الحياة والمجتمعحول العالمقصص وحكايات

هيروشيما أبشع جرائم التاريخ


ما هو سبب استخدام القنبلة النووية على اليابان؟

هيروشيما أبشع جرائم التاريخ 

يقال أن الزمن قادر على محو أي ذكرى سيئة، ولكن في الواقع، بعض الذكريات والأحداث، من الصعب التغافل عنها أو نسيانها، وهناك ذكريات تكون مؤلمة لدرجة، من المستحيل أن تمحى.

إلى يوم 6 أغسطس 2019 يكون قد مضى 74 عاماً، على أحد أكثر الأعمال الإجرامية، على مر التاريخ البشري.

لو انتقلنا إلى مدينة هيروشيما اليابانية، في تاريخ 6 أغسطس قبل 74 عاماً، وفي الساعة الثامنة والربع صباحاً، توقف الزمن.

كل الساعات الموجودة في المدينة، توقفت عن العمل، بسبب تأثرها بإنفجار قنبلة، وللأسف الشديد، ليست ساعات المدينة فقط، هي التي توقفت.

بل إن الحياة داخل مدينة هيروشيما، توقفت بكل أشكالها وأنواعها، منذ دقيقة، كان هناك حياة ونبات، ومواطنين يعيشون في سلام.

ولكن بمجرد مرور دقيقة واحدة فقط، انقلبت الآية 180 درجة، والجنة الخضراء، تحولت إلى جحيم.

أهلاً بكم في عشوائيات، أنا عمرو عابدين، وسنتحدث عن حادثة هيروشيما، أبشع جرائم التاريخ.

القنبلة النووية على هيروشيما

في فترة نهاية الحرب العالمية الثانية، في أغسطس من عام 1945، قررت الولايات المتحدة الأمريكية، أن تشن هجوم نووي على اليابان.

كان السبب، هو رفض اليابان الاستسلام، أو الموافقة على شروط أمريكا، وباقي دول الحلفاء، زعماء بريطانيا والإتحاد السوفييتي سابقاً، والولايات المتحدة الأمريكية.

عقدوا مؤتمراً في مدينة بوتسدام الألمانية، وكان قائماً في الفترة بين 17 يوليو إلى 2 أغسطس، من عام 1945.

وقادة الدول خرجوا بمجموعة من القرارات، أهمها هو تهديد صريح لليابان، بأن تتوقف عن مساندة دول المحور، وتعلن استسلامها بدون أي شروط.

والقرار كان إهانة كبيرة لليابان، وتقليل من شأنها وإرادتها، ولهذا رئيس الوزراء الياباني، وباقي رجال الدولة، رفضوا القرار.

وتجاهلوا الفترة الزمنية، التي وضعتها لهم الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يستسلموا خلالها، وبالمقابل، عندما عرفت أمريكا برفضهم للقرار.

قرار أمريكا بإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما

اتخذت أسوأ قرار، حصل في تاريخ الكوكبِ، ألا وهو، إلقاء قنبلة نووية على اليابان، وهم على علم بما سيحصل من دمار.

أصدر الرئيس الأمريكي حينها، هاري ترومان، قرار بإلقاء قنبلة نووية، تحمل اسم قنبلة الولد الصغير، على مدينة هيروشيما اليابانية.

وفي 6 أغسطس من عام 1945، انطلق الطيار الأمريكي، إلى مدينة هيروشيما، وألقوا القنبلة على المدنيين، بلا رحمة.

وذهب ضحية الكارثة التي فعلوها، أكثر من 140 ألف انسان، وكانت هذه أول هجمة، تحصل باستخدام الأسلحة النووية، في تاريخ العالم.

كيف تم صنع قنبلة هيروشيما الولد الصغير؟

في عام 1934 اكتشف عالم ألماني اسمه أوت توهان، أن انشطار ذرة اليورانيوم، يولد طاقة هائلة جداً، ومن الممكن استخدام الطاقة، في الأغراض السلمية أو العسكرية.

وعندما تسرب الخبر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خافوا أن تصل ألمانيا إلى هذه التكنولوجية قبلهم، ولهذا أصدرت القيادة الأمريكية، أمراً بتصنيع القنبلة النووية، بأي شكل من الأشكال.

