة؟
الدحيح: وما المشكلة الحياة بلا هدف.
السائل: أنت لك أهداف كثيرة.
الدحيح: ألم تقرأ ألبرت كامو وسارتر في كتبهم الوجودية، التي تفترض أنه ليس هناك أي معنى للحياة.
السائل: لا، أكيد هناك معنى للحياة، الإنسان الموجود على سطح الأرض يكون له متطلبات وله أهداف معينة.
الدحيح: حسناً، الأهداف كلها موجودة هي أننا نريد أن نأكل ونشرب ونتكاثر.
نأكل ونشرب ونتكاثر، قال الله تعالى: وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ.
يقول لك هي الحياة بلا هدف، أي لا يوجد مكان لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*
ليس لعمارة الأرض بما يرضي الله، ولا لدخول الجنة والنجاة من النار.
وما زال هناك أناس لديهم شك، أن الدحيح ينشر الإلحاد والعدمية والعبثية.
نزعة التدين
أما بالنسبة لنزعة التدين فيكفيك أن تشاهد حلقته مؤمن في المريخ لترى الاستخفاف بالدين والتدين.
ومع ذلك فهو لا يكثر من الحديث عن التدين، بل يتكلم في أمور لله فيها قول فصل، ويأتي بأقوال مصادمة على أنها علم، وكأن الوحي ليس له أية قيمة.
وللأسف الشديد ترى البعض يعلق، بأنه لماذا تدخلوا الدين في كل أمر، وهؤلاء لا يفهمون العلاقة بين مصادر العلم من عقل وفطرة وخبر صادق كالوحي والعلم التجريبي.
الوحي علم، الآيات والأحاديث الصحيحة علم، ولا يمكن أن يتعارض العلم الحقيقي مع الوحي قطعي الدلالة وتفسيره الواضح تماماً.
فإذا عارض العلم التجريبي، فلا بد أن يكون هذا العلم زائفاً. كما بيّنت كثيراً في رحلة اليقين.
ولو أن هناك تعارض بين العلم التجريبي والوحي، فالسبب الخلل في فهمنا للوحي، والتوفيق بين الوحي والعلم له قواعد وأصول.
أما أن نقول لا تدخلوا الدين في العلم فهذا جهل شديد، ومن يقول ذلك فإنه يحتاج أن يراجع حلقة المخطوف.
الضرورات العقلية
أما الضرورات العقلية فهي التي يبنى عليها العلم الشرعي والعلم الدنيوي. فمثلاً علاقة السببية، أن كل شيء حادث له سبب.
وبالتالي الكون والإنسان لا بد لهما من سبب لوجودهما. والعلوم قائمة على رصد العلاقات السببية.
في حلقة السبب، يشكك الدحيح في السببية من أساسها، ويذكر رأي دافيد هيوم الذي يشكك بوجود علاقة سببية بين الأشياء.
سيقول قائل: يا أخي إنه يطرح كلام دايفد هيوم، ولا يقول أنه يؤيده.
مرة أخرى، لماذا طروحات المؤيدة للإلحاد وما الفائدة من طرحها دون الرد عليها؟
النزعة الأخلاقية
أما النزعة الأخلاقية ففي حلقة أخلاق الأطفال، يقر الدحيح أننا نملك نزعة أخلاقية لحب العدل وكره الظلم، موجودة فينا.
لكنه يشكك في صلاحيتها وعدالتها، لأنه يدّعي أن هذه النزعة الأخلاقية موجهة فقط لمن هم مثلنا أي منحازة Biased.
فيقول الدحيح: الملخص على حد فهمي من هذه الأبحاث، أنها ترينا أننا نوعاً ما موجود في مخنا أخلاق جاهزة.
نولد بهذا الكون بأخلاق معينة، منها أشياء جيدة جداً ونبيلة، لكن الجيدة والنبيلة غالباً تذهب إلى من يشابهنا.
نحن نحب المشابهين لنا ومستعدون أن نرضى بالظلم ونرضى بالعرقلة للذي لا يشابهنا ويختلف عنا.
أن الدحيح لا يتكلم عن أن الفرد فينا يألف الذي يشبهه أكثر، ولا يتكلم عن تلوث أخلاق بعضنا عندما نكبر، وتغير معايرنا الأخلاقية بحيث نرضى بالظلم.
هو يقنعك أن المعايير الأخلاقية معطوبة أساساً، منحازة أساساً منذ الطفولة. ما معنى هذا الكلام، هذا الكلام له نتيجتان خطيرتان:
أن وجود هذه الأخلاق لا يدل على خالق. وكنت قد شرحت وجود الأخلاق في فطرتنا، هو من الأدلة على وجود خالق.
يحبب الخير والعدل للناس، ويكرّه إليهم الشر والظلم. لكن حسب الدحيح فهذه الأخلاق منحازة، فنرضى بالظلم والشر لمن يختلفون عنا.
لمجرد أنهم مختلفون عنا، وبالتالي هذه النزعة الأخلاقية ليست عادلة ولا حكيمة. وليست دليلاً على خالق حكيم أو أي شيء.
النتيجة الخطيرة الثانية، أن هذه الأخلاق لا يعتمد عليها. لأنها ليست حق مطلق بل نسبية ومنحازة
تفسير الإلحاد للشذوذ الجنسي
انتبه من أن الدحيح يقول هذا الكلام في ختام حلقة بدأ بها بالسؤال التالي:
لو أحضرنا طفلاً ووضعناه في جزيرة، عندما يكبر قليلاً ويرجع إلينا، ما الذي سيقوله لنا ما الأفعال التي ستضايقه؟
هل سيرضى بالظلم، هل سيرضى بالأذى، هل سيخون هل سيحترم أبوه وأمه هل سيحب المثليين؟ هذه الأسئلة مهمة جداً.
تريدنا أن نفهم أننا عندما لا نحب المثليين، فببساطة لأنهم لا يشبهوننا ومختلفين عنا، وليس لأن الشذوذ شيء خبيث؟
إذن سنرضى بالظلم والعرقلة لهم، ومنعهم من ممارسة شذوذهم، وطبعاً ستفهم هذا الكلام عندما نرى كيف الدحيح ينكر الإرادة الحرة.
وبالتالي فالشاذ بحسب الدحيح إنسان مجبور على أفعاله الشاذة. فالأخلاق حسب الدحيح ليست قيم حقيقية مطلقة، ليس فيها حق وباطل.
وإنما لما جاء الدحيح ليعرف الشر عرّفه كالتالي:
أن ممكن في يوم من الأيام نقدر أن نعالج الشر، ممكن أن نعالج أي صفة المجتمع ينبذها.
وطبعاً هذا تعريف قابل للتغير. والمثلية أي الشذوذ في مجتمعات كثيرة ليست تنبذها، وبالتالي هي ليست بالضرورة شراً حسب الدحيح.
تبرير الإلحاد للإباحية والشذوذ الجنسي
هذا طبعا غير أن الدحيح يتكلم في حلقة فيلم وثائقي، عن فوائد الأفلام الإباحية وكيف أنها وصلت العالم ببعض.
ويقول عن الصور الجنسية:
عزيزي المشاهد ال Porn هو الذي بسببه مدّت الكابلات و Infrastructure التي صنعت الإنترنت، الإنترنت حالياً والذي يعتاش منه الكثيرون.
وينسب الدحيح الفضل للصور الإباحية في انتشار الطباعة والميكروفيلم وغيرها. ولن أستغرب إذا بدأ الدحيح يروج بصراحة أكثر للشذوذ الجنسي.
بعد أن مهد له بحلقة هو وهي ودوائر الهوية، وسيكون رفضك للشذوذ ظلم وعرقلة لهم، لأنهم ببساطة مختلفين عنك وليس لأن الشذوذ في ذاته شيء خبيث.
طيب الدحيح بنى هذا الكلام كله على أي أساس؟ على تجارب Paul bloom. ومن هو بول بلوم هذا؟
الدحيح: هنا يأتي دور عالم النفس الشهير Paul Bloom الذي ذكرته في الكثير من حلقاتي، وأنا صراحة أحب هذا الرجل، ومحاضراته العظيمة والموجودة على النت مجاناً.
بول بلوم هو صاحب مقال: هل الإله صدفة؟ ويقول فيه أن الأطروحات الدينية العامة تنتج بالصدفة، كناتج ثانوي لنظمنا العقلية.
هذا هو بول بلوم الذي يحبه الدحيح، يمثل الملحدين في المناظرات ويدلك على محاضراته المجانية على النت.
بول بلوم ليس طفلاً، ولا في جزيرة. بل ملحد يريد أن يجد تفسيراً إلحادياً للأخلاق.
هل الدحيح ناقل لهذه لأبحاث أم مؤمن بها
طيب وماذا في ذلك، حتى لو كان ملحداً، هذا لا يؤثر على صدق وأمانة أبحاثه؟
لا، إذا كنت تعتقد هذا الكلام، فأنت بحاجة شديدة إلى أن تحضر حلقة: تزييف العلم الشذوذ الجنسي مثالاً.
كي تعرف أن هذه الحيادية في مجال الأبحاث، التي توظف توظيفاً عقدياً، أن هذه الحيادية مجرد خرافة مضحكة.
طبعاً عدا عن خيبة الإستدلال بتجربة بلوم.
الدحيح: المفاجأة كانت أن الأطفال الطاهرين، الذين يحبون الذي يساعد، ويعرفون كيف يفرقون بين الظلم والعدل.
كانوا يختارون ويحبون الذي يعرقل الذي اختار نوع مختلف من الشوكولاتة.
الاطفال اختاروا الروبوت الذي يعرقل فتح الشوكولاتة المختلفة عن النوع الذي يحبونه. ويبني الدحيح على هذه التجربة.
والتي الله أعلم بمدى صحتها، لرجل ملحد مثل بلوم، يبني عليها نتائج خطيرة كالتي رأيناها. ليشعر الشباب أنه يروج للعلم.
إذن، فالدحيح تعامل مع المكونات الفطرية الأربع السابقة بالطرق المختلفة التي ذكرناها، والتي اعتدناها تماماً في الطرح الإلحادي.
الإرادة الحرة
بقي رقم خمسة، الإرادة الحرة وهي أكثر ما ركز عليه الدحيح، لأنها أكثر ما يزعج الملحدين ويبيّن سخف طروحاتهم.
إذا كان الإنسان مجرد مادة محكومة بقوانين بيولوجية وكيميائية وقليلاً من الكهرباء في الخلايا العصبية، فنحن لسنا إلا روبوتات مسيرة لأعمال معينة بلا اختيار.
فكيف تفسر وجود إرادة حرة يا إلحاد؟ وهي حقيقة لا أحد يقدر على نكرانها.
أن الإنسان يختار في أفعاله، أن يشتري أو لا يشتري، يتكلم أو لا يتكلم، يكتب او لا يكتب.
كاهن الإلحاد ريتشارد دوكينز، عندما سئل إن كان هناك أي تفسير مادي تطوري للإرادة الحرة، أجاب كالتالي:
إنه سؤال مفزع بالنسبة لي حقيقة،لأني ليس لدي رأي مدروس حول هذا الموضوع. لديّ نظرتي المادية للعالم.
وأعتقد أن الأمور تتحدد بطريقة عقلانية من خلال أحداث مسبقة، وهذا يجعلني ألتزم برأي مفاده أنني عندما أظن أن لدي إرادة حرة، وعندما أعتقد أنني أمارس حرية الإختيار، فأنا أخدع نفسي.
فإن كانت حالاتي العقلية تحددها الأحداث المادية، فهذا يبدو أنه يتناقض ويتعارض مع الإنطباع الآتي القوي للغاية الذي يقول بأن لدينا جميعاً إرادة حرة.
ومع ذلك فالملحدون اختاروا أن يضحكوا على أنفسهم، ويقنعوا الناس بخلاف ما يعلمونه حقيقة من الإرادة الحرة.
وزوروا في سبيل ذلك الأبحاث أو حرّفوا دلالتها. والدحيح مهمته أن يعيد كلامهم لكن باللغة العربية:
خرافة الجين الأناني
الدحيح: السؤال الأهم، هل فعلاً هذا ما تريده الجينات، ستقول لي وما دخل الجينات بالموضوع؟
ما دام هذا ما أريده؟ في كتابه The Selfish Gene الجين الأناني، عالم الأحياء الشهير ريتشارد دوكينز.
إنه لشيء مضحك أن تتصور أن لديك حرية إختيار، ويقنعك الدحيح بكتاب دوكينز، الذي اعترف بنفسه أن الإرادة الحرة مأزق.
نشر رضا زيدان كتاباً فيه نقد علمي لخرافة الجين الأناني وتبيان تبعاتها الأخلاقية القذرة. والمجتمع البيولوجي يشير للجين الأناني بإزدراء.
كما في هذه المقابلة مع البروفيسور إدوارد ويلسون:
المذيع: حتى لا يكون هناك أي مجال للشك، فهذه الفكرة الكلمة الخاصة بالجين الأناني، هل تعتقد أنها تعتبر الآن رؤية عنيفة أو نسخة قديمة لنظرية الانتقاء الطبيعي؟
البروفيسور: لقد تخليت عن هذه الفكرة، وأعتقد أن أهم العلماء الذين يعملون عليها تخلوا عنها كذلك.
ربما لم يزل هناك بعض المدافعين عنها. ولكنهم ظلوا صاميتن نسبياً أو كلياً تقريباً. تقريباً منذ صدور ورقتنا البحثية الأساسية هذه.
يشير ويلسون إلى ورقته المنشورة في Nature. ومع ذلك لا يزال الدحيح يستشهد بالجين الأناني.
هل الدحيح مقلد للملحدين أم ملحد فعلاً؟
الدحيح يقلد الملحدين حتى في الصور التي يستخدمونها. فعندما الملحد سام هاريس يؤلف كتاب الإرادة الحرة ويقول في أوله الإرادة الحرة وهم.
ويصف الإنسان فيه بأنه Biochemical Puppet يعني دمية كيميائية حيوية، فيقوم الدحيح في حلقة السيطرة على المخ، يعيد نفس الكلام بل ويستخدم نفس فكرة غلاف كتاب سام هاريس.
ويقول في الحلقة:
في النهاية إن الإنطباع الحالي لدى العلماء، أن حركاتك وذكرياتك وأحاسيسك ومشاعرك وخيالك، عبارة عن بعض الكهرباء والكيمياء وخلايا عصبية.
لماذا لا نقدر أن نتحكم في مخنا، لم لا نتحكم في إدماننا، لم لا نتحكم في عواطفنا، وعندما قلت هذه الأشياء لماذا لا يكون هو الذي يتحكم بك.
لا نتحكم في إدماننا، بل دماغنا هو الذي يتحكم فينا.
في حلقة نصك الملحد، يقول الدحيح:
بهذه الأسئلة نحن نرجع لأحد أهم المعضلات الفكرية في التاريخ، هل الإنسان مسيّر أو مخيّر. وفي هذه الحالة يمكن أن يكون مسيّر.
لكن في هذه الحالة النصف الشمال يصنع قصة جيدة تفهّمه أنه مخيّر بعد أن يتخذ القرارات.
أي يمكن لنصف دماغك اليمين إجبارك على فعل، ثم يقوم النصف الشمال بفبركة قصة تقنعك أنك مخيّر وأنت لست مخيراً.
الإلحاد ونفي الإرادة الحرة
الملحدون يركزون على نفي الإرادة الحرة، ليس فقط للتخلص من مأزق الفطرة، ولكن أيضاً لتبرير كل الرذائل الأخلاقية كالشذوذ الجنسي.
بل ودعوتهم هذه تنتج تبريراً للإجرام. وفي حلقة السفاح يقول الدحيح:
الجانب الذي ليس له أهمية في صناعة السفاح، جينات هرمونات تغيرات في المخ.
وفي نفس الحلقة:
مجموعة اكتشافات مثل هذه، على قدر ما هي مرعبة في أنها تجعلنا ننظر للإنسان ككائن حيوي لديه جينات تلعب مع الطبيعة الإثنان خياراته فيهما محدودة.
يعني جيناتك المادة الوراثية خاصتك، أنت لا تتحكم بها والبيئة الطبيعة لا تتحكم فيها، وهما اللتان تسيّراك وبالتالي فأنت مسيّر ولست مخيّر.
وفي حلقة السيطرة على المخ يقول: نحن فقط عن طريق تغيير كهرباء معينة في المخ، نجعل أناساً معينين يقبلون بالظلم.
في حلقة مخيّر أم مخيّر، ينسب الدحيح التحرش بالأطفال لالتهاب في منطقة في الدماغ ويقول:
قصة مثل هذه لو فكرت فيها، سترعبك، تظهر أن تغييرات بسيطة في المخ، يمكنها تغيير شهواتنا وميولنا وتصرفاتنا، وتغير قدرتنا على التحكم في هذه الأشياء.
طبعاً الدحيح سيحضرها لك في قالب التفهم لهذه الفئة من الناس، ومحاولة مساعدتهم بدل الانتقام منهم بالعقوبات.
هل هذه هي الرسالة التي تصل للشباب؟ أم التطبيع مع الرذائل بحجة أننا مجبورون؟ ويا ترى لمصلحة من هذا؟
لمصلحة من يشاع في مجتمعات المسلمين، أن الإنسان مجبور على الرذائل الأخلاقية والجرائم؟
وطبعاً الشباب الذين يقتنعون بكلام الدحيح، سيصبح لديهم شك عقدي، لماذا ربي يحاسبني على أفعالي إذا كنت مسيّر؟
إحياء الموتى
قال تعالى: ( إذ قال إبرهيم ربي الذي يحي ويميت) يقول الدحيح، نحن أيضاً نحي ونميت.
في حلقة إحياء الموتى يدّعي الدحيح أن العلم يقترب من إحياء الموتى:
أنا أريدك أن ترفع سقف طموحاتك أكثر، لماذا أساساً لا نحي الموتى؟ الـ DNA فيه جميع المعلومات عنك، كل صفاتك موجودة في حمضك النووي.
انتبه لما يقول، كل المعلومات والصفات. ويقول لو أخذنا الـ DNA من أناس ميتين وخلاياهم مجمدة، وحقناها في خلايا جذعية.
ووضعنا الخلايا في رحم إمرأة، سينتج طفل نسخة طبق الأصل. فيمكن أن ننتج نسخة طبق الأصل عن أينشتاين مثلاً.
مع أن هذا الكلام فارغ تماماً، لأنه حتى لو تم فلا يسمى إحياءً للميت. ومع أن الدحيح يستخدم نفس استعباط الملك الذي قال له إبراهيم عليه السلام:
( ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبرهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظلمين)
والمعلومة التي انطلق منها الدحيح كاذبة، أن DNA خاصتك فيها كل المعلومات والصفات عنك، حتى الصفات الأخلاقية والنفسية والشخصية والذكاء.
أما من المشاهدات البديهية فمعروف أن التوائم لها نفس DNA، وينشئون بنفس الظروف، ومع ذلك تختلف شخصياتهم إختلافاً كبيراً.
وأما كتفسير علمي، ففي علوم Epigenetics استطعنا أن نفهم أن نفس شريط الـ DNA يمكن أن يقرأ بطرق مختلفة.
وينتج عنه أشياء مختلفة. وأن وجود جين معين لصفة سلوكية معينة، أمر يكذبه علم الجينات الحديث.
في البحث المنشور عام 2008 في Nature يبيّن أن عامة الصفات الجسمية بعد فك الشيفرة الوراثية يستحيل حصرها في جين معين.
أو حتى بمجموعة من الجينات، فكيف بالصفات السلوكية التي هي أعقد من الجسمية والتي تتأثر بال DNA وبال Epigenetics وبالبيئة.
وهذا كله جسمي وأنت لست جسمي فقط، لك نفس ولك روح وهذا الذي يحاول الإلحاد والمادية أن ينفوه.
الموت
في حلقة ليه بنموت، فالدحيح يسخر من وجود ملك الموت ويسخر من الموت. ويبني الحلقة كلها على خرافة الجين الأناني.
طبعاً أنت دون أن تشعر نفى عندك حاجز الروح؛ فيحل محل الغيب الحق والذي هو الروح خرافة الجين الأناني.
وسأختم لكم بمقال أخير من ترويج الدحيح للإلحاد.
ذات الله والإلحاد
في حلقة تجارة الأفكار، يقول الدحيح: هذا هو الذي يميز الإنسانية، أنها تقدر على اختراع أفكار ليس لها وجود موضوعي.
نقدر أن نمسكه ونلعب به، وتقدر مع الوقت أن تطور هذه الأفكار وتزيدها تعقيداً. أفكار مهمة تسهل التعاون ما بيننا.
أفكار مثل النقود والدولة والقانون والوطنية. مع إنها تستمد قيمتها منا نحن إلا أنها تؤثر فينا.
أفكار ليس لها وجود حقيقي تستمد قيمتها منا نحن. إذا كنت أريد أن أعرف أكثر عن هذه الأفكار، أقرأ لمن؟
يجيبك الدحيح:
في كتاب موجز تاريخ الغد للكاتب يوفال نوح حراري، يستغل هذه التجارب والقصص في أن يسأل ما الفرق بيننا كبشر وبقية الحيوانات؟
ويبين لك الدحيح جواب حراري عن السؤال:
البشر قادرون على التعامل مع بعضهم بهذا الشكل دوناً عن بقية الحيوانات، لأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يخترع أفكار.
محاضرة حراري الإلحادية
حسناً، لنرى حراري هذا ، ما قصدك يا حراري بالأفكار التي يخترعها الإنسان؟ تعالوا نسمع حراري الكاتب الإسرائيلي الملحد:
وفي المقابل، يستخدم البشر لغتهم ليس فقط لوصف الواقع، ولكن لخلق حقائق جديدة، حقائق خيالية . فالإنسان يقول مثلاً:
أنظر، هناك إله فوق هذه الغيوم، وإن لم تفعل ما أمرك به، فبعد موتك سيعاقبك الله ويدخلك النار.
ولو صدقتم جميعاً هذه القصة التي قمت باختراعها، فستتبعون جميعاً نفس المعايير والقوانين والقيم، وهنا يمكننا أن نتعاون.
البشر يتعاونون من خلال الإيمان بنفس القصص الخيالية، فيجتمع الملايين منهم لبناء كنيسة أو مسجد.
أو للقتال في حملة صليبية أو للجهاد، لأنهم جميعاً يؤمنون بنفس القصص عن الإله والجنة والنار.
الدحيح في حلقته ذكر كل ما ذكره حراري إلا الإله والجنة والنار.
تكلم عن مبدأ أن الإنسان يخترع أفكار ليس لها وجود حقيقي، وأحالك على كتاب وكاتب يعتبر الله والجنة والنار أفكار.
هؤلاء العلماء الذين يستدل بهم الدحيح، حراري الذي يتنبأ باحتمالية أن يتحول الأغنياء مستقبلاً إلى آلهة والفقراء إلى عديمي القيمة.
ودوكينز الذي بيّنت أمثلة من دجله الإلحادي ، وسارتر وكامو اللذين يقولا بأن الحياة بلا هدف.
وبول بلوك الذي يمثل الطرف الملحد في المناظرات والذي يقول عنه الدحيح أنه يحبه.
هؤلاء هم أحبة الدحيح، وتذكروا أن الدحيح يقول أن المشاعر النبيلة التي نملكها تذهب إلى الذي يشبهنا.
أليس ممكناً أن تكون يا دحيح أنك تحبهم لأنهم يشبهونك؟ وأنت تشبههم أيضاً؟
ما وجدته في حلقات الدحيح
ما رأيته في الحلقات التي تابعتها للدحيح. كل حلقة منها بلا استثناء فيها مشكلة، وأكثرها تركز مفاهيم إلحادية متسترة بالمادية.
والله أعلم بما سيأتي في الحلقات الأخرى الكثيرة التي لم أتابعها. وأنا أقول للشباب الذين أعترضوا عليّ المرة الماضية، وقالوا:
لا، الدحيح لا يروج للإلحاد.
إذا كنتم تابعتم الحلقات المذكورة للدحيح ولا ترون فيها دعوة إلحادية، فأظن كلامنا اليوم يجب أن يجعلكم تعيدون النظر.
هل تفهمون دينكم جيداً؟ هل عندكم حصانة فكرية كافية؟ هل رأيتم في حلقات الدحيح حلقة فيها كشف لأكاذيب الملحدين وبناء للإيمان على أساس علمي؟
ألم تلاحظوا أن الدحيح عندما يتعرض للدين يتعرض بنوع من الاستهتار، كما في حلقة مؤمن في المريخ:
لو سمحت نريد توكيل للحرم المكي في المريخ. حقك ما المشكلة، فرانشايز، لن نكون ضد التطور. وإن لم تخرج للحج خذ توكيلاً على عرفة ومزدلفة. هذه تجارة لن تبور.
( إن الذين يتلون كتب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقنهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور)
ليس قصده الاستهزاء بالآية، أليس كذلك؟ في المقابل هل رأيتم له حلقة فيها استدلال بآية أو ذكر لله على سبيل التعظيم؟
يا ترى الدحيح ينشر العلم الزائف عمداً أو لا يعرف؟ ما الذي يعتقده الدحيح بالضبط.
هذا كله لا يهمنا، ما يهمنا هو أن نبين أن الذي ينشره إلحاد وخرافات.
من يقف وراء الدحيح
حلقات الدحيح وطروحاته الإلحادية تبث على قناة AJ+، التي هي من حزمة الجزيرة.
والتي بثت قبل شهور وثائقيّ في سبع سنين والذي كان فيه تطبيع مع الإلحاد كما بيّنا.
لن نتكلم عن البرامج الأخرى التي تعرض في AJ+، والتي فيها استهزاء بشعائر إسلامية تحت ستار الكوميديا ونقد الواقع.
ونفس البلد يفتتح قناة العربي الجديد، بإشراف عزمي بشارة، وتبدأ القناة من البداية تتهجم على الخلفاء الراشدين.
وتضع كل إجماعات الإسلام موضع الشك، وهذه القنوات للأسف الشديد ممولة بثروات المسلمين.
الأمم في العادة تستغل ثرواتها للترويج لأفكارها وأديانها، والأمة الإسلامية تُستغل الثروات التي بأيدي أغنى دولها لهدم الدين ونشر الإلحاد.
وتحويل الشباب إلى مسوخ بلا هدف ولا عقيدة. وتتنافس هذه الدول في هذه العملية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
خطوات لمحاربة الإلحاد
نريد يا أخوان خطوات عملية:
أولاً – أصدقاءك، أولادك الذين تابعوا حلقات الدحيح، ياليت تجعلهم يشاهدوا هذه الحلقة والحلقة الماضية.
ثانياً – ننشر هذا الفيديو في الأماكن المناسبة على النت حتى نفتح عيون الناس.
ثالثاً – أدعوكم لمتابعة حلقات رحلة اليقين، التي هدفها مخاطبة العقل والفطرة بلغة علمية بالفعل، وبناء الإيمان على أسس قوية محصنة.
وتذكروا يا أحبة (( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .
أسأل الله أن يستعملني وإياكم في نصرة دينه، وكشف دجل الدجالين والسلام عليكم.
المصادر:
سلسلة رحلة اليقين – القناة الرسمية د. إياد قنيبي
Nonavian Feathers in a Late Triassic Archosaur
Archaeopteryx no longer first bird
An Archaeopteryx-like theropod from China and the origin of Avialae
Ancient Feathered Animal Challenges Dinosaur-Bird Link
The Human Tail: A Simple Skin Appendage or Cutaneous Stigma of an Anomaly?
Human tail–caudal appendage: tethered cord | Journal of Perinatology
The ‘human tail’ causing tethered cervical cord
Space-saving advantage of an inverted retina
Müller cells are living optical fibers in the vertebrate retina
Retinal bipolar cells: elementary building blocks of vision
Fiber optic light pipes in the retina do much more than simple image transfer
FREE WILL – Lawrence Krauss and Richard Dawkins