وفعلاً اختاروا المكان الذي بدأوا بتصنيع القنبلة فيه، وأمريكا اتحدت مع المملكة المتحدة وكندا، لصناعة أول قنبلة نووية، في مشروع أسموه مشروع مانهاتن.

والمشروع أثمر ثمرة خبيثة، فقد نجحوا في اختبار أول قنبلة نووية، في منطقة صحراء الموجوردو، التابعة لولاية نيو مكسيكو.

رفض الحكومة اليابانية تهديد دول التحالف

بعد انعقاد مؤتمر بوتسدام، بدأت الولايات المتحدة تهدد اليابان، بقلب قوي، بعد امتلاكها هذه القوة في القنبلة النووية.

وأصدروا بياناً رسمياً، قالوا فيه، لو اليابان لم تستلم، سنضطر أن ندمر كل قواتها المسلحة، بل سندمر الوطن الياباني بالكامل.

وطبعاً الحكومة اليابانية، رفضت الاستسلام كما قلنا، وعلى رأسهم الإمبراطور الياباني هيرو هيتو، الذي صرح بوجوب الدفاع عن رموز الامبراطورية اليابانية.

وعدم الخضوع لسيادة أي دولة ثانية، وكانت المفاجأة، أن أمريكا ألقت سلاحاً شيطانياً، على المدنيين في مدينة هيروشيما.

لماذا تم قصف مدينة هيروشيما؟

في يوم 11 مايو لعام 1945 كان هناك لجنة أمريكية، تحدد أي من المدن، التي من الممكن إلقاء القنبلة النووية عليها.

بحيث تكون مؤثرة بأكبر قدر، وتم ترشيح عدد من المدن، مثل مدينة كيوتو ويوكوهاما، وهيروشيما و كوكورا.

ولكن هيروشيما كانت الهدف المثالي لهم، مقارنة بالمدن الأخرى، التي تم ترشيحها، وهذا نظراً لأن هيروشيما حينها، كانت منطقة حضارية كبيرة، وتحتوي على مستودع عسكري وميناء. ومنطقة صناعية ومراكز اتصال، وعدد كبير من بيوت المدينة، كانت تحتوي على أسطح خشبية، وهذا يسهل مهمة إشعال المدينة كلها بالنيران.

والتلال المحيطة بالمدينة، ستحافظ على الانفجار بداخلها، وستجعله يشبه صدى الصوت، بحيث ينتقل ذهاباً وإياباً عدة مرات، وهذا سيركز من قوة وقسوة الانفجار.

الدقائق النهائية قبل القاء القنبلة النووية

بعد أن تم تحديد المدينة، التي سيتم قصفها، خرجت الطائرات الأمريكية من موقعها، لتدمير الهدف، وقبل الانفجار بحوالي الساعة.

اكتشف رادار الإنذار الياباني، اقتراب بعض الطائرات الأمريكية، من الجزء الجنوبي لليابان، وحددوا أنهم ثلاث طائرات، يحلقون فوق مدينة هيروشيما.

وقررت اليابان أن لا يعترضوا هذه الطائرات، لأنها موجودة فوق منطقة سكنية، وخمنوا أنها آتية في مهمة استطلاعية، نظراً لقلة عددهم.

ولم يتوقعوا أبداً، أن هذه الطائرات، ستشن أي هجوم على المدينة، ولكن الصدمة كانت، مع حلول الساعة الثامنة وربع، بتوقيت هيروشيما.

قوة وتأثير القنبلة النووية على هيروشيما

أطلق الطيران الأمريكي، القنبلة النووية من على ارتفاع 600 متر، وكانت تحتوي على حوالي 60 كيلو غرام، من اليورانيوم 235

وبعد مرور 57 ثانية فقط، سقطت القنبلة على المدينة، وانتشر تأثيرها المباشر، في مساحة قطرها حوالي ثلاثة آلاف ومائتي متر مربع.

وانتشرت الحرائق في كل الاتجاهات، بمتوسط مساحة 10 كيلو متر مربع، وخسرت المدينة، أكثر من 70% من المباني التي بها.

ومات في هذه الكارثة، أكثر من مائة وأربعين ألف انسان، هذا غير آلاف الجرحى والمصابين، بالحروق والاشعاعات، والأمراض الخطيرة.

ولك أن تتخيل، أن أضرار القنبلة الذرية، لم تتوقف عند فترة القاءها وفقط، ولكنها امتدت لسنوات طويلة، فالذي لم يمت في وقت الانفجار، توفي بعده بسبب الإشعاعات.

وتشير الدراسات، أن آثار القنبلة النووية على هيروشيما أنذاك، لا زالت موجودة في المدينة، إلى وقتنا الحالي.

ومن الجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة عندما كانت تشن غارة حربية على هيروشيما، على مكان فيه مدنيين، كانت تعلن عنها حتى يختبئ المدنيين.

إلا أنها قبل حادثة هيروشيما، لم تعلن اطلاقاً، أنها من الممكن أن تستخدم السلاح النووي، في التهديد ولا في القصف.

القنبلة النووية على ناغازاكي

وبعد اطلاق القنبلة النووية على مدينة هيروشيما، تكبدت اليابان خسائر بشرية، لا تستطيع أن تتحملها أي دولة أخرى في العالم.

ولكن اليابان، رفضت أن تعلن استسلامها، أمام الجهة التي دمرت وقتلت الشعب الياباني، ولكن الطامة الكبرى، أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد هيروشيما.

قررت أن تكرر نفس السيناريو مرة أخرى، حتى ترغم اليابان على الاستسلام، وبدل أن تخرج لتعتذر عن ما فعلت في هيروشيما.

تفاجأ العالم، أنه في صباح يوم 9 أوغسطس من عام 1945، وبعد ثلاثة أيام فقط، من حادث هيروشيما الأليم.

قررت الولايات المتحدة، أن تقصف مدينة جديدة، وانطلق الطيران الأمريكي، إلى مدينة يابانية أخرى، وهي ناغازاكي.

وكان الهجوم عبارة عن سرب، مكون من أربع طائرات، يحملون قنبلة نووية، تم تسميتها الرجل البدين.

وفي تمام الساعة 11 تم القاء القنبلة على المدينة، من ارتفاع 469 متراً، وبعد مرور ثلاثة وأربعين ثانية، اصطدمت القنبلة في الأرض، وتسببت بوفاة ثمانين ألف انسان، بأفظع كارثة انسانية بعد كارثة هيروشيما.

هل تتخيل بعد كل هذه الكوارث ما الذي سيحصل؟

قررت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ستستخدم قنبلة نووية أخرى، في الأسبوع القادم، من شهر أوغسطس، بالاضافة إلى ثلاثة قنابل، في سبتمبر، وثلاثة في أكتوبر.

وكأن المدنيين الذين يتم قصفهم، هم حيوانات وليسوا بشراً، فحتى الحيوانات، من المحرم أن يتم تعذيبها بهذا الشكل.

المهم أنه مع الوقت، القادة كانوا يناقشون الأوقات التي يتم القاء القنابل بها، وجائهم الرد من اليابان، وقرر الامبراطور أن يعلن استسلامه، حفاظاً على دماء شعبه.

اليابان كانت صامدة إلى حد النهاية، ولكن بعد حادثة ناغازاكي، كان من الضرورة أي يكون هناك توقف وتفكير، ولهذا قدمت الحكومة اليابانية، شروط للاستلام لدول الحلفاء.

وكان أهم شرط فيهم، أن لا يتم اعتراض صلاحيات الامبراطور، كحاكم للبلاد، وأصدر الامبراطور، خطاب أمام شعبه، شرح لهم الظروف المتعلقة بالوضع السياسي للبلاد.

وفي 15 أوغسطس من نفس العام، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، ووقعت وثيقة الاستسلام في 12 سبتمبر من نفس العام.

والذي بدوره، أنهى الحرب في منطقة المحيط الهادي، وانتهت الحرب العالمية رسمياً، بعدما وقعت ألمانيا هي أيضاً وثيقة استسلام، وتم اصدرا قرار بوقف استخدم الأسلحة النووية، في الحروب بعد ذلك.

 عشوائيات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